اقوى من الحب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسعد الله مسائكم يا إخواني أعضاء العاشق كيف حالكم ؟... ارج وان تكونوا تمام...


لا حاجة لان أطيل عليكم كثيرا القصة مشوقة


لنبدا

اكرهها ..بل ابغضها..وأي كلمة كره في قاموس اللغة العربية أو أي لغة أخرى أصفها بها .لا أحبها إطلاقا ..إما أفراد أسرتي يحبونها ..فهذا أبي يحرص على الجلوس معها كما يستشيرها وياخد رأيها ..ويحترم وجهة نظرها ..وأمي تخبرها بكل شاردة وواردة وبقدر وجودها في وسط الأسرة ,تقتنع بآرائها وتعمل بها , وهذا أخي لا يأكل أي وجبة إلا بوجودها ,ويفعل ما تأمر به خاصة إذا مر بمشكلة ,يا الله ..ماهذه الإنسانة التي أخذت ألباب جميع أفراد الأسرة ..حتى الخدم لم يسلموا منها يسمعون كلامها وينفذون ما تأمرهم ,وهي بالمقابل تقدم خدماتها وعلاقاتها طيبة مع أفراد الأسرة تلبي طلبات أبي دون نقاش وتساؤل , تشارك أمي في بعض مستلزمات أعمال البيت , تطبخ – ترتب – تنظف وكثيرا ما تكون أمي خارج البيت أو البلد تعطيها المهام فتعمل جاهدة لإتقانها , تساعد أخي في وظائفه المدرسية من الشرح أو المشاركة في إعداد بحث وتقف بجانبه في فترة الاختبارات .


أختي الصغرى ترتاح في الجلوس بغرفتها تقرا عليها القصص وتشتري لها الالعب أتعرفين من هي ؟ قارئتي العزيزة ..إنها أختي من أبي تكبرني بخمسة سنوات لها قدر كبير من الجمال شخصية مختلفة ولأهمس في أذنك .. هي تحبني وهذا ما اكتشفته من خلال علاقتي معها تساعدني في دروسي وتحرص أن تهديني في المناسبات وهي الوسيط لطلباتي مع أمي ولم اذكر يوما أن وبختني أو تشاجرت معي فطلبي دائما مجاب من قلبها ,وكل هذا ففي نفسي كره كبير لها . غرفتي أمام غرفتها تبعد مسافة عشر خطوات ولكن لا أطيق المكوث فيها . ولا اذكر إني دخلت غرفتها إلا لطلب شيء أو استفسار عن أمر في الحاسوب . وما زادني جفاء من ناحيتها ذات يوم كنا قد دعونا بعض صديقات والدتي فوقفت مدعوة لتشكر على إعداد الطبق الذي كان من صنع تهاني فقالت جملتها التي غلت في جسدي هذه ليست ابنة زوجك بل ابنتك الله يهني أباها نعم الفتاة أدب وأخلاق وجمال .


اتشطت غضبا .. وأقول في نفسي حتى العلاقات الخارجية لم تسلم منها .. ماهذه الإنسانة لم اسمع شخصا ينتقدها صرخت صرخة عالية :إني أكرهك .. أكرهك .. ماهذه المهازل التي تحصل وأنا أقف متفرجة ولكن كان سأل يضرب راسي بين الحين والأخر ماذا فعلت هي بي لأكرهها بهذه الصورة ؟ فعلا إنها شخصية مختلفة .. دائما ترد علي بالحسنى بل أكثر .. وعند انتهاء الفصل الأول من العام الدراسي أعدت أصنافا من الإطباق واشترت لي هدية كل هذا فقط عندما علمت بدرجاتي العالية في الامتحان نعم أراه مختلفة ولكن لا ادري لماذا هذا الكره لا ادري ؟ هل لأنها تمتاز بقدر كبير من الجمال وأنا .. لا .. تمتاز بالذكاء .. لا ادري .. لا ادري .. وتزداد قناعتي أرى فيها عنوان الصلاح عنوان الأخلاق , والدين .. لا تتهاون عن الصلاة حتى في صلاة الفجر .. وكثيرا ما اسمع قراءتها .. تحصل على درجات علية , وكل هذا .. نعم أني اكرهها ولا أطيق الجلوس معها كما لا أحب التودد لها . أتصورها دخيلة على بيتنا , ناقشت أمي مرارا لماذا لا تعيش مع والدتها ؟ ما كنت احصل على جواب شاف.


