أم الثوارت .. سوريا .. ماذا حصل معي ؟

بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلآم عليكم أخواني في كل الوطن العربي ..

إلى مآ يريد أن يعرف حقيقة الأمور من الأرض ..

انا أخوكم .. تشيدوري ..

من مدينة حمص العدية (عآصمة الثورة) .. تولد منطقة بآب السبآع .. من سكآن مدينة الوعر الجديد

مآ يحصل لأخوانكم هناك .. شيء مستحيل صرآحة ..

من أول يوم ولدت فيه الثورة .. لم نعتقد أن تكون حمص سوف تتصدر المشآهد اليومية من الدماء ..

ولم نكن نفكر في أن تكون هناك ثورة في بلآد الشآم المبآركة ..

وذلك لما ذقنآه من ظلم وقهر وضعف من النظآم الخسيس ...

وكآن الشعب يريد فتيلة .. لتفجير الغضب الموجود في قلوبنا ..

عندما قآمت درعا .. رأينآ عـ التلفاز نصرة لهم من مسجد سيف الله المسلول .. مسجد خآلد بن الوليد رضي الله عنه

لم أصدق مآ رأيته حينها .. إنها حمص .. وهذا مسجد خآلد بن الوليد .. يآ الله .. يآ الله ..

انتفض الشعب حينها ... بعد شهر من الثورة .. كانت حآدثة السآعة الجديدة .. (سآحة الحرية بإذن الله)

يومها .. كآن الجمعه .. لقد استشهدَ 7 أشخآص .. الشعب زآد في معنويآته .. وراح عند السآعة .. والإعتصآم المشهور

لقد كآنوا أكثر من 50 ألف متظآهر .. كآن يوم السبت يوم زف الشهدآء .. أخذوهم إلى مقبرة تل النصر وبعدها اعتصموا عند السآعة ..

وبدأ الحشد والتجمع .. ومع انقضآء السآعآت .. اصبح العدد يخف .. إلى أن اصبحوا .. الفين ونيف ..

عند سآعآت الفجر الأولى .. تقدم شبيحة الغدر نحو السآعة ... ولم يعد من الألفين حينها إلآ مئتين رجل

أصوات انفجآرات من القنآبل .. وضرب الرصآص الذي لم يتوقف .. وكأنها جبهة حدودية ..

وبعد سآعتين من ضوضاء الرصاص والقنآبل .. هدأت الأمور .. ذهبنا لنرى مآحدث .. وإذ .. بالدمآ التي تسيل

وسيآرات الإطفاء تغسل المكان .. منظر مرعب حقيقةً .. كل مآشآهدناه حينها .. وحوش تمشي عـ الأرض

وترآقب بحذر ..

وفي الصبآح .. الجثث التي في الأرض قد نقلوها إلى مكان دفنوها .. والشهداء عطروا أرضنا بدمآئهم الزآكي

ومع ذلك .. ضلت نفوس الأحرآر متفآئلة .. وإلى الآن .. والحمدلله وكلنا مشروع شهيد ..

وضل القتل على حآله .. إلى مآ بعد عيد الفطر .. هدأ قليلاً ..

ذهبنا لرؤية خآلتي في بآب السبآع ... مسقط رأسي .. يومها اشتد الضرب ..

لقد رأيتهم بعيني ..

إنهم أنصآر الجيش الحر .. الله أكبر .. إنهم يكبدوهم الخسآئر .. ويأخذون لنا بثأرنا .. الله أكبر ..

رأيت الشآب الذي يحمل رشآش من نوع بي كي سي .. يرمي ويقول الله أكبر .. لقد أصبته لقد أصبته

حينها ابتهج قلبي ..

في رمضآن .. أول يومين .. ذهبنا لنخرج مظآهرة .. استشهد رفيق لي .. كآن بجآنبي يبتسم .. ويقول لي ..

هآنت بإذن الله .. لقد مآت ...

لآ أعلم بمآ أفكر به الآن ..

لقد متت معه .. في اليوم ثآني .. خرجنآ لنزفه إلى الجنه شهيد بإذن الله ..

شهدآء تزف شهدآء ..

كل الألم بصدري الآن .. وأنا أسمع صديق لي .. استشهد تحت التعذيب .. يآ الله

مضى حينها كل شيء .. أخرجت خآلتي من منزلها .. وأنا أرتقب .. تمر دبآبة بسرعة من أمامي .. وطآقمه ينظر إلي وكأنه يريد قتلي ولكن الحمدلله مر بدون أن يفعل شيء

خرجنا من بآب السبآع وتركنا منزلنا خلفها ..

