الحريم كثروا .. واحتلوا المترو !! :: النجدة ::

:: منذ ان ولدت وحتى الابتدائية ::

المشهد :: 1 ::


"فلانة بنت خلتك وبنت الجيران وزميلتك وبنت الناس وبنت الك** احسن منك وشاطرين وبعمرك واصغر وانت خايب ليه ما تكون زيهم << لو رجع الزمان راح يكون ردي "اسف تراني مبكلش لبان واط احمر على وجهي والعب لعبة العروسة" بس للأسف الواحد كان برئ ولسانه ما تعلم الوساخة .. لو رجع الزمن بس كان بخليه طول زلومة الفيل ..

المشهد :: 2 ::


لما أكون مع رجال اكبر مني .. لو ضحكت "ليش تضحك زي البنات خليك راجل" .. لما انضرب "انت ليش ما ترد وتضرب اللي ضربك هو انت بنت ؟!" .. لما اعجب بفراشة او حشرة او طائر "انت سبت ايه للبنات وما سويته ؟!" ..

ففهمت ان البنات دي مخلوقات مش كويسة وشريرة ولازم ما اسوي زيها .. وقررت بذكائي الطفولي الحاد اني اضرب اختي كف رمزا لمكافحة الشر وتخليص العالم من تلك المخلوقات الشريرة .. وكنت منتظر المديح والتهنئة على اللي سويته .. بس بعد ما انطلق بكاءها اللي زي صفارة الإنذار .. اكتشفت ان شباشب واحذية واحزمة ومغرفة الطعام وغيرها من الأدوات التي انهالت علي ان هذه الدنيا غدارة وما تتفهم حتى لو مر قرنين من الزمان .. فعلا دنيا غريبة ..


:


:: من الإعدادية حتى الثانوية ::

مشهد :: 3 ::


لقد اصابتني عقدة من تلك المخلوقات الشريرة ذات الشعر الطويل .. او ذات الحبل او الحبليات "لأن شعرهم يوم يتعمل ضفيرة يشبه الحبل" << ل رجع الزمن كان عملته مصطلع علمي لاتيني جديد ::تدخين:: ..


وقد كنت اتجبنهم في كل مكان اذهب اليه .. واكتسبت قدرة التجنب في الظلام .. فيمكنني معرفة أماكن وحركة تواجدهم بالظلام على مدى 30 مترا .. والاحساس بنواياهم الشريرة .. وهو ما فهمته لاحقا من متابعتي للمسلسل العلمي الشهير BLEACH والذي اطلق على هذه الخاصية بالـ"رياتسو" .. او الـ"تشاكرا" لمن يتابعون ناروتو .. مع ان ناروتو مسلسل خيالي وليس علمي وجاد مثل بليتش لكن لتقريب الفكرة لكم عشان الغالبية يتابعو ناروتو ..


إلى ان حدث ذلك الموقف حيث انتقل جيران جدد على شقة مجاورة .. وتشاء الاقدار ان لهم بنت اصغر مني بعام وقد ارسلوها بحلة محشي الينا .. وللأسف كنت توي مستيقظ من النوم وما فقت لسا وجهاز استشعاري لا يعمل بالبيت لأني بريحه تراه بيتي ومكاني الامن .. لأفتح الباب واجدها امامي مما سبب لي صدمة فاغلقت الباب بوجهها ..


وعندما سالني من البيت "مين عالباب" .. رديت فورا "ماحد الظاهر انها شحاته تبغى ريال " ..


ولم ينتهي اليوم الا وقد تم تهزيقي على تصرفي .. مع انه ما اري انا ما سويت شيء .. قال ايه ان الجيران انصدموا وشعروا اننا نكرههم واني احرجتهم امام الناس وان المحشي وقع من يد البنت على رجلها وحرقها وقاعدة تبكي .. وانا ساكت واتهزق .. وساكت .. وساكت .. وساااااكت .. لين قررت ارد فظهرت الشباشب والاحزمة ملوحة في الهواء ..فخطر على بالي حجة خطيرة لخروجي من هذا الموقف لأحمي نفسي .. وقلتلهم الحجة التي فتت الشباشب في ايادي حامليها :

