لا خوف من البَيض بعد اليوم.. يخفض ضغط الدم ولا يزيد الكولسترول

في دراسة ------------------------------------------ نُشرت نتائجها مؤخراً، توصل فريق من

الباحثين، من جامعة ألبيرتا الكندية، إلى أن البَيض يحتوي على بروتينات قادرة على محاكاة عمل العقاقير التي تخفِّض ضغط الدم. وقالوا إن البيض المقلي حصراً هو الأقدر على القيام بهذه الوظيفة.
وأعلن الباحثون أن البيض عندما يحتك مع إنزيمات المعدة، فإنه ينتج بروتيناً يكون له نفس مفعول الأدوية الكابحة لضغط الدم، والتي لا يتم صرفها إلا عبر وصفة طبية.
يأتي هذا الكشف بعد بضعة أيام من توصل علماء التغذية إلى أن نوع الكولسترول الموجود في البيض ليس له إلا أثر محدود جداً على زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
يُذكر أنه حتى العام 2007 كانت جمعية القلب البريطانية تنصح الناس بعدم تناول أكثر من ثلاث بيضات في الأسبوع. لكن جمعية التغذية البريطانية توصلت حالياً إلى أن الذهاب إلى العمل يومياً بعد تناول بيضة واحدة مفيدٌ للصحة.
واعتبرت الدراسة أن الدهون المشبعة، وليس الكولسترول الموجود في البيض، هي المسؤول الرئيسي عن رفع معدلات الكولسترول في الجسم. كما أن بعض العوامل، مثل التدخين والسمنة وقلة الرياضة، من شأنها أن تترك أثراً كبيراً على مستويات الكولسترول والدهون في الدم، وأيضاً على مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وتعليقاً على ذلك، قال البروفيسور والباحث في جامعة ساري البريطانية، بروس غريفين، «يجب تصحيح ذلك المفهوم الخاطئ الراسخ في عقول الكثيرين، والذي يعتبر أن هناك علاقة بين استهلاك البيض وارتفاع الكولسترول في الدم والإصابة بأمراض القلب».
وأضاف: «الأثر الذي تتركه كمية الدهون المشبعة الموجودة في غذائنا على مستوى الكولسترول في الدم أكبر بعدة أضعاف من الأثر الذي تخلفه تلك الكميات الضئيلة من الكولسترول الغذائي الموجود في البيض».
واعتبر البروفيسور غريفين أن البريطانيين ليسوا بحاجة لتقليل كمية البيض الذي يتناولونه، بل يجب تشجيعهم على إدخاله ضمن نظامهم الغذائي الصحي، وذلك بوصفه واحداً من أكثر الأغذية غنىً بالعناصر الغذائية، التي تجود بها الطبيعة علينا.
وفي مقال سابق بعنوان «نستطيع الآن الذهاب إلى العمل على بيضة واحدة يومياً» نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» مطلع العام الحالي، أشير إلى أنه في ستينيات القرن الماضي كان البريطانيون يتناولون نحو خمس بيضات في الأسبوع، لكن حملة التوعية التي أطلقتها أجهزة الصحة في منتصف التسعينيات أدت إلى الحد من تلك الكمية، بحيث أصبحت أقل من بيضتين في الأسبوع، وهذا بدوره خلق أزمة بالنسبة لأصحاب مزارع الدجاج والبيض.
كما دفعت تلك الحملة أجهزة الرقابة على الإعلانات إلى حظر بث الإعلان التلفزيوني، الذي ينصح فيه النجم توني هانكوك الناس بالذهاب إلى العمل بعد تناول بيضة واحدة.
على أي حال، الدراسة المنشورة مؤخراً تبدد كافة الأساطير التي اكتنفت هذه المسألة، بعد أن أثبتت بشكلٍ لا يقبل الشك أن الدهون المشبعة هي التي تشكل خطراً على صحة الإنسان، وليس الكولسترول الموجود في البيض.
إعداد - مالك عسّاف
عن «ذا ديلي تلغراف» البريطانية
تاريخ النشر : 2009-12-26