ومرت الأيام .. وذات يوم عند عودتي من المدرسة رأيت والدتها وأمي في غرفتها حزانى يبكين .. " لماذا ؟ " لا ادري .. الموقف غريب .. هل فعلت شيأ خطأ .. لا اضن ذالك .. لم اعر الأمر اهتماما ما دام الشخصية لا تعنيني ليس من المهم أن أعرف الموضوع , وفي عصر اليوم نفسه أرى الحزن و الكآبة على وجوه أفراد الأسرة .. فضولي أمرني أن أعرف ما في الأمر .. ذهبت لوالدتي رأيتها تبكي .. وها هو أبي ما زال موجودا في البيت ليس من عادته أن يكون هنا في هذا الوقت , نعم رأيته وعيناه مملوءة بالحزن , دخلت غرفة تهاني .. وها هي ممددة على السرير وكومة المناديل بجانبها , قلت لها : ماهذه المشكلة التي نزلت عليكم وسودت في عيني جميع أفراد الأسرة .رفعت رأسها من الوسادة ونضرت إلي فقالت :معالي .. معالي مدت يدها لي ..


نعم كنت متعالية فقلت لها بنبرة حادة : أخبريني ما المشكلة ؟


جلست على السرير وأشارت بيدها تطلبني أن اجلس بجانبها فقالت : معالي ..منذ أسابيع كنت أشكو من ضعف ووهن فأشارت علي والدتي أن أعمل الفحوصات واليوم عندما استلمت .. رجعت تبكي كانت النتيجة أنني مصابة بمرض..


سكتت برهة فقلت لها : مصابة بماذا ؟


قالت : بمرض سرطان الدم .


مسكت بيدي التي أحسست بها وكأنها قالب ثلج نظرت إلى عيونها باتت كقطع دماء , شهقت فقلت : صحيح لا أصدق .. لا أصدق ما أدرك لعل التشخيص خطأ .


خرجت من الغرفة أحسست أن الأمر صعب ولكن لم اشعر بضيق مثل باقي الأسرة ومرت الأيام ..وهاهي تهاني تتردد على المستشفى بين الحين الحين الأخر . بدا عليها التعب و الوهن ولكن أم تتوان عن كسب ود الجميع .. لم تفتر في عبادتها وصلاتها ودعائها . هذا عهدي بها أتذكر قبل أن تنام تطمئن علي و و بعض المرات يأخذني النعاس فأراها تغطيني على السرير .


مرت الأيام تارة نراها في أوج نشاطها تضفي على الأسرة المرح و السرور. . . و مرة أراها في تعب و وهن . لم تستطع أن تكمل فصلها الدراسي قدمت اعتذارا طبيا . . ركنت في غرفتها اشتد عليها المرض أسمع أنينها في الليل . . مرة أطل عليها و مرة أهملها نعم أهملها بحجة ماذا أستطيع أن أقدمه, أصبحت لا تستطيع أن تتحرك من سريرها فكانت الخادمة تقدم وجبتها و في الغالب أمي . . أما أنا فكان همي دراستي و علمي .


ذات يوم رجعت من المدرسة . . و لأول مرة أرى باب غرفتها مغلقا سألت الخادمة فقالت بحزن : تهاني نقلت إلى المستشفى .


اتصلت بوالدتي فأخبرتني أنها ستمكث في المستشفى .


تصدقين عزيزتي القارئة في هذا اليوم لم أهتم كثيرا بالأمر أخذت وجبة الغذاء و واصلت في دراستي . . اتصلت أمي طلبت مني الحضور و لكني رفضت بحجة اختبار الكيمياء. و من يوم غد حاولت الاعتذار لكن أبي أمرني بزيارتها لمدة دقائق عديدة . . و انتهى العام الدراسي و استقبلت العطلة و مازالت تهاني قابعة في المستشفى زرتها بعد مدة لانشغالي بالاختبارات رأيتها هزيلة , ضعيفة , تغيرت ملامحها محيى جمالها تغير لونها , ابتسمت لي . . كانت لا تستطيع أن تتكلم و الأجهزة معلقة بيدها و أنفها . . أمسكت بيدي تضغط عليها بحرارة فقالت لي بصوت خافت : مبروك نجاحك و همتك السنة القادمة للثانوية العامة .


