تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

نساء خالدات ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2010, 07:43 PM   #11
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

ذات النطاقين
(أسماء بنت أبى بكر)
أسلمت مبكرًا، وعاشت حياتها تنصر الإسلام فى شجاعة وبطولة، وتضرب المثل فى التضحية والفداء، فتقول: لما خرج رسول اللَّه ( أتانا نفر من قريش، منهم أبو جهل عمرو بن هشام، فوقفوا على باب أبى بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبى بكر؟ قلتُ: لا أدرى واللَّه أين أبي، فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا، فلطم خدِّى لطمة خرَّ منها قُرْطي(نوع من حلى الأذن)، ثم انصرفوا.
فمضت ثلاث ليالٍ ما ندرى أين توجّه رسولُ اللَّه ( ، إذ أقبل صوت من أسفل مكة، يغنى بأبيات شعرٍ غنى بها العربُ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج بأعلى مكة، فقال:
جَزَى اللَّـهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِـهِ
رَفِيقَـيْنِ قَالا خَـيْمَـتَى أمِّ مَعْــبَـدِ
هُمَـا نَزَلا بِالهُـــدَي، فَاهْـَتَـدَتْ بِهِ
فَأفْلَحَ مَنْ أمْسَى رَفِيقَ مُحَـمَّــدِ
لِيهْنِ بنى كَـعْـبٍ مَـكَانُ فَـتَاتِـهِـمْ
وَمَقْعَدُهَـا لِلْمُـؤْمِنِينَ بِمَـرْصَــدِ
[ابن هشام].
فلما سمعنا قوله - عَرَفْنا حيث وجَّه رسول اللَّه (، وأن وَجْهَهُ إلى المدينة، وكانوا أربعة: رسول اللَّه (، وأبو بكر، وعامر ابن فهيرة مولى أبى بكر، وعبد اللَّه بن أريقط دليلهم.
إنها السيدة الفاضلة أسماء بنت أبى بكر الصديق بن أبى قحافة، وأمها قُتيلة بنت عبد العُزّى بن عبد بن أسعد بن نصربن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وأخت عبد اللَّه بن أبى بكر لأبيه وأمه، وأخت عائشة لأبيها، وكانت أَكبر من عائشة فى السن، ووالدة عبد الله بن الزبير، وآخر المهاجرات وفاة.
ولدت أسماء قبل الهجرة النبوية بسبع وعشرين سنة. وتزوجت من الزبير بن العوام قبل هجرتها إلى المدينة.. فلما استقر النبي ( وصحبه هاجرت مع زوجها وكانت حاملاً، وفى المدينة، ولدت عبد اللَّه بن الزبير، فكان أول مولود فى الإسلام بالمدينة بعد هجرة المصطفى (، كما ولدت له عروة، والمنذر، والمهاجر، وعاصم، وخديجة الكبري، وأم حسن، وعائشة.
وسُميت "ذات النطاقين" لأنه لما تجهز رسول اللَّه للهجرة ومعه أبو بكر الصديق أرادت أن تجهز طعامًا، ولم تجد ما تربطه به، فشقت نطاقها نصفين، نصفًا تربط به الطعام، ونصفًا لها. [البخارى ومسلم وابن هشام].
فقال لها رسول اللَّه "قد أبدلكِ اللَّه بنطاقكِ هذا نطاقين فى الجنة". فقيل لها: ذات النطاقين.[ابن سعد].
وكانت -رضى الله عنها- صامدة صابرة، بعد هجرة أبيها (أبى بكر) إلى المدينة، حسنة التصرف والتدبير، قالت: ولما توجه رسول اللَّه ( من مكة إلى المدينة -ومعه أبوبكر- حمل أبو بكر معه جميع ماله: خمسة آلاف أوستة آلاف، فأتانى جدى أبوقحافة، وقد ذهب بصره، فقال: إن هذا واللَّه قد فجعكم بمالِه مع نَفسه! فقلت: كلا يا أبتِ! قد ترك لنا خيرًا كثيرًا.
فعمدتُ إلى أحجار فجعلتهن فى كوة فى البيت - كان أبو بكر يجعل ماله فيها - وغطيت على الأحجار بثوب، ثم جئتُ به، فأخذتُ بيده فوضعتُها على الثوب، فقلتُ: ترك لنا هذا ! فجعل يَجِدُ مسّ الحجارة من وراء الثوب. فقال: لا بأس، إن كان ترك لكم هذا، فقد أحسن، ففى هذا لكم بلاغ. قالت: لا والله ما ترك لنا شيئًا، لكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك [أبو نعيم].
وكانت تثق فيما عند الله ورسوله، وترتاح إليه، فذات يوم بعثت إلى أختها عائشة -لما أصابها ورم فى رأسها ووجهها-: اذكرى وجعى لرسول اللَّه (، لعل اللَّه يشفيني. فذكرت عائشة لرسول اللَّه ( وجعَ أسماء، فانطلق رسول اللَّه ( حتى دخل على أسماء، فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب. وقال: "اللهم عافها من فحشه وأذاه" [ابن سعد].
وكانت -رضى الله عنها- تؤثر رضا الله تعالى، وتجعل دونه كل رضا، فلما جاءتها أمها "قتيلة بنت عبد العزى" -وكانت مشركة- وقدَّمت لها هدايا، فرفضت أن تقبلها، وقالت: لا أقبلها حتى يأذن لى رسول اللَّه (، ولا تدخلى علي. فذكرت ذلك عائشةُ للنبى ( فأنزل اللَّه: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)[الممتحنة: 8].
وكانت تقول ما تراه حقًا وما تتمناه صدقًا، مصرحة بذلك من غير إيماء ولا استحياء، فقد حدّث هشام بن عروة عن أبيه، قال: دخلت أنا وعبد اللَّه بن الزبير على أسماء -قبل قتل ابن الزبير بعشر ليالٍ، وأنها وَجِعَة- فقال عبد اللَّه: كيف تجدينك؟ قالت: وجِعَة. قال: إن فى الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهى موتي، فلذلك تتمناه، فلا تفعل. فالتفت إلى عبد اللَّه فضحكت، فقالت: واللَّه ما أشتهى أن أموت حتى يأتى على أحد طرفيك: إما أن تُقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقرَّ عينى عليك.
وإياك أن تُعرضَ على خطة فلا توافق. فتقبلها كراهية الموت. [أبو نعيم وابن إسحاق].
وكانت باحثة عن الحق، فإذا وجدته كانت أسرع الناس عملاً به، ومرشدة غيرها إليه؛ حرصًا على عموم النفع والخير، وتوضيحًا لما استشكل من الأمور، فقد دخل عليها عبد اللَّه -بعد أن خذله أنصاره مستيئسين من النصر على الحَجَّاج- فقال لها: يا أماه! ما ترين؟ قد خذلنى الناس، وخذلنى أهل بيتي! فقالت: لايلعَبنَّ بك صبيان بنى أمية. عِشْ كريمًا أو مِتْ كريمًا. فخرج فأسند ظهره إلى الكعبة ومعه نفر يسير، فجعل يقاتل -فى شجاعة- جيش الحجاج.
ولما ناداه الحجاج ليقبل الأمان ويدخل فى طاعة أمير المؤمنين، دخل على أمه أسماء، فقال لها: إن هذا - يعنى الحجاج - قد أمَّنني. قالت : يا بني، لا ترضَ الدنية، فإن الموت لابد منه. قال: إنى أخاف أن يمثََّل بي، قالت: يا بنى ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها.
عندئذٍ خرج فقاتل قتالاً باسلاً حتى استُشهد! وأقبل عليه الحجاج فحز رأسه، ثم بعث بها إلى عبد الملك بن مروان، وصلبه منكسًا، وعظم الأمر على أمه أسماء - وكان قد ذهب بصرها - فخرجت إلى الحجاج مع بعض جواريها، فلما دخلت عليه قالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل -تقصد ابنها عبد الله-؟ فقال الحجاج: المنافق؟ فقالت: لا واللَّه ماكان منافقًا. سمعتُ رسول اللَّه ( يقول: "يخرج فى ثقيف كذاب ومُبير (قاتل). فأما الكذاب فقد رأيناه -تقصد المختار الثقفي- وأما المبُِير فأنت هو! [الطبراني].
ثم جاء كتاب عبد الملك بن مروان بإنزال ابنها من الخشبة ودفعه إلى أهله، فغسلتْه أمه أسماء وطَـيَّـبَـتْـهُ، ثم دفنتْه.
وقد روت أسماء الكثير من الأحاديث، وروى عنها أبناؤها وأولادهم، فعن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير، قال: قلتُ لجدتى أسماء: كيف كان أصحاب رسول اللَّه ( إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تَدْمعُ أعينهم، وتقشعر جلودهم، كما نعتهم اللَّه، قال: قلتُ: فإن ناسًا هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيَّا عليه! فقالت: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم.
امتد العمر بأسماء حتى بلغت مائة عام، وتُوفِيَت فى سنة 73 هجرية، ولم يسقط لها سن، ولم يُنكر لها عقل! رضى اللَّه عنها.
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:44 PM   #12
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