"انا ولد وهي بنت .. ما يستوي .. وبعدين انا بفترة تعب .. "مرحلة التعب" وهذه الاشاء تاثر علي ""


ردوا مستغربين : ايش يعني مرحلة تعب ؟؟! انت تدعي المرض عشان تبرر وقاحتك ؟


-- مرحلة التعب .. او الإرهاق .. انا امر بمرحلة ارهاق سمعتها بالإذاعة المدرسية يقولونا لا تشربوا سجاير ولا تسهروا ولا تتعصبوا على اهاليك لأنك بعمر الإرهاق .. وانه نمر بتغيرات فوزولوغية او ما ادري خربوطية وينتهي الامر بحمل وولادة وممكن سجن .. عاد افهموا على كيفكم .. ترى الموضوع ما افهمه بس شكله مرة خطير ..


الاهل منصدمين : معققققققوللللة بعدك بأول اعدادي وتعرفوا هالكلام !!! انت قصدك "مرحلة مراهقة" .. سبحان الله لما كنا بعمك ما كنا نعرف كل ذا ..


ايوااااااا هي ذي الكلمة .. الان انا مرهق وابغى انام .. ومن اليوم ورايح مراح افتح باب ولا ارد على التليفون .. انا مرهق ومالي دخل بها الأمور ..


:

مشهد :: 4 ::


طبعا لأني مضرب عن الباب والتليفون .. بيوم كنت لوحدي بالبيت .. وسمعت جرس الباب يضرب ويضرب .. فقلت ما يضر انظر من العين السحرية .. فاذا بإحدى الحبليات على الباب .. عندها شعرت بالخطر .. ورحت شديت اللحاف والمخدة وتجاهلت .. وما انتهى اليوم الا والكفوف تنهال على وجهي .. وصحيت مفزوع .. واصوات الغضب تقولي "اطلع الصالة واعتذر من خالتك "


وعرفت ان خالتي كانت عالباب .. وهي عزيزة علي وعمري ما نظرت ليها انها احد الحبليات .. فلطالما كانت تعالني بشكل جيد وتجبلي شيبس وحلويات .. وقعدت اعتذر منها واني ما اقصد .. هذا غير انها قاصة شعرها ومخلياه قصير وهو ما يؤكد علميا ونظريا انها ليست من تلك المخلوقات الشريرة ..


واعدت التفكير مع نفسي وقررت تصنيفها انها ليست من الحبليات .. واستنتجت بذاكائي ان البشريات نوعان .. حبلية "ذات شعر طويل" و "لا حبلية" ذات شعر قصير .. لكن للأسف اثبتت النظرية فشلها بالمستقبل وطلعوا الاثنين انذال .. لأن كلاهما يخفي شعره بالحجاب فانت ما تعرف العلامة .. ايضا ممكن الحبل او الشعر يطول وتتحول من "لا حبلية" إلى "حبلية باي وقت" ..


لكن توصلت لفكرة عبقرية قد تحمي كل أولاد العالم من شر تلك المخلوقات .. وهي قص حبل الشر .. وقررت ان أكون مهندس وابتكر مقس شعر وايرلس .. وهو مقص يطير بالهواء ويتوجه لشعور البنات ويقصها وبعد انتهاء مهمته يعود لجهاز الشحن بالجيب .. ويزيل شر ذلك الحبل الي يزيد من الطاقة الشيطانية لحاملته ..


:


:: أيام الجامعة والتخرج ::

مشهد :: 5 ::


عندما تخرجت من الثانوية .. تحطمت امالي بان أكون مهندس بسبب مجموعي الكبير .. ودخلت الطب .. لكن فكرت انه ربما يساعدني دراسة الطب على اختراعي .. وفي كلية الطب اكتشفت ان الشعر نسيج ميت وماله علاقة بشخصية تلك المخلوقات .. وانه يطلق على هذه المخلوقات علميا ب Female .. وزملائي مستغربي "تك تعرف ان فيميل يعني انثى انت ما تدخل شات عمرك ؟! " ..
والجامعة كانت بمكان بعيد وانا اضطر استخدم لمترو للذهاب اليه ..


والمترو هو : دودة صناعية تتحرك ذهاب وإيابا وتمر بمحطات في ارجاء المدينة .. وهي تصدر صوت يشبه القطار عندما تتحرك ..


