تَسْبِيحَات وتَنْسِيمَاتٌ رَمَضَانِيةٌ ~~|الجزء 1: تَعلَّمْ كُلّ شَيْء عَن الصّوْم|~~

بِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ
وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينْ
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينْ
وَعَلى صَحَابَتِهِ والتَّابِعِينَ وتَابِعِي التَّابعِينْ
ومَنْ تَبِعَهُم وَسَار عَلَى دَرْبِهِمْ بإحسانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ


أَمَّا بَعْدُ...
اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ
إِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي زُوَّارَ وَزَائِرَاتَ مُنْتَدَيَاتِ الْعَاشِقِ
مَرْحَبًا وَأَهْلًا وَسَهْلًا بِكُمُ فِي مَوْضُوعِكُمِ الْمُتَوَاضِعِ

لَقَدْ حَلَّ شَهْرُ الْخَيْرَاتِ أَعِزَّائِي
شَهْرُ الْجِنَانِ وَشَهْرُ الْقِيَامِ وَشَهْرُ كَثْرَةِ الذِّكْرِ وَالْقٌرْآنِ
شَهْرُ رَمَضَانَ الْكَرِيمِ
وَالَّذِي نَسْأَل اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْمنَاسَبَةِ
أَنْ يُنْزِلَهُ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَيْكُمْ وَعَلَى كُلِّ الْأُمَّةِ الْعَرَبِيَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ
الَّتِي تَعِيشُ الْيَوْمَ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ ظُرُوفًا صَعْبَةً وَعَسِرَةً

فَاغْتَنِمُوا الْفُرْصَةَ إِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي
اِغْتَنِمُوا الْفُرْصَةَ أَشَدَّ وَأَفْضَلَ اغْتِنَامٍ
فَشَهْرٌ جَلِيلُ عَظِيمُ كَرَمَضَانَ
لَا يَجِبُ أَنْ يَضِيعَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا
وَلَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَهُ يُوَدِّعُنَا عَادِيََّا كَبَاقِي الشُّهُورِ

اغْتَنِمُوا الْفُرْصَةَ بِالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
وَإِكْثَارِ الصَّالِحَاتِ
وَاجْتِنَابِ الْمُبِيقَاتِ الَّتِي تُفْسِدُ صِيَامَنَا وَتُعِيقُهُ عَنِ الْاِكْتِمَالِ

وبهذه المناسبة الكريمة
اعتزم اطلاق سلسلة صغيرة في هذا الشهر الكريم
باسم "تسبيحات وتنسيمات رمضانية"
سأقوم إن شاء الله فيها
بذكر جميع الضوابط الشرعية المتعلقة
بما يجب علينا ان نفعله وما يجب علينا ان نتجنبه
ليكون صيامنا كاملا ان شاء الله تعالى

وسيكون هذا باذن الله اول موضوع في هذه السلسلة المباركة
بعنوان "تعلم كل شيء عن الصوم"
حيث سيذكر معلومات مهمة عن فريضة الصوم
والتي يتناساها معظمنا للاسف

بنر الموضوع:





الصومُ لغةً: الإمسَاكُ
وشرْعَا: الإمسَاكُ بنِيَّةِ التّعبُّدِ عنِ الْأَكلِِ وَ الشُّربِ وَغْشيَانِ النّسَاءِ، وسَائِر الْمفْطِرَاتِ
مِنْ طُلُوعِ الْفَجرِ إِلى غُرُوب الشَّمسِ.

وَالصّيَامُ عَلَى عَكْسِ بَاقِي الْعِبَادَاتِ كَمَا قَالَ اللهُ عَزّ وَجَلّ فِي حَدِيثٍ قُدْسِيٍّ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ فَهُوَ لَهُ إلَّا الصِّيَامُ فَإنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"[رواه الإمام البخاري في صحيحه]
وهُوَ لله وَحدَهُ وَالنّيَةُ يَجبُ اَنْ تَكُوَنَ فِيهِ لِلهِ وَحْدَهُ كَذَلِكَ

فَرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عَلى أُمّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصّيَامَ كَمَا فَرَضَهُ عَلَى الْأُمَمِ اَلّتِي سَبَقَتْهَا،
وَذَلِكَ اسْتِنَادُا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة : 183].
وَكَانَ ذَلِكَ حَسَبَ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْفِقْهِ وَالسِّيرَةِ فِي يَومِ الإِثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِنَ اَلْهِجْرَةِ اَلْمُبَارَكَةِ.