أخت الفاروق
(فاطمة بنت الخطاب)


سُجل اسمها فى ذاكرة التاريخ ووعى الأمة من خلال إسلام أخيها "عمر بن الخطاب"، ويكفيها فخرًا واعتزازًا أن دعوة الرسول ( بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين قد تحققت على يديها.
إنها أم جميل فاطمة بنت الخطاب أخت عمر -رضى الله عنهما- فيحكِى عمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنه- قصة إسلامه على يديها، فيقول: خرجتُ بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام، فإذا بنعيم ابن عبد الله المخزومي، فقلتُ له: أرَغِبْتَ عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال: قد فعل ذلك من هو أعظم عليكَ حقَّا مني. فقلتُ: ومَنْ هو؟ قال: أختك فاطمة وخَتنُك (صهرك) زوجها، (سعيد بن زيد).
فانطلقتُ فوجدتُ الباب مغلقًا، وسمعتُ هَمْهَمَة، ولما فُتِح الباب - دخلتُ، فقلتُ: ما هذا الذي أسمعُ؟ قالتْ فاطمة: ما سمعت شيئًا. فما زال الكلام بيننا حتى أخذتُ برأسها، فقالتْ: قد كان ذلك على رغم أنفك، فاستحييتُ حين رأيت الدم.
وقلت: أرونى الكتاب الذي سمعتكم تقرءون آنفًا. فقالت: إنا نخشاك عليه، فقلتُ: لا تخافى وحلفت بالآلهة لأردّنه -إذا قرأتُه- إليهم، فقالت: إنه لا يمسهٍ إلا بالمطهرون، فاغتسلتُ، فقرأتُ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم: (طه. ما أنزلنا علك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشي تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى) [طه: 1-5].
فقلتُ: ما أحسنَ هذا الكلام وأكرمَه، فلما سمع منى خَبَّاب بن الأَرَتّ هذا الكلام خرج من مخبئه، حيث كان يُقْرِئها وزوجَها القرآن، فلما سمعنى -أَطْرُق على الباب- خشى وتخفّى فيه، فقال: يا عمر. إنى لأرجو اللَّه أن يكون قد خصَّك بدعوة نبيه، فإنِّى سمعتُه أمس وهو يقول: "اللهم أيِّد الإسلام بأبى الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب" (وفى رواية: بأحد العُمَرَيْن) فاللهَ اللهَ يا عمر.
فقلتُ لخباب: دلنى على محمد؛ حتى آتيه فأُُسْلِم. فأخذنى إلى بيت الأرقـم بن أبى الأرقم (على الصفا)، حتى قلت أمـام رسـول اللَّه (، حينئذ كَبَّر رسول اللَّه (، فكَبَّر الصحابة وهللوا، وأعلنوا فرحتهم. [أبو نعيم].
نشأت فاطمة فى بيت أبيها الخطاب بن نفيل المخزومى القُرشى صاحب الشرف والرفعة والفضائل العربية، وأمها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة.
كانت فاطمة بنت الخطاب صحابية جليلة لها السبق إلى الإسلام، هي وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل -أحد العشرة المبشرين بالجنة- حيث أسلما قبل دخول النبي ( دار الأرقم، وأنجبت له عبد الرحمن.
وقد كان لها دور مهم فى بداية الدعوة، فقد أعطتْ نموذجًا كريمًا للمرأة فى الكتمان والسرية حفاظًا على الإسلام وعلى رسـول الله (، وضربْت -كذلك- مثالا فى الشجاعة.
يروى أن المشركين هاجموا المسلمين ذات يوم، وكان فيهم الرسول ( وأبو بكر، وضُرب أبو بكر ضربًا شديدًا، ثم حُمل إلى داره. فلما أفاق سأل أمه "أم الخير": مافعل رسول اللَّه (؟ فقالت: واللَّه مالى علم بصاحبك ! فقال: اذهبى إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه.
فخرجَتْ حتى جاءت أمَّ جميل، فقالتْ: إن أبا بكر يسألكِ عن محمد بن عبد اللَّه، فقالت أم جميل: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد اللَّه، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك. قالتْ: نعم. فمضتْ معها حتى وجدتْ أبا بكر صريعًا، فاقتربتْ أم جميل منه، وصاحت: واللَّه إن قومًا نالوا هذا منك، لأهل فسق وكفر، وإنى لأرجو أن ينتقم اللَّه منهم. قال: فما فعل رسول اللَّه (؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلاشيء عليك منها. قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟ قالت: فى دار ابن الأرقم. قال: فإن للَّه على لا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى آتى رسول اللَّه (. فأمهلتاه حتى سكن الناس. ثم خرجتا به يتكئ عليهما؛ حتى أدخلتاه علـى رسـول الله (.
وقد روت -رضى اللَّه عنها- عن النبي ( عدة أحاديث.
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:45 PM   #13
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

