حقيقة الدنيا

حقيقة مرة إكتشفتها حديثا في هذه الدنيا التي نعيشها...
حقيقة الحقائق و الغريب أنها كانت واضحة دائما لكنني لم أرها سابقا..
حقيقة أن..
الدنيا مثل الساقية أو رافعة الماء..
الدنيا تدور كما تدور هذه الرافعة..
تدور على الجميع و تبدل الناس..
ناس يغتنون بعد فقرهم و آخرون يفتقرون بعد غناهم و أناس يولدون و آخرون يدفنون.... وهكذا إلى ما شاء الله...
الدنيا أيضا كالمسرح..
نعم فكلنا على خشبة واحدة و كل منا له دور محدد لا يجوز أن يأخذ غيره و إلا يفسد العرض..
على هذه الخشبة إن لم يقم كل منا بدوره الذي خلق له يقع الخلل...
و عندما ينتهي العرض يذهب كل منا إلى حال سبيله الذي هو محتوم عليه...
الدنيا رحلة طويلة لا يكون الموت بدونها و سنعيش فيها إلى أن نموت و نموت بدونها...
سلسلة من الأحداث المتتابعة و المتتالية إلى مالا نهاية له...
الدنيا أيضا كسباق التتابع...
كل لاعب يسلم الراية للاعب آخر حيث يأخذها إلى نهاية المطاف...
و هكذا نحن هنا في هذه الدنيا الآباء يسلمون الرايه للأبناء و هم بدورهم يسلمون الراية لأبنائهم و يستمر السباق أيضا إلى ما شاء الله...
يستمر السباق إلى أن يصل إلى أخر نفس في هذا اللاعب الذي يودع الدنيا مثل من سلمه الرايه مسبقا عند نهاية المطاف...
و لكن لنعترف أن الدنيا فيها أيضا ما هو أحلى...
الدنيا خلقت لنا...
نحن من يروض وحوش الخوف و الظلم فيها...
نحن من يكسر رايات الهزيمة فيها...
نحن من يبحث عن الطريق السليم...
خلقها الله لنا لنكون _معشر البشر_ ساداتها...
فهل استعددنا لذلك؟!
الدنيا حلوة و لكن لو عشناها كما يجب أن نعيشها..
فنحن لا نعيش هنا إلا مرة واحدة كما سنموت فيها مرة واحدة أيضا.