قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا) |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() اُقَدِّمُ لَكُمْ رِوايةً بِعُنْوَانِ الْعُمْلَةِ الذَهَبِيَّة اُرِيدُ انْ اوَضِّحَ بَعْضَ الامُورِ اَوَّلاً : لا يُمْكِنُ انْ اُبْقِي الرِّوَايَةَ عَلَى مَسَارٍ ثَابِتْ , فَهَذَا سَيَجْعَلُهَا مُمِلَّة , و ايْضًا سَيَقْتُلُ وَاقِعِيَّتَهَا , لِهَذَا احْيَانًا يَجِدُ القَارِئُ مَالا يُرْضِيهْ , و هَذِهِ وَرَقَةٌ مَقْصُودَةٌ مِنْ طَرَفِي , ايْضًا اعْتَذِرُ لِمُحِبِّي الفُصُولِ القَصِيرَة , فَسَيَكُونُ الفَصْلُ الرَّابِعُ اخِرَ فَصْلٍ اُنْزِلُ فِيهِ مَضْمُونًا قَصِيرًا , و السُّمُوحَة اِنْ ازْعَجَ اسْلُوبِي البَعْضَ و كَذَلِكَ اخْطَائِي اللُّغَوِيَّةَ , فانَا احَاوِلُ صَقْلَ لُغَتِي العَرَبِيَّةَ , و الآنْ , ![]() ![]() الفصل السادس : العملة ! بعد أن مرّت تلك الكلمات على أذني الفتى سامر , كان متحسرا جدا , قتله الحماس ليدخل المسجد , و لكنه يعلم انه ناجس , أخد التساؤل يضرب قلبه , حول ما فعله , و لكنه تخطى الأمر بسرعة , و قرر التفكير لاحقا , فقد عمّت الفرحة قلبه , حين وجد ذلك الدوش المحلي , أين قضى وقتا قصيرا , مستعجلا ليدخل المسجد , نزع حذائه و دخل , كان المسجد مفتوحا , بين صلاة الصبح و الظهر , و هذا نادر جدا في بلاد غير اسلامية , فقرأ سامر هذه الفكرة على انها رسالة , على انها فرصة , فصلى ركعتين تحية للمسجد , و أكملها بصلاته المفروضة , تتبعها نافلة , يتبعها القران الكريم , و الدعاء , الى أن عادت الطمأنينة إلى قلبه , سامر يمتاز بالوفاء , و نتيجة لهذا , لم ينسَ ابدا الرسائل , و أراد تسليم الرسالتين في أسرع وقت , لهذا خرج من المسجد , و اشترى سجادة للصلاة , رأى ذلك سامر كأنّه اول تطهير ليديه , لقبه و لأفكاره , فركب تلك الدراجة , و انطلق في مسيرته , وضع تلك السماعات , و هذه المرة , أعاد صوت القرآن الكريم إلى أذنيه , و كأنه دواء لصداعه , لم ينتبه للوقت , فمرت الدقائق , تتبعها الساعات , أين توقف ليصلي الظهر , طريق فارغة , لا سيارات , ارض شبه قاحلة , إتجه لأبعد ما يمكن , حتى يجد الهدوء ليخشع , ياله من صباح سعيد و مبشر لسامر , أليس كذلك ؟ هذا ما كان قدره يرويه , انتهى من صلاته , لفّ السجادة , و انطلق مجددا , و كالعادة , آيآت القرآن دخلت قلبه , شوقه إليها جعله يسعد بسماعها , و هكذا , وصل الى قرية , توقف ليشتري وجبة خفيفة , فهو لا ياكل إلاّ عندما يجوع , و لا ياكل بعد ان يشبع , سأل العامل عن عنوان هذه المنطقة , فتفاجأ انه عنوان الرسالة الاولى , فسحبها ليتاكد , تمنى لو كانت رسالة العجوز , حتى يشفي غليل قلبه , ولا يبقى قلقا عما يحتويه , حتى لا يغريه الشيطان مجددا , و يقراها , و لكن ما باليد حيلة , فقد تعلم أن يرى الأمور من جانبها المشرق , أليست هذه حكمة مشهورة , أولسنا كلنا نحاول عيشها ؟ سامر نجح في ذلك , و انهى وجبته و انطلق سريعا , إلى الوجهة , وجد بيتا ضخما ادأبيض , مليئا بكاميرات المراقبة , يتقدمه باب كبير يصحب حارسين ضخمين , سماعات على اذنيهما , نعم , إنه ما يخيف سامر , المال ! فالمال و النجاح مخيفان , يجعلان المرأ منشغلا بالدنيا , تقدّم و كلّم أحد الحارسين , الحارس : نعم ؟ سامر : أتيت لتسليم رسالة , الحارس : حسنا , يمكنك اعطاؤها لي و سأحرض على توصيلها لصاحبها , سامر : آسف , و لكن سياستنا ان يستلمها صاحبها اولا , الحارس : دعني أرى صاحبها اذا , يسحب الرسالة و يعطيها له بكل شفافية , فياخدها الحارس و يبتسم قائلا : يمكنك الذهاب الآن , سامر و علامات الغباء عليه : مهلا ! لقد قلت ... الحارس يدفع سامر : هل تريدني ان اتصرف معك بطريقة اخرى ؟ سامر : حسنا , عضلاتك تعطيك القدرة على فعل هذا , و لكن ليس الحق ! سأحرص أن اشتكي بك , قالها سامر , و هو يعلم أنّه لا يحب المشاكل , و لن يشتكي به أبدا , و لكن كبريائه لم يسمح له بالذهاب قائلا : سأنتظر هنا , خارج الرصيف , خارج الملكية الخاصة , حتى يصلني رد منك ان صاحبها استلمها , حتى إن استغرق ذلك اليوم باكمله , احتار الحارس من وفاء سامر , قائلا : حسنا , اتصل الحارس باحد العملاء ليأخد الرسالة , و بقي سامر هناك لبضع دقائق , ثم تذكر السيدة العجوز , و أدرك أنّ الرسالة ستصل إلى صاحبها بالتاكيد , فركب دراجته و قال للحارس : سأذهب الان , شكرا على أيّة حال ! لم يرد الحارسين بأيّ كلمة , فانطلق سامر , و ركب على دراجته , فإذا بالحارس يناديه , فنزل سامر و ركنها مجددا , و بدا الشك يدخل قلبه قائلا : مالذي حصل ؟ هل فعلت شيئا خطا ؟ انفتح الباب الكبير و قال الحارس : تفضل , يمكنك الدخول ! احتار سامر و دخل , بعد أن أمره الحارس بترك الدراجة لأسباب امنية , وجد رجلا تظهر على وجهه عروق الثراء , عروق الفخر و الكبرياء , بملابس رسمية , خاتم و سلاسل ذهبية , حقائب تحت عينيه تظهر تعبه و سهره , و أمامه تلك الفتاة , أمامه ذلك الجمال , يميزها عن والدها , نظرة الرأفة , و الحب , تقول لارين : شكرا أبي ! يقول احمد : لا عليك يا ابنتي , هذا يوم سعدك , و سانفد ما تريدين , يتقدم احمد الى سامر الهزيل , قائلا بصوت خشن : الرسالة تقول أن إبنتي قبلت في الجامعة الأولى عالميا , و بما أنه يوم فرح , وجدت إبنتي أنه يجب استضافتك لتحضر الحفل الليلة , تبقا عيني سامر متجهة نحو الارض , خائفا , مرتعبا , مرتعدا , متسائلا : أنا ؟ فاشل مثلي ؟ سيحضر حفل أثرياء مثل هذا ؟ فيقول سامر و جسمه يرتعد : آسف يا سيدي , لدي عمل يجب أن أكمله ! يضحك أحمد و سنه الذهبية تلمع : مالذي قلته ؟ هل طلبت رايك ؟ يسحب عملة ذهبية من جيب سرواله قائلا : هل رأيت هذه العملة الذهبية ؟ سارميها , ان سقطت على الجهة التي أريدها , ستجلس الليلة , و أن لم تفعل , فلك الحرية ! تنزعج لارين قائلة : الازالت هذه العادة الغريبة في هذه العائلة ؟ ينظر إليها أحمد : احترمي تقاليد العائلة يا ابنتي ! فيرميها عاليا لتسقط على جانب مكتوب فيه : gagnant إنها كلمة فرنسية تعني فائز , يضحك احمد و يلتقطها قائلا : هل تعلم ما في الجانب الاخر ؟ يقول سامر مبتسما : perdant ؟ و هي كلمة فرنسية تعني خاسر , يضحك أحمد على الرغم من إنزعاجه من إجابة سامر بعد ان قلبها : نفس الشيء , gagnant , فأنا دائما أفوز يا فتى ! يضع يديه على راس سامر , و يقول : انظر إلى عيني يا فتى ! يرفع راسه فتضربه صاعقة , إنها رائحة النبيذ تنبع من فمه ! فيتذكر تلك الليلة , تقول لارين : اتركه يا ابي ! لربما هو لا يريد أن يحتفل مع غرباء ! ينظر الى ابنته و كانه نزع غطاء الزعيم فجاة : لا أحد يرفض طلبات ابنتي ! فيسترجع سامر انفاسه ,و يقول : حسنا سابقا ! لا بأس , قائلا في نفسه : هذا إختبار لي ! و سانجح فيه باذن الله . يضحك احمد مجددا : جيد ! الان صرت تفهمني يا فتى , و الان ! ينادي احمد خادما : أسرع , أريدك أن تأخده إلى غرفة التحضير , أعطه بعض الملابس الرّسمية , و اتركه بإحدى غرف الضيوف , دعه هو يختار , يالها من هيبة , ياله من غرور في كلامه , و لكن سامر لم يأبه لذلك بعد الان , و إتجه مع الخادم , و تلك الفتاة تنظر اليه باستمرار , تمر الساعات