هند بنت المهلب
الحكيمة المحدثة العاقلة

هند بنت المهلب بن أبي صفرة الأزدية البصرية أبوها الأمير، البطل. تزوجها الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور، وكانت لها معه أخبار. قال التابعي الفقيه أيوب السختياني- رحمه الله-: ما رأيت امرأة أعقل من هند بنت المهلب. حدثت هند عن أبيها- وكان أحد رواة الحديث- كما حدثت عن الحسن البصري وغيرهما. قدمت على عمر بن عبد العزيز في بلدة بخناصرة- وكان قد حبس أخاها يزيد بن المهلب- فقالت له: يا أمير المومنين علام حبست أخي؟. قال: تخوفت أن يشق عصا المسلمين. فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟!. لها أقوال مأثورة في الحكمة ومن أقوالها: - شيئان لا تؤمن المرأة عليهما: الرجل والطيب. - ما رأيت لصالح النساء وشرارهن خيراً لهن من إلحافهن. - إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال. رحم الله هنداً بنت المهلب، وغفر لها .
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:45 PM   #14
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

المحاربة أم المحاربين
(نسيبة بنت كعب)


"ما التفتُّ يومَ أُحد يمينًا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني" .
يقول النبي ( عنها: "لمَقَاَم نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقامِ فلان وفلان" [ابن سعد].
وتقول عن نفسها: رأيتُنى وقد انكشف الناس عن النبي (، فما بقى إلا فى نفر لا يتمُّون عشرة، وأنا وابناى وزوجى بين يديه نذبّ عنه (ندافع عنه)، والناس يمرون به منهزمِين، ورآنى لا تِرْسَ معي، فرأى رجلاً موليًا معه ترس، فقال ( لصاحب الترْس: "ألْقِ تِرْسَكَ إلى مَنْ يقاتل". فألقى تِرْسَه، فأخذتُه، فجعلتُ أتَتَرَّسُ به عن النبي (، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ الخيل، لو كانوا رجالاً مثلنا، أصبناهم إن شاء اللّه، فأقبل رجل على فرس، فضربنى وتترستُ له، فلم يصنع سيفُه شيئًا، وولَّي، فضربتُ عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي ( يصيح: يا ابنَ أم عمارة، أمك أمك، فعاوننى عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت). فسمعـتُ رسول اللّه ( يقول: "بارك اللّه عليكم من أهل بيت، رحمكم اللّه -أهل البيت-" [ابن سعد].
وقال النبي : "اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة" [ابن سعد]. فقالت أم عمارة: ما أبالى ما أصابنى من الدنيا.
ويقول ابنها عبد الله بن زيد: جُرِحْتُ يومئذٍ جرحًا، وجعل الدم لا يرقأ (لا يسكن عن الانقطاع)، فقال النبي : "اعصب جرحك"، فتُقبل أمى إلي، ومعها عصائب فى حقوها، فربطتْ جرحي، والنبى واقف ينظر إلي، فقال: "انهض بُنَى فَضارب القوم". وجعل النبي ( يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة". قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال : "هذا ضارب ابنك". فاعترضتُُ له فضربتُ ساقه، فبركَ. فرأيتُ النبي ( يبتسم حتى رأيتُ نواجذه، وقال : "استقدتِ (أخذتِ ثأركِ) يا أم عمارة"، ثم أقبلنا نُعِلُّهُ (تتابع ضربه) بالسلاح حتى أتينا على نَفَسِه. فقال : "الحمد لله الذي ظفرك" [ابن سعد].
إنها السيدة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري، المعروفة بأم عمارة، وأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد، أنموذج حـَى من نماذج النساء المؤمنات المخلصات، وواحدة من امرأتين حضرتا بيعة العقبة الثانية، وتقول فى ذلك: كانت الرجال تصفِّق على يدى رسول الله ( ليلة العقبة، والعباس آخذ بيد النبي ( ، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أختي؛ نادى زوجى "غُزية بن عمرو": يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك، فقال النبي "قد بايعتُهما على ما بايعتُكم عليه، إنى لا أصافح النساء" [ابن سعد].
جاهدتْ فى الله بكل ما أوتيتْ من قوة، ونذرت نفسها لإعلاء كلمة اللّه، فقاتلتْ يوم أُحد وجُرِحت اثنتى عشرة جراحة، وداوت جرحًا فى عنقها لمدة سنة حتى قال عنها النبي "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" [ابن سعد]، ولما نادى النبي ( إلى حمراء الأسد، شدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، كما شهدت الحديبية وخيبر وحنينًا ويوم اليمامة.
وهى أخت عبد اللّه بن كعب الذي شهد بدرًا، وأخت أبى ليلى عبد الرحمن بن كعب -أحد البكّائين- لأبيها وأمها.
تزوجتْ من زيد بن عاصم النجارى فولدتْ له عبدالله وحبيبًا، اللذين صحبا النبي (، ثم تزوجت بعده غزية بن عمرو من بنى النجار، فولدت له تميمًا وخولة. وقد شهد معها ومع ابنيها من زوجها الأول أُحُدًا.
كانت نسيبة تحافظ على حضور الجماعة مع النبي (؛ كبقية النساء آنذاك، فتسمع منه الدروس وتتعلم أدب الإسلام.
ولما بلغها أن ابنها "حبيبًا" قتله مسيلمة الكذاب، ومثَّل به -حين بعثه أبو بكر إليه؛ ليدعوه إلى الإسلام ويُرْجِعُهُ عن افتراءاته وكذبه- عاهدتْ الله أن لا تموت دون هذا الكذَّاب؛ لهذا جاءت الصديق أبا بكر -عندما أراد إرسال الجيش إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب- تستأذنه فى الخروج مع الجيش، فقال لها: قد عرفنا بلاءَكِ فى الحرب، فاخرجى على اسم اللّه. وأوصى خالدَ بن الوليد بها خيرًا، وفى المعركة جاهدت وأبلت أحسن البلاء، وجُرحت أحد عشر جرحًا وقُطِعَتْ يدها، واستشهد ابنها الثانى عبد اللَّه، وذلك بعد أن شارك معها فى قتل مسيلمة عدو اللّه.
ولما هدأت الحرب وصارت أم عمارة إلى منزلها؛ جاءها خالد ابن الوليد يطلب من العرب مداواتها بالزيت المغلي، فكان أشد عليها من القطع، ولهذا كان أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- يعودها - وهو خليفة - بعدما عادت من اليمامة؛ لأنه أكرم فيها إيمانها وصدقها وبطولتها، وعَرَفَ شهادة نبى الله( فيها؛ لهذا ظل يسأل عنها ويعودها، حتى شُفِيَتْ بإذن الله.وكان خالد بن الوليد يزورها ويعرف حقها ويحفظ فيها وصية سيد البشر (.
تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها فى الدنيا، بعد أن دعا لها النبي ( برفقته فى الجنة، فكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات، ورصَّعَتْ تاريخها على جبين التاريخ لتكون نموذجًا يُحتذي.

BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:46 PM   #15
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

صابرة..ومهرها الإسلام

(أم سليم بنت ملحان)
بشرها النبي بالجنة، فقال: " دخلتُ الجنة، فسمعتُ خشفة (حركة) بين يدي، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان" [متفق عليه].
تُري.. ماذا عملت تلك السيدة لتكون من أهل الجنة؟ وماذا عن حياتها؟
إنها آمنتْ باللَّه، وآثرتْ الإسلام حين أشرقتْ شمسه على العالم، وتعلمتْ فى مدرسة النبوة كيف تعيش المرأة حياتها، تصبر على ما يصيبها من حوادث الزمان؛ كى تنال مقعد الصابرين فى الجنة، وتفوز بمنزلة المؤمنين فى الآخرة.
فقد فقدت "الرميصاء" ابنها الوحيد، وفلذة كبدها، وثمرة حياتها؛ حيث شاء اللَّه له يمرض ويموت ، فلم تبكِ ولم تَنُحْ، بل صبرتْ واحتسبتْ الأجر عند اللَّه، وأرادت ألا تصدم زوجها بخبر موت ابنه، وقررت أن تسوق إليه الخبر فى لطف وأناة، حتى لايكون وقْع الخبر سيئًا.
عاد أبو طلحة، وقد كان غائبًا عن هذه الزوجة الحليمة العاقلة، فما إن سمعت صوت زوجها - حتى استقبلته بحفاوة وبوجه بشوش، وقدمت له إفطاره -وكان صائمًا- ثم تزينت له زينة العروس لزوجها ليلة العرس.
أقبل أبو طلحة يسألها عن الولد، وقد تركه مريضًا قبل أن يخرج، فتجيب فى ذكاء ولباقة: هو أسكن من ذى قبل.
ثم تتحيَّن الزوجة الصابرة الفرصة، فتبادره فى ذكاء وفطنة بكلمات يحوطها حنان وحكمة قائلة له: يا أبا طلحة...أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية، فطلبوا عاريتهم، أيمنعونهم؟! قال: ليس لهم ذلك، إن العارية مؤداة إلى أهلها. فلما انتزعت منه هذا الجواب، قالت: إن اللَّه أعارنا ابننا، ثم أخذه مِنَّا، فاحتسِبْه عند اللَّه.. قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون. ووجد فى نفسه مما فعلت زوجته.
فلما لاح الفجر، ذهب أبو طلحة إلى النبي ( يخبره بما كان من زوجه أم سليم، فيقول النبي "بارك اللَّه لكما فى ليلتكما" [البخاري].
يقول أحد الصحابة: إنه وُلد لأم سليم وزوجها من تلك الليلة عبد اللَّه بن أبى طلحة فكان لعبد الله عشرة من الولد، كلهم قد حفظ القرآن الكريم، وكان منهم إسحق بن عبد الله الفقيه التابعى الجليل.
كانت أم سليم مؤمنة مجاهدة تشارك المسلمين فى جهادهم لرفع راية الجهاد والحق، فكانت مع أم المؤمنين السيدة عائشة - رضى اللَّه عنهما - يوم أُحد، فكانتا تحملان الماء وتسقيان العطشي. وفى يوم حنين جاء أبو طلحة يُضحك رسول اللَّه ( من أم سليم، فقال: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر؟فقالت: يا رسول الله إن دنا منى مشرك؛ بقرت به بطنه [ابن سعد].
ولم تكتف الرميصاء بالمشاركة فى ميدان الجهاد، بل اشتهرت مع ذلك بحبها الشديد للعلم والفقه، فعن أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: جاءت أم سليم إلى رسول اللَّه (، فقالت: إن اللَّه لا يستحيى من الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا احتلمت؟ فقال "إذا رأت الماء" (فغطَّتْ أم سلمة وجهها حياءً) وقالت: أو تحتلم المرأة؟
قال: "نعم. تَرِبَتْ يمينُكِ فبِمَ يُشْبِهُـهَا ولدُها؟" [البخاري].
وقد اختلفوا فى اسمها، فقيل، سهلة، وقيل: رُميلة. وقيل: رُميتة، وقيل: أنيفة، وتعرف بأم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد ابن حرام من الخزرج من بنى النجار، تربطها بالنبى ( صلة قرابة، ذلك أن بنى النجار هم أخوال أبيه، وهى أخت حرام بن ملحان، أحد القراء السبعة، وأخت أم حرام زوجة عبادة بن الصامت .
تزوجت "مالك بن النضر" فولدت له أنس بن مالك.
وذات يوم جاءت أم سليم إلى زوجها مالك بن النضر -وكانت قد أسلمت، وهو لا يزال على شِْركه - فقالت له: جئتُ اليوم بما تكره؟ فقال: لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابى (يقصد رسول اللَّه (). قالت: كان أعرابيّا اصطفاه الله واختاره، وجعله نبيّا. قال: ما الذي جئتِ به؟ قالت: حُرِّمت الخمر. قال: هذا فراق بينى وبينك، فمَات مشركًا. وتقدم "أبو طلحة" إلى أم سليم ليخطبها، وذلك قبل أن يسلم، فقالت له: أما إنى فيك لراغبة، وما مثلك يُرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم؛ فذلك مهري، لا أسألك غيره. فأسلم أبو طلحة وتزوجها. وفى رواية أنها قالت: يا أبا طلحة ألستَ تعلم أن إلهكَ الذي تعبده خشبة نبتتْ من الأرض نَجَرَها حبشى بن فلان؟ قال: بلي. قالت: أفلا تستحيى أن تعبدها؟ لئن أسلمت لم أُرِدْ منك من الصداق غير الإسلام.فأسلم. قالت: يا أنس! زوِّج أبا طلحة. فكان ابنها وليَّها فى عقدها. قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم: الإسلام. وكان النبي ( يزور أم سليم -رضى الله عنها- ويتفقد حالها، فسُئل عن ذلك، فقال: "إنى أرحمها. قُتل أخوها معي" [الطبراني]. وأخوها هو "حرام بن ملحان" قتل فى بئر معونة شهيدًا فى سبيل الله. تلك هي أم سليم، عاشت حياتها تناصر الإسلام، وتشارك المسلمين فى أعمالهم، وظلت تكافح حتى أتاها اليقين، فماتت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة.رحمها الله تعالى ورضى الله عنها
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:46 PM   #16
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

