القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم) |
|
#1
|
||||
|
||||
ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
والصلاه والسلام على اشرف خلق الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. وبعد اهلا بكم في موضوعي الجديد الذي يتناول مسأله مهمه قد يغفل عنها البعض وهي الدعاء قد يلجأ البعض الى الدعاء اذا اراد شيئا من الله او نزلت به مصيبه فيدعوا الله ان يرفعها عنه وهذا لا خلاف فيه .. ولكن ما اجمل ان تدعوا خالقك في جميع الاوقات .. في الشده او الرخاء فلو كنت تنعم بالامن و الطعام و ما الى ذلك لا ضرر من دعائك ربك ان يديمه عليك او ان تسأله ان يرزقك توفيقه وما الى ذلك .. فالله يحب العبد الشكور . ولا ننسى ان الدعاء صله مباشره بين العبد وربه .. فليس هناك وسطاء كحال الدنيا بل تصل دعوتك الى الله بإذنه تعالى اترككم مع الموضوع امل ان يحوز على رضاكم لغة : الدعاء : مصدر من دعا يدعو دعاءً ودعوةً،أقامواالمصدرمقامالاسم، تقول : سمعت دعاءً ، كما تقول سمعت صوتًا ، وقد يوضع المصدر موضع الاسم كقولهم : رجلٌ عدلٌ ، وهذا درهمُ ضرب الأمير ، وهذا ثوبٌ نسج اليمن . أفاده الخطابي - - في ( شأن الدعاء ) ( [1] ) . والدعوة : المسألة الواحدة ، ويطلق الدعاء ويراد به معانٍ كثيرة ( [2] ) : فيأتي بمعنى الاستغاثة ، والنداء ، والثناء ، والسؤال والطلب ، والرغبة إلى الله تعالى ؛ ويأتي بمعنى التسمية ، وبمعنى العبادة . فبمعنى الاستغاثة كما في قوله تعالى : ] وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ [[البقرة:23]، وبمعنىالنداءكمافيقولهتعالى:] يَوْمَ يَدْعُوكُمْ [[الإسراء:52]،وبمعنى الثناء كما في قوله تعالى : ] قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ [ [ الإسراء : 110 ] ، وبمعنى السؤال كما في قوله تعالى : ]ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ [ غافر : 60 ] ، وبمعنى التسمية كما في قوله تعالى : ] لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا [ [ النور : 63 ] ، وبمعنى العبادة كما في قوله تعالى : ] إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [ [ الأعراف : 194 ] ، وقوله U : ] وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ [ [ يونس : 106 ] . فتلك المعاني تشترك في لفظ الدعاء لغة ، ولكن إذا أطلق لفظ الدعاء فيراد به الثناء على الله سبحانه ، أو الطلب منه U ، لاشتهاره بهذا المعنى ، وهو الحقيقة الشرعية ، أما إذا اقترن به ما يدلعلىغيرذلكفيحملمعناهعليه،كأنتقول: ألا تدعو فلانًا بكنيته ، فالمراد النداء أو التسمية .. وهكذا . ومعنى الدعاء شرعًا : استدعاء العبد ربه U العناية ، واستمداده إياه المعونة ؛ قاله الخطابي ( [3] ) ، فهو ثناء العبد على ربه وتعظيمه ، وطلب حوائجه منه سبحانه ؛ وقيل : هو الطلب على سبيل التضرع . حقيقة الدعاء : استشعار الافتقار إلى الغني ، والحاجة إلى المغني ، والذل بين يدي العزيز ، والضعف بين يدي القوي جل في علاه ، مما يعطي العبد القوة الحقيقية ؛ لأنه موصول بالقوي المتين ؛ وقال الخطابي : إظهار الافتقار إليه والتبرؤ من الحول والقوة ، وهو سمة العبودية ، واستشعار الذلة البشرية ، وفيه معنى الثناء على الله U ، وإضافة الجود والكرم إليه ، ولذلك قال رسول الله e : " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ " . ا. هـ ( [4] ) . [1]- شأن الدعاء : ص3 . [2] - انظر لسان العرب باب الواو فصل الدال ، وفتح الباري : 11/94 . [3] - شأن الدعاء : ص 4 . [4]- شأن الدعاء : ص4 ؛ والحديث رواه أحمد : 4 / 267 ، وأبو داود ( 1479 ) ، والترمذي (3372 ) ، والنسائي في الكبرى ( 11464 ) ، وابن ماجة ( 3828 ) ، وغيرهم عن النعمان بن بشير . قال الخطابي - : قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله والقضاء منه ، معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وقدره ، وليس الأمر كما يتوهمونه ، وإنما معناه : الإخبار عن تقدم علم الله بما يكون منأفعالالعبادوأكسابهم،وصدورهاعنتقديرمنه،وخلقٍلهاخيرهاوشرها. والقدر : اسم لما صدر مقدرًا عن فعل القادر ، يقال : قدَرت الشيء ، وقدَّرت ، خفيفة وثقيلة ، بمعنى واحد . والقضاء في هذا معناه الخلق ، كقوله تعالى : ] فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ [ [ فصلت : 12 ] ، أي خلقهن . وإذا كان الأمر كذلك : فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهم وأكسابهم ومباشرتهم تلك الأمور ، وملابستهم إياها عن قصد وتعمد وتقديم إرادة واختيار ، فالحجة إنما تلزمهم بها ، واللائمة تلحقهم عليها . وجماع القول في هذا الباب : أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر ، لأن أحدهما بمنزلة الأساس ، والآخر بمنزلة البناء ، فمن رام الفصل بينهما ، فقد رام هدم البناء ونقضه .