التطفل بين البدعة وواقع الحياة
السلام عليكم:
كما ارتبطت ظواهر البخل والشحاذة بواقع الفقر والجوع، نشأت كذلك ظاهرة الطفيلية، والحقيقة أن الكرم والضيافة نوع من الطفيلية.
فقد يأتيك شخص لا تعرفه ولم تسمع به قط فينزل ضيفا عليك متوقعا منك إطعامه وسقيه، وعليه يمكننا القول إن سلوك الطفيلية والطفيليين يمتد إلى أيام الجاهلية الأولى وما قبلها، بيد أن أشعب الطماع كان أول من حولها إلى مهنة يعتاش منها ويروى عنه أنه جاء قوما على مائدة يطْعَمون فسلم وجلس يأكل فسأله أحدهم: يا هذا أتعرف منا أحدا فقال دون أن يرفع عينيه على الطعام: أي والله أعرف هذا، وأشار إلى الطعام.
كان الطفيلي قديما عند العرب يسمى بالوارش إلا أن هذا المصطلح لم يعد واردا في لغتنا عندما برز أمير الطفيليين ( طفيل بن دلال ) وهو من بني غطفان في الكوفة وإليه نسبت الظاهرة لكثرة حضوره موائد الأعراس والمناسبات وقد لا تنجو المآتم كذلك من تطفله.
ومن هنا تكون الطفيلية وما تلا ها من مصطلحات في المعنى قد دخلت مجمع اللغة العربية تداولا في العصر العباسي بعد أن تفاقم البون شساعة بين الفقراء والأغنياء، مما حمل المستضعفين والمسحوقين إلى كسب لقمة العيش من الشحادة والصدقات والتطفل على الولائم والحفلات وحتى المآتم.
ومع تحيات عبد العزيز :1 (8)::1 (8):
|