الصادقة.. المصدقة
(أم ذر)
رُوِى أن زوجها سُئِلَ عن بدء إسلامه، فقال: دخلت على صنم كان عندنا نقول له نُهُم، فأتيته فصببت له لبنًا ووليتُ، فإذا كلب يشرب ذلك اللبن، فلما فرغ رفع رجله، فبال على الصنم فأنشأت أقول:
ألا يا نُهْـمُ إنِّى قَدْ بَدَا لِـــى مدى شَرَفٍ يُبعّدُ مــنكِ قُـرْبًا
رأيتُ الكَلبَ سَامَكِ حَظَّ خَسْفٍ فَلَمْ يَمْـنَعْ قَـفَاكِ اليَــوْمَ كلبًا
فسمعتنى أم ذرّ فقالت:
لقدْ أتيتَ جُـرْمًا وأصَـبْتَ عظمًا حينَ هَجـَوتَ نُـهْمَــا
فأخبرتُها الخبرَ، فقالت:
ألا فـابغِنَا رَبّـا كَرِيــمًا جَوَادًا فِى الفَضَائِلِ يا بْنَ وَهْبٍ
فَمَا مَنْ سَامَهُ كَلْـــبٌ حَقِيرٌ فَلَـمْ يَمْـنَـعْ يَـدَاهُ لَنَا بِـرَبِّ
فَمَا عَبَدَ الْحِجَارَةَ غَـيْرُ غَـاوٍ رَكِيكُ العَقْلِ لَيْسَ بذِى لُــبِّ
فلما حكيت ذلك لرسول اللَّه ( تبسم وقال: "صدقَتْ أم ذر، فما عبد الحجارة غير غاوٍ" [ابن حجر فى الإصابة].
هذه أم ذر، أدركت قبل إسلامها أن الصنم لا ينفع ولا يضر، فإنه حجر أصم، وأنه لابد أن يكون لها رب كريم عظيم فى فضائله .
تركت دارها فى قبيلتها غفار، وسَعَتْ إلى المدينة مع زوجها، الذي أخلصت له، وتحملت المشقات والمتاعب التي فاقت طاقتها لأجله.
سمعت من زوجها ما تعلمه من رسول اللَّه (، وتعلما منه الحكمة والأخلاق الكريمة، وكان دائمًا يقول لها: علَّمَنِى خليلى رسولُ اللَّه ( أن أقول الحق ولو كان مرّا.
وقد تمسكت بالتعاليم النبوية الشريفة، وعضت عليها بنواجذها، ولم تضعف أمام ما تعرّض له زوجها، فَيُرْوَى أنه حين سافر إلى دمشق وجد الناس يميلون إلى الدنيا ميلا عظيمًا، ويركنون إليها، فذهب إلى معاوية بن أبى سفيان -رضى اللَّه عنه- والى دمشق يومئذ، ودخل معه فى حوار ساخن وعاصف، أدى إلى أن شكاه معاوية لدى الخليفة عثمان بن عفان - رضى اللَّه عنه - فقال زوجها لعثمان: أتأذن لى فى الخروج من المدينة، فأذن له، فنزل منطقة تسمى الربذة، وبنى بها مسجدًا، وأجرى عليه عثمان العطاء؛ وقد لحقت أم ذر بزوجها، وأقامت معه فيها، إلا أن صعوبة الحياة هنالك؛ أدت إلى أن مرض زوجها -وكان شيخًا لا يقدر على رمضاء هذا الجو - فقامت فى خدمته لا تمل ولا تتعب ولا تشتكي، بل ظلت وفيةً له ومخلصة فى إيمانها.
وفى يوم من الأيام، أدركت أن زوجها على أعتاب الموت فبكت، فقال لها زوجها: فيم البكاء والموت حق؟ فأجابته، بأنها تبكى لأنه يموت وليس عندها ثوب يسعه كفنًا. فيبتسم فى حنان وقال لها: اطمئني، لا تبكِ، فإنى سمعت النبي ( ذات يوم وأنا عنده فى نفر من أصحابه يقول: "ليموتَنَّ رجل منكم بفلاةٍ من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين" فرأيت كل من كان معى فى ذلك المجلس مات فى جماعة وقربة، ولم يبق منهم غيري، وها أنا ذا بالفلاة أموت، فراقبى الطريق، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فإنى واللَّه ما كَذَبْتُ ولا كُذِّبْتُ. [ابن سعد والهيثمي]. ثم فاضت روحه إلى اللَّه سبحانه وتعالى، وبينما هو مُسَجَّى على حِجْرِها إذ رأت قافلة من المؤمنين قد أخذت فى الظهور من جانب الصحراء، وكان بينهم عبد اللَّه بن مسعود صاحب رسول اللَّه ( .
فنزل عبد اللَّه -رضى اللَّه عنه- وقام بغسله وتكفينه ودفنه، ثم واسى أهله، وأخذهم معه إلى الخليفة عثمان فى المدينة.
هذه هي أم ذر، زوجة الصحابى الجليل أبى ذر الغفارى - رضى اللَّه عنهما - ما ماتت حتى تركت لنا مثالاً عظيمًا فى الوفاء لزوجها، والإخلاص له، والزهد فى الدنيا؛ فقد ظلت بجانبه إلى آخر حياته وأكرمته، وظلت تحرسه حتى بعد موته، وصبرت معه على شظف العيش ومجاهدة النفس وغوائل الشهوة، وهكذا تكون المرأة المؤمنة الصالحة؛ ترضى زوجها؛ كى تنال رضا ربها، فرضى اللَّه عن أم ذر وأرضاها.
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:47 PM   #17
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

[/align]

على ضفاف نهر بردى.. حيث غوطة دمشق .. وبين أشجار اللوز والليمون .. ولدت سيدة لم تر العين أبهى من حظها ، ولا أعرق من نسبها .. حين تطل بمحياها يختبأ المجد خجلاً من أصالتها وعظيم شرفها.




تلك هي
فاطمة بنت عبد الملك بن مروان .. وليدة قصر الخضراء بيت الخلافة الأموي.. سيدة منذ نعومة أظفارها .. حملت بين آثارها خطوات ثابتة لامرأة عربية أصيلة توجت عقلها بعظمة الإسلام وأخلاق العرب المثلى .. فشبت يافعة طلقة المحيا دمثة الخلق رصينة بجمالها القرشي .. فهفت نحوها قلوب الأمراء الأمويين كل يطرق بابها خاطباً وراغباً .. لكن والدها عبد الملك تاقت نفسه لأفضلهم عقلاً وأكثرهم عزاً وأنبلهم خلقاً ابن أخيه عمر بن عبد العزيز .. ولم يتردد خليفة المسلمين في أن يعرض عليه الأمر قائلاً له : قد زوجك أمير المؤمنين ببنته فاطمة.. فرد عليه عمر : وصلك الله يا أمير المؤمنين فقد أجزيت وكفيت .. لتدخل فاطمة مروج التاريخ من أبهى بساتينه كشجرة باسقة طيبة الريح وعظيمة الأثر.. فعاشت مع زوجها عيشة الرغد والحب المعطاء .. تجمع السكينة والألفة بين نفسيهما لتصنع من زواجهما نموذجاً جميلاً في التضحية لأجل الهدف النبيل.. فاجتمع لها ما لم يجتمع لنساء الأرض قاطبة من العظمة والسؤدد والجاه والزواج السعيد.



