.. لاتفـقد أعـز ما تمـلك .. ( قصة قصيرة),,,

.
.
مدخل,,

صدقاً هناك ماسيخرجك من ما أنت فيه بإذن الله ..!


.. المشهد الأول ..

خرج من بيته متجهاً إلى العمل , ولم يستطع إخفاء ما ألم به البارحة .

استغرب كل من رآه في معترك العمل فقد اعتادوه بشوشاً ؛ ويبادرهم السلام ولكن هذا اليوم هنالك

شيءٌ غريب.

اتجه له كل من رآه على حالته , ينشده ماذا دهاك وألم بك ؟

لم يجاوبهم بل أبعدهم من حوله (ابتعدوا عني لاتحشروا أنفسكم بما لايعنيكم ) أخذ بالصراخ عليهم.

تفرقوا جميعهم من حوله مستغربين.

فكيف لا,, وهم لم يسمعوه منذ ثلاثة عشر سنة يرفع صوته على أحد..
.. المشهد الثاني ..

خرج من مكتبه قرابة الساعة الثانية ظهراً , لقد انتهى موعد العمل وهم بالذهاب إلى بيته.

لم يكن مكان عمله بعيداً عن مكان إقامته فكان دائماً يمشي من وإلى بيته.

وحتى وإن كان بعيداً فسوف يمشي لأن هذه هي الوسيلة الوحيده للتنقل..!

وصل إلى العمارة التي يقطن بها وقد كان منهكاً من كثرة التفكير, صعد للدور الأول ثم الثاني ثم الأخير.

بحث عن مفتاح شقته بجيب بنطاله الأيمن؛ لكنه لم يتفاجئ عندما لم يجده لأن جيب بنطاله هذا كان مثقوباً..!

أخرج يده ووضع اليد الأخرى في الجيب الآخر ليخرج المفتاح, وبرعشة طفلٍ فقد لعبته فتح الباب ليدخل.
.. المشهد الثالث ..

تسللت خيوط شمس الظهر على تلك الأريكة المهترئة , وكان الهدوء يعم تلك الغرفة الوحيدة .

اتجه إلى الأريكة وجلس , وأخذ يفكر عميقاً وأخذ نفساً طويلاً ؛ وترك مكانه ليذهب إلى الطاولة المجاورة.

كان عليها مغلفٌ فتح بنظام وبجانبه ورقتين ..

رفع الورقتان لمستوى بصره وأخذ يقرأها ووقف عند جملة ..

(سوف يتم إعطاؤك مهلةً أقصاها شهرٌ واحد لتسديد كامل المبلغ)

فأطلق زفرةً طويلة.
.. المشهد الرابع ..

طرقَ الباب و بصوت ٍلم يكن مسموعاً لكنه سمعه نظراً للهدوء المخيف المخيم حوله.

اتجه إلى الباب ليفتحه, وإذا به صبيٌ بانت عظام وجنتيه وفي عينينه بريق البراءة.

ـ أريد بعض النقود فليس لدي ما آكله ياسيدي.

أراد أن يصرفه لكنه نظر لحال السائل فأخذته الشفقة فقد لبس ملابساً خرجت منها رائحة الشارع..

فأخرج محفظته من جيبه وفتشها جيداً ؛ ليس لدي ما أعطيك أنا آسف قال له..

لكن لدي باقي طعامي البارحة فتعال لتأكله , دخل الصبي الصغير وقد ارتسمت على وجهه إبتسامةٌ عريضة.

جلس على الطاولة وقدم له الطعام وقال كل هنيئاً لك , وبدون تفكير أخذ الصبي المسكين يأكل بشراهة .

وعندما انتهى شكر مضيفه وقال : لقد أطعمتني وقد كنت خائفاً أن لا أجد ما آكله اليوم.

وابتسم له الصبي شاكراً وخرج .
.
.
.
مخرج,,

كل هموم الدنيا ستزول بإذن الله إن لم نستسلم ونعلن الخضوع أمامها.

مما راق لي

تحياتي
أول غرامي