وطبعا كانت الفيميلات "جمع فيميل" حولي بكثافة لم اعهدها .. لكني اعتدت على الامر بعد ان فشلت كل وسائل المواصلات والطرق البديلة في الوصول الى الجماة بالوقت المناسب .. ومن كثرة الغياب اصبح حضوري على لمحك ..
وبعد فترة خصصت عربات للنساء فقط .. وانا ما كنت ادري وعلى نياتي ودخلت احدى تلك العربات بالغلط .. واذا بطاقة حمراء اشبه باسهم حرارية تخترق جسدي ووجدت حرارتي ترتفع ونفسي يضيق .. فنظرت امامي فرايت عيونا مبحلقة .. ووجوها متجهمه .. تنظر حولي .. فنطرت خلفي فلم اجد أحدا وتاكدت اني المقصود بهذه النظرات .. الى ان قالت ليا احد الفيزيلز : يا أستاذ اش جابك هنا هنا حريم بس ..


طبعا انا ما رديت وعطيتهم ظهري ورحت لزقت جنب الباب عشان اهرب بأول محطة ..


وبدات تتعالى أصوات الاعتراض علي ..


وبصراحة ترددت اكتب هذا الامر او اخبيه .. هو شيء محرج .. بصراحة انهرت بالبكاء من شعوري بالقهر وانا أقول "يعني مهما اتجنبكم يحصلي كذا .. مش ذنبي اني رجل .. لو بايدي كان تركتلكم الدنيا .. انا اسف اني رجل .. ما كنت اعرف انكم احتليتوا المترو .. بقالي شهرين وماحد قالي اركب المترو واشوف رجال يركبوه كمان .. ارجوكم خلوني أعيش لحد المحطة الجاية اواوعدكم ما راح اركب مترو او أي مواصلة بحياتي .. لو بايدي كان تحجبت وجلست بالبيت بس هم يجبروني اروح الكلية T_____T ..


وهنا انطلقت لحظة صمت .. وتعالت ضحكات الفيميلز "ضحكات السخرية والشر" ..


واثناء ما انا غارق بدموعي المثيرة للشفقة .. ظهرت امرأة عجوز في الـ 200 مئتين من عمرها .. تمشي بعصاتها نحوي .. وكانت البنات في طريقها يفسحن لها ويلقون عليها التحية ويقفون صفا على يمينها ويسارها .. وعكازها يحطم الصمت المهيب الذي حل فجأة "طق .. طق "" .. وكانت لها ضفائر طويلة .. تنتهي كل ضفيرة بجمجمة صغيرة .. وادركت على الفور بغريزتي الكارهة للحبليات انها هي .. انها الـBig BOSS .. إنها المازنجؤ والجريندايزر والجرين تي .. انها الزعيمة ..


ونظرت اليا بعض ان ضحكت ضحكة عجوز شمطاء بعد ان بحلقت واقتربت كثيرا مني : هاع هاع هاع هاع .. شكلك مش منهم ..


تسالت : مش من مين ؟؟!


العجوز : المتحرشين ..


انا : المتشرحين .. وايه حيجيبهم هنا .. ذول .. ذول عندنا بالمشرحة .. وما يتحركوا .. الله يخليك مش ناقص رعب .. ثواني واوصل المحطة الجاية وامشي ..


العجوز : انا قلت المتحرشين .. ما قلت متشرحين .. المتحرشين اللي يحطوا يدهم القذرة على البنات .. اياديهم اللي انا قطعتها ومن عظامها نحت جماجم وحطيتها بظفايري .. وبعدين فاكر ان دخول المترو زي خروجه .. لا يا حبيبي احنا كنا ندور على امثالك ..


وهنا صرخت العجوز : يا بناااااات هاتوا السيف ..


انا : انتم حتسووا فيا ايه .. اقصم بالله عمري ما تركت ايدي قذرة دايم اغسلها ..


العجوز : لا تخاف احنا حنسوي طقوس تعيينك "راعي المترو" ..


انا : كيف يعني راعي المترو .. انا ما ابغى شيء شكرا شربت شاي بالبيت .. بعدين ماله ذا المترو ساعة عشان يصول المحطة الجاية ..