ثم توجت أقدار السماء نعيمها على سيدة بني أمية حين توفي أخوها سليمان بن عبد الملك تاركاً الأمر من بعده لعمر بن عبد العزيز..
لتصبح حفيدة لخليفة وابنة لخليفة وأختاً لأربعة خلفاء ، ثم زوجة لخليفة.. غير أن هذا الأمر العظيم لم يكن لعمر بن عبدا لعزيز طمع فيه.. فقد وصلت إليه الخلافة مختالة تجر أذيالها وهو غير راغب بها ولا آبه لتيجانها .. بل تلقفها بوجل كبير وهم تخر له الجبال.. ناظراً إلى عرشها بقدر التكليف لا التعظيم.. ليعود أدراجه إلى منزله بعد سماعه النبأ وقد عرج على الجامع الأموي معتلياً منبره يخاطب الناس بصوت متحشرج باك .. يتوسل إليهم أن يعفوه من هم الخلافة !!! فيزداد الناس به تمسكاً وله إكباراً.. فيغادرهم على ظهر دابته رافضاً مواكب الخلافة المحلاة بأثمن الجواهر وأعظم الخيول .. تلك المواكب التي اعتاد خلفاء بني أمية ركوبها بعد اعتلائهم سدة الحكم..






ليصل إلى بيته وقد لبسه الهم والحزن.. لا يقوى على تحمل المصاب.. في وقت كانت فاطمة سعيدة بما حباها القدر من حظوة حين صارت زوجة لخليفة المسلمين فتخرج لاستقباله فرحة متزينة كعادة النساء ، بأنفس اللآلئ والحلي.. وقد علت وجنتيها إمارات السعادة والابتهاج.. لتفاجأ به مهموماً يذرف الدموع ولا يقوى لسانه على وصف الحال .. فتهدئ من روعه وتسأله عما أصابه وهو اليوم خليفة للمسلمين والآمر المطاع .. فيجيبها وقد أجهش في البكاء : يا فاطمة لقد أصبت كرباً ففكرت بالفقير الجائع والمسكين الضعيف والمظلوم المقهور فعلمت أن الله عز وجل سائلي عنهم يوم القيامة.. لتخبو بهذه الكلمات شمعة الفرح التي اشتعلت في قلبها وتستيقظ على الواقع الجديد الذي فرضته أعباء الخلافة على زوجها الحبيب.. فتعي الدرس العمري الجديد لترجع بخطاها إلى عهد خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام حين نظروا إلى الحكم مكلفين لا محبين.. فتعلم أنها الآن لا تقف أمام ابن عمها الأمير الأموي المدلل .. بل تقف أمام حفيد عمر بن الخطاب الذي فرق الحق عن الباطل.. وأنها منذ هذه اللحظة مقبلة على حياة ربما لن ترتضيها الكثير من النساء حين تطغى الدنيا بزخرفها الفاني على نعيم الآخرة الباقي عند ضعيفات النفوس..






لكن عمر لم يترك لها المجال لكثرة التساؤلات فقد بادرها مخاطباً بما يرتضيه لنفسه من رد الضيع والهبات التي وصلته وهو أمير إلى بيت مال المسلمين.. فلم يبق مما تحت يده إلا ما كان من حر ماله .. ولم يكن ذاك سوى بيتاً متواضعاً بسيطاً.. ويعلم عمر بن عبد العزيز بأن ابنة عمه سليلة الأمجاد وليدة القصور لن تقدر على ما اختاره لنفسه من زهد الطلب وضنك الحياة ومشقة التكليف.






فيخيرها في أمرها بين عيشة البساطة كما أراد أو يسرحها إلى بيت أبيها لتعيش كما اعتادت عليه من النعيم.. وهنا يكمن الفرق بين النساء حين تشتري المرأة عظمه القرار بكل ما في الدنيا من متاع.






فتأبى فاطمة بنت عبد الملك إلا الرضا بما اختاره زوجها الحبيب تقاسمه الدنيا بكل ما فيها من حلوها ومرها لتتوج حبها في الجنة حين تصبح أجمل الحوريات وأحبهن إلى قلب زوجها..






ولم يكتف الخليفة الزاهد بذلك.. بل ينظر إلى بريق الجواهر في معصمها وقدها كأنه جمار من نار جهنم فيردها إلى بيت مال المسلمين وفاطمة راضية بذلك.. لا تحولها الأيام عن قرارها.. فحينما توفي عمر بن عبد العزيز وآلت الخلافة الأموية إلى أخيها يزيد بن عبد الملك أعاد إليها يزيد جواهرها قائلاً : هذه جواهرك التي وهبها عمر لبيت المال قد ردت لك .. فتجيبه وقد تملكها الحزن على وفاة عمر :
والله لا أطيعه حياً وأعصيه ميتاً ...






وجاء التحول السريع لحياة فاطمة من سيدة آمرة ناهية إلى امرأة بسيطة تغسل ثوب زوجها الأوحد الذي لا يملك سواه .. وتعجن العجين وتطهو الطعام بلا خدم ولا حشم.. راضية النفس مطمئنة البال باختيار لم يغير حياتها فحسب بل غير نظام الحكم الأموي ، بزمن وجيز لم يتجاوز العامين وبضعة أشهر ، وشعر به أهل الأرض قاطبة.. فقد هدأت له النفوس وعم الخير أرجاء البلاد من أقاصي الشرق عند نهر سيحون إلى أقاصي الغرب في المغرب والأندلس.. حتى أن عامل الخليفة على الصدقات ليطوف بالصدقة فلا يجد من يقبلها فلله درك يا حفيد الفاروق !!






حين جاءت الأعرابية تريد لقاء الخليفة فدلها الناس على بيته البسيط .. فطرقته لتفتح لها الباب امرأة امتلأت يداها بالعجين ، فسألتها الأعرابية عن الخليفة عمر بن عبد العزيز، فطلبت منها المرأة أن تنتظر للحظات ريثما يأتي الخليفة.. وإذا بجانب حائط البيت رجل يصلح الجدار ، وقد علقت بقع الطين بيديه وثوبه.. فنظرت الأعرابية إليه مستغربة من جلوس هذه المرأة التي تعجن العجين أمام هذا الطيان الغريب لم تتستر منه .. فبادرتها بالسؤال عن هذا الطيان ؟ وكيف تجلس أمامه دون أن تستر نفسها ؟ فتجيبها ضاحكة : إنه أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وأنا زوجته فاطمة..!!






تلك هي سيدة بني أمية التي حفرت في أعماق التاريخ بصمات واضحة لحسن الاختيار.. فكانت نبراساً يهتدي بها نساء المسلمين إلى قمة العظماء..