تتصل خآلتي بجآرتها بعد مغآدرتنا .. كانت تقول لقد هآجموا بيتكم بعد خروجكم بـ نصف سآعة

الحمدلله .. (نفدنا بريشنا) عـ قولة أمي ..

وأمي تبهدلني وتقلي كآنوا أخدوك .. وأنا سآكت ..

وبعدها .. صرنا نكبر من شرفآت منزلنا .. والأمن يجن من كلمة الله أكبر لمآ يسمعها .. وكأنك قتلته بها

وقتها .. كآن في عنا شرفتين وحدة عـ الشآرع العآم .. و وحدة بتكون بدخله .. يعني مآرح تبين عـ الشآرع العآم

كآن في سيآرة تروح وتجي وتطلع وتشوف مين يللي يكبر .. وصآحب السيآرة يكبر .. نحنا نتطلع عليه وسآكتين

نحنا كنا بـ الشرفة يللي عـ الطريق العآم ودخلنا للشرفة التآني وأعدنا بأرضها .. وبلشنا تكبير

وبعد مآ خلصنا .. دخلنا .. وبعد دقيقتين يبلش الضرب عـ الشرفات .. وشرفتنا وحدة منهم ..

يومها ليلة ولا كل الليآلي .. أحلى سهرة عـ صوت الرش .. وتسمع العآلم تغني ..

يآ محلآ النوم على صوت الروسية .. ههههههه .. عشقت هالنغم واتعودت عليه

كنا نستنا تخلص صلآة الجمعة وتطلع العآلم عـ كلمة الله أكبر .. وتشوف الحشود وتتجمع بمكآن معين ...

نخلص ويجي بآص الأمن والعآلم تركض وتتخبى بين البيوت ..

كل جمعه .. وبعدين صآرت كل يوم ..

زآد التصعيد ومعه زآد لحن الروسية والدبآبة .. ومع هيك .. نستبشر بكل خير من رب العآلمين ..

الحمدلله عـ كل شخص فقدناه .. لإنه شهيد .. والحمدلله عـ كل جريح .. لإنه شهيد حي ..

نـــكـتب يــا الشهــيد و دمـــــك يـبــقى حبـــــري
نغــــني يــا المــجروح وعــذابك زاد في صـبــري
نــطير يا أســير و حبســك نقـــــص عــمري
نكــــتب يا الحــرية في وســط أحضانـك خترتك قبـــري
يــــا أرضــــــــي ...
غطيــني و ضمدلي جـــروحي

عبآرات أصبحنا ننشدها بقلبنا وروحنا ..

وإن شآء الله .. قريبة ..

ومن الأحدآث يللي مريت فيها ..

كنت رآيح عـ الجآمعة .. كالعآدة رآكبين بالبآص أنا من رفقاتي وصلنا لقبل الجآمعه بشي 100 متر عند دوار ... وقف البآص الشبيحة .. وبلشوا يضربوا رصآص باتجآمه منطقة بآبآ عمرو مشآن الجيش الحر يرد ويصيبنا ويقولوا عصآبآت مسلحة ومآفي عصآبآت مسلحه

الشعب أعزل كلياً ..


بس الحمدلله .. الجيش الحر شآيفنا وشآيف يللي بالبآص .. مآ ضرب رصآصة ومشينا

هون والله مآخفنا ولآ نهز من رآسنا شعرة .. بس كان في بنات بالباص .. وعينكم تشوفوا البكي ..

والحمدلله الله عدآها عـ خير ..

ويوم السفر .. رحنا .. وقبل لآ نوصل مطآر الشآم .. كآن في حآجز عسكري تآبع للأمن الجوي ..

وقفنا وفتشنا .. وأخد الجوازات ... هون .. كان لسا مآبيعرفنا من وين .. قال ليش مسآفرين

جآوبته .. من الاوضاع .. قال بإيدكم حق .. بكرا لمآ تهدأ الأحوال .. تعودون إن شاء الله ..

قلت له إن شاء الله .. سألني من أين أنت .. قلت له من حمص ... فنظر إلي نظرة .. لقد حسبتهُ يقتلني ..

فغضب وقال .. أنتم الذين خربتم البلد .. أخرج .. وإن لم تكون هنا طآئرة تقلك ... سوف أخرجك عـ حسآبي

سكتت ولم إجبه .. وهنا انتهت رحلتي في سوريا .. وأردت أن اعود .. ولكن الذي في الدآخل يقول لآ تأتي ..

والذي في الخآرج .. يقول لآ تعود ..

ولكن .. النصرُ آتٍ بإذن الله .. المقبرة في مدينة حمص تُسمى بـ تل النصر .. ^_^

ربي .. هيأ لهم مخرجاً من عندك .. وهيأ لهم النصر المؤزر القريب يآرب

دعواتكم لإخوانكم في سوريا