إلى مسافر ؛

" فِي الغِيابِ نَرَى منْ نُحب بِصُورةٍ أوْضَح ..
وَنُحِسُّ بِمَدَى أَثَرهم وتَأثِيرهم بِشَكْلٍ أَدَّق, فَفِي الغِيابِ تَكْبُر مَحَبَّتُنَا لهُمـ وَتَصْغُرُ محبَّتنا لـأنْفُسِنَا" !

الرُضَابْ 15 يونيو 2011

وَرَحْلتَ عنِّي
دُون عِلْمِي يَا حَبِيبي
وَرَحَلْتَ دُونَ تَقُول لِي:
يوْمًا سَيَأتِي لنَا .. [ لِقَاء ؛

وَتَرَكْتَ لِي
بَعْضَ أمَانِي أنْ أَرَاك
وَأَطَلْتَ حَتَّى ضَاعَ أمَلِي فِي لِقَاك

أنَا يَا حَبِيبي
لسْتُ أرْجو سِوى إيَابك
أَتُرَاكَ تَرْجِعُ, أمْ شُغلتَ بِغيْرِ
حُبِّي فِي [ غِيَابك
أتُرَاكَ تَذْكُرنِي؟ ولْم يُنْسِيكَ
بُعْدَكَ مَا وَراءك !؟


أوَّاه
يَا ليْلَ الغِياب
متَى تَغِيبُ ولـا يغِيب
اشْتَقْتُ أنْ يأتِي ليَعْرِفنِي النَّهار
كُل انْتِظَارِي يَجُرُّ معه انْتِظَار
وَعلى رَصِيفِ العُمْرِ
أشْلـاءٌ مُمزَّقَةٌ وَقلبٌ
فِي انْكِسَار


أوَّاه
جَاءَ الموْتُ
يطلبنِي وَمَا عَادَ القِطَار
أتُرَاهُ ضَلَّ طَرِيقَهُ ؟ أمْ جَاء يَتْبَعُنِي فَطَار ؟
أَتُرَى سَأُمْنَحُ منْ جَدِيدٍ بَعْضَ عمْرٍ
بعْض أحلـامٍ صِغار ؟


أنَا يَا حبِيبي
مَا مَللتُ ولنْ أملَّ الـانْتِظَار
وعلى سَمَاءِ الوْجدِ زَارنِي هاتِفٌ يَقُول لِي:
عُودِي إلى البْيتِ وَكُفّي ! منْ غَابَ تَحْبِسُه ظُروفٌ واضْطِرار


صدَّقْتُ أنِّي
بخيرِ يَا عمْرِي أعودُ إلى الدِّيار
صَدَّقْتُ أنِّي إنْ رحلتُ تَعُودُ لِي [ حُبًا وَبَار
وَأخَذْتُ أُسْرِعُ فِي طَرِيقِي
لـا يُثبّطنِي سِوى
ألم السُّعال
أمْشِي وأنْشُد فِي فُؤادِي:
منْ أيْنَ جَاء البُعدُ
يَا حُبِّي [ تعال


سَافَرتَ عنِّي
مع المَغِيب وَغَابَتِ الـأفْرَاحُ
وانْعكسَ المسَار
مَا زَارنِي
الصُبْحُ بِبعدكَ
مَا عَرفْتُ النَّوْم دُون الحُلمِ
كَابُوسٌ يُطاردنِي ونار
وذَبلتُ حتَّى قال قوْمِي:
زَهْرَةٌ صَفراء منْ بعدِ
احمرار



أتُرَاكَ ترْجع
بعْد ما حلَّ الضَباب
وَزَارَ جَسدِي الـاغتراب
وَنَقْشت فِي روحِي غيابٌ لـا إياب
أتُرى سأصْبرُ أن تعود أو أقُول بأنْ حبِّي:
غابَ غاب !!