رحم الله فاطمة بنت عبد الملك.
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:47 PM   #18
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

أروى بنت عبد المطلب القرشية رضي الله عنها
أروى بنت عبد المطلب القرشيةرضي الله عنهاأسمهــا ونسبها : هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . زواجهــــا : تزوجت أروى من كلدة بن مناف ابن عبد الدار بن قصي. إســــلامها:أسلمت أروى وأختها صفية رضي الله عنهما جميعا، وهاجرتا إلى المدينة، وأسلم ولدها طليب قبلها في دار الأرقم, ولما أسلم ابنها طليب بن عمير بن وهب في دار الأرقم ، توجه إليها ليدعوها إلى الإسلام، ويبشرها بما من الله تعالى عليه من التوفيق إلى الهداية إلى دينه الحق، فقال لها : ( تبعت محمد صلى الله وعليه وسلم ألمت لله ) فقالت له : ( إن أحق من وزرت وعضدت ابن خالك ! والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه ) فقال طليب: ( فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعينه ؟ فقد أسلم أخوك حمزة) فقالت أروى : ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن ) فقال لها : ( فإني أسألك بالله تعالى إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ) ثم كانت بعد ذلك تعضد النبي صلى الله وعليه وسلم بلسانها، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره صلى الله وعليه وسلم . فقد شهدت شهادة الحق، وقامت تدافع عنه، وتذب عنه بلسانها وتشيع بين نساء قريش صدقه وأمانته ، وأنه نبي الله ، وتدعوهن للإسلام رضي الله عنها وأرضاها. صفـــــــاتها:تتصف أروى بنت عبد المطلب بصفات عديدة منها : الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي, وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة، وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب، ومن خلال إسلامها مع أختها صفية رضي الله عنهما يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية، فقد أسلمتا معا وهاجرتا معا، ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام، حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما قالت له : ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن ) رضي الله عنها . مساندة أروى للنبي صلى الله وعليه وسلم ونصرته: تزوجت أروى بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله وعليه وسلم من عمير بن وهب بن عبد قصي فولدت له طليبا, وكانت أروى قبل إسلامها تعضد النبي صلى الله وعليه وسلم فذكروا: أن ابنها طليب بن عمير أسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، ثم خرج فدخل على أمه أروى، فقال لها: تبعت محمدا وأسلمت لله. فقالت له أمه: ( إن أحق من وازرت وعضدت ابن خالك، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه)، فقال طليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة؟. فقالت:انظر ما يصنع أخواتي، ثم كانت تعضد النبي صلى الله عليه وسلم وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره.وعرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي صلي الله عليه وسلم فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه عرضا دون محمد؟ فقالت: (خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله) فقالوا : ولقد تبعت محمدا؟ قالت: نعم.فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبا لك ولاتباعك محمدا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يطهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه،وإن تكون على دينه، فإنه إن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك . .
فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بد ين محدث، ثم انصرف، وقالت:أن طليبا نصر ابن خاله واساه في ذي دمه ومالهوهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي - صلي الله عليه وسلم. ولما انتقل ر سول الله صلي الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، قالت أروى بنت عبد المطلب:ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك حافيا كان على قلبي لذكر محمد وما جمعت بعد النبي المجاوياشعرهـــا: وهي شاعرة مجيدة وقد رثت أباها عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا، فقالت :بكت عيني وحق لها البكاء على سمح سجيته الحياءعلى سهل الخليقة ابطحي كريم الخيم نيتة العلاءعلى الفياض شبيه ذي المملي أبيك الخير ليس له كفاءطويل الباع أملس شي ظمي أغر كان غرته ضياءأقب الكشح أروع ذي فضول له المجد المقدم والثناءأبي الضيم أبلج هبر زي قديم المجد ليس له خفاءومعقل مالك وربيع فهر وفاصلها إذا التمس القضاءوكان هو الفتى كرما وجودا وبأسا حين تنكسب الدمـاءإذا هاب الكماة الموت حتى كأن قلوب أكثرهم هواءمضى قدما بذي ربد خشيب عليه حين تبصره البهاء ووفاتهـــــا: وتوفيت سنة 15 هجري في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه .
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:48 PM   #19
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

صفية بنت حُييّ بن أخطب

هي صفيـة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن سعيد ، من ذرية نبي الله هارون عليه

السلام من سبط اللاوي بن يعقوب -نبي الله إسرائيل- بن اسحاق بن إبراهيم

عليه السـلام ، ولِدَت -رضي اللـه عنها- بعد البعثة بثلاثة أعوام ، وكانت

شريفـة عاقلة ، ذات حسبٍ وجمالٍ ، ودين وتقوى ، وذات حِلْم ووقار



فتح خيبر

لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم-

لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في

النصف الثاني من المحرّم الى خيبر ( معقل اليهود ) و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى

القموص ( حصن بني أبي الحُقين ) ففتحه ، وجيء بسبايا الحصن ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضي الله عنه- ، فمرّ بهما على قتلى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت

التراب على وجهها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أغربوا هذه الشيطانة عني ) وصفية ثابتة الجأش رزينة ،

فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال ( أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تَمُرُّ بالمرأتين على قتلاهما ؟)



رؤيا البشارة

وقبل ذلك كانت صفيـة قد رأت أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها ، فذكرت ذلك لأمهـا فلطمت وجهها وقالـت :

( إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب ) فلم يزل الأثر في وجهها حتى أُتيَ بها الى الرسول -صلى الله

عليه وسلم- فلمّا سألها عنه أخبرته ، فكبرت في نفسه حين سمع منها هذه البشارة التي زفُها الله تعالى إليها في هذه الرؤيا الصالحة ، وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها ، وأعلمها بأن الله تعالى قد حقق رؤياه

وقد قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( هلْ لك فيّ ؟) يرغّبها بالزواج منه ، فأجابت ( يا رسول الله ، قد كنتُ

أتمنى ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام ) فأعتقها -صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُه



الزواج المبارك

ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، وكانت التي جمّلتها لرسول الله -صلى

الله عليه وسلم- ومشّطتها وأصلحت من أمرها ، أم سليم بنت مِلحان أم أنس بن مالك ، فبات بها الرسول -صلى الله

عليه وسلم- في قبة له ، وبات أبو أيوب خالد بن زيد متوشحاً سيفه يحرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطيف

بالقبة حتى أصبح رسول الله ، فلما رأى مكانه قال ( مالك يا أبا أيوب ؟) قال ( يا رسول اللـه ، خفت عليك من هذه

المـرأة ، وكانت امرأة قد قتلـت أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك ) فزعموا أن رسـول الله -

صلى الله عليه وسلم- قال ( اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني )



قدوم المدينة

لمّا قدمت صفية -رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت في بيت الحارث بن نعمان فسمع نساء الأنصار ، فجئن ينظرن الى

جمالها ، وجاءت السيدة عائشة متنقبة ، فلما خرجت ، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال ( كيف