و ها أنا لاهية مع العطلة أخرج مع خالاتي و أسهر على التلفاز و انشغل بالانترنيت . . أزورها في الأسبوع مرة واحدة . عزم عمي على السفر و طلبت من والدي أن أسافر معه , و بعد إلحاح و طلب مستمر وافق أبي , نعم كنت أريد السفر و لم أكن مهتمة بمرض تهاني اشتريت حاجات السفر , و قبل الرحلة بخمسة أيام. كنت جالسة في غرفتي في الساعة السابعة ليلا , كنت أتابع مسلسلا تلفزيونياو إذ . . . بالخادمة تدخل فجأة بعدما فتحت الباب بقوة. تبكي و تصرخ قالت : تهاني . . تهاني ,


صرخت بوجهها : ما بها . .


قالت : ماتت . . . من هول الصدمة جلست على الأرض تلطم و تبكي . . دارت الدنيا بي تارة أكذب الخبر و تارة أصدقه .


خرجت مسرعة . . أطل من الدور العلوي و إذ أرى أختي أوضعت رأسها في حجر والدتي . . و هاهي أمي تبكي بحرقة و كأن تهاني ابنتها فلذة كبدها . . نزلت مسرعة صرخت : أمي . . هل الخبر صحيح مدت يدها لتحضنني . . بكيت . . والله لبكيت من أين خرجت هذه الدموع لا أدري هل هي صادقة أم دموع التماسيح أم هي رهبة الخبر والله لا أدري .


دخل أخي يبكي و هو يقول : أمي . . هل الخبر صحيح . . أمي أرجوك كذبيه . . كذبيه . . بكت أمي و هي تومئ برأسها بالإيجاب .


سألت عن والدي أشارت بإصبعها إلى غرفة المكتب . . ذهبت إليه فرأيته واضعا يده على رأسه و يبكي . . و لأول مرة أرى دموع أبي . . نعم يبكي على ابنته التي رأى فيها الحياة و المستقبل . . ياه . . أرى الحزن في كل مكان دمعت عيني أسرعت الخطى نحو غرفتي التفت يمين نظرت لباب غرفتها و أقول في نفسي معقول . . لن أراك بعد الآن يا تهاني . . معقول . وقفت عند باب غرفتها ترددت بالدخول . . أمسكت بمقبض الباب . . فتحته . . و لأول مرة أزور غرفتك لا أجدك بها . . ياه إني أشتم عطرها في الغرفة جلست على كرسي مكتبها ,رأيت كتبها و بحوثها رأيت تقويمها و خططها لقد وضعت إشارات على أيام مهمة في حياتها . . ألقي نظري على سجادة صلاتها حملتها شممت رائحتها فيها . . و زادت دموعي و حزني و ضيقي . . و هاهو سريرها الذي كان يحمل جسدها الطاهر . . نظرت لوسادتها التي حفرت بدموعها . . وهذه الأدوية التي احتلت طاولة سريرها . . و هاهي عكازتها التي كانت تتوسد عليها بعد أن تمكن المرض في جسدها أين أنت يا تهاني . . . .


آه إن قلبي و الله يتقطع و عيني تدمع . . فتحت خزانة ملابسها و إذ أرى بعض الفساتين التي جمعت معها في مناسبات عديدة , و كل شيء أعلن حداده و ها هو حاسوبها . . الذي كان بدايتي لمعرفة علم الحاسوب من خلاله . . فتحت آلة تسجيلها , , اسمع شريطها المفضل لقارئ القرآن الكريم . . بحثت عن مصحفها تذكرت أنه كان رفيقها بالمستشفى . . بكيت و خرجت من فمي كلمة أختي . . أختي . . دخلت أمي و شدتني لخارج الغرفة. دخلت غرفتي التي رأيتها مخالفة لغرفتها . . آلة تسجيل , ليس لدي مصحف , نعم و ليس لدي سجادة صلاة . مر الليل ثقيلا . . و في هذه الساعة و كأني أتخيل خطواتها نحو دورة المياه . . يا ربي ما هذه اللحظات التي أعيشها , نعم و كأني أنتظر جملتها المعتادة معالي . . أذن الفجر .. كثيرا لم أكن أستجيب لندائها . . و كأني بعد دقائق أسمع القرآن يخرج من غرفتها . . صرخت أبكي من حرقة قلبي . . كيف ضيعت علاقة ما أراها . . خير صحبة و خير أخوة . . نظرت إلى بطاقة أهدتها لي في حفل نجاحي للفصل الدراسي الأول تقول بها “ أتمنى لك النجاح و السعادة و الفلاح ” دخلت علي أختي الصغرى تعجبت أنها لم تنم إلى هذه الساعة فسألتها ذلك فقالت : أفكر بكلمات الخادمة عندما قالت لي تهاني لن ترجع أبدا إلى البيت .


