||~ قِيام الليل - التراويح - ~||

لـم يبقـى على قدومكَ شيء سوى بضع ليـالٍ ننتظر انتهاءها شوقـاً لك
رمضـان يا شهر الرحمة والغفـران فيكَ النفوس تًهذَّبُ والقلوبُ تُطهَّر

لكـم من التحايا أطيبهـا تحية أهـل الجنة

أسعد الله أوقـاتكـم وملأهـا بركةً لكـم ونفعكم بهـا بكل مـا يحب ويرضـى
كـيف هي أحـوالكم أعضاء العاشق ؟!.. إن شاء الله بـ أتم الصحة والعـافية~


كلنـا يا أحبة نعـلم أن رمضـان على الأبواب – بلغنا الله وإيـاكم هذا الشهر الفضيل –
لذا نتحرى فيه من العبادات الكثير من صلاة وصيـام وقراءة قرآن وقيـام
,أمـا اليوم فأحببت أن أتطرق إلى قيام الليل والتي هي التراويح في رمضـان
...




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له إلا الله
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

قـال تعالى جلَّ وعلا في محكم كتـابه :

(( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلةً لَكَ عَسَـى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً )) سورة الإسراء : 79


قيـام الليل من العبـادات التي هي من النوافـل
وليست واجبة لكنها من السنة فيها من الفضـل الكثير
و أن العبد عندهـا يناجي ربه بمـا يشاء من دعـاء في جوف الليل
والناس نيَـام فهي اجتهادٌ لزيادة الأجر وغفران الذنوب
وفرصة للتوبـة من الذنوب أيضاً



فالرسول صلَّ الله عليه وسـلم كـان يقوم الليل
حتى تتفطَّر قدماه كما ذكر في هذا الحديث
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلَّ الله عليه وسلم
يقوم الليل حتى تتفطر قدماه , فقلت له : لمَ تصنع هذا يارسول الله ,
وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال :
(( أفلا أكونُ عبداً شكوراً ! )) متفقٌ عليه

معنى تتفطر قدماه : تتشقق قدماه .

ومن فضائلهـا كمـا هو مذكورٌ في هذا الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه , أن الرسول صل الله عليه وسلم قال :
(( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ,ثلاثُ عُقد يضرب على كل عقدة :
عليك ليلٌ طويل فارقد , فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلَّت عقده ,
فإن توضَّأ انحلَّت عُقده , فإن صلَّى , انحلَّت عقدة ,فأصبح نشيطاً طيِّب النفس ,
وإلا أصبح خبث النَّفس كسلانَ )) متفقٌ عليه

نستخلص :
أن في القيام لصلاة الليل اجتهاد للنفس على الشيطـان
وأن كل فعلِ يجعل النفس تصبح أقوى من أن يتغلب عليها الشيطان
فيُكسِلُ حالها فلا تتعبَّد كمـا أُمِرت

صفتهـا :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
(( صلاة الليل مثنى مثنى , فإذا خفت الصبح فأوتر بـواحدة ))متفق عليه

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله صل الله عليه وسلم
يزيد – في رمضان ولا في غيره – على احدى عشرة ركـعة : يصلي أربعاً
فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ! ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن !
ثم يصلي ثلاثا . فقلت : بارسول الله أتنام قبل أن توتر ؟!
فقال : (( ياعائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي )) متفقٌ عليه

ومن هنـا نجد أن هناك ترابط وثيق ما بين قيـام الليل
سواءً في الأيام العادية أم في شهر رمضـان الفضيـل
فـ قيـام الليل في رمـضان قيـامهـا هو التراويح
أمـا صلاة التراويح سُميَّت بذلك لأن هناك فاصلاً ما بين كل ركعتين
يرتاح فيها المصلِّي ثم يكمـل حتى ينتهي من صلاته
ويختمها بصلاة الشفع والوتر
لذا في الحديث السابق ذُكر أنهـا كانت إحدى عشرة ركـعة .

وفضـلهـا :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم
يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة , فيقول :
(( من قام رمضان إيماناً واحتساباَ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ومـا تأخر )) رواهُ مسلـم

معنى يأمرهم فيه بعزيمة :أي لا يأمرهم أمر إيجاب

فيما ذكر من الأحاديث السابقة متفق عليه فمن رواه : البخاري ومسلم

لذا إخـوتي فلنجتهد في القيام وفي الصيام وفي جميع العبـادات
ليُغفر لنـا من الذنوب ما تقدَّم منهـا ومـا تأخر
أسـأل الله أن يبلغنـا هذا الشهر الفضيل ويُعيننا على صيامه وقيامه وختم القرآن فيه
والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صل الله عليه وسلم