●● مُصْعَب بن عُمَيْر رضيَ اللهُ عنه || تابع المُسابقة || ~
● ● ● ●
.
~ بسم الله الرحمن الرحيم ~
أحمدُ اللهَ رب العالمين الرحمن الرحيم وأصلي وأسلمُ على أشرف الخلقِ وسيد المرسلين نبينا وقائدتنا وقدوتنا محمداً أبن عبد الله وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين ومن تبعُهم بإحسانً إلى يوم الدين ~
● ● ● ●
.
.: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :.
أسعدَ اللهُ صباحكُم ومسائكُم بذكرهُ وحُب طاعته وعبادته
كيف هي كافة أحوالكُم .؟ عسى كُلكُم بأطيب صحة وعافية
.
● ● ● ●
● ● ● ●
.
الحمدلله , موضوعنا اليَوم تابعٌ للمسابقة الذي نُزلت في القسم , والشخصيةُ الذي
أخرتها للمسابقة هوَ الصحابي البطل الشهيد مصعبُ بن عُمير رضيَ الله عنه
, سنبحرُ إلى بعض مِن سيرتهُ الكريمة اليوم نسبه , حياته , شهادته ومقتله ,
ومقـامه العظـيم والخ , بـإذن اللهتعـالى فتابعـوا معنا إيها الأحبـة في الله
والنبدأ على بركة الله :-
.
● ● ● ●
● ● ● ●
.
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد المناف بن عبد الدار بن فصى بن الكلاب بن مُرة القرشي العبدري
ويكني بـ : أبا عبد الله ~
مصعب بن عمير كانَ مِن فضلاء الصحابة وخيارهم , ومِن السابقين إلى الإسلام , لقد أسلم والرسول صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم , ولقد كتم إسلامه خوفاً مِن أمه وقومه , وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً .
ويوماً ما رأهُ عثمان بن طلحة العبدري ومعصب بن عمير يصلي , فأعلم أهله وأمه , فأخذوه أهله وحبسوه , وفلم يزل محبوساً إلى أن هجر أرض الحبشة وعاد مِن الحبة إلى المكة , ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن الكريم ويصلي بهُم .
بعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضيَ الله عنه مع النفر الأثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى , يُفقهُ أهلها ويقرئُهُم القرآن (( يعني يعلمُ أهلها بأمر رسول الله ودين الإسلام ويعلمُهم القرآن الكريم )) , فكان منزله على أسعد بن زرارة , وكان إنما يمسى بالمدينة المقرى (( المدينة المنورة )) ويقال إنه أوّل من جمع الجمعة بالمدينة المنورة , وأسلم على يده أسياد المدينة , أسيد بن حُضير , وسعد بن معاذ رضيَ الله عنهُم وكفى بذالكَ فخراً وأثراً عظيماً في الإسلام .
قال البراءُ بن عزاب الأنصاري : أول مَن قدم علينا من المهاجرين كان مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار , ثم أتانا بعده عمرو بن أم كلثوم , ثُم أتانا عمار بن ياسر , ثم سعد بن أبي الوقاص , وعبد الله بن مسعود , وبلال , ثُم أتانا عمر بن الخطاب رضيَ الله عنهُم أجمعين .
ولقد شهد مصعب رضيَ الله عنه مع أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم , وشهدَ أحداً معه لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقُتل بأحد شهيداً , قتلهُ أبن قميئة الليثي .
وكانَ عمره يوم قُتل أربعين سنة او أكثر قليلاً , وفيهِ وفي أصحابه والذين هم الصحابة قول الله تعالى ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )) الأحزاب - 33
وعن سعد بن أبي الوقاص رضيَ الله عنه قال : كما قوم يصيبا ظلف ( خشونة وأذى ) في العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصابنا البلاءُ أعترفنا بها , ومررنا عليه وصبرنا , وكان مصعب بن عمير رضيَ الله عنه أنعم ( بمعنى أحلى ) غلام في المكة , وأجوده حُلةّ مع أبويه , ثُم رأيتهُ جُهِدَ في الإسلام جهداً وجهادً شديداً جداً حتى رأيتُ جلده يتحشف ( بمعنى يتلقص ) كما يتحشف جلد الحية .
كانَ مصعب بن عمير فتى في المكة شاباً ذو جمالاً وسبيباً ( يعني ثوبه رقيق وثمين ) وكانَ أبواه يحبانه وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون مِن الثياب , وكانَ أعطر أهل المكة .
وكانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ويقول : ما رأيتُ بمكة أحسن لِمَّةً ( شعر الرأس ) , ولا أنعم نِعمة مِن مُصعَب بن عُمَير رضيَ الله عنه .
مِن علي بن أبي طالب رضيَ الله عنه قال : إنا الجُلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذا طلع مصعب بن عمير , وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو ( يعني ثياب بسيطة جداً ) , فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى لِلَدي كان فيهِ مِن النعمة , والذي هو فيهِ الآن , ثُم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كَيف بكُم إذا غداً أحدكُم أحدكُم في حُلة وراحَ في حُلة , ووضعتُ بين يديه صحفة , ورفعتُ أُخرى , وسترتُم بيوتكُم , كما نستر الكعبة !؟ , قالوا : يا رسول الله نحنُ يومئذاً خيرُ منا اليوم , نتفرغ للعبادة , وتكفي المؤنَة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتمُ اليوم خيرٌ منكُم يومئذاً .