يَشْهَدُ لِفَضْلِ الصَّوْمِ وَيُقَرِّرُهُ اسْتِشْهَادَاتٌ وَأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
منها:
قَوْلُهُ صَلًّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: "اَلصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ"[أحمد وغيره، وسكت عنه السيوطي]
وَقَوْلُهُ صَلًّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَيْضًا: "إِنَّ لِلصّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً لَا تُرَدُّ" [ابن ماجة والحاكم وصححع]
وَكَذَا قَوْلُهُ: "منْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ سَبْعِينَ خَرِيفًا" [متفق عليه]
وَ قَوْله: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ أَيْنَ الصًّائِمُونَ،
فَيَقَومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُم، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَم يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ"[متفق عليه]

وللصيام فوائد روحية واجتماعية وصحية لا تعد ولا تحصى منها:
فمن الفوائِدِ الرّوحِيَةِ للصَّوْمِ أنه يعوِّدُ الصَّبْرَ ويقوِّي عَليْهِ، وَيُعَلِّمُ ضبْطَ النّفْسِ ويساعِد عليهِ، ويُوجِِدُ في النفْسِ مَلَكَةَ التَّقوَى ويُربِّيهَا،
وَبخَاصّةٍ التقوى التي هي العلة البارزة من الصوم، في قوله تعالى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة: 183]

ومن الفوائد الاجتماعية للصيام أنه يعود الأمة على النظام والاتحاد، وحب العدل والمساواة، ويكون في المؤمنين عاطفة الرحمة وخلق الاحسان،
كما يصون المجتمع من الشرور والمفاسد.

أما من الجهة الصحية، فحتى أكبر العلماء والأطباء أقروا بعِظَمِ فوائد الصيام على الجسد، فهو يطهر الأمعاء ويصلح المعدة،
وينظف البدن من الفضلات والرواسب ويخفف من وطأة السمن وثقل البطن بالشحم.
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا" [ابن السني، وأبو نعيم وحسنه السيوطي]



~~>سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم<~~

قال في هذه الجملة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتَانِ خَفِيفََتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ اِلَى الرَّحْمَانِ،
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ " [متفق عليه]

وقال صلى الله عليه وسلم ايضا: "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" [رواه مسلم]

فأكثروا من هذين التسبيحين وفقكم الله

أجمعت مذاهب المالكية والشافعية والحنابلة ان للصيام 4 انواع
أما الحنفية فمنهم من قال سبعة ومنهم من قال ثمانية
عموما ساخذ برأي الجماعة وهو الاقسام الاربعة

المفروض من الصيام ثلاثة لا رابع لهم:
1- صوم رمضان: وذلك بصوم الشهر كاملا سواء اتم ال 29 أو ال30 يوما أداء (اتمام ايامه) وقضاءا (الكفارة اوالقضاء في حالة الافطار)
من ظهور هلال رمضان او اتمام شعبان للثلاثين إلى ظهور هلال شهر شوال او استكمال رمضان للثلاثين وسنتطرق لهذا لاحقا في الموضوع

2- صوم الكفارات: وهو ذلك الصوم الذي يصومه المسلم للتكفير عن اثم معين ارتكبه (مثال: كفارة الافطار في رمضان، كفارة الحنث باليمين الخ,,,)

3- الصيام المنذور: هو من نذر لله تعالى صوم شهر أو أيام بعينها وجب عليه الوفاء بنذره واصبح ذلك الصيام فرضا عليه
فقد قال تعالى (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) [الحج 29]



وهو الصوم المستحب الذي تواتر الينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من احاديثه أو من افعاله
وهو ليس واجبا ولكنه سنة من سنن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام

ويستحب أو يسن من الصوم ما يلي:
1- يوم عرفة (لغير الحاج فقط): وهو تاسع شهر ذو الحجة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "صوم يوم عرفة يكفر ذنوب
سنتين ماضية ومستقبلة..." [رواه مسلم]

2- يوم عاشوراء ويوم تاسوعاء: وهما العاشر والتاسع من شهر محرم، لقوله صلى الله عليه وسلم في تتمة حديثه السابق: "...وصوم يوم
عاشوراء يكفر سنة ماضية". كما صام صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه وقال: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع"

3- ستة أيام من شوال: لقوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" [رواه مسلم]

4- النصف الاول من شهر شعبان: لقول عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط
الا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان" [رواه مسلم]