رأيت يا عائشة ؟) قالت ( رأيتُ يهودية ) فقال -صلى الله عليه وسلم- ( لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسُنَ

إسلامها )



بيت النبوة

وما أن حلّت صفية -رضي الله عنها- بين أمهات المؤمنين شريكة لهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى أثارت

حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ، فقدمت لهنّ بعض الحلي من الذهب كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ

لفاطمة -رضي الله عنها-

ومن بعض المواقف التي حصلت بين الضرائر ، بلغ صفية أن حفصة قالت لها ( بنت يهودي ) فبكت فدخل النبي -صلى

الله عليه وسلم- وهي تبكي فقال ( ما شأنك ؟) قالت ( قالت لي حفصة إني بنت يهودي ) فقال لها النبي :

(إنك لبنتُ نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ عليكِ ) ثم قال اتق الله يا حفصة )

وقد حج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية جملها ، فبكت وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم-

لمّا أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس ،

فلمّا كان عند الرواح ، قال لزينب ( أفقري أختك جملاً ) أي أعيريها إياه للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً ، فقالت :

( أنا أفقِرُ يهوديتك ؟!) فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلّمها حتى رجع الى المدينة ، ومحرّم وصفر فلم يأتها ،

ولم يقسم لها ويئست منه ، حتى جاء ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في حُسْنِ معاشرته

لـ(صفية) يبدلها الغم سروراً ، والغربة أنس




فضلها

كانت -رضي الله عنها- صادقة في قولها ، وقد شهد لها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعندما اجتمع نساء

النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضـه الذي توفـي فيه ، قالت صفيـة ( إني واللـه لوددت أن الذي بك بـي )

فغَمَـزْنَ أزواجه ببصرهـن فقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( مضمِضْنَ ) أي طهّرن أفواهكنّ من الغيبة قُلْنَ :

( من أي شيء ؟) فقال ( من تغامزكنّ بها ، والله إنها لصادقة )


كما أن صفية -رضي الله عنها- كانت حليمة تعفو عند المقدرة ، فقد ذهبت جارية لها الى عمر بن الخطاب -رضي الله

عنه- وقالت ( إن صفية تُحبّ السبت وتصِل اليهود ) فبعث إليها عمر فسألها عن ذلك ، فقالت ( أمّا السبت فإني لم

أحِبّه منذ أبدلني الله به الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحِماً فأنا أصلها ) فلم يجب عمر ثم قالت للجارية :

( ما حملك على هذا ؟) قالت ( الشيطان ) فقالت( اذهبي فأنت حرة )


كما اتصفت -رضي الله عنها- بعمق الفهم ودقة النظر ، فقد اجتمع نفر في حُجرةِ صفية ، فذكروا الله وتلو القرآن

وسجدوا ، فنادتهم صفية -رضي الله عنها- ( هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟) فقد طالبتهم بالخشوع لله

تعالى والخوف منه وهذا ما تدل عليه الدموع




محنة عثمان

لقد شاركت صفية -رضي الله عنها- في محنة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد قَدِمت على بغلةٍ مع كنانة مولاها

لترد عن عثمان ، فلقيهم الأشتر النخعي ، فضرب وجْه البغلة ، فلما رأت فظاظته ووحشيته قالت :

( رُدّوني لا يفضحني ) ثم وضعت حسناً -رضي الله عنه- بين منزلها ومنزل عثمان ، فكانت تنقل إليه الطعام والماء



وفاتها

توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين .
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 07:49 PM   #20
I LovE My SeLf <3 <3
 
الصورة الرمزية BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
رقـم العضويــة: 31413
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 1,861
نقـــاط الخبـرة: 12
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ

افتراضي رد: نساء خالدات ..

اليوم لنا موعد مع ام الدحداح ولنا في قصتها دروس عظيمة

ام الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام ، وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم غلى متاع الدنيا الزائل ، ورغبن في مرضات الله -عز وجل - ومرضات رسوله صلى الله عليه وسلم -.
أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيرا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - ليدعوا أهلها إلى الإسلام حيث كانت ممن ناله شرف الدخول في الإسلام ، كما أسلمت أسرتها كلها ، ومشوا في ركب الإيمان .
زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح ، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار ، وأحد فرسان الإسلام ، وأحد التلامذة النجباء ، والأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم -،السائرين على نهجه ، الباذلين في سبيل الله نفوسهم وأرواحهم وأموالهم .
وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها ، غنية في ثمرها ، فلما نزل قوله -تعالى -( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) قال أبو الدحداح : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إن الله يسقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال : " نعم يرد أن يدخلكم الجنة به " قال : فإني أقرضت ربي قرضا يضنن ليه به ولصبيتي الدحداحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الاه عليه وسلم -نعم قال فناولني يدك .فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم - يده فقال إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية ، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضا لله - تعالى- .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك ".
قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله - تعالى -وهو حائط فيه ستمائة نخلة .
قال: "إذا يجزيك الله به الجنة ".
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول .
هداك الله سبل ا لرشاد ..... إلى سبيل الخير والسداد.
بيني من الحائط بالوداد ...... فقد مضى قرضا إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي ...... بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد ...... فارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لاشك فخير زاد....... قدمه المرء إلى المعاد
هل قالت ضيعتنا .
قالت أم الدحداح -رضي الله عنها - ربح بيعك بارك الله لك فبما اشتريت ، ثم أجابته أم الدحداح وهي تقول :
بشرك الله بخير وفرح ......مثلك أدى مالديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح.......بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله ماقد كدح.......طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح -رضي الله عنها-على صبيانها تخرج ما في أفواههم ، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح".
فلما علمت باستشهاد أبي الدحداح في غزوة أحد استرجعت ، وصبرت و احتسبته عند الله- تعالى - الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا .
فيا نساء الإسلام هذه أم الدحداح التي تركت أجمل صور الكرم ، وأروع آيات الصبر ، الزمن طريقها ، وسرن على منهاجها ، واتركن متاع الدنيا الفاني ، وارضين بالقليل ، عسى ان تفزن غدا بجنة عرضها كعرض السماء و الأرض ، أعدت المتقين
BǾǿŘ♀£♥v€░ƒǿfǾ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع نساء خالدات ..:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اجمل 3 نساء في العالم عضوانيتا قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 9 08-26-2010 05:35 PM
في النهاية هم نساء رولا قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 2 06-27-2010 09:52 AM
وسام مسابقة المانجاوية وسام أفضل كاتب أخبار ((ساري~الليل)) قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 5 05-13-2010 04:16 AM
©~®§][©][ كيف تصمم وسام شرح ][©][§®~© ايتاشي2010 أرشيف قسم البرامج 3 03-31-2010 08:47 PM
نساء عالمات في الأندلس العاشق 2005 القسم العام 0 12-19-2008 03:21 AM

الساعة الآن 02:10 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity