تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم الأدبي قسم يختص بالشعر والنثر من إبداعات الأعضاء الخاصة.
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم)

الحياة لحظة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-22-2012, 01:53 AM
الصورة الرمزية المصطفى القرقوري  
رقـم العضويــة: 165735
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 1,084
نقـــاط الخبـرة: 262
الحياة لحظة

الشخصيات :
الواقعي
المتمرد
الحالم
الضحية
العروس
المؤلف
المخرج
المكان :
خشبة المسرح
الزمان :
بعد الربيع العربي
الوقت:
صباح يوم الجمعة .
لحظة التداريب على مسرحية :

وسط خشبة المسرح وبذلال وخضوع وانكسار قالت ـ العروس ـ : ليلة زفافي ، ليلة عمري ، أنتظرها بفارغ الصبر والصبر راح وانقضى ، لكن ..لكن أثمر صبري خيرا ، وأخيرا قابلت شريك العمر ، الذي غيّّر في معاني الحياة ، ورسم بسمة على محياي .
وقاطعها ـ المخرج ـ قائلا : تحرّّكي وارفعي رأسك كانك تخاطبين من هم في الشرفات .
واسترسلت ـ العروس ـ : نعم رسم بسمة على محياي ، وقسم ظهر الزمن الغادرفألقى بي وسط أحضان الأمل ووووو.فتدخل ـ الكاتب ـ منقذا ـ العروس ـ الأمل والرجاء .
وبصوت عال ردّّدت ـ العروس ـ بثقة : الأمل والرجاء .
ودخل ـ المتمرّّد ـ بهدوء الذي تتبعه العاصفة وبنظرات احتقار على ـ العروس ـ بصوت عال ، خشن قال : عن أي أمل تتحدّّتين وعن أي رجاء ترجين ، كم أنت سطحية وغبية وقليلة الحيلة ؟ الزواج أقصى ما تتمنين ، الحياة زواج فقط .فتدخّّل ـ الحالم ـ مقاطعا : يكفيك هذا ، ولا تنس أنك تخاطب امرأة ، منكسرة الجناح ،لا حول لها ولا قوة . وقال ـ المتمرد ـ امرأة ، منكسرة الجناح ، لا حول لها ولا قوة ، ما هذه الخزعبلات ، ورفع صوته عاليا ، قل هذا الكلام لمن يدافعون عن المساواة بين المرأة والرجل ، قل هذا الكلام لمن يريدون المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل ، رأسا برأس ، لا فرق بينهما وتقول لي لا حول لها ولا قوة ويضحك ضحكات هستيرية حتى تدخّّل ـ الواقعي ـ متوجها نحو العروس قائلا وهو يربت على كتفها مؤازرا لها : لا عليك وهو ينظر صوب المتمرد لقد سمعت كلامك الذي تشمئز منه النفس أيها الحاقد المتمرد ، ما العيب في كون المرأة تطالب بحقوقها ، ما العيب في عملها ، ما العيب في صلابتها وهي مكمن الحنان وصفاء الأذهان .يكفيها أنها عاشت سنوات ضحية الجهل والفقر والسطحية وووفتدخل ـ الكاتب ـ وسخرية القدر وابتسم المخرج ابتسامة امتعاض قائلا : لقد استغرقنا وقتا طويلا في التحضير ولا أقبل النسيان والأخطاء ، مفهوم وردّّد الجميع بصوت واحد مفهوم وقال المخرج هيا تابعوا ، فدخل ـ الضحية ـ متمتما يقول كلاما غير مفهوم وهو يدور فوق الخشبة محملقا في كل الشخصيات حتى سقط بجانب ـ العروس ـ وقالت له ما بك أيها المجنون ورد بصوت متلعتم : لا لا لا ش ش ش شئ أنا فففقط ارررريد الإنتتتتتحار . وضحك الجميع ، وقال ـ الواقعي ـ باستهزاء : تريد الإنتحار ، إنك منتحر أصلا فضحك الجميع ، لا بيت ولا سكن مخدّّرات وكل الموبقات .نزلت هذه الكلمات عليه كالصاعقة كأنه وضع في برميل من الماء البارد فنهض من مكانه واستشعر بفداحة موقفه قائلا وبصوت عال وبلا تلعتم : انا ضحية الزمان ، لقد عشت يتيم الأب و الأم ولم أعرف إخوتي شكلهم أو أسماءهم ، عشت بين الأزقّّة متنقّّلا ، ومن الأزبال متغدّّيا وبالأرض مفترشا وبالسماء متغطّّيا ، وكم من ليلة بتّّ فيها أتضور من الجوع أحزم على بطني كي لا تفضح أمري ، وتدرف عيناه مسترسلا وبصوت منخفض : تصورو لاأعرف حتى إسمي ولا أعرف عنواني ولا فصلي ولا أصلي ، وكنت دائما ما أقابل بالشتائم والكلام القبيح والبديئ حتى الأطفال الصغار كلما رأوني يستقبلونني بأجمل الحجارة والصيحات ، وطأطأالجميع رؤوسهم ، مثأترين بهذا الكلام نادمين على استهزائهم ، واسترسل ـ الضحية ـ كلامه بصوت عال ، لكن من الآن فصاعدا ، سأنقلب على حياتي ، عفوا ، مماتي ، وسأبعث من الرّّماد ، لأوقّّع حضوري بشرف وكبرياء ليعود لي إسم وعنوان ، وخرج من الخشبة مردّّدا : ليعود لي إسم وعنوان حتى انقطع الصوت ، وبدت على المخرج ملامح الإرتياح من الأداء .فقال ـ المتمرد ـ : مسكين هذا الرجل ، إنه يهذي .فردّّت عليه ـ العروس ـ : الذي يهذي هو أنت ، إن هذه اللحظة بالنسبة له ستبقى خالدة في ذهنه لأنها كانت الإنعتاق من الذّّل إلى العزّّة والكرامة ، تدخّّل ـ الواقعي ـ قائلا : أنا معك ، الحياة كلها لحظة ، الحكيم من يعرف كيف يستثمرها لصالحه ؟ فقالت ـ العروس ـ أنا من هذه اللحظة سأبني أنا وزوجي معا معا معا حياتنا بتعاوننا ومسؤوليتنا ولن أكون سلبية معتمدة عليه في كل شيء وخرجت مبتسمة مملوءة بالفرح والعطاء . وتمتم ـ الحالم ـ قائلا : ما أجمل الحياة رغم أشواكها لو عرف كل واحد منا ما له وما عليه .فقاطعه ـ المتمرّّد ـ وما لك وما عليك ؟ وردّّ عليه بالحتقار : الحوار عقيم معك أيها .....واسترسل ما علي اللحظة سوى البحث عن ما أجده نافعا ، وداعا أيها المتحذلق ، وخرج مبتسما وبسرعة قال له ـ الواقعي ـ : خدني معك ولاتتركني مع هذا لللللللل وابتسم ابتسامة كلّّها استهزاء ، وخرجا ولم يبق على الخشبة سوى المتمرّّد نظر إلى فوق وقال بصوت قوي متسائلا : لماذا يكرهني الجميع ؟ وأسدل الستار ، مع تصفيقات كل الحضور .




التعديل الأخير تم بواسطة المصطفى القرقوري ; 12-22-2012 الساعة 04:13 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع الحياة لحظة:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الألم .. ~[جزء من الحياة] ~ و من لم يتألم لم يعرف مع'نى •..الحياة..• !! GS.smoking قسم مدونتـي 101 04-02-2015 06:08 PM
قف في الحياة...ترى الحياة تبسمت همسات الامل قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 3 12-03-2013 02:11 PM
هكذا تصبح الحياة جميلة بهذه الاشياء تكون الحياة جميلة