ألون موحدة

أحبتي رواد هذا الصرح العتيق .. اليوم أعرض عليكم أحد كتاباتي ... على هيئة خاطرة بعنوان " ألوان موحدة " وسأترك الحكم لكم بعد الفراغ من قراءتها ..







أرى أمامي ألوان ..لا عفوا ..بل مزيجا منها ..أخضر يبهج قلبي .. وأحمر ربما يزيدني حماسة ..وأصفر ربما يبعث في نفس تفائلا ..
أو ربما تختلف القرائة من شخص لآخر ..فكما نسمع لكل لون قراءة تدل عليه ..



لكن عندي .. أنا .. " الألوان موحدة "..كلها تجتمع تتكالب فوق بعضها البعض ..فتكون شبح أسود ..
درجاته تتفاوت ..ربما تتفتح فيصبح أسود ..وربما انعدم فأصبح أغمق من السواد ..

في كل الأحوال .. وانا نائم .. وانا متيقظ ..في كل الأحوال ..انها " الألوان موحدة " ..
هذا هو حالي ..أرى الحياة بمنظور موحد ..وان تعددت الزوايا .. وان تعددت الألوان ..



انها نظرة سوداء ..فلا تتغير إطلاقا من عيني تلك النظرة .. ولا تختلف بإختلاف المواقف والأشخاص ..كلهم سواء في اللون .. من الداخل لونوا بلون أسود ..ومن الخارج لون أكثر قتامة من السواد ..



هذا بالنسبة لنظرتي ..لكن في داخلي ..يكمن قلب ناصع البياض ..قلب يرى الألوان على حقيقتها ..قد يرى السواد

بتلك الألوان الزاهية ..قلب يسمع نبضات الصدق ..ويكتشف مواطن الكذب ..فأن أملك مرآة لا تعكس على صفحتها

سوى الحقيقة ..فهي تبطل الزيف .. وتمحق الخداع .. وتزيل الأقنعة ..من الداخل أملك ما لا أملكه من الخارج ..



فأنا أعمى البصر .. متفتح البصيرة ..هذا انا أرى العالم بألون موحدة ..

لكني أصبغه بفرشاتي ..وأمحي خطوط الرسم الغبية ..فتكتمل لوحة الفنان ..ويبهر ابداعي كل ذي بصر ..

تحيات أعمى .. ( كفيف ) ..

بقلم : الناقد ..
يوسف حسان الأنصاري ..
YOSUF - TOUO - النـاقـد.. ///

لا ننسى بأن لنا اخوان يحتاجون للعون والمساعدة .. فلنتعاون ولنأخذ بيد الكفيف .. فلنتعاون ولنحرص على مشاعرهم .. فكم من مبصر أعمى .. وكم من أعمى بصير .. فالعمى عمى البصيرة لا البصر ...