القسم العام قسم يهتم بالمواضيع التي لا أقسام لها داخل المنتدى
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم) |
#1
|
||||
|
||||
|| .• من المسـؤول •. ||
في يوم من أيام الربيع اتفقنا مع احد المعلمين بالخروج إلى رحلة ميدانيه على ضِفاف المدينة كان المكان جميلا جدا و قد يصعب عليّ ان أوصِل روعة المكان لكن تخيلها معي كان مليئ بالاشجار و تسمع أصوات الطيور من حولك و كأنك تستمع إلى معزوفه من أحد مشاهير الفن و تبصر إلى السماء متأمل فتجدها مُلبدةً بالغيوم و تُشعِرُك بأنها ستمطر قريبًا و الارض منبسطة خاليه من التضاريس و قد اخضرت و استقامت حشائشها الصغيره وتوجد بركه صغيره نشأت بسبب الامطار التي تنهمر عليها كانت صافية حُلوة المَذاق ساحرة المنظر تأسر القلوب الظمأى يسيرت المعالم سهلت الوصول إليها طلب منّا المُعلم ان ننقسم إلى مجموعتين .. ! الأولى اسماها مجموعة ( أ ) و كانت تحت قيادة هشام : شخص ضخم مليئ الوجه حاد الذكاء و الفطنه و كان يُجيد الكلام كان ذو أعصاب هادئه و المجموعة الثانيه اسماها ( ب ) تحت قيادة أحمد : شخص متفوق دراسيًا و صاحب ابتسامه فهو بشوش الوجه و سهل المعاملة و طلب من المجموعتين ان يُنصِبُوا خيمة : كانت متوسطة الحجم جميلة المنظر و سهلة التركيب و العمل .. و قال من ينتهي منها بسرعه و تكون بشكل لائق للمَبيت سوف يحصل ع مُكافأة و لم يُخبرنا بها حتى تزازد الهِمم و تعلوا روح التعاون اثار هذا حماس المجموعتين و تم توزيع المَهام بيننا كنت أنا في مجموعة ( أ ) ثم بدأ مشوار و بدأ العمل .. قمنا اولاً بـ ختيار المكان المناسب للحفر و اخترنا الأرض الأكثر خُصوبة حتى لا تتمايل الأخشاب و تسقط فجأه و ذهبت المجموعة الأخرى إلى مكان يبعد عنّا بـ قليل و بعد مرور ما يقارب الساعة من العمل انتيهنا و لله الحمد كان هشاميتصبب عرقاً لأنه كان شخص فيه سُمنَه و باقي المجموعة يشعرون بتعب و كُنّا نواسي بعضنا و نشجع هشام أمرنا المُعلم بتوقف جميعاً و انطلقنا إليه و نحن نهرول من شدة التعب كانت أيدينا يملئُها الوحل و على أثوابِـنا بعض الأتربه ذهب المُعلم لينظر ما صنعنا و ما صنع الفريق المُنافس كُنّا ننتظر بشغف و نصرخ بأصوات عاليه نحن الأقوى نحن من سـ ينتصر عاد المُعلم متغير الملامح مُقطب الجبين مُمسكاً ع رأسه و يتكلم بصوت خافت لا نكاد ان نسمعه لم نعلم ما به حتى جلس و تناول شيء من الماء و نظر في السماء و قام يخبرنا عن النتيجة التي نسيناها بسبب منظر المُعلم فـ قال مجموعة ( ب ) لماذا لم تقوموا بعمل المُخيم و هذا ما جعلني غاضباً من تصرفكم ثم توقف المُعلم ليأخذ نفساً عميقاً .. بينما كان الصمت مخيماً على المجموعيتن ثم قال : المُعلم بعد ان هدأت أعصابه أبنائي لماذا لم تصنعوا شيء ..! مخاطب بهذا الكلام المجموعة ( ب ) أجاب أحمد قائد المجموعة نحن لا نعلم ماهي او كيفة القيام بهذا العمل و خشينا ان تُوبخنا قلنا نترك العمل .. تعجب المُعلم من هذا الكلام ..!! و قال لماذا لم تحاول صنع شيء يسير لماذا لم تأتي و تسألني ..!؟ صمت أحمد طويلاً ثم أبتسم قال رُبَـما سـ أتعلم يوماً ما إذا كبُرت او رُبَـما سـ أتعلم في وقت لاحق لا أعلم متى سـ يكون و أيضا أنا أخشى أن اخطأ فما نفع المحاولة ان كنت اعلم عن نفسي أنها لا تقوم بهذه الأعمال ثم انصرف أحمد من المكان أسند معلم رأسه ع شجره كبيره ثم بدأ يفكر في حل هذه المشكله التي حدثت وسط دهشت الجميع كان احمد لا يشعر ابداً بالمسؤوليه و انه لا يزال صغيراً و كان يظن انه سـ يتعلم دون محاوله و كأن التجارب و الخبرات التي يكتسبها الشخص يحصل عليها فجاه دون عمل و أن ما يحدث ليس مُهماً بل الأفضل تجنبه ليوم غير معلوم خوفاً من أن يُلام أو أن يُصرَخ في وجهه و هذه كانت حالته في المنزل لا يعمل شيء فـ الأب هو الوحيد الذي يقوم بجميع الأمور دون الأبناء و كان كثير ما يقوم بتكسيلهم و تحبيط من معنوياتهم بقوله : لان تفلح يوماً ..!! و أنك سـ تظل هكذا حتى مَماتك أنت لسّتَ ذا فائدة في المنزل و لم يكن الأب حريصاً على تجربه و تحمل اخطاء الأبناء و تحميلهم شيء من المسؤولية مما جعل احمد معدوم الثقة قليل الخبره .. و هذا لا يتلخص فقط في أحمد فـ حال بعض الفتيات هداهن الله لا يسّتطعنَ تدبير أمور المنزل بل تجدُها بعيدة كل البُعد عن هذه الأمر مما يجعلُها في حال زواجها تقع في مشكلة مع زوجها فهي أعتادت على أن الأم هي تقوم بـ العمل دون حاجه إلى المساعدة فـ تقع في مشكلة كُبرى مع هذا الشاب و أيضا الشاب يقع في مُشكلة لعدم الخبره في تدبير خارج المنزل فكيف سـ تسّتقيم هذه الأسرة التي نشأت على عدم المسؤولية بل ستجد الطفل ينشأ ع الكذب و عدم الاحترام فـ الأب مُهمل لنفسه فكيف بـ الابن و الأم لاهي عنه لا تنتظر أن تُوهب لك القيادة بل تدرب و تعلم كيف تحَمُل المسؤولية لا بأس اليوم نخطأ و غداً نصحح الخطأ لا تُلقي اللوم على أحد أنت اليوم من يقُود نفسك حرر نفسك من قيُود الفشل و انطلق إلى الحياة الكثير سـ تواجهُه في هذه الحياة إن لم تتعلم اليوم فمتى سـ تتعلم .. !؟ التعديل الأخير تم بواسطة S i l v ε r ; 04-25-2013 الساعة 12:45 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|