القسم الأدبي قسم يختص بالشعر والنثر من إبداعات الأعضاء الخاصة.
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم) |
#1
|
||||
|
||||
عِندما ينهمرُ المطر | ايِماءات صُورة
- عِندما تَمُد يديك، ينهمرُ المطر! مِن أين يأتي المَطر؟ مِن كرةٍ بيضاء ناعِمة، أشبه بقِطعة حلوى ؟ عِندما تقفُ أمام النافذة، بِجوار الرصِيف، خلفَ طاولةِ المدرسة عند بائعِ الصُحف، داخل القِطار الكئيب، فِي كلِ مكان . . تمدُ يديك، ترفعهُما إلى الأعلى، بِأقصى ما تستطيع . . ينهمرُ المطر! تتساقطُ حباته، كأنها حباتُ لؤلؤ ثمين ترفعُ كفيك، تملأهُما حتى تفيض، تُريقهما على وجهك، جسدك، ملابِسك الجديدة ترفع صدرك، وكأنك تعتقِد، أنهُ سَيُمطر داخله، سيتغلغل إلى أعماقِك، يملأ وجدانك ويغسِل قلبك! إنه المطرُ، ألا تعرفهُ؟ لِماذا بدأت تكرهه إذاً؟ أتذكرُ عندما ذهبتَ ذلك يوم، مزهواً فخوراً، إلى حفلِ نجاحِك . . كُنت أسعد مَن في الوجود، " هذا يومٌ لا يُنسى " كما قال من كان بِجوارك يومها، ذلك الذي مَن تطلبهُ نجمتان، فيأتِي وهو يَحمل على ظهرهِ السماء. كان المَطر حِينها ينهمر بِشدة، تتراقص حباتهُ فرحاً، وكأنها تُشاركك سعادتك. كان ينهمر بِشدة، على غير العادة فِي الطريق، حكّ في صدرك شُعور غريب، كأن شيئاً ما سيحدث، لا بأس، أنت تقلق دائما فجأة، شعرت بِدوار غريب، غشتك عتمةٌ سوادء، لم تستطع الرؤية للحظة فتحتهُما بِبطء، لا شيء، سوى يد معلقةٌ، أشياء مُحطمة، صوت يئن، وبركة كبيرة مِن الدماء بَعدها، لم تره أبداً، اختفى من الوجود قالوا أن الماء المُتجمع مِن المطر كان سبباً في الحادث هل تعمدَ المطر أن يسلبهُ منك؟ أصبحت وحيداً ، مكتئباً حزيناً، تفكر كثيراً، وتسرح بِخيالك بعيداً المطر ينهمر، كعادته، لكن . . مِن دون أن تمد يديك، أن تغسل وجهك، أن تفرح بوجوده، صِرت تبعد كفيك إلى الوراء، تبقيهما خلف ظهرك، وكأنك ترفضُ مصافحة يدٍ ممدودة في الفضاء، تود السلام عليك، وملامسة يديك، تشيح بوجهك، تجري بعيداً، إلى أقرب زاوية جافة، هل هذا كرهُ أم خوف؟ ربما الاثنان معاً صار قلبُك أسوداً قاتماً فارغاً، ككوخٍ خشبي قديم، هجره أصحابه، فأقام مأتماً . . . ذات يوم، بكيت كثيراً، كما لم تَبكِ مِن قبل موقفُ يتكرر عادة، ربما هذه المرة كان أقسى، أشدّ ألماً لم تستطع تحمله، خرجت، محاولاً تهدئة نفسك، ايقاف سيلان الدُموع المُستمر منتظراً أن يقفَ أحد بجانِبك، يساعُدك على تخطي هذهِ المِحنة كُنت وحيداً، لم يأتِ أحد، فبكيت أكثر في غمضة عين، أحسست بِقطرات تنهمر، تُبلل جسدك، إنه هو جاء، وكأنه يُطمئنك، يمسح دُموعك، يربتُ على كتفك، يطلبُ منك أن تكف عن البُكاء، يخبرك، أن كل شيء انتهى، كُل شيء بخير . . . الآن، عندما تسمعُ صوت أنامله النحيلة، تطرق باب نافذتك لا تحبس نَفسك في غِرفة كئيبة ضيقة، ارفع رأس، اترك كُل ما يُشغلك اركض بِأقصى ما تستطيع، افتح النافذة مُد يديك، ارفعهُما أكثر، حيه كما يُحيي الأصدِقاء بعضهم بعضاً، عانقه، دعهُ يعلم أنك هُنا دعه ينهمر! . . . التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-18-2016 الساعة 12:59 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع عِندما ينهمرُ المطر | ايِماءات صُورة: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
||درس دمٌج صُورة داخل نص سهل وسريع || | milou aminel | دروس التصميم | 8 | 07-30-2014 02:54 AM |
# أماهُ عِندما يأتي دوركِ لِتَموتين فأنا سأبقىَ جسداً بلا روح ! | D α я к | القسم الأدبي | 17 | 12-10-2013 05:54 AM |
الجنُوب الجزائري بطابِع الاحيَاء الشعبِيَةة ، صُورة و تعلِيقْ | Kabi DZ | القسم العام | 6 | 01-03-2013 03:58 PM |
المطر | منه بودي | قسم الأدب العربي و العالمي | 2 | 02-28-2011 05:08 AM |