انتي و الغربة مستوحاة من حسن المرواني

أنتي و الغربة

ما حرم الله حبا ً في شريعته
بل بارك الله أحلامي البريئات ِ

أنا من طينة الحب أساسها
فكيف لم تشعري بسهري أو مناجاة ِ

إني بغير الحب أخشاب يابسة
إني بغير الهوى أشباه أموات ِ

نبضات قلبي أصوات صادقة
فلا تقولي إنها محض خرافات ِ

الصبح أهدى إلى الأزهار قبلته
و المر الراقد أمسى بكاساتي

و التبغ في يدي يحترق بناري
و يرسم أيام الغربة الحزينات ِ

و مر القهوة يحلو في فمي
فكيف يكون مرا ً بعد أيامي المريرات ِ

و الحب زهرة جورية في داخلي
و أشواك شوقها مزقت حشاشات ِ

فهل غدا ً سأذبح أحزاني و أدفنها
هل سأطلق أنغامي الضحوكات ِ

هل سأحرق البعد في يدي
هل سيرجع الفرح لقصيداتي

فعندي أحاديث حزن كيف أسطرها
فإنها تضيق ذرعا ً بي أو في عباراتي

يسيل الدمع من حرقتي فأسأله
لمن أشكو في الشوق معاناتي

فيرد الدمع و الشوق معه
هكذا أيام العاشق مرة ٌ كئيبات ِ

و الحبيب مهما كان البعد يحمله
فالشوق يحرق بينكما المسافات ِ

و الأيام المرة على ورقي أدونها
فهل نلتقي و ينتهي في الحب إحتضاراتي

روحي من البعد قد يبست
فهل سمعت في الليل إليك مناداتي

لو تفتحي صدري في الليل مرة
لطالت نار صدري إلى السماوات ِ

و احترقت نجوم السماء قاطبة
و جفت كل أنهاري و بحيرات ِ

هل تعلمين ما الحب يا صغيرتي
هل تعلمين شيئا ً عن حكاياتي

سأسرد لكي قصة الحب كاملة
لتعلمي ما كان للحب في حشاشاتي

يطاردني طيفك في منامي
فأحلامي بين يديك ِ أسيراتي

فصورتك لم أزل أراها دائما ً
فكلما أمطرت بانت عيونك بين القطرات ِ

لم تتركي لي في العمر ساعة
فإحتليت ِ أيامي و ساعاتي

و جنون الحب أذهب صحوتي
و التعاسة و الحزن أمسى من عاداتي

فكيف تقولين لي لا تنتظر وصلي
فو الله ما كان قلبي نحيت في حجارات ِ

كيف قلتي دروبنا مختلفة
فهل الحب أصبح كبرى خطيئاتي

إني قادم من غربة بعيدة
لعلي أشفي من عيونك جراحاتي

فحضنك دوائي و مرهمي
و دعاء ربي لوصلك هي إبتهلاتي

ممزق أنا في وسط البحر تائها ً
وقد حطمت رياح اليأس شراعاتي

فهل من لغة في الكون تنجدني
و تصف ما أصبحت إليه جراحاتي