كان يا ما كان؛بين الحكيم وشيطان الإنس..

بـ ِـسْمِ اللهِ الْرَّحْمـ ـنِ اَلْرَّحِـ ـيْمِ..


السَّـ ـلَاْمُ عَلَيْكُـ ـم وَ رَحْـ ـمَةُ اللهِ وَبَرَكـَاْتُـ ـه..


صور



كان يا ما كان، في قريةٍ سادها الأمـ ـان ؛ لبضـ ـَع ِ سنين من

الزمـ ــان..





وبعد ذاك الأمـ ــان؛؛ ساد القريـ ــة َ خوفٌ و أحزان ، ومآسي صـ ـارت للأنام ِ أحضـ ـان..


مـُـ ـذ أن ظهـ ـر لهم شيطان؛ منَ الإنـ ـس ِ قويُّ البــ ــنان..


يندرج اسمه ضمـ ـن لائـ ـحة


)(شياطيـ ـن الإنـ ـس)(


لم يترك شيئاً لـ ـم يفعلـ ـه من الـ ــشرور، حتى أصبح شُـ ـغلـَهُ الشاغــ ـل..

)( الشـ ـر وسُـ ـبُـ ـله)(

رآه طفل أو شيخ أو شــ ــاب _بكـ ـامل قواه_ فاعلم أنه سيـ ـمسـِـك

طرفَ ثيـ ـابه بفـ ـيه (فمه) ويفر منه هاربـ ـاً..





وفي يومٍ منَ الأيـ ــام ؛ وقتَ دُلـ ـوكِ الشمس(زوالــِها) ..

مر بهذه القريـ ــةِ عابر..

فرآ السـ ــكونَ يغمـ ـُر القرية .. تعجبَّ من حالـِـ ـها ..


وأخذَ يتربـّـصُ الأمكـ ِـنةَ َ والأورِقـ ـة ؛علّـ ـهُ يجـ ـدُ إنسـِ ـيًّــا يؤنسُ

غـُـ ـربته..


ثـ ُـمّ رأى من مكانٍ [U]قصـ ـِـي [/u]( بعيد) بئراً.. أخذ يقتربُ منـ ـه..

أمعن النظر في غيـ ـابــ ـَةِ الجُـ ـبّ (قعر البئر)


علّهُ يروي ظمأه ؛ لكن الجـ ـفاف قد بان فيه..






تلفّـ ـتَ يُـ ـمنةً ويـ ـُسرة .. وإذا به يرى وجهاً شاحباً

يملؤهُ الـشــ ـر، وجسماً عملاقاً كأنــ ـه يقـ ـف أمامَ جبلٍ بلا قمة ..




لم يبال ِ بمظهره المـ ـوحش.. لكنه نظر إلى قلبه فرآه يحمل شيئاً من

النقاء والجمال..

فسأله العابر ( بابتسامةٍ هادئة ): ويكأني أرى فيك عذوبة الصفـ ـات..

هل لي أن أسألك عن سـ ــبب هدوء هذا المكـــ ـان..


أجابه : ومن تكـ ـون أنت؟ ومابـ ــالك تتصنعُ الطيـ ـبة َ أمـ ـامي؟


العابر (بـ ـكل هدوء) : ولمَ أتصنعها ؟ فكلنا نحوي الطيـــ ـبة في قلوبنا

مهما وصلنــ ـا لدرجات قساوة ..


السامي ،هلّا أجبتني عن سؤالي..





تعجب ذاك الشرير من كلامه ، فلا يرى أن للنفسِ مكان للطيـ ـبةِ

في قلبها..

وتعجب َ من أسلوبه الهادئ و كذاك جرأتـ ـه بالوقـ ـوف أمامَـ ـه ؛ فلم

يعتـَد على ذلك من أهل ِ قريتـ ـه..





حاول أن يُظهر له قــ ـسوته مع أنـ ـه أحس بأن قلبـ ـه بدأ يميل له،


لكن ليس من عوائده أن يفعل ذلك ..


فحاول أن يطغـ ـى على مـ ـشاعره وقبـَضَهُ بقوة قائلاً:


كيـ ـف تتجرأ على أن تحادثنـ ـي وأنا..

الورود إن مررتُ من عنـ ــدها تذبل

و غصون الأشجار المنحنيـ ـة عني تميل

و الجبـ ـال الراسخـ ـة منـ ـّـي تــ ـُذل

ومـِـنـ ـّي البـ ـدرُ من ضيائه يـ ــــُعزل


رآه العابر الحكيـ ــم مُـ هلةً ثم تبسّــ مَ وأمسك بيده قائلاً:


وكيـ ـف لي أن أصدقك و أنـ ـت غريـ ـبٌ عليّ..


هل لك أن تصطـ ـحِبني حيثما ذكرتَ من أمـ ـاكن لتــُـثبـِتَ لي صحــ ـة ما قلت..

فأجابــ ـه (بعد تردد ليظهر شجاعته مرة أخرى) : ولمَ لا..


وذهبـ ـا إلى تلك البقاع .. و كل ما مرا بمكان..

قال له الحكيـ ـم ولــِـمَ لم يحدث ما أخبرتـ ـني عنه..



حتى وصـ ـلا إلى آخر محطة تحت ضوء القـ ـمر الهادئ..



قال له الحكيـ ـم : ها قد وصلـ ـنا إلى آخر محطة من محــ ـطاتِنا ..

فلَمْ يحدث شيء!! هلا أخبرتني عن السـ ـبب؟





فنظر إليه العـ ـملاق هـُنيهةً ثمَّ قال: بالتأكيـ ـد لأنك كنت معي..


تبسم الحكيم وقال: و مابالك قد هونـ ــت عما قلته.. أما قلت لي أنني

أتصنع الطيــ ـبة؟؟!! فكيـ ـف الآن لم تذبل الورود ولم تمـ ـِل الغصون


ولم تذل الجبال ولم يظلم البدر وأنا قد مررت بها إن كنت صاحب قلبٍ

أسود..







توجهـ ـت عيناه للسماء و قال للعملاق: انظر لهذا البدر، ما أجمله !

إنه كقلب الإنسـ ـان .. يولد بقلبٍ أبيضٍ صافٍ جميل،، وبمرور الأيام يبدأ

بالسواد ، فيُـ ـظلم ويُـــ ـظلم ويُـ ـظلم حتى يصبح كالليل الحالك بظلمته ،


صور



لكن يبقى من نوره شيء، فيكون هلالاً ..

وإن أراد الإنــ ــسان _بعد رحلتــ ـه التي دمرته _ أن يعود كما كان،

يكون كالقمر؛ يعود بدراً كاملاً ، فكذاك الإنسان يطهر قلبه من الشـ ـوائب

و السـ ــواد ويعودُ جميلاً كما كان..


أعزائي القراء حاولت أن أضع المساعدات الصوتية لعيش القصة بجوارحها لكنها قصيرة للاسف..

أتمنى أن ينال موضوعي إعجابكم .. وكنت على عجلة لتنسيقي للموضوع و كذلك كتابتي ،، فأتمنى أن يحوز رضاكم..

و آمل أن لا تحدث السرقات لأني اكتشفت للأسف أن مواضيعي ينسبها أشخاص آخرون لهم ، و بهذا ضاعت حقوقي في منتديات أخرى..

دمت بسعادة ..لكم مني فائق الاحترام والتقدير..