5- العشر الأوائل من شهر ذي الحجة: لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام
-يعني العشر الأوائل من شهر ذي الحجة- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله،
ثم لم يرجع من ذلك بشيء" [متفق عليه]

6- شهر المحرم: لقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل: "أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: شهر الله الذي تدعونه المحرم" [رواه البخاري]

7- الأيام البيض من كل شهر: وهي: الـ13 والـ14 والـ15، لقول أبي ذر رضي الله عنه: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم
من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال هي كصوم الدهر" [النسائي وصححه ابن حيان]

9-8 يوم الاثنين ويوم الخميس: لما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فسئل عن ذلك
فقال: "إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخرهما" [احمد وسنده الصحيح]

10- صيام يوم وإفطار يوم: لقوله صلى الله عليه وسلم: "أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصفه
ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما" [متفق عليه]

11- الصيام للأعزب الذي لم يقدر على الزواج: لقوله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع الباءة منكم فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن
للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" [وجاء: خصاء يعني أنه يكسر حد الشهوة، رواه البخاري]


تنقسم الكراهة في الاسلام الى:
كراهة تنزيه (وهو ما نهي عنه نهيا غير جازما اي الذي يثاب تاركه امتثالا ولا يعاقب فاعله)
وكراهة تحريم (هو ما نهي عنه نهي شبه جازم وقد لكن في نفس الوقت لا يعاقب فاعله
وانما يستحق اللوم والعقاب ولايثاب تاركه فقد كان بعض العلماء يتمهلون في اطلاق
صفة التحريم على الافعال فيصفونها بالكره)

وكذا الصيام المكروه ينقسم الى صوم كراهة تنزيه وصوم كراهة تحريم

فأما ما يكره تنزيها فهو:

1- صيام يوم عرفة (للحاجين): وذلك لمن وقف بها لنهيه صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بعرفة لمن بعرفة [أبو داود وصححه الحاكم]

2- صيام يوم الجمعة منفردا: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن يوم الجمعة عيدكم فلا تصوموه إلا أن تصوموا قبله أو بعده" [البزار وسنده جيد وأصله في الصحيحين]

3- صيام يوم السبت منفردا: لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء
[اللحاء: قشر] عنب أو عود شجرة فليمضغه"[أصحاب السنن وحسنه الترمذي]

4- صوم آخر شعبان: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" [أصحاب السنن وصححه ابن حيان]

وأما ما يكره تحريما فهو:

1- صوم الوصال: وهو مواصلة الصوم يومين فأكثر بلا إفطار، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تواصلوا" [رواه البخاري]، وقوله: "إياكم
والوصال" [متفق عليه]

2- صوم يوم الشك: وهو يوم الثلاثين من شعبان، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم -أبو القاسم هو لقب
يطلق على الرسول صلى الله عليه وسلم-"

3- صوم الدهر: وهو صوم السنة كلها بلا فطر فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الأبد" [رواه مسلم] وقوله: "من صام الأبد،
فلا صام ولا فطر" [أحمد والنسائي وصححه]

4- صوم المرأة بدون إذن زوجها: عندما يكون حاضرا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تصم المرأة يوما واحدا، وزوجها شاهد إلا بإذنه، إلا
رمضان" [متفق عليه]

يحرم صيام الأيام التالية:

1- صوم يوم العيد (فطرا كان أو أضحى): لقول عمر رضي الله عنه: "هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومهما: يوم
فطركم من صومكم واليوم الذي تأكلون فيه من نسسكم" [رواه مسلم]

2- أيام التشريق الثلاث: وهي الأيام الثلاثة الموالية لعيد الأضحى، إذ "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائحا يصيح في (منى) أن لا
تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب وبعال" [الطبراني وأصله في مسلم]

3- أيام الحيض والنفاس: إذ الإجماع على فساد صوم الحائض والنفاس، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ فذلك
من نقصان دينها" [رواه البخاري]

4- صوم المريض: الذي يخشى على نفسه من الهلاك أو الذي أشار عليه بهذا طبيب أو عالم عارف، لقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان
بكم رحيما) [النساء: 29]


~~>لا حول ولا قوة إلا بالله<~~
عن قيس بن سعد بن عبادة:" أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت فضربني برجله وقال: ألا أدلك
على باب من أبواب الجنة قلت: بلى قال: لا حول ولا قوة إلا بالله"[رواه الترمذي وصححه هو والألباني]

وعن أبي ذر قال:"قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة، قلت بلى يا رسول الله، قال لا حول ولا قوة إلا بالله" [رواه أحمد وابن ماجه]
فأكثروا من هذه الجملة خاصة إن أصابكم بأس أو ضر لا قدر الله



صيام شهر رمضان واجب بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، فقد قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [البقرة: 185] .

وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" [متفق عليه].

وقوله أيضا: "عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة،
وصوم رمضان" [أبو يعلى بسند حسن]

لرمضان فضائل عظيمة، ومزايا عديدة لم تكن لغيره من الشهور، والأحاديث التالية تثبت ذلك وتؤكده:
قوله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، إن اجتنبت الكبائر" [مسلم]
وقوله عليه الصلاة والسلام أيضا: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" [متفق عليه]
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث منامه الطويل: "ورأيت رجلا من أمتي يلهث من العطش كلما ورد حوضا منع منه، فجاءه صيام رمضان فسقاه ورواه" [الطبراني]
وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وعلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها
باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة" [الترمذي وقال غريب ووراءه الحاكم وصححه]

يثبت دخول رمضان بأحد أمرين:
أولهما كمال الشهر السابق عنه وهو شعبان فإذا تم لشعبان ثلاثون يوما، فيوم الواحد والثلاثين هو أول يوم رمضان قطعا.
وثانيهما، رؤية هلاله، فإذا رؤي هلال رمضان ليلة الثلاثين، من شعبان فقد دخل هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان، فقد دخل شهر رمضان ووجب صومه
لقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [البقرة:185]
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا فإن غم عليكم
فأكملوا العدة الثلاثين يوما" [مسلم]
ويكفي في ثبوت رؤيته شهادة عدل أو عدلين إذ أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة رجل واحد على رؤية هلال رمضان [أبو داود وغيره وهو صحيح].
أما رؤية شوال للإفطار فلا تثبت إلا بشهادة عدلين، إذ لم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة عدل واحد في ذلك [الطبراني والدرقطاني]

[تنبيه]:
من رأى هلال رمضان وجب عليه أن يصوم حتى وإن لم تقبل شهادته عند أصحاب العلم، لكن من رأى هلال الفطر ولم تقبل شهادته لا يفطر.
لقوله صلى الله عليه وسلم: "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون" [الترمذي وحسنه]

لفضل رمضان، قد فضل كل ما يقع فيه من أفعال الخير وأضرب البر والإحسان، ومن ذلك:

1- الصدقة: إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان" [الترمذي وهو ضعيف]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من فَطَّرَ صائما فله أجره
من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" [أحمد والترمذي وهو صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلم: "من فَطَّرَ صائما على طعام أو شراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل ليلة القدر" [الطبراني وأبو
الشيخ].
وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل [البخاري]

2- قيام الليل: إذ قال صلى الله عليه وسلم :"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه]، وكان صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي رمضان،
وإذا كان العشر الأواخر أيقظ أهله، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة [مسلم]

3- تلاوة القرآن: إذ كان صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان [البخاري]
وكان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان أكثر مما يطيله في غيره، فقد صلى معه حذيفة ليلة فقرأ البقرة ثم آل عمران ثم النساء، لا يمر بآية تخويف
إلا وقف عندها يسأل فما صلى ركعتين حتى جاء ((بلال)) فآذنه بالصلاة كما ورد بالصحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: "الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصوم: ربي منعته الطعام والشراب في النهار، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل
فشفعنا به" [أحمد والنسائي]

4- الاعتكاف: وهو ملازمة المسجد للعبادة تقربا الى الله عز وجل، فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم ولم يزل يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله
تعالى كما ورد في الصحيح، وقال صلى الله عليه وسلم: "المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان بالمسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى
رضوان الله إلى الجنة" [الطبراني والبزار]

6- الاعتمار: وهو زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي، في رمضان، إذ قال عليه الصلاة والسلام: "عمرة في رمضان تعدل حجة معي" [متفق عليه] وقال
صلى الله عليه وسلم أيضا: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما" [متفق عليه]


~~>الحمد لله<~~

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ).

فأكثروا من حمد الله على نعمه عليكم وفقكم الله

---

التعديل الأخير تم بواسطة YasseR-sensei ; 07-25-2012 الساعة 05:02 PM