ذكريات المستقبل

السلام عليكم

لقد مرت ثمانية أشهر منذ آخر دخول هنا، لقد نسيت جميع رموز الابتسامات إلا هذا

ملاحظة: الكلام القادم مجرد شخابيط، لا تتعب نفسك بالقراءة إن كان وقتك ضيقاً أو لا تريد ازعاج نفسك

الآن تذكرت هذا الرمز أيضا
يبدو أن الذاكرة بدأت تعود

قبل ثمانية أشهر كنت بين أهلي وأصدقائي أعيش يومي غير مهتم بشيء
مستعد لكل ما قد يحدث، لم أكن أفكر بفراقهم أو حتى تخيل الفكرة.
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
تركت أهلي وأحبتي وسافرت إلى أمريكا طلباً للحياة والعيش الكريم
ففي العراق لم يعد هناك مجال للعيش، الموت يحدق بنا من كل جانب.

في الشهر الثاني من السنة الحالية دخلت أمريكا، في أول الأيام كان الأمر بسيطاً وممتعاً
لكن حين مرت الأيام والأسابيع ثم تلتها الشهور شعرتُ بمعنى فقدان الأهل وخصوصاً أمي
شعرت بعدها بمعنى الحياة والمسؤولية، فهمت مشاعر أمي ومعنى وجود أبي في حياتي.

رغم أنني على تواصل يومي معهم لكن يبقى بيننا حاجز لا يمكن كسره، بتُ أخشى أن أقول
أني مشتاق لهم فبقدر شوقي ستكون مؤلمة لهم. ما عدت أطيق المكالمات الهاتفية
لا أرغب بالكلام طويلا، فقط أستفسر عن أحوالهم وأطمأن عليهم.
أمسيت لا أطيق سماع أصواتهم دون رؤيتهم.

المشكلة أنني لن أراهم لمدة خمس سنين بأحسن الأحوال. سأعيش خمس سنين دونهم.
ستكون هناك خمس سنين في حياتي خالية من أي ذكريات لي معهم.

الحياة في أمريكا صعبة، إما تأكل أو تؤكل.
الجميع يرتقب منك أي زلة حتى يستغلها ضدك.

أشعر أنني كبرت عشرين سنة فوق عمري، حين قررت أن أخطو أول خطوة في الحياة
تركت كل شيء وهدمتُ كل ما بنيتُ حتى أعيد بناء كل شيء من جديد.

أسأل الله أن يجعل الخير في قراري ويبعد عني شره.

الحقيقة أحببتُ أن أزيح بعضاً من الذي على صدري
أصبحت أؤمن أن الأنسان يحتاج أن يضع أحماله جانباً حتى يستطيع أن يحملها من جديد
وإلا سينهار في النهاية.

#فضفضة