في كل مرّّة ...

في كل مرة صفعة أكبر وأعمق من سابقتها ، كأن خدّّك ما خلق إلا للصفعات وبكل الأشكال ، تحاول ما أمكنك وبسرعة حتى لا يقتلك الحزن والأسى أن تلملم جراحك ومخلفاتها لتضفي عليها نوعا من المخدّّر كبسمة عابرة مغشوشة في أصلها وفصلها وبلا فائدة ، لا طعم لها صفراء لونها ، كالزهرة الإصطناعية يبهرك منظرها ويثيرك ، فتحتقرها لما تكتشف حقيقتها وخداعها.
في كل مرة تحاول أن تبني عشا بعيدا عن كل الأعشاش فريدا وحيدا تخبّّئ فيه آهاتك وأشواقك وأحلامك وكل ما تختزنه مشاعرك ، تريد الإنزواء والإنطواء والتلذذ بكل اللّّحظات لكن هيهات هيهات
في كل مرّّة تريد المشاركة والمبادرة وإبداء الرأي ليِِِؤخد به لكن هيهات هيهات
في كل مرة تريد أن تخرج نفسك من الرّّتابة والكآبة و المعيشة والعيشة و التسوّّل والإحتقار والإنتظار وطأطأت الرّّأس لكن هيهات هيهات
في كل مرة تريد أن تتقمّّص شخصية المعلم والمسيطر والمنظّّر والأستاذ والفقيه والطبيب والمحامي وكل الشيخصيات لكن هيهات هيهات .
وفي كل المرات تريد ، وحالك يريد ويزيد ، فعد لرشدك وأعد خدّّك فما زالت هناك صفعات ، وهيهات .