الأحجار الكريمة تجمع بين الطاقة والشفافية وسحر اللون

الأزرق الأبدي الذي يعانق الأفق، والأحمر(دم الحمام) الممزوج بلهب النار، هذا الذي يتقدم حاملاً سلة من مشاعر وعواطف، أو الأخضر الذي سحب من الطبيعة سحرها.. كلها ألوان لأحجار كريمة، تمتلك الكثير من السحر الجمالي الذي استهوى بسام مفلح فبحث في خصائصها، وامتلك العديد منها إذ قال: تملكتني رغبة شديدة في الاستحواذ على كل شيء جميل، فكان أول هذا الجميل هو الكلمة، التي حاصرتني ردحاً من الزمن، هذه التي تلمست جماليتها، فكان الشعر بأبهى صوره.


وكان الجميل الثاني هو العطور، فكم كانت تحمل من أفكار إلي عبر تضوعها، فكل لمسة عطر تحمل في طياتها فكرة جديدة كل الجدة تعيد للكلمة نضارتها لذلك اهتممت بالعطور، وطرحت في هذا المجال العديد من العطور العربية، فأنا أستطيع التمييز بين 500 رائحة، و دربت عيني على الجمال الذي يسكن الأحجار الكريمة، وأستطيع التمييز بين خمسة آلاف طبقة لونية عبر اللامنظور الذي يداخلني.. ومن الأحجار الكريمة وميزاتها كانت بداية الحوار:ما أهم خصائص الحجر الكريم؟إن خصائص الحجر الكريم، هو التناسق، والتموسق، و الدقة، والوحدة، فالحجر الكريم يأخذ مقاييس كل ماهو جميل، وهذه الخواص أو العلامات الموجودة فيه توجد أيضاً لدى الإنسان، والطبيعة، والكلمة، كما أن الأحجار مثل الطبيعة، ومثل الإنسان أيضاً إذا ما قيست بمقياس الطاقة، ومن هنا نجد هذه الهالة التي تحيط بالطاقة أساس الحياة.


ومقاييسه تأتي أيضاً من الشفافية، وهنا تقاس درجة نقائه،ومن ثم اللون، فالتلون في الحجر الكريم، هو نتيجة احتواءات داخلية فيه، وهذا ما يعطيه الخواص البصرية الرائعة، وبعدها الحجم، إذ قلما توجد الأحجار الكريمة بأحجام كبيرة، ومن ثم يأتي العامل الإنساني، وهو القطع الدقيق للأحجار الخام، الذي يعطي لهذه المرايا المتشكلة بريقها الآخاذ.. والأحجار الكريمة أربعة، هي: الألماس، والياقوت والزفير، أو (الصفير)، و الزمرد. يقال إن الأحجار الكريمة تمتلك الكثير من الطاقة، فما رأيك بهذا؟بالتأكيد هناك طاقة كامنة في الأحجار الكريمة، ويمكن قياسها بمقياس (موس) وتبدأ درجة الصلابة بالألماس، وتقدر بعشر درجات على مقياس (موس) أما الياقوت، والزفير فتسع درجات، ومن ثم الزمرد الذي يعتبر رقماً صعباً في المجوهرات، وصلابته ما بين ( 7 إلى 8 ) درجات. ولهذه الأحجار طاقات غير منظورة، يمكن أن تشحن ما لدى الإنسان من طاقات ذهنية، أو عضلية.

ورفع درجة الحساسية وذلك عن طريق التدريب في توجيه هذه الطاقة، فطاقة الإنسان إذا ما تلاقت مع الطاقة الكامنة في الحجر الكريم، تشكل مجال عال من الانسجام في داخلنا، فنشعر بالراحة من دون ان ندري، أن ثمة طاقة تداخلت معنا، ورفعت من وتيرة السلام الداخلي.

كيف يحدث هذا؟

على سبيل المثال، إذا وضع السائق حزمة من العنبر على كرسيه وجلس عليه يستطيع أن يقود السيارة مسافة ألف كيلو متر من دون تعب، وإذا أصيب رياضي في ذراعه، ثم وضع طوقا من الكهرمان، في مكان الألم ونام، سوف يجد أن الألم يزول عند استيقاظه، وذلك نتيجة استطبابات الكهرمان له، فالكهرمان مستشفى متنقل. والأحجار ليست أشياء جامدة، بل تضج بالحركة والطاقة.

وقد اعتقد الكثيرون أنها مسكونة وتلعب دوراً كبيراً في المحبة والسلام. وثمة تفسيرات أخرى لا تنتهي. ولكن الأهم هو أن يتعلم الإنسان محبة الحجر الكريم، وامتلاكه، ورعايته، كما الوليد، بعدها يدرك ماهية الحجر عبر الإحساس به، إذ يصبح الرفيق المثل لحامله.

ممَ يتألف الألماس؟

يتألف الألماس من ذرات الكربون، ويختلف لونه باختلاف الذرات المتداخلة فيه، إذ عندما يكون الألماس أخضر، أو بنياً، يكون قد تداخلت فيه ذرات البورون مع الكربون، أما الأزرق، فتتداخل فيه ذرات النيتروجين مع ذرات الكربون، ليميل لونه إلى الأزرق، ويمكن تقسيمه إلى 12 نوعاً..وتبلغ درجة صلابة الألماس عشر، ويتميز البناء البلوري بالشفافية العالية التي تعكس جمالية هذا الحجر.

ما الذي يميز الياقوت، ولماذا ترغبه النساء؟

يتألف حجر الياقوت والزفير أيضاً، من الكرندوم أي ( الكروم، والحديد، والتيتانيوم، والفانديوم)، وهو الثاني بعد الألماس من حيث درجة الصلابة، وقد ذكر الياقوت في القرآن الكريم، وجاء بعد أن نام ملايين السنين في وشاح قشرة الأرض، تحت الضغط والحرارة، مندفعاً عبر البراكين، إلى سطح الأرض ومنحنيات الجبال، والياقوت الأحمر حمرة (دم الحمام)، أطلق عليه (الروبي) يدل إلى الدماء الحارة، إلى النار والعشق تحديداً، لأنه يزيل مشكلات العشاق، بالتختم به، ويخلق حالة من الوئام بينهما، ويزيدهم ارتباطاً واقتراباً.

زرقة الزفير أخاذة .. فما ميزات هذا الحجر الكريم؟

بالفعل.. إنه الأزرق المكتحل بالرماد، الذي يعانق الأفق، و يدل على الثبات والإخلاص، والديمومة، لذلك تطلبه كل عاشقة، أو متزوجة، بهدف ربط حبيبها به.

نصل إلى الزمرد، فماذا تقول عنه؟

الزمرد هو الوحيد الذي جاء مع الفُجاءة، مع الأشياء التي تتم مباشرة، ومن دون سابق إنذار، إنه أصابع الطبيعة، و شخصيتها، إنه حديقة الله إذ نجد في داخله الأشجار، وكل حجر هو شخصية بذاتها كما الإنسان يختلف كل عن الآخر، وهذا الأخضر يدل على دوام التصالح بين الإنسان وغيره. وعندما يريد الإنسان أن يتصالح مع نفسه ليلبس الزمرد الذي يتكون من الكروم، وأملاح البيريل، وكلما تركز الكروم فيه كان أكثر خضرة، وكلما قل ..تراجع الأخضر فيه، وغدا شحيحاً.

كأنك تميل إلى الزمرد؟

بالفعل.. وأمتلكه بكل أطيافه وظلاله

ما أنواع الأحجار شبه الكريمة، وكيف تكتسب قيمتها؟

قيمتها من ندرتها، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع ثمنها، وأهمها الكسندريت ومتعارف عليه أنه حجر القياصرة، وهو حجر اكتشف في جبال الأورال في روسيا، وقدم للقيصر بيتر الأكبر في يوم مولده، وهناك أخرى مثل البروديت، الكريذبريل، والتروملين، وغيرها..

معلوماتك كثيرة.. ما مصدرها؟

من مكتبة كبيرة أمتلكها، ومن أصابع يدي، حيث يأتي الحجر الخام، أقطعه، وأصقله فينمو بين يدي، مشكلاً التجربة والخبرة، وفي مجمل الحديث علينا ان نفرد ألف صفحة لهذا الموضوع.