المقال الأول من [ سلسلة مقالات و تعليقات ] بعنوان :- مع نفسسك ..~
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف حالكُم روٌآد قسم النقاش الجاد ؟ أسألُ الله أن تكونوا بخَير !!
أتيتُ إليكُم اليوم بأول مقال من سلسلة موسمنآ الأولى بعنوان ا[ مع نفسك ]ا للكآتبةة :- عائشة البَكري
لمَن لَم يُتآبع توضيح فكرتنا هذه فليقرأ هذا الموضوع هُنآ
و توضيحاً سريعاً فإنَّ أفضَل تعليق ع‘ المقال سيحصُل صآحبهُ على 50 مُشآركة + 50 نقطة تقييم
سيتم غلق هذا الموضوع بعد أسبوع من الآن ,و قبلَ أن يتم إغلاقُه سنعلن عن أفضَل تعليق هُنآ بآخر مشاركة
و سيحصُل صآحبها على الجوائز وقتها ,إن شاء الله !!
لقرآئة المقال إضغط ع‘ السبويلر بالأسفل
كثيراً ما نتداول بعض الكلمات في حياتنا اليومية، التي لا نعلم مصدرها أو كيف أخذت تندرج تلقائياً في تعاملاتنا اليومية وقواميس اللغات التي نتحدث بها، سواء العربية أو غيرها. ومن أشهر الكلمات التي أصبح الكثير منا لا يستغني عنها في تعاملاته مع الآخرين، وخصوصا المقربين، حتى ولو لم يكن لها معنى فعلي أو ملموس، كلمة "مع نفسك"؛ فالكل تقريباً مرت على مسمعه هذه الكلمة في أحداث معينة، أو في سياق كلام، ولكن المشكلة أننا أصبحنا مع الوقت لا ننطقها فحسب، بل تعايشنا معها إلى أن وجدنا أنفسنا نطبِّقها دون الشعور بذلك؛ فمنذ ثورة التكنولوجيا التي ظهرت وتنوعت بشكل سريع ووقت قصير لم نعد نستطيع أن نفهم ما يحتويه كل جهاز إلكتروني أو نقال؛ لعدم وجود الوقت الكافي لذلك؛ فمجرد امتلاكك جهازاً ذا تقنية عالية تجد أن هناك جهازاً جديداً ظهر بعده بفترة وجيزة ذا تقنية أعلى، يستحوذ على فضول الإنسان لتجربته، أو ظهور برنامج اجتماعي لم تتعرف عليه بعد؛ لذلك صار كل فرد منا متقوقعاً على نفسه، لا يريد الخروج من دائرة الاستكشاف؛ لأن الوقت يداهمه، وأصبحت هذه الظاهرة واضحة بشكل مخيف، إلى درجة أنني أشعر بأن الجميع أُصيب بمرض التوحُّد الإرادي، وذلك باستقلال الشخص بكل ما يعنيه الاستقلال عن الآخرين، والجلوس مع نفسه فقط، حتى لو كان في مجلس مكتظ بالآخرين؛ فالكل يمسك بجهازه! وتجد الهدوء يعم المكان، وأن أسلوب التخاطب حتى لو في المكان نفسه أصبح من خلال تقنية النقال أو غيره من الأجهزة المحمولة، حتى المنازل أصبحت كأنها خاوية من أهلها،وأصبحت العلاقات الأسرية يشوبها البرود. لم يعد هناك تفاعل بين الأشخاص إلا من وراء حجاب، ومن خلال ذلك الصندوق الصغير، هذا الصندوق السحري الذي أصبح يسلب الحياة من بين أيدينا؛ ليصنع منا أجساماً متصنمة في مكانها، ليس لها أي صلة بالواقع الخارجي.فأولادنا في البيت لا تفارقهم تلك التقنية، والأزواج كذلك، والعالم كله، الصغار والكبار، حتى بتنا مسيَّرين وراء ذلك الجهاز الذي يحمل بين طياته الكثير من السلبيات والإيجابيات، لكن - للأسف - لم نعد نجد أي شخص يستخدمه بإيجابية وفي وقته ومكانه المناسبَيْن؛ فالأزواج لم يعودوا قادرين على التواصل مع بعضهم، ولا مع أسرهم، ولا الأبناء مع آبائهم أو أصدقائهم، إلا من خلال الصمت وطقطقة الأصابع؛ فالكل باختصار أصبح "مع نفسه".
هذا الاجتياح التكنولوجي الذي اقتحم عقولنا، وتحكم في أسلوب حياتنا، ما هو إلا خطر أصبح يحد من ذكاء مستخدميه وتنمية مهاراتهم الذاتية بتقييدهم خلف أسوار شاشته الصغيرة إذا لم يتقنوا فن التعامل معه، وخصوصاً أطفالنا.فالآباء أنفسهم لم يستطيعوا أن يسيطروا على استخدامهم له؛ فكيف بأطفالنا وأبنائنا؟؟ ربما الكثير منا أصبح يفضل الهدايا الإلكترونية لأبنائه عندما يتفوقون دراسياً بوصفها مكافأة؛ ليستمروا في تفوقهم، ولم يعلموا أنهم يقدمون قنبلة موقوتة لعقول أبنائهم وسلوكياتهم؛ لأن ذلك الجهاز الصغير يمكن أن يحمل برامج سيئة التوجيه والأخلاق، ويمكن لكل شخص التحقق من ذلك، التي بدورها ستنتج جيلاً غير سوي.
لقد أصبحت حياتنا أشبه بشاشة تحمل داخلها سلسلة إلكترونية ضخمة، جعلت كل شخص منا مجرد آلة تسيّرها التكنولوجيا، وأصبحت عقولنا في إجازة؛ فلو فقدنا هذا التوجيه الإلكتروني بعد مدة من الزمن سنجد أننا تائهون، لا نعرف مع من نتحدث أو كيف سنتحدث؛ لأن كل شخص فينا لم يعد يستطيع التعرف على من حوله إلا من خلال التواصل الإلكتروني، ولم يعد يعلم كيف يدير سلوكيات التخاطب أو التعاطي مع من هم حوله.
أتعلم لماذا أيها القارئ لن تستطيع ذلك؟! إن كنت تقرأ مقالي أصلاً، ولم تكن منهمكاً على جهازك الصغير؛ لأن كل المدة التي انقضت من حياتك الفائتة كانت "مع نفسك".
شُكراً яєη ƒαηg على توجيهي لهذا المقال
أودٌ تنبيهكُم إلى أن الحجوزات + الردود السطحية و الشٌكر ممنوعه في قسم النقاش الجاد
أتمنى لكُم التوفيق إذاً
و دُمتُم بخَير
التعديل الأخير تم بواسطة ĵυ๓аnα ; 07-07-2012 الساعة 11:58 PM