غابو جميعا .. لم يبق منهم أحد .. صاروا اثرا بعد حين .. جميعكم تحت التراب .. وبقيت وحدى فوقها .. الى اين سأذهب؟ .. أين انت يا امي ؟ ومن اين اتي بحنانك ؟ كيف لي أن انساك يا ابي ؟! كنت لي السند والمعين , كنت لي الحافظ الأمين , اين انتم يا اخواني .. ؟ كم اشتاق الى اللعب معكم .. الى صراخكم .. بكائكم .. ضحكاتكم .. أشتاقكم جميعا .. أكحل عيني برؤيتكم .. هلى سأبقى وحيدا في هذه الدنيا ؟ .. دون أم او اب او أخ .. أه من الأيام .. وما اقساك يا دنيا ! فقد ضربت بي عرض الحائط .. أجلس على هامش الزمن .. أنتظر من يشفق علي بكسرة خبز .. أو ملابس باليه .. أو .. صدقه .. أو ..!.. كم اشتاق صوت أمي .. وضحكاتها البريئه , ولمستها الهادئة الدافئة .. كيف أفيق من نومي دون أن اراك؟ .. دون أن تقبلي وجهي .. دون أن اسمع لسانك يلهج لي بالدعاء .. كيف اعود الى المنزل .. وانت لست فيه .. ما قيمة المنزل دونك ؟ .. ما قيمة حياتي دونك ؟ .. من سيفرح لي بفرحي ؟ .. من يزيل عني الحزن دونك .؟ .. أه يا أمي .. صرت بين أحضان التراب ...
وانت ابي كيف لي
ان احيا دون وجودك جانبي .. فأنت سندي .. أشد بك ازري .. غبت عني .. ووريت التراب .. تركتني أصارع المجهول .. أحمل ثقلا لا أقدر عليه ..
يالله .. اليك أشكو ضعف قوتي , وقلة حيلتي , أنت رب المستضعفين وانت ربي .. اللهم عليك بمن ظلمني .. وكان سببا في مقتل أهلي .. وتركني في هذه الدنيا وحيد الحزن ... والذكريات الأليمة .. أطرق ابواب السعادة .. وكلها موصدة .. تأبى إلا ان اكون .. حزينا كل حياتي .. أي إعدام هذا الذي اصابني ؟ .. نعم فالإعدام للأحياء .. والمجد للشهداء....