القسم العام قسم يهتم بالمواضيع التي لا أقسام لها داخل المنتدى
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم) |
#1
|
||||
|
||||
رمزية الفعل و السلوك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ندخل سنة 2008 بسلوك و فعل رمزي تابع العالم كله مشهد صحافي عراقي شاب، وهو يقذف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بحذائه مرتين، وكان يتلفظ بكلمات دالة على أن هذا الشاب قد امتلأ –إلى درجة الانفجار- بمشاعر الكراهية على رمز رجل جعل محور سياستة الخارجية "فرض الديمقراطية" بالعسكر أو احتلال البلد بالدبابة..وكلاهما خياران مرفوضان حتى ولو كان العذر "قتل الدكتاتور" وتخليص الشعوب من الأنظمة المستبدة..ومن معجزات الأقدار أن هذه الحادثة جاءت في ذكرى اعتقال الرئيس العراقي السابق لتأكيد رمزيات كثيرة. 1- رموز ودلالات : في المرحلة الملكية الأولـى، وقبل أن تتاح حرية العبادة للرعيل الأول من الصحابة (رضي الله عنهم) كانوا يجتمعون الثلاثة والأربعة والخمسة نفر..في لحظات مخطوفة من غفلة المشركين ليتعاونوا على تجسيد خمس عبادات كانت فروض وقت، وهي : - نقل ما نزل على الرسول (ص) من القرآن وتعليمه وحفظه.. - تفقيه بعضهم بعضا بجديد ما علمه جبريل (ع) للرسول (ص). - أداء الصلاة في صورتها الأولى والتدرب عليها وعلى الوضوء والطهارة - تذاكر أحوال المستضعفين وأخبار تعذيبهم على أيدي جبابرة قريش - ملاقاة الرسول (ص) والتباحث معه في شؤون الرسالة والدعوة.. ومع أن هذه "الحريات" كانت تمارس بعيدًا عن أعين المستكبرين، ولم تكن لها أية علاقة بالشؤون السياسية و"مصالح" الكبار ومكاسبهم وشؤون ديناهم.. إلاّ أنها كانت تزعجهم وتقضٌ مضاجعهم، فكانوا يتجسسون على أصحابها ويحاصرونهم ويعلمون على منعهم من عبادة ربهم..بل ويتحرشون بهم ضحكا وتغامزًا واستهزاء بهم وبدينهم كما قال الله تعالى حكاية عنهم : "إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنو يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون..". وفي إحدى المرات تطاول أحدهم على مجموعة من المستضعفين وبالغ في التطاول وفجر في الكلام والاستهزاء فما كان من سيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) إلاّ أن التقط فك بعير قد رمّ ولطمه به فشجه، ومع أن الرسول (ص) كان قد أنكر على سعد فعلته هذه وعدها بداية شؤم على الصف الإسلامي المستضعف، وقد حصل ما توقعه الرسول (ص) إلاّ أن هذه "اللطمة" كان لها ما بعدها في الاتجاهين. فمن جهة معسكر الشرك : - تناقلت وسائل إعلامهم هذه الحادثة وضخمتها ونفخت فيها المخاوف - اشتد الخناق على المسلمين، وكذا العداوة والحقد والحسد واشتدت معها سياسة التعذيب والتنكيل - تحركت مخاوف سادة قريش واتجهت الأنظار تلقاء بيت كل مسلم تفتيشا ومصادرة.. - تهيكل الشرك وتلاقت المصالح وتقاطعت المكاسب وتنادوا بالتكتل وتنكيل والثارات أما من جهة معسكر الإيمان : بدأت المرحلة السرية تطوي أشرعتها لقدوم مرحلة من المواجهة غير المتكافئة ضاقت الدوائر عليهم واكتشفت مواقعهم ومحاضنهم التربوية اشتد عليهم التعذيب وبدأت أولى قوافل الشهداء تودع هذه الدنيا بدأت الهجرة الأولى إلى الحبشة بأمر من رسول الله (ص) تعاقدت خناصر الشرك على كتابة الصحيفة وبدأ حصار شِعب أبي طالب. ومع أن الظاهر كان يشير إلى أن الأمور قد اشتدت وتعقدت، وأن "اللطمة" التي وجهها سيدنا سعد قد جرّت على الصف الإسلامي الويلات، وكانت سببا في حدوث كثير من القلاقل والمشكلات..إلاّ أن "بركات" هذه اللطمة ورمزياتها كانت واضحة خلال الخمس إلى السبع سنوات التالية لحدوثها.. فقد شاع خبرها، وشاع معه خبر الإسلام والمسلمين، وعرف الناس أسبابها وبواعثها فتعاطف بعضهم مع المستضعفين، وقامت حركة دعوة سرية تنشر الإسلام في كل بيت داخل مكة..بل خارجها على سكك الحج، وفي المواسم التجارية بأسواق العرب القديمة. وصارت هذه "اللطمة" بداية لتحولات إستراتيجية مهمة بدأت بحصار الرعيل الأول في شِعب أبي طالب وانتهت بالهجرة المباركة التي طوت المرحلة المكية وفتحت باب المرحلة المدنية التي حررت المسلمين من ضحك واستهزاء المشركين بهم وبدينهم، ورفعتهم إلى مقامات عالية لم يعودا بحاجة إلى استخدام عظام الإبل وبقايا الهياكل العظمية لحيوانات نافقة بعد أن صارت لهم دولة وجيش وقيادة ومؤسسات. هكذا تبدأ الأمور رمزية بلطمة صغيرة لها دلالاتها السياسية بعظم، أو بفك، أو "بوكزة عصا" أو "ببصقة" امرأة شجاعة على وجه جبار متغطرس (كما فعلت سمية رضي الله عنها في وجه أبي جهل) وهو المشهد البطولي لآل ياسر الذي بدأ بتعذيب سمية، وعمار، وياسر، ولما طال التعذيبتحدت سمية طاغوت قريش وبصقت في وجهه فأغمد في بطنها رمحه..وعندئذ تمايز الطريق : لقد فتحت سمية بهذه الحركة الرمزية طريق الشهادة (كونها أو شهيدة في الإسلام) في حين فتح أبوجهل بإعدامها جبهة التحول من السرية إلى إعلان الإسلام فأسلم حمزة، وأسلم عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) وتوالت قوافل الذين "يحبون الإسلام ولكنهم يكرهون الطغيان" فلما أسلموا كانوا خيارًا في الإسلام لأنهم كانوا خيارًا في الجاهلية..وبأمثالهم سجل التاريخ لقطتين صغيرتين : مؤمن مستضعف يلطم مشركا متغطرسا بعظم قديم رمزًا لبداية الثورة.. ومؤمنة تبصق (تحت التعذيب) على وجه جلاد لم يرحم أنوثتها..بداية للتحرر من الخوف.. وكان أول الغيث قطرة. ثم انهمرت سيول الحق لتجرف غثاء الباطل.. وبين الأمس واليوم تغيرت الوسيلة ولكن الرموز مازالت هي الرموز.. يتبع.... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع رمزية الفعل و السلوك: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور رمزية رووووووووووعة | ذبحني غلاك | نشأة مُبدع | 10 | 03-12-2010 04:02 PM |
تواصل ردود الفعل والمظاهرات على قصف غزة | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 12-29-2008 10:30 PM |
تواصل ردود الفعل والمظاهرات على قصف غزة | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 12-29-2008 01:51 AM |
الاتفاقية الامنية تفرض تغييرا في السلوك العسكري الامريكي بالعراق | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 12-05-2008 02:10 PM |
ردود الفعل على انتصار اوباما | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 11-05-2008 12:00 PM |