التفكير المحدود, هل هو غباء؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مســاء الخيــر جميــعا

موضوعي سيكون طويلا....
لذا أنصحكم بشرب عصير الليمون....





-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

ذات مرة منذ الصغر
شاهدت مقطع فيديو للقاء مع دكتور إمريكي طاعن في السن في قناة إمريكية وهو يوجه رسالة للناس يصاحب كلامه بموسيقى مؤثرة وحزينة وهو يردد ويقول
إنتبهوا.... احذروا.... لا تدعون شاشات التلفزيون تخدعكم... لا تدعون الصحف تسيطر على أذهانكم.... لا تدعون الاخبار على شاشة التلفاز يتحكم بكم.....
فأغلقت المقطع وقلت بقلـبــي بلهجة عامية وعفوية
(وش عنده يهايط علينا ؟ )
لم أعيره أي إهتمام لإنني لم أتقن الإنجليزية جيدا ولم استمع أصلا لبداية اللقاء ولا كنت أريد أن أضيع وقتي
وبالأصل لم أقتنع برأيه لإنني كنت أقول في داخلي
كيف اصلا للتلفزيون أن يقدر بأن يتحكم بي؟
أنا الذي اتحكم بنفسي وليس ذلك الصندوق الذي مكّوم بالأسلاك( شاشة التلفاز)
بعد ايام كنت
أتصفح لأحد الجرايد المحلية وقرأت أن إمرأة قتلت زوجهــا بجريمة بشعة وهو نائم
فقلت في داخلي ...
حسبي الله عليك أيتها الحقيرة.....
هذا زوجك والرسول عليه السلام لو أمر أحداً بالسجود.... لأمر للمرأة بأن تسجد لزوجها فكيف تجرأ تلك على قتل زوجهــا... إلخ
أغلقت الجريدة ومضيت.....

بعد أيام... قرأت جريدة أخرى وكان محتواها نفس العنوان
ولكن صيغة الخبر مختلــفة جدا...
كان يقول ... قامت بقتل زوجها عندما أغضبها زوجها وهددها بالزواج عليها و....و...و وهذا التصرف من الرجل لا يجوز فالمرأة مسكينة والرسول عليه السلام قد أوصى بالرفق بالقوارير وعائشة رضي الله عنها قد كسرت صحن إمرأة واكتفى حبيبنا محمد عليه السلام بقول (غارت أمكم - غارت أمكم) فالمرأة مظلومة في مجتمع نادر ما تجد حقوقها...و..و (كلها دفاعا عن الإمرأة)

حتى قلت في نفسي بكل عطف
مسكينة هذه الإمرأة وكان الله بعونها......
ثم قلت

مهلا..... توقف ...!
مالذي حدث لــي؟
بالأمس كنت أدعوا عليها أما الآن دعوت لهـــا....؟
فتذكرت هذا المحاضر الإمريكي الطاعن في السن وقلت
فعلا.....
هو صــــادق
أستطاع الخبر أن يتحكم بـــي ويجعلنــي أن أنظر كما هم يريدون
وليس كما أنا أريـــــــــــد......

سأعطيكم مثال آخر
لو قرأت خبــر بعنوان
شــاب اعتدى على رجــل أمن بعد أن تم إيقافه....
فالعادي الذي سيقرأ الخبر
بكل برودة سيقول أن الشاب مجرم وأن الرجل الأمن مسكين ويؤدي دوره
لكن السؤال
هل من الممكن ان الرجل الامن لم يخطأ؟
هل من الممكن أن يكون ملاك هذا الشرطي؟
هل لم يتلفظ بألفاظ نابية تجاه هذا الشاب؟
هل قام بتأخير الشاب أو اعترض طريقه من دون سبب؟
هل وهل وهل.....
يبقى الجواب أن الرجل الأمن بشر واحتمال الخطأ لديه يكون وارد ويحصل
لكن بتلك نشر الأخبار نكون عاطفيين
ويجعلنا نفكــر بمحدودية......لا بنظرة أوسع....
فسؤالي هو
هل التفكير المحدود غبــاء؟

ليس الأمر فقط مع الصحف والأخبار
بل حتى بعض المنتديات أشاهد بعض الفتيات يقومون بكتابة تواقيع أو ردود بقولهن أنهن يكرهون الرجال بشكل عـــام
لا أدري مالسبب الحقيقي .....
ولكن ربما عانت بأمر سيء من زوجهــا أو أخوهــا أو أبوها أو أيٌ كــان....
وقاست هذا الأمر تجاه كل الرجال......
وكأنهم واحد.....ونست أن الناس أجناس
نســت أن الانبياء والصالحين والعلماء كانوا رجــال

بسبب محدودية تفكيرها
فسأعيد سؤالي لكم......

هل التفكير المحدود غبــاء.... ام يؤدي إلى الغباء...؟ أم غير ذلك؟

أنتظر آرائكم

أخوكم
وليــــــــد