اشْتيَاقْ روحْ ..!

مدخل ] ..

موْطني يَا عزّ ذاتِي ..
يَاربيعَ الأمْنيات ..
أنْتَ لوْ تهتُ مَلاذي ..
عنْدما تقْسو حيَاتي ..!

أَيُهآ الرَآكبُ المُيَمُّ أَرْضِي ،، أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السَّلاَمِ لِبَعْضِي
إِنَّ جِسْمِي كَمَا تَرَاهُ بِأَرْضِ ،، وَ فُؤَادِي وَ مَالِكِيهِ بِأَرْضِ

عند بداية كل سنة أتوق جداً لنهايتها .. ليس لأني أحب النهايات ..
إنما أنا في اشتياق لمكان عظيم ..
مكان يصعب وصفه ولا يقدر بثمن ..
مكان اسمه محفور في القلب .. إنه (( الوطن )) ..!
لا يهمني إن كان غيري يحبه أم لا .. فأنا أشعر براحة عجيبة عند وضع قدمي على ترابه .. !
ما زلت أتذكر تفاصيله جيداً .. شوارعه الضيقة ..
بيوته المبنية من طين ..
أهله أصحاب الشدائد ..
وما يتوقني أكثر للذهاب إليه هو رؤية أناس لا يمكن نسيانهم فأسماؤهم محفورة في القلب ..
لا يمكن وصف الساعات التي قضيناها معاً فهي عالقة في المخيلة ..
هم باختصار (( الأحبة )) ..!
أتذكر آخر مرة سافرنا إليها ..
أتذكر تفاصيلها جيداً ..
أتذكر مواقف استقبالنا بالبندقيات ..
ومواقف رحيلنا بالبكاء ..!
أحبتي لا تزال صوركم عالقة في ذاكرتي
وما أخشى عليه حقاً هو تلاشيها مع مرور الزمن ..!
،،
أحياناً كثيرة أحسد من حولي عند صباح كل عيد ..
كل منهم يذهب إلى أحبته ..
يباركون بعضهم بالعيد ..
يوزعون على بعضهم ما يسمى بـ (( العيدية ))
هم باختصار يعيشون لحظان العيد معاً ..!
أما أنا فلا يسعني سوى النظر من الشُرفة وتذكر الأيام التي قضيناها معاً
والبكاء على رحيلها ..
،،
سنين عدة لم أسافر إليهم حتى أصبحت رؤيتهم كالحلم ..
و عندما سافر أبي وحده إليهم لم أصدق ذلك أبداً ..
لم أستوعبه قط ..
ظللت أردد في داخلي ..
[ يا فتاة الغالي سافر إلى الأحبة .. يا فتاة ،، الغالي سافر إلى الأحبة ]
وكلما رددتها أبكي بكاء لا يمكن أن ينساه سكون ليل ولا جدار غرفة .. !
ليس حزناً على فراق أبي فقط ..
في الحقيقة هو غضب من المسافات التي تبعدنا عن الأحبة ..!

فرؤيتهم هو حلم أتمنى تحقيقه عن قريب .. ♥

مخرج ] ..

روحٌ مغْتربة عنْ أرْضهَا ..
لكنْ شريَان الحيَاة
ينْبض لأجْلِها ..!

بقلمي / A.BH ..