قسم النقاش الجاد قسم يهتم بطرح النقاشات العامة وما إلى ذلك من النقاشات المعروفة .
( يمنع وضع النقاشات السياسية أو النقاشات المنقولة ) |
#1
|
||||
|
||||
~.. المذبذبــــــــين..~
فأنه ليسرني أن أقدم إخواني وأخواتي مشكلة من أهم مشاكل لفي المجتمع الإسلامي فحسب بل في كل مجتمع وهي مشكلة الشباب في هذا العصر فإن الشباب يرد على قلوبهم من المشاكل الفكرية و النفسية ما يجعلهم أحياناً في قلق من الحياة محاولين جهدهم التخلص من ذلك القلق وكشف تلك الغمة ولن يتحقق ذلك لهم إلا بالدين والأخلاق اللذين بهما قوام المجتمع وصلاح الدنيا و الآخرة و بهما تحل الخيرات والبركات وتزول الشرور والآفات. إذا نظرنا نظرة فاحصة في الشباب أمكننا أن نحكم من حيث العموم بأن الشباب ثلاثة أقسام: شاب مستقيم ،وشاب منحرف ،و شاب متحير بين وبين ... لن نتحدث هنا عن الشاب المستقيم فهو شاب معروف بإيمانه و محبته لطاعات ربه .. ولن نتكلم عن الشاب المنحرف الذي لا يلين للحق ولا يقلع عن الباطل .. أنما حديثنا اليوم عن الشاب الحائر المتردد بين مفترق الطرق عرف الحق وأطمأن به وعاش في مجتمع محافظ إلا أنه انفتح عليه أبواب الشر من كل جانبي تشكيك في العقيدة وانحراف في السلوك ، وفساد في العمل ،وخروج عن المعروف من التقاليد، وتيارات من الباطل متنوعة فهو في دوامة فكرية و نفسية . وقف أمام هذه الأفكار و المبادئ و المسالك ، أو فيما كان عليه سلفه الماضي و مجتمعه المحافظ فصار متردداً قلقاً يرجح هذا تارة و ذلك أخرى حسب قوة التيارات العاصفة . فهذا القسم من الشباب سلبي في حياته يحتاج إلى جاذب قوي يقوده إلى طريق الحق و طريق الخير وما أيسر ذلك إذا هيأ له الله خير . و العجيب أنه ما رأى أصدقاء صالحين سار معهم و تمسك بهم فأحبهم وأحبوه و أن رأى أصحاب سيئين كان بينهم و سيئاً مثلهم لا يعرف معروفاٍ ولا ينكر منكراً ,, قال الحق في وصف المتذبذبين {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ} الآية. يقول بتفسير الآية : { ومن الناس من يعبد الله على حَرْفٍ } أي: على طرف من الدين لا ثبات له فيه، كالذي ينحرف إلى طرف الجيش، فإن أحس بظفر قرَّ، وإلا فر . قال السعدي " أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه. فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} من حصول مكروه، أو زوال محبوب {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} أي: الواضح البين" وقد يكون الخسران نسبياً في التقصير في عبادة ما بسبب الفتنة التي تعصف بكل مفتون فيناله ما يناله من الخسران إما الدنيوي وإما الاخروي , يزيد ما زاد ويتوب الله على من تاب , ونسأل الله الثبات. ~... النقاش ...~ س1 : هل عرفت ماذا يعني الشاب المتذبذب ؟وما تعريفك له؟ س2 : هل كنت يوماً فحيرة بين أختيار أصدقائك ؟ وبماذا تصفهم ؟ س3 : هل صادفة مرة شخص بهذه الصفة ؟ ومانظرتك له ؟ س4 : هل تشعر بأن هذه الفئة من الأشخاص منتشرين في عصرنا هذا ؟ لماذا برأيك ؟ س5 : كيف تنصح الأشخاص الذين يتصفون بهذه الصفة ؟ ~ .. وفي الختام " نسأل الله الثبات و التوفيق لنا ولكم و صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين...~ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|