عند اجتماع الشرط والقسم، لمن يكون الجواب؟

السلام عليكم.
يذهب النحاة إلى أن اجتماع الشرط والقسم يعطي الجواب لأولهما مثل: ( أن تعمل والله تنل أجرك )
فيه ظهر جواب الشرط بعد أن الجازمة ( تنلْ)
وفي: ( لئن عملت لتنالن أجرك) فجاء الجواب للقسم بدليل دخول اللام على الجواب وتأكيده بالنون وعدم جزم الفعل (تنال)
كما لا يجوز عندهم مع تقدم القسم أن يكون الجواب إلا له، فهم يرون إن دخلت لام القسم على إن الشرطية أبطلت عملها فيكون الجواب مرفوعا لا مجزوما وعلى هذا الرأي كل الشواهد القرآنية، ومنها قوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم، ولئن قوتلوا لا ينصرونهم، ولئن نصروهم ليولن الأدبار} وقال: {لئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولُن يا ويلنا} وقوله تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} كما وأن شواهد الشعر كثيرة نتمثل بقول النابغة الذبياني في الإعتذار إلى النعمان:
لئن كنت قد بُلِّغت عني وشاية لمُبلغك الواشي أغش وأكذب.
وقول المتنبي ينذر سيف الدولة بفراقه: لئن تركت ضميرا عن ميامننا ليحدثن لمن ودعتهم ألم
ومهما يكن تخريج هذه الجمل التي يجتمع فيها الشرط والقسم ويتقدم الجواب للشرط، ولم يتقدم عليهما ما يطلب خبرا كما في الأمثلة السابقة أو يتقدم عليهما ما يحتاج لخبر كقولنا: أنت والله إن تتعلم تستفد. فالكلمة أتت مبتدأ وجملة القسم بعده كلها خبر له، والجملة الشرطية جميعها ( إن تتعلم تستفد )جواب للقسم.
والخلاصة: أنه إذا اجتمع الشرط والقسم جاز أن يكون الجواب للشرط سواء تقدم القسم أو تأخر، وسواء كان قبلهما أو لم يكن ما يحتاج لخبر ـ علما أن لكليهما جواب سواء كان لجملة القسم أو جملة الشرط.
وتحيات عبد العزيز:1 (41):