قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة قسم خاص بجميع المواضيع المحذوفة و المُكررة والتي لاتنطبق على الشروط والقوانين والتي لا شأن لها في أي قسم من أقسام المُنتدى |
|
#1
|
||||
|
||||
لا غنى لنا عن الشريعة (للشيخ د. محمد حمد النجدي)
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاتة
ارجوا من الله ان الجميع بخير (موضوع جديد اول موضوع لي قي القسم الأسلامي العام) ابدأ السؤال : ما مدى حاجة المجالس النيابية للشرع والفقه الإسلامي ؟ الجواب : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه . وبعد : لا شك أن هذه القوانين التي تسن في مختلف المجالات ، سواء في التربية والتعليم أو التجارة أو الصناعة أو الاسكان أو المرور وغيرها ، هي من صنع البشر واجتهادهم ، ومبنية على علومهم ، وما كان كذلك فهو معرض للخطأ والصواب ، والحق والبياطل ولا بد من عرضها قبل سنها وإلزام الناس بها على أهل الاختصاص كل في موقعه ، ويكون في مقدمة هؤلاء علماء الشرع والفقه ، والعلم بالذكر من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، لأن المسلم يعتقد بلا شك أن هذا الدين قد كمّله الله له من جميع جوانبه ، كما قال تبارك وتعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) (المائدة : 3). قال ابن كثير: هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة ، حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه ، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلالَ إلا ما أحلّه الله ، ولا حرام إلا ما حرّمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، كل شيء أخبر به فهو حقٌ وصدق ، لا كذب فيه ولا خُلف ، كما قال تعالى: ( وَتَمَّتْ كَلِمتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً ) الأنعام : أي: صدقاً في الأخبار ، وعدلاً في الأوامر والنواهي . ويقول الشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله في هذا : " والقرآن مملوء بأحكامٍ وقواعد جليلة من المسائل المدنية والتجارية ، وأحكام الحرب والسلم ، وأحكام القتال والغنائم والأسرى ، وبنصوص صريحة في الحديد والقصاص ، فمن زعم أنه دين عبادة فقط ؟؟ فقد أنكر كل هذا وأعظم على الفرية ، وظن أنّ لشخص كائناً من كان ، أو لهيئة كائنة من كانت ، أن تنسخ ما أوجب الله من طاعته ، والعمل بأحكامه ، وما قال هذا مسلمٌ ولا يقوله ! ومن قاله فقد خرج عن الإسلام جملة ، ورفضه كله ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم !" انتهى . قلت : وقد قال عز وجل: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (النحل : 89 ). قال الطبري : نزّل عليك يا محمد هذا القرآن بياناً لكل ما بالناس إليه الحاجةُ من معرفة الحلال والحرام، والثواب والعقاب . وقال جل وعلا : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ) (الكهف : 54) . قال الشيخ السعدي : يخبر تعالى عن عظمة القرآن وجلالته وعمومه ، وأنه صرّف فيه من كل شيء ، أي : من كل طريق موصل إلى العلوم النافعة ، والسعادة الأبدية ، وكل طريق يعصم من الشر والهلاك ، ففيه أمثال الحلال والحرام ، وجزاء الأعمال ، والترغيب والترهيب ، والأخبار الصادقة النافعة للقلوب ، اعتقاداً وطمأنينة ونوراً ، وهذا مما يوجب التسليم لهذا القرآن وتلقيه بالانقياد والطاعة ، وعدم المنازعة له في أمر من الأمور ، ومع ذلك كان كثير من الناس يجادلون في الحق بعد ما تبين ، ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، ولهذا قال ( وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ) ( الكهف : 54 ) أي: مجادلة ومنازعة فيه ، مع أن ذلك غير لائقٍ بهم ولا عدل منهم ، والذي أوجب له ذلك وعدم الإيمان بالله ، إنما هو الظلم والعناد لا لقصور في بيانه وحجته وبرهانه انتهى . وقال سبحانه: ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (العنكبوت :51 ). قال الطبري : وذكر أن هذه الآية نزلت من أجل أن قوماً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسخوا شيئاً من بعض كتب أهل الكتاب ! أي : فأنكر الله عليهم ذلك ، كما ثبت في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه أخذه من التوراة في الحديث المشهور وقوله له : " أو متهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟!!". وقال الحافظ ابن كثير : أي : أولم يكفهم آية أنا أنزلنا عليك هذا الكتاب العظيم ، الذي فيه خَبَرُ ما قبلهم ، ونبأُ ما بعدهم ، وحُكْمُ ما بينهم ، وأنت رجلٌ أمي لا تقرأ ولا تكتب ، ولم تخالط الناس من أهل الكتاب ، فجئتهم بأخبار ما في الصحف الأولى ، ببيان الصواب مما اختلفوا فيه ، وبالحق الواضح المبين الجلي انتهى . فلا صلاح لهذه الأمة ولا فلاح ولا نجاح ، إلا بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ومنهج صحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، ولا غناء لها عن ذلك طرفة عين . والله تعالى أعلم بالصواب . كتبه الدكتور الشيخ محمد النجدي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع لا غنى لنا عن الشريعة (للشيخ د. محمد حمد النجدي): | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أرقام فرع الجزائر للشيخ محمد الهاشمي | أم سراب | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 1 | 03-05-2012 01:01 PM |
سلسلة إسطوانات *للشيخ محمد حسان* | MR..Matrix | قسم الصوتيات والمرئيات | 4 | 12-24-2011 02:27 PM |
عائلة خمس نجوم للشيخ محمد القايدي | Wolf H | قسم الصوتيات والمرئيات | 1 | 03-19-2011 03:43 AM |
إسطوانة الصحابة للشيخ محمد حسان | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 05-20-2009 12:31 PM |
إسطوانة الصحابة للشيخ محمد حسان | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 05-20-2009 12:00 PM |