العجوز : احنا موقفينه لين نخلص الطقوس .. امسك ذا السيف من الويم ورايح انت راعي المترو والمسؤول عنه واي متحرش اكسر يده .. وراح نشغلك بإدارة المترو لأن عينتك شبه منقرضة .. ولو فكرت تتهرب من واجبك راح نربطك بسقف المترو من برا لين يجيلك نزلة برد والتهاب رئوي ..


انا : بس بس انا طالب .. وراي جامعة


العجوز : باوقات فراغك اشتغل .. وراح نخليك تركب ببلاش ونعطيك اكل وشيبس وشوكلاتة .. بس تقوم بواجبك وما تخلي أي ذكر او حتى فار يقرب من عربات النساء واللي يتاوز حدوده اتصرف معاه واعطيه مخالفة ..


انا : بس هذه عصا موب سيف .. وبعدين انا طالب طب يعني المفروض وراي دراسة كتير ومش فاضي


العجوز : وكمااان دكتور .. يا بناااااات عندنا هنا دكتور شف وعلاج ببلاش .. دكتور نسا وولادة ..


انا اصرخ : لاااااا .. انا طالب .. مجرد طالب وبعدي ما ذاكرت ولا فتحت كتاب .. وانا ما احب النسا والتوليد راح اتخصص ديكور وآي تي ..


العجوز : تعصي اوامري .. قلت نسا وتوليد يعني نسا وتوليد .. ترانا الحريم غلابة منين نجيب مصاريف الكشف والمتابعة واكل الحوامل والعلاج .. انت ما عندك ذرة إنسانية ..


انا : اوك خـ .. خـ ..خلاص يا حاجة بس ابوس جماجمك طلعيني من هنا .. ما كنت اعرف انك مديرة المترو .. لو اعرف كان .. كان ..


العجوز : كان ايش .. كان ما ركبت .. وبعدين انا مش مديرة المترو .. انا روح المترو .. ومسقط رأسي من جبال فوجي باليابان واللي من معدنها تصنع هذا المترو .. وقررت اساعد هالبنات المسكينات اللي يواجهوا مخاطر بطريق عملهم رايح جاي عشان لقمة العيش ..


وفجأة انفتح باب المترو .. لقد حااااااانت اللحظة .. لأفاجئ بسد من البنات امامي .. وطبعا العجوز خلفي .. فرجعت خطوة للخلف .. وقفز للأمام وباتجاه الأعلى وضممت ركبت إلى جمسي إلى ما يشبه القنفذ او الكرة وتجاوزت هذا السد .. لكني انصدمت ببعضهن عند الهبوط .. وقررت الجري باقسى سرعة .. لكن فجأة رن رأسي بشدة .. انه الرنين .. انه جهاز تحددي الحبليات بمخي .. انني محاااااصر انهم بكل مكان .. على بوابة الخروج وحول الاسوار ..


وهنا رايت الكثيرات منهم يتجهون نحوي بانيابهم عندها علمت انها نهايتي .. ووقررت ان انظر للسماء الصافية لأعلى .. واستسلميت لمصيري ..


ليسطع ضوء من السماء اعمى ابصار الجميع .. انه خط من النور نزل علي .. لأجد نفسي قد استيقظت في مكان احمر .. وحولي مخلوقات خضراء .. عجيبة الشكل .. ومع ذلك لم اخف منهم فهم ارحم مليون مرة من رعب الحبليات ..


وقد قال لي احدهم متحدثا باللغة العربية الفصحى :
لاقاد كونا نوراكيبوك مونذو واقتين تويييل .. وشاهضنا موعاناتك .. وقررنا ءن نونقيزك .. ءنا كوكاباكوم يمورو بيمرحلت سعبه .. توسما بـ"الحمى الوردية" حيس ءن موحيبات اللاون الواردي بيكوكبيكوم يعثقن هازا اللاون ويذدادو عدادوهم بشكلين واااااجد وااااااجد كبير ..


ايماجن : الحمى الوردية .. أخيرا لقيت حد يفهمني حتى لو من المريخ !

:: النهاية ::

*ملاحظة : لو نالت اقبال وعجبكم سافكر بجزء تاني ..