كانَ البطلُ مصعب بن عمير رضيَ الله عنه زاهداً ورعاً جاهداً ومجاهداً وتراكاً للدنيا وأعتنقَ نفسه بالأخرة ومافيها , وعن خباب رضيَ الله عنه قال : هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله عز وجل فوقع أجرنا على الله تعالى , فمَّنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً ومن من أينعت له ثمرتُهُ فهو يهدبها , وإن مُصعب بن عمير مات وأستشهد في أحداً ولم يترك إلا ثوباً كان إذا غطوا رأسهُ خرجت رجلاه , واذا به رجليه خرج رأسهُ رضيَ الله عنه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غطوا رأسهُ وأجعلوا على رجليه الإذخر ( حشيش طيب الرائحة ) ففعلنا ذالك ..
بعث رسول اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ مَعَ أهل المدينة بعد بيعة العقبة الأولى مصعب بن عمير، وأمره أَن يقرِئهم القرآنَ، ويعلمهم الإِسلام، ويفقهَهُم في الدينِ، فَكَانَ يُسَمَّى المقرِئَ بالْمَدِينَةِ. وَكَانَ منزِلُهُ عَلَى أَسعد بن زرارة بن عدس، أبي أمامة. وكان رضي الله عنه يصلي بهم، وذلك أن الأَوسَ وَالخزرج كَرِهَ بعضهم أن يؤُمه بعض.
ثم إن مصعب بن عمير رجعَ إلى المكة وخرجَ مَن خرجَ مِن الأنصار من المسملين إلى الموسم مَعَ حجاج قومِهُم مِن أهل الشرك حتى قدموا إلى المكة , فعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة , مِن أوسط الأيام التشريق , حين أرادَ الله بهم ما أرادَ مِن كرامته والنصر لنبيه وإعزار ورفع الإسلام وأهله , وإذلال أهل الشرك والضلال ..
.
● ● ● ●
● ● ● ●
.
كان إسلام الصحابين سعد بن معاذ وأسيد بن حضير على يد الصحابي مصعب، وذلك حدث أن أسيد بن حضير خرج مع أسعد بن زرارة إلى حائط من حوائط بني النجار ومعهما رجال من المسلمين، فبلغ ذلك سعد بن معاذ فقال لأسيد بن حضير: ائت هذا الرجل، فلولا أنه مع أسعد بن زرارة وهو ابن خالتي كما علمت كنت أنا أكفيك شأنه! فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم خرج حتى أتى إلى مصعب بن عمير فوقف عليه متشتما وقد قال أسعد لمصعب حين نظر إلى أسيد: هذا أسيد! من سادات القوم، له خطر وشرف، فلما انتهى إليهما تكلم بكلام فيه بعض مِن الغلظة ، فقال له مصعب بن عمير بهدئ : أو تجلس فتسمع؟ فإن سمعت خيرا قبلته، وإن كرهت شيئا أو خالفك أعفيناك عنه،
قال أسيد: ما بهذا بأس، ثم ركز حربته وجلس، فتكلم مصعب بالإسلام وتلا عليه القرآن،
قال أسيد: ما أحسن هذا القول! ثم أمره فتشهد شهادة الحق أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
وقال لهم: كيف أفعل هذا؟ فقال له مصعب : تغتسل وتطهر ثوبك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين
ففعل ورجع إلى بنى عبد الأشهل وثبتا مكانهما
فلما رآه سعد بن معاذ مقبلا قال: أحلف بالله لقد رجع إليكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم! (( هي عظمة الإسلام والإيمان ))
فلما وقف عليه قال له سعد: ما وراءك؟
قال: كلمت الرجلين فكلماني بكلام رقيق ، وزعما أنهما سيتركان ذلك، وقد بلغني أن بني حارثة قد سمعوا بمكان أسعد فاجتمعوا لقتله وإنما يريدون بذلك إحقارك وهو ابن خالتك
فإن كان لك به حاجة فأدركه، فوثب سعد وأخذ الحربة من يدي أسيد وقال: ما أراك أغنيت شيئا!
ثم خرج حتى جاءهما ووقف عليهما متشتما وقد قال أسعد لمصعب حين رأى سعدا: هذا والله سيد من وراءه! إن تابعك لم يختلف عليه اثنان من قومه، فأبلى الله فيه بلاء حسنا
فلما وقف سعد قال لأسعد بن زرارة: أجئتنا بهذا الرجل يسفه شبابنا وضعفاءنا والله لولا ما بيني وبينك من الرحم ما تركتك وهذا!
فلما فرغ سعد من مقالته قال له مصعب : أو تجلس فتسمع؟ فإن سمعت خيرا قبلته وإن خالفك شيء أعفيناك، قال: أنصفت، فركز حربته ثم جلس
فكلمه بالإسلام وتلا عليه مِن القرآن الكريم
فقال سعد: ما أحسن هذا! نقبله منك ونعينك عليه، كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الأمر؟
قال: تغتسل وتطهر ثوبك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين، ففعل ذاك سعد بن معاذ
ثم خرج سعد حتى أتى بني عبد الأشهل، فلما رأوه قالوا: والله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم! (( عظمة الإسلام والإيمان ))
فلما وقف عليهم قالوا: مما جئت؟ قال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون رأيي فيكم وأمري عليكم؟
قالوا أنت خيرنا رأيا، قال فإن كان كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتشهدوا أن محمدا رسول الله وتدخلوا في دينه
فما أمسى من ذلك اليوم في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا أسلم , يالها مِن قصة وأمراً عظيم , رضيَ الله عنهُم أجمعين .
.
● ● ● ●
|