أمسكت بيدها و ذهبت معها لغرفتها , غطيتها لتنام و كنت أهم بالخروج أطلقت جملتها التي استوقفتني: معالي أنت لست مثل تهاني . . . . . .


التفت إليها و قلت: لماذا ؟


قالت : تهاني . . كانت تقول لي نكته , و تقص لي قصة قبل النوم و أنت فقط . . أسدلت علي الغطاء و خرجت . .


رجعت إلى الغرفة أتمعن بكلماتها و أقول نعم يا أختي الصغرى أصدقك القول نعم أنا لست مثل تهاني , هي مصلية و أنا . . لا . . هي تحب الناس و خدمتهم , و أنا . . لا . . هي متواضعة و أنا لا . . هي كريمة . . و أنا لا . . هي ترد الإساءة بالإحسان و أنا . .


آه يا أختي خيرك وصلني و أنت متوفية . . و الله يا ربي لأعاهدك أن أكون مثلها بل و أكثر . . طلبت من والدي أن أحتفظ بمصحفها و احتفظت بسجادة صلاتها . . نعم , نعم فقداني لأختي غير الكثير في نفسي و ذاتي و روحي , يرحمك الله برحمته الواسعة , أثر غيابك في نفسي جعلني شخصية أخرى نعم علمت بعد فوات الأوان أن العلاقة التي بيني و بينك أقوى من الحب إنها علاقة أخوة النسب و الأخوة في الله و لساني سيظل يلهج لك بالدعاء, سامحيني أختي و اغفري زلاتي و عنادي و تكبري و جهلي و سألقاك هناك في مكان لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر


اللهم اغفر لأختي تهاني و آنس وحشتها و اجعل قبرها روضة من رياض الجنة , اللهم آمين . . آمين . .


والله يا اخوتي لا ادري ماذا اقول واناقرا هذه القصة وكيف كان شعوري
خاصة عندما كانت القصة تتحدث عن الكراهية فهي الموضوع الحساس بالنسبة لبعض الاشخاص

ارجو ان تكون القصة قد اعجبتكم وان تكون قد اعتبرتم منها
هي ماخوذة عن كتاب ورود ندية وهو عبارت عن مجموعة قصص لفتيات لم يتجاوزن العشرين من عمرهن ,
كيف يقضين عطلتهن الصيفية
اتمنى ان يوفقني الله حتى انقلها لكم كلها

خالص تحياتي لكم جميعا

شكرا لك على القصة

حجز للرد بعد القرائه

شكر لك على القصه
والله كلمات روعه منك
ولسانك رائع
وتم تقيمه
تحياتي الالم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aimn.m.12

شكر لك على القصه
والله كلمات روعه منك
ولسانك رائع
وتم تقيمه
تحياتي الالم

العفو منك
تشرفت بردك يا صديقي شكرا شكرا لك وعلى التقييم

القصة مؤثرة جدا تحتوي على عبرة كبيرة
شكرا لك صديقتي على هذه القصة الرائعة وعلى جهدك المبذول
ننتظر منك كل جديد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الإخلاص

القصة مؤثرة جدا تحتوي على عبرة كبيرة
شكرا لك صديقتي على هذه القصة الرائعة وعلى جهدك المبذول
ننتظر منك كل جديد

العفو
اهلين فيك يا اميرة نورتي الموضوع شكرا لك يا غالية

تسلــــــــــــــ ياغاليه ـــــــــــــــــــــم
عالموضوع الرائـــــــــــــــع
ولاتحرمينا روائع جديدك...
معى تمنياتي لك بالتوفيق

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaara k

تسلــــــــــــــ ياغاليه ـــــــــــــــــــــم
عالموضوع الرائـــــــــــــــع
ولاتحرمينا روائع جديدك...
معى تمنياتي لك بالتوفيق

اهلين فيك اخي كارا نورت والله نورت موضوعي كان موقف مع انه جديد وهو مشوق كتير كتير
الله يسلمك