ا.هـ المراد منه ( [1]) . فعلى هذا : فالقدر هو علم الله الأزلي بما تكون عليه المخلوقات . وأما القضاء فمعناه : إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته ( [2] ) . وهما متلازمان . والقضاء له وجهان : أحدهما تعلقه بالرب سبحانه ونسبته إليه ، فمن هذا الوجه يرضى به كله . والثاني : تعلقه بالعبد ونسبته إليه ، فمن هذا الوجه ينقسم إلى ما يرضى به ، وإلى ما لا يُرضى به ؛ ومثال ذلك : قتل النفس - مثلاً - له اعتباران : فمن حيث إنه قدره الله وقضاه وكتبه وشاءه ، وجعله أجلاً للمقتول ونهاية لعمره ، يرضى به . ومن حيث إنه صدر من القاتل وباشره وكسبه وأقدم عليه باختياره ، وعصى الله بفعله ، يسخطه ولا يرضى به . أفاده ابن القيم ، وهو كلام نفيس في بابه ، مَنْ تنبه له اتضحت له كثير من معضلات هذه القضية . وبالله تعالى التوفيق . [1] - انظر معالم السنن : 7 / 69 ، 70 ( مع مختصر السنن للمنذري ) . [2] - انظر تبسيط العقائد الإسلامية : ص104 . اعلم - رحمني الله وإياك - أن القدر هو الركن السادس من أركان الإيمان التي ذكرها النبي e في حديث جبريل المشهور ، ولا يصح إيمان العبد حتى يؤمن بالقدر ؛ روى مسلم في صحيحه عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ ، فَقُلْنَا : لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ eفَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ فَقُلْتُ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ ( [1] ) الْعِلْمَ ؛ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ ( [2] ) ، قَالَ : فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي ، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ؛ ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ e ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ e فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، وَقَالَ : " يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e : " الْإِسْلَامُ : أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ e ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " قَالَ : " صَدَقْتَ " قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ ! قَالَ : " فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ " قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : " صَدَقْتَ " قَالَ : " فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ " قَالَ : " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " قَالَ : " فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ " قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ! " قَالَ : " فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا " قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ؛ ثُمَّ قَالَ لِي : " يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ ؟ " قُلْتُ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ! قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ " ( [3] ) . قال النووي - : واعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر ، ومعناه : أن الله قدَّر الأشياء في القدم وعلم - سبحانه - أنها ستقع في أوقات معلومة عنده ، وعلى صفات مخصوصة ، فهي تقع على حسب ما قدرها .ا.هـ ( [4] ) ؛ وعن ابن عباس - - قال : القدر نظام التوحيد ، فمن وحَّد الله U وآمن بالقدر ، فهي العروة الوثقى ([5] ) التي لا انفصام لها ؛ ومن وحَّد الله تعالى وكذب بالقدر ، نقض التوحيد ( [6] ) ؛ قال ابن أبي العز - - في ( شرح الطحاوية ) : وهذا لأن الإيمان بالقدر يتضمن الإيمان بعلم الله القديم ، وما أظهر من علمه الذي لا يحاط به ، وكتابه مقادير الخلائق ؛ وقد ضل في هذا الموضع خلائق من المشركين والصابئين والفلاسفة وغيرهم،ممنينكرعلمهبالجزئياتأوبغيرذلك، فإن ذلك كله مما يدخل في التكذيب بالقدر . انتهى المراد منه . [1] - أي : يطلبونه ويتتبعون أثره ، والتقفر : تتبع أثر الشيء . [2] - أي : مستأنف لم يسبق به قدر ولا مشيئة . [3] - مسلم ( 8 ) . ورواه أحمد : 1 / 27 ، وأبو داود (4695) ، والترمذي (2615) ، ورواه مختصراً ، النسائي (4990) ، وابن ماجة (63) . ورواه أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة . [4] - شرح مسلم : 1 / 154، 155 ، وانظر تفسير القرطبي : 17 / 148 ، وتفسير ابن كثير : 4 / 235. [5] - العروة : ما يُستمسك به ويُعتصم من الدين ؛ والوثقى : المُحْكَمَة ، وهي من الوثاق ، وهو في الأصل حَبْلٌ أو قَيْدٌ يُشَدّ به الأسير والدَّابَّة . [6] - رواه عبد الله بن الإمام أحمد في ( السنة ) رقم 925 ، والالكائي في ( اعتقاد أهل السنة ) رقم 1224 ، والفريابي في ( القدر ) رقم 173 ، والآجري في ( الشريعة ) رقم 462 ، 463 ، من طرق عن ابن عباس . هاهنا حقائق أخرى أريد أن أثبتها ، قبل أن أبين علاقة الدعاء بالقدر : الحقيقة الأولى : تقدم أن القدر هو علم الله الأزلي بما تكون عليه المخلوقات ؛ وأما الإيمان بالقدر فالتصديق الجازم بأن الله علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ، ثم أوجد ما سبق في علمه أن يوجد ، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته ، خيرًا كان أو شرًا ؛ ويقتضي الإيمان بالقدر التصديق بأمور أربعة : الأول : الإيمان بأن الله محيط بكل شيء علمًا ، جملة وتفصيلا أزلا وأبدًا ؛ فقد سبق في علمه U ما يعمله العباد من خير وشر وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم ، ومن هو منهم من أهل الجنة ، ومن هو منهم من أهل النار ، وأعد لهم الثواب والعقاب جزاء لأعمالهم قبل خلقهم وتكوينهم . الثاني : الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة . الثالث : الإيمان بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله U لا يخرج شيء عن مشيئته . الرابع : الإيمان بأن الله خلق كل شيء , فكل شيء مخلوق لله U سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات ، أو من فعل العبد وفعل المخلوقات , فإن فعل المخلوقات من خلق الله U , لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد ؛ والعبد وصفاته مخلوقة لله U فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى ، قال اللهY : ] وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [ [ الصافات : 96 ] . والعلم عند الله تعالى . الحقيقة الثانية إن الأمور كلها خيرها وشرها حلوها ومرها بتقدير من الله ؛ وهذا هو مذهب السلف قاطبة ؛ لما قال الله تعالى : ] وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ [ [ الحجر : 21 ] ، وقال U : ] وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [ [ النساء : 78 ] ، فهذا جواب الله تعالى على من قال : إن الحسنة - وهي الخصب والرزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك - من عند الله ؛ وأما السيئة - وهي القحط والجدب ونقص الثمار والزروع وغير ذلك - من الرسول e ، أي : بسبب اتباعهم له واقتدائهم بدينه ؛ قال ابن كثير - : أي الجميع بقضاء الله وقدره ، وهو نافذ في البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ؛ ثم قال تعالى منكرًا على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب ، وقلة فهم وعلم ، وكثرة جهل وظلم : ] فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [. ا.هـ ( [1] ) . وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ اللَّهِ e فِي الْقَدَرِ فَنَزَلَتْ : ] يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ . إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [[ القمر : 48 ، 49 ] ( [2] ) ؛ قال النووي : في هذه الآية الكريمة والحديث ، تصريح بإثبات القدر ، وأنه عام في كل شيء ، فكل ذلك مقدر في الأزل معلوم لله ، مرادٌ له . ا.هـ ([3] ) . وعليه : فالإيمان بالقدر فرض لازم وهو : التصديق الجازم بأن الله تعالى فعال لما يريد ، قدَّر كل شيء من خير وشر ، فلا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج عن مشيئته ، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ، ولا يصدر إلا عن تدبيره ، ولا محيد لأحد عن القدر ، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المحفوظ ، وأن الله أمر العباد ونهاهم ، وجعل لهم إرادة واختيارًا ، فأعمالهم - وإن لم تجاوز ما في اللوح المحفوظ - من كسبهم واختيارهم ، يؤاخذهم الله بها ويحاسبهم عليها ، وأنه سبحانه يهدي من يشاء برحمته ، ويضل من يشاء بحكمته ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ؛ والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر . [1] - تفسير ابن كثير : 1 / 453 . [2] - مسلم ( 2656 ) ؛ ورواه أحمد : 2 / 444 ، 476 ، والبخاري في خلق أفعال العباد : ص 28 ، والترمذي ( 2157 ، 3290 ) ، وابن ماجة ( 83 ) ، وابن حبان ( 6139 ) . [3] - المنهاج شرح مسلم : 16 / 205 . الحقيقة الثالثة القدر سر من الأسرار الإلهية التي استأثر الله بها ، فلا يقف عليها أحد مهما بلغ علمه ومقامه ؛ ولذا فمرجع الفصل فيها الأدلة من الكتاب والسنة . ولهذا السبب قال رسول الله e : " إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا " ( [1] ) ، وقال طاووس اليماني - : اجتنبوا الكلام في القدر ، فإن المتكلمين فيه يقولون بغير علم .ا.هـ . وقال البغوي - : والقدر سر من أسرار الله ، لم يُطْلع عليه ملكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا ، ولا يجوز الخوض فيه والبحث عنه بطريق العقل ، بل يعتقد أن الله خلق الخلق ، فجعلهم فريقين : أهل يمين خلقهم للنعيم فضلًا ، وأهل شمال خلقهم للجحيم عدلًا ؛ فنسأل الله التوفيق لطيب المكتسب ، ونعوذ به من سوء المنقلب بفضله . انتهى المراد منه ( [2] ) . وقال أبو المظفر السمعاني - : سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة ، دون محض القياس ومجرد العقل ، فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة ، ولم يبلغ شفاء النفس ، ولا يصل إلى ما يطمئن به القلب ، لأن القدر سر من أسرار الله تعالى التي ضربت دونه الأستار ، اختص الله به وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم ، لما علمه من الحكمة ، وواجبنا أن نقف حيث حُدَّ لنا ولا نتجاوزه ، وقد طوى الله تعالى علم القدر عن العالم ، فلم يعلمه نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، وقيل : إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة ، ولا ينكشف قبل دخولها . ا.هـ ( [3] ) . وقد أحسن من قال : إنما الغـيب كتاب صـانه ... عن عيون الخلق رب العالمين ليس يبدو للناس منه سوى ... صفحة الحاضر حينًا بعد حين [1] - رواه الطبراني في الكبير ( 10448 ) ، وأبو نعيم في الحلية : 4 / 108 عن ابن مسعود ، وقال الهيثمي في المجمع 7 / 202 : وفيه مسهر بن عبد الملك ، وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف ، وبقية رجاله رجال الصحيح ا.هـ . ورواه ابن عدي : 7 / 25 ، وله شاهد عن ثوبان عند الطبراني في الكبير ( 1427 ) ، وآخر عن ابن عمر عند ابن عدي : 6 / 162 ، فالحديث بمجموعها حسن أو صحيح ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 559 ) . [2]- انظر شرح السنة : 1 / 144 ، 145 . [3] - نقلا من شرح مسلم : 16 / 196 . الحقيقة الرابعة أن ما سبقت به المقادير لا يقتضي ترك الأعمال ، بل يقتضي الاجتهاد والحرص عليها ؛ فعَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ ( مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ) إِلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَإِلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً " فَقَالَ رَجَلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ ؟ فَقَالَ : " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ " . ثم قرأ : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [ الليل : 5 : 10 ] ( 1 ) . فدل هذا الحديث ونظائره على أنه لا يُترك العمل اتكالاً على القدر ، وإنما يجب الجد والاجتهاد ؛ كذلك دل على أنه ليس لأحد أن يحتج بالقدر على فعل المعاصي وترك الطاعات ، فمن الذي اطلع على ما كُتب قدرًا ليعلم أنه كُتب عليه هذا أو ذاك ؟! وإذا كان لم يطلع على ما كُتب فهل له أن يحتج بالقدر على فعله ؟! إنما هو مأمور بفعل الطاعات ، ومنهيٌّ عن فعل المعاصي ، فالطائع يفعل الطاعة بإرادته وكسبه واجتهاده ، وكذلك العاصي يفعل المعصية بإرادته واكتسابه ، وكلٌ ميسر لما خلق له ، ولكلا الحالتين أسباب ، ولذلك قرأ النبي : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . قال الخطابي - : فهذا الحديث إذا تأملته أصبت منه الشفاء فيما يتخالجك من أمر القدر ، وذلك : أن السائلَ رسولَ الله والقائل له : أفلا نمكث على كتابنا ، وندع العمل ؟ ، لم يترك شيئًا مما يدخل في أبواب المطالبات والأسئلة الواقعة في باب التجويز والتعديل إلا وقد طالب به وسأل عنه ؛ فأعلمه : أن القياس في هذا الباب متروك ، والمطالبة عليه ساقطة ، وأنه أمرٌ لا يشبه الأمور المعلومة التي عقلت معانيها ، وجرت معاملات الناس عليها ؛ وأخبر أنه إنما أمرهم بالعمل ليكون أمارة في الحال العاجلة ، لما يصيرون إليه في الحال الآجلة ، فمن تيسر له العمل الصالح كان مأمولًا له الفوز ، ومن تيسر له العمل الخبيث كان مخوفًا عليه الهلاك .ا.هـ ( 2 ) . قال البغوي - - شارحًا هذه الكلمات : قولهم : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ ، مطالبة منهم بأمر يوجب تعطيل العبودية ، وذلك أن إخبار النبي عن سابق الكتاب ، إخبار عن غيب علم الله فيهم ، وهو حجة عليهم ، فرام القوم أن يتخذوه حجة لأنفسهم في ترك العمل ، فأعلمهم النبي أن هاهنا أمرين لا يبطل أحدهما الآخر : باطن وهو العلة الموجبة في حكم الربوبية ، وظاهر هو السمة اللازمة في حق العبودية ، وهو أمارة مُخيلة غير مفيدة حقيقة العلم ، ويشبه أن يكون - والله أعلم - إنما عوملوا بهذه المعاملة ، وتُعبدوا بهذا التعبد ، ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم ، ورجاؤهم بالظاهر البادي لهم ، والخوف والرجاء مدرجتا العبودية ، ليستكملوا بذلك صفة الإيمان ، وبيَّن لهم أن كلًّا ميسر لما خلق له ، وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الآجل ، وتلا قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . .. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ، وهذه الأمور في حكم الظاهر ، ومن وراء ذلك علم الله فيهم وهو الحكيم الخبير لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ؛ واطلب نظيره من أمرين : من الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب ، ومن الأجل المضروب في العمر مع المعالجة بالطب ، فإنك تجد المغيَّبَ فيهما علة موجبة ، والظاهر البادي سببًا مُخيلًا ، وقد اصطلح الناس خواصهم وعوامهم على أن الظاهر فيهما لا يُترك بالباطن . هذا معنى كلام الخطابي . ا.هـ ( 3 ) . وقال ابن القيم - : اتفقت الأحاديث الواردة في هذا الباب على أن القدر السابق لا يمنع العمل ، ولا يوجب الاتكال عليه ، بل يوجب الجد والاجتهاد ، ولهذا لما سمع بعض الصحابة ذلك قال : ما كنت أشد اجتهادًا مني الآن ؛ وهذا يدل على جلالة فقه الصحابة ، ودقة أفهامهم ، وصحة علومهم ، فإن النبي أخبرهم بالقدر السابق وجريانه على الخليقة بالأسباب ، والعبد ينال ما قدر له بالسبب الذي أقدر عليه ، ومُكن منه ، وهيئ له ، فإذا أتى بالسبب أوصله إلى القدر الذي سبق له في أم الكتاب ، وكلما زاد اجتهادًا في تحصيل السبب كان المقدور أدنى إليه ؛ وهذا كما إذا قدر له أن يكون من أعلم أهل زمانه ، فإنه لا ينال ذلك إلا بالاجتهاد والحرص على التعليم وأسبابه ؛ وإذا قدر له أن يُرزق الولد ، لم ينل ذلك إلا بالنكاح ؛ وإذا قدر له أن يستغل من أرضه من المغل كذا وكذا ، لم ينله إلا بالبذر وفعل أسباب الزرع ؛ وإذا قدر له الشبع والري فذلك موقوف على الأسباب المحصلة لذلك من الأكل والشرب . وذلك شأن أمور المعاش والمعاد ، فمن عطل العمل اتكالًا على القدر السابق ، فهو بمنزلة من عطل الأكل والشرب والحركة في المعاش وسائر أسبابه اتكالًا على القدر . وقد فطر الله عباده على الحرص على الأسباب التي بها مرام معاشهم ومصالحهم الدنيوية ، بل فطر على ذلك سائر الحيوانات . فهكذا مصالحهم الأخروية في معادهم ، فإنه - سبحانه - رب الدنيا والآخرة ، وهو الحكيم بما ينصبه من الأسباب في المعاش والمعاد ، وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة ، فهو مهيأ له ميسر له ، فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهادًا في فعلها والقيام بها ، منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه . وبالجملة : فإن النبي أرشد الأمة في القدر إلى أمرين هما سبب السعادة : الأول : الإيمان بالأقدار فإنه نظام التوحيد . الثاني : الإتيان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجزه عن شره .ا.هـ ( 4 ) . وبهذا يعلم أنه ليس لأحد حجة في ترك العمل اتكالا على القدر السابق ، كما أنه ليس لأحد حجة في الاحتجاج بالقدر السابق على ما يعمل من المعاصي ، بل على العبد أن يجتهد في تحصيل أسباب الطاعات لينال الدرجات ، وأن يجتهد في الابتعاد عن أسباب المعاصي ، حذرًا من الخسران والعذاب . ( 1 ) - أحمد : 1 / 129 ، والبخاري ( 1362 ، 4948 ) ، ومسلم ( 2647 ) ، وأبو داود ( 4694 ) ، والترمذي ( 2136 ، 3344 ) والنسائي في الكبرى ( 11678 ) ، وابن ماجة ( 78 ) ، وغيرهم . ( 2 ) معالم السنن : 7 / 62 ، 63 ( مع المختصر ) . ( 3 ) شرح السنة : 1 / 133 . ( 4 ) شفاء العليل : 25 ، 26 . الحقيقة الخامسة إن من القدر ما يكون محتومًا ، وهو الثابت ، ومنه ما يكون مصروفًا بأسبابه ، وهو الممحو ؛ ودليل المحو والإثبات قوله تعالى : يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [ الرعد : 39 ] ؛ قال ابن تيمية - : قال العلماء : إن المحو والإثبات في صحف الملائكة ، وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ، ولا يبدو له ما لم يكن عالِمًا به ، فلا محو فيه ولا إثبات ؛ وأما اللوح المحفوظ ؛ فهل فيه محو وإثبات ؟ على قولين . والله تعالى أعلم .ا.هـ ( 1 ) . والمحو والإثبات في اللوح المحفوظ - عند من قال به - لا يعنيان تغييرًا في علم الله تعالى ، إذ هو عالم بما يمحوه وما يثبته ، وما علم أن سيكون فلابد أن يكون ، كذلك المحو والإثبات ليس عبثًا ، بل لحكمة ، كإجابة دعاء ، وإظهار أثر صلة الرحم ، ونحو ذلك ؛ وقد نقل ابن كثير - - عن ابن عباس قال : يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت ؛ وعن عمر أنه قال وهو يطوف بالبيت ويبكي : اللهم إن كنت كتبت عليَّ شِقوة أو ذنباً فامحه واجعله سعادة ومغفرة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ( 2 ) ؛ وعن ابن مسعود ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، بنحو هذا الدعاء ؛ ثم قال : ومعنى هذه الأقوال : أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبت ما يشاء ، وقد يستأنس لهذا القول بما رواه أحمد عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ " ورواه النسائي وابن ماجة ( 3 ) ؛ وثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر ( 4 ) ، وفي حديث آخر : إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض ( 5 ) .ا.هـ . وقال ابن حجر - : ما سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل ، والذي يجوز عليه التغيير والتبديل ، ما يبدو للناس من عمل العامل ، ولا يبعد ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي ، فيقع فيه المحو والإثبات ، كالزيادة في العمر والنقص ، وأما ما في علم الله فلا محو فيه ولا إثبات . والعلم عند الله .ا.هـ . وقد سبقه إلى تقرير ذلك المازري وغيره ( 6 ) . قال الألوسي - - ما ملخصه : إذا كان المحو والإثبات بالنسبة لما في أيدي الملائكة فلا فرق بين السعادة والشقاوة ، والرزق والأجل ، وبين غيرها من المقادير في أن كلا يقبل المحو والإثبات ؛ وإن كانا بالنسبة إلى ما في العلم ، فلا فرق - أيضًا - بين تلك الأمور وبين غيرها ، في أن كلا لا يقبل ذلك ، لأن العلم إنما تعلق بها على ما هي عليه في نفس الأمر ، وإلا لكان جهلًا ، وما في نفس الأمر مما لا يتصور فيه التغير ولا التبدل ، فكأن المعنى : يمحو ما يشاء محوه ، ويثبت ما يشاء إثباته ، مما سطر في الكتب ، وثابت عنده في العلم الأزلي ، الذي لا يكون شيء إلا على وفق ما فيه ؛ ثم إن في دعاء ابن مسعود وأخبار وآثار لا تُحصى كثرة ما هو ظاهر في إمكان التغيير .. ثم قال : ويبدو أن الأمر أكبر من أن نحيط به علمًا ، وأنه لا يسلم من أراد أن يفهم صفات الله من خلال واقع الإنسان وصفاته ، وما على الموفق إلا أن يقطع بتعلق علم الله أزلًا بالأشياء على وجه الإحاطة ، وأنه لا يطرأ أي تغيير على ذلك أبدًا ، وأن المحو والإثبات يدوران مع ما أثبت الله في اللوح ، ولا يخرجان عما علمه أزلا بحال .ا.هـ ( 7 ) . والعلم عند الله تعالى . هذه أمور مهمة في قضية القدر أردت بيانها قبل الشروع في بيان العلاقة بين الدعاء والقدر ، لحاجة القارئ لها لفهم هذه القضية . ( 1 ) مجموع الفتاوى : 14 / 492 . ( 2 ) ولا تعارض بين كلام عمر وكلام ابن عباس ؛ فكلام ابن عباس يحمل على السعادة والشقاوة التي لا تتغير ، وهي ما يتعلق بالإيمان والكفر وما يترتب عليهما من سعادة لمن يموت على الإيمان ، وشقاء لمن يموت على الكفر ؛ وأما كلام عمر فيحتمل ما يكون من أمر الذنب الذي يسبب شقوة فيمحى هو وأثره بالتوبة ؛ والعلم عند الله تعالى . ( 3 ) انظر تفسير ابن كثير : 2 / 449 . والحديث رواه أحمد : 5 / 277 ،280 ، 282 ، والنسائي في الكبرى مختصرًا كما في التحفة ( 2093 ) ، وابن ماجة ( 90 ، 4022 ) ؛ ورواه الطبراني في الكبير : 2 / 100 ( 1442 ) ، وابن حبان ( 872 ) ، والحاكم : 1 / 493 ، وصححه ووافقه الذهبي ؛ ورواه البغوي في شرح السنة ( 3418 ) ، وحسنه الحافظ العراقي كما نقله عنه البوصيري في ( الزوائد ) . ( 4 ) روى البخاري (2067) ، ومسلم ( 2557 ) ، عن أنس مرفوعا : " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " . ورواه أحمد : 3 / 156 ، وأبو داود ( 1693 ) . ( 5 ) رواه الطبراني في الأوسط ( 2498 ) ، والحاكم : 1 / 492 ، 493 ، وصححه من حديث عائشة ، وقال الهيثمي في المجمع 10 / 146 : وفيه زكريا بن منظور ، وثقه أحمد بن صالح المصري ، وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . ا.هـ . وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 7616 ) . ( 6 ) فتح الباري : 11 / 488 ، والمنهاج شرح مسلم للنووي : 16 / 213 . ( 7 ) انظر روح المعاني : 13 / 170 . اعلم - رحمني الله وإياك - أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدعاء يدفع البلاء ، ويرد القضاء ، فهو من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر أو جلب النفع . فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : " لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ " ( 1 ) ؛ وعن أم المؤمنين عائشة - - قالت : قال رسول الله : " لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ، وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ " ( 2 ) ؛ وَعَنْ مُعَاذٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ : " لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللهِ " رواه أحمد والطبراني ( 3 ) . وقد مر بك حديث ثوبان ؛ وعن ابن عباس قال : لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر . رواه الحاكم وصححه ( 4 ) . فهذه الأحاديث واضحة الدلالة على أن الدعاء يدفع البلاء ، ويرد القضاء . قال الشوكاني - - تعليقًا على حديث سلمان المتقدم : فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد .. إلى أن قال : والحاصل أن الدعاء من قدر الله ، فقد يقضي بشيء على عبده قضاء مقيدًا بأن لا يدعوه ، فإذا دعاه اندفع عنه .ا.هـ . وقال ابن القيم - : والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله : " الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ ، وَعِمَادُ الدِّينِ ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " ( 5 ) . وله مع البلاء ثلاث مقامات : أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفًا . الثالث : أن يتقاوما ، ويمنع كل منهما صاحبه . ا.هـ ( 6 ) . وعلى هذا : فينبغي للداعي أن يقوي دعاءه ليدفع به البلاء ، وذلك باستيفاء شروط الدعاء وآدابه . وقد ذهب قوم إلى أن الدعاء لا معنى له ، لأن الأقدار سابقة والأقضية متقدمة ، والدعاء لا يزيد فيها ، وتركه لا ينقص منها شيئًا ، ولهذا فلا فائدة من الدعاء والمسألة ؛ واحتجت هذه الطائفة بعموم أحاديث القدر ، وهم محجوجون ، لأن الله تعالى أمر بالدعاء في آي ذوات عدد ، وكذلك هم محجوجون بالأحاديث المتقدمة ، والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدعاء يرد القضاء ، وأنه من قدر الله الذي يدفع به قدره ؛ وقد أورد الإمام الخطابي هذا القول في ( شأن الدعاء ) ورده ، فقال : فأما من ذهب إلى إبطال الدعاء فمذهب فاسد ، وذلك أن الله سبحانه أمر بالدعاء وحض عليه ، فقال : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وقال : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ، وقال تعالى : قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ، في آي ذوات عدد في القرآن ؛ ومن أبطل الدعاء ، فقد أنكر القرآن ورده ، ولا خفاء بفساد قوله ، وسقوط مذهبه . ا.هـ ( 7 ) . وللحديث صلة . ( 1 ) - رواه الترمذي ( 2139 ) وقال : حسن غريب ، والطحاوي في شرح المشكل ( 3068 ) ، والبزار ( 2540 ) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع : 6 / 23 . ( 2 ) - رواه الحاكم وصححه ، والطبراني في الدعاء ( 32 ) ، والبزار . وحسنه الألباني ، وسبق تخريجه . ( 3 ) - رواه أحمد : 5 / 234 وإسناده ضعيف ، والطبراني في الدعاء ( 33 ) ؛ وله شاهد عند الترمذي ( 3548 ) والحاكم : 1/ 493 عن ابن عمر - – مرفوعا : " الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء " وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة ؛ وهو ضعيف ، وشاهد آخر عن ابن عباس موقوفا رواه الحاكم وصححه ، فالحديث حسن بشواهده ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع : 6 / 141 . ( 4 ) - رواه الحاكم : 2 / 350 ، وصححه ووافقه الذهبي . ( 5 ) - الحاكم : 1 / 492 وصححه ووافقه الذهبي ؛ ورواه أبو يعلى ( 439 ) ، قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) : 10 / 147 ، وفيه محمد بن الحسن ابن أبي يزيد وهو متروك .ا.هـ . ولجزء الحديث الأول شاهد من حديث جابر رواه أبو يعلى ( 1812 ) ، قال الهيثمي : وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف . ( 6 ) - الجواب الكافي : ص 8 . ( 7 ) - شأن الدعاء : ص 8 ، 9 . والى هنا نصل بحمد الله الى نهايه الموضوع امله انه اعجبكم وحاز على رضاكم مصادر : ملتقى اهل التفسير هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين التعديل الأخير تم بواسطة sυzαηღ ; 09-24-2014 الساعة 01:48 PM |
09-24-2014, 02:34 PM | #2 |
رئيس القسم الإسلامي
مسؤول فريق العاشق للرفع عضو فريق تلبية الأنمي والمانجا رقـم العضويــة: 183400
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 20,922
نقـــاط الخبـرة: 5832
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
السلام عليگم گيف ح‘ــالگ أخ‘ـٺي ℓιgнтηιηg ؟ ان شاء اللـﮧ في ٺمام الصحـــۃ ۋ العافيـۃ ما شاء اللـﮧ مۋضۋع في القمـۃ مشگۋرة علےٰ العمل الرائع ۋ المميز ٺسلم يديگ علےٰ الطرح‘ــ الرائع ۋ الراقي اللـﮧ يعطيگ الف عافيـۃ علےٰ المۋضۋع الرائع ۋ الج‘ـميل اسال اللـﮧ ان يج‘ـعلـﮧ في ميزان حـ‘ـسناٺگ مۋفقـۃ في باقي اعمالگ ٺفبلي مرۋري البسيط في امان اللـﮧ ٺحــياٺي ــــــــ سبحـان اللـﮧ وبحـمده, سبح‘ـان اللـﮧ العظيم ـــــــــ التعديل الأخير تم بواسطة мємσяу ; 09-25-2014 الساعة 06:25 PM سبب آخر: باكـ |
09-24-2014, 05:44 PM | #3 |
رقـم العضويــة: 316207
تاريخ التسجيل: May 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 17,823
نقـــاط الخبـرة: 3970
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
مكرر التعديل الأخير تم بواسطة αвɒєєʟнαĸ ; 11-03-2014 الساعة 02:39 PM سبب آخر: مكرر |
09-24-2014, 05:52 PM | #4 |
رقـم العضويــة: 316207
تاريخ التسجيل: May 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 17,823
نقـــاط الخبـرة: 3970
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
السلام عليگم وحمة الله وبركاته
گيف حـالگ اخٺي ؟ ان شاء اللـہ في ٺمام الصح‘ــۃ ۋ العافيـۃ ماشاء الله موضوع رائع فإن الدعاء عبادة لله بل هو من أعظم العبادات وأجلها لما فيه من التجاء العبد إلى ربه وتضرعه إليه وارتباطه به، فجزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك تقبلى مروري المتواضع تم التقييم+شكر+5نجوم التعديل الأخير تم بواسطة мємσяу ; 09-25-2014 الساعة 06:25 PM |
09-24-2014, 06:08 PM | #5 |
مشرف القسم الترفيهي
عضو فريق تلبية الأنمي رقـم العضويــة: 301667
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 74,762
نقـــاط الخبـرة: 17835
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك اختي الغاليه ان شاء الله بخير حال الموضوع فعلا مميز والطرح جميل موضوع جميل فعلا اختي الكريمه في ميزان حسناتك ان شاء الله ومشكوره على جهدك في هذا العمل الجميل واتمنى لك التوفيق في اعمالك القادمه لك مني كل الشكر و التقدير في امان الله التعديل الأخير تم بواسطة мємσяу ; 09-25-2014 الساعة 06:26 PM |
09-24-2014, 07:11 PM | #6 |
رُحْـﻤـآـآگ ربــي ♡
رقـم العضويــة: 89800
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 2,218
نقـــاط الخبـرة: 315
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
وعليكم السـلآم ورحمةُ اللّـہ وبركـآتُـہ ... جزآكِ اللّـہُ خيراً غـآليتي وجعل عملكِ هذآ في موآزين حسنـآتِكِ بإذنـہِ تعـآلے الدعـآء هو العبـآدهـ فكمـآذكرتي أُخيتي الغـآليـہ يجب علے المسلم أن يدعو ربـہ في الرخـآء والشدهـ , فنحنُ في حـآجـہ إلے اللّـہ في كُلِ حيــن سلِمت يُمنــآكِ غـآليتي علے مـآ قدمتِ لنـآ من دُرر رآئععـہ kawaii-003 بــإنتظـآر الجديد من هذهِـ الموآضيع الجميلــہ والرآئـــععـہ ... دمتِ بخيير غــآليتي التعديل الأخير تم بواسطة мємσяу ; 09-29-2014 الساعة 03:50 PM |
09-25-2014, 08:07 AM | #7 |
عالم يملئه الغموض ~
رقـم العضويــة: 295247
تاريخ التسجيل: Dec 2013
العـــــــــــمــر: 34
الجنس:
المشـــاركـات: 44,815
نقـــاط الخبـرة: 15033
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
السلام عليكم
شكرا لك اختي ℓιgнтηιηg على الموضوع الرائع المتميز أبدعت حقا في الطرح الجميل والتنسيق والكلمات القيمة . . من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم نعمة الدعاء تقربا له جل جلاله وطلبا لرضاه. وكما قال صلى الله عليه وسلم { لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ } فان الله سبحانه وتعالى قد ترك الباب مفتوحا لعباده للدعاء طلبا لتغيير حالهم وأحوالهم. . . . بوركت جهودك الكبيرة وبانتظار مواضيعك القادمة ان شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة мємσяу ; 09-25-2014 الساعة 06:26 PM |
09-25-2014, 05:52 PM | #8 |
في المَنفى
رقـم العضويــة: 301814
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 4,141
نقـــاط الخبـرة: 1629
|
رد: ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |
السلآم عليكم ورحمةة الله
كيف حألك أختي ؟ إن شاء الله بصححة وعآفيةة الدعآء من أفضل العبادات وأجل القربات ففيه يتقرب الععبد من ربه عز وجل أعجنب مأ ذكرتِ عند الدعآء وعن القدر والحقآئق التي تتعلق به وكذلكك علاآقة الدعاء بالقدر المذكورةة في الحديث الششريف موضعكك مميز كعآدتكك ولآ تحرمينا من جديدكك وإبداعكك التعديل الأخير تم بواسطة мємσяу ; 09-25-2014 الساعة 06:26 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع ما يرد القضاء الا الدعاء | تابع للحمــله |: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة نبينا يوسف - عليه السلام - | تابع للحمــله | | c a r a | قسم تقارير الشخصيات الإسلامية | 10 | 10-22-2014 04:09 PM |
من التاريخ الاسلامي : جبل أُحُـد .. يحبنا ونحبه | تابع للحمــله | | c a r a | القسم الإسلامي العام | 6 | 09-25-2014 05:31 PM |
هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر | ام مناف | القسم الإسلامي العام | 1 | 07-16-2010 08:14 PM |
القضاء على الفايرس الصيني نهائيا واسالكم الدعاء | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 12-06-2008 04:00 PM |