بعد أن دخلت أحذية سامر المرتشية تلك الغرفة الفخمة , اين سقط جسمه من على الجسر فوق ذلك السرير , رغم سماعه لاصوات غريبة عالية , نام مثل الرضّع , فإذا بالباب يطرق , إنه الخادم , لم يعتمد سامر على تعامل رسمي كهذا , فنهض بسرعة و قام بفتح الباب , تفاجأ الخادم , و اعتذر قائلا : آسف لازعاجك سيدي , و لكن الإحتفال شارف على البدء , و السيد أحمد حرص على أن أناديك , سامر : حسنا , سآتي حالا , بعد أنغلق الباب إتجه سريعا ليغير ملابسه , بالملابس الجديدة الرسمية , رغم أنه ليس من هذا النوع , و لكنه إشتاق لتغيير ملابسه كطفل في ليلة العيد , إعتنى بنفسه و نزل , فانفجر عقله دهشة , المئات من الناس متجمعين حول المسبح , و الاغاني الصاخبة , العمال يدورون حول المكان عارضين على الزوار كؤوس نبيذ مجانية , و المفرقعات لا تتوقف , أحس سامر ان هذا خطير , لا يعلم لماذا , و لكنه اراد المغادرة , و في تلك اللحظات اتت لارين بسرعة إليه , مسكت يده فارتعش لحمه قائلة : هيا بسرعة ! لنرقص , لم يستطع سامر التكلم , و بقي واقفا على هيئة مريض نفسي بنظر الزوار , فأدار راسه بالصدفة , وجد أحمد ينظر اليه نظرة اشمئزاز تقول : كيف لشخص كهذا أن يمسك يد ابنتي ؟ نزع يده بسرعة قائلا بدون ان يفكر : سآتي بعد قليل ! و يستمر بالنظر إلى السيد أحمد و هو يلعب بتلك العملة الذهبية , حين قالت الفتاة : سأنتظرك , و لكن ليس كثيرا ! لم يعرها سامر اهتماما , و حينها انفجرت الحفلة صخبا , فبدأ البعض الرقص بوحشية , إلى أن سقطت زجاجة نبيذ على ملابس سامر , فنظر إليه الجميع و ضحكوا , حمل زجاجة نبيذ و رماها تعبيرا لغضبه , فبدا الجميع بالصياح : اخرجوا هذا المريض من الحفلة ! و بينما الجميع يصيح اليه , لارين لازالت تنظر اليه مبتسمة , فهو يذكرها بابوها احمد حين كان صغيرا , اين كان شهما و ذو شخصية , في وسط تلك اللحظات , القدر أعطى لسامر حادثة غريبة , أين إستطاع سماع الهاتف , لم يعطه اهتمام في البداية , ثم أراد التحقق , رأى الرقم , و لم يتعرف عليه , لأنه فقد الارقام بعد أن غير الهاتف بعد حادثة الشاحنة , قَبِل الاتصال و قال : ألو , من معي ؟ يسمع سامر كلمات مشوشة , بسبب الضجيج , فيصيح : قلت من معي ؟ أنا مشغول الآن ! لا يستطيع السماع مجددا , يقفل المكالمة , فيحس بالهاتف مجددا , يجدها رسالة : انا مديرك كيفن ! كيف تتجرا على مخاطبتي هكذا ؟ أيها المتنمر , أنت مطرود ! إستمتع بحفلتك . ![]() ![]() الطقم من تصميم المبدع Ali Alshehri الملقب بتايقر , يمكنكم مراسلته عبر صفحة الفيس بوك , و انا اشكره جزيل الشكر على ما قدمه لي , فقد اعطى طعما ثمينا للرواية يسهل للقارئ متابعتها , اتمنى له التوفيق و النجاح في مجال التصميم . ![]() التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-21-2014 الساعة 05:14 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روآية الْعَمَلَةَ الذَّهَبِيَّةَ / الْمُقَدِّمَةُ / الْفَصْلُ الْأَوْلَ: يَوْمُ عَمَلِ آخِرِ | Anarchy | قسم القصص والروايات | 7 | 08-03-2014 03:02 AM |
روآية الْعُمْلَةُ الذَّهَبِيَّةُ / الْفَصْلُ الرَابِعْ : غَلْطَةُ عُمْرٍ | Anarchy | قسم القصص والروايات | 8 | 08-03-2014 01:55 AM |
روآية الْعَمَلَةَ الذَّهَبِيَّةَ / الْفَصْلُ الثَّالِثُ: تَوْصِيلَةُ أَحِبَّآءْ | Anarchy | قسم القصص والروايات | 2 | 07-21-2014 01:07 PM |
روآية الْعَمَلَةَ الذَّهَبِيَّةَ / الْفَصْلُ الثَّانِي: لِقَاءاتُ الْقَدَرِ | Anarchy | قسم القصص والروايات | 3 | 07-16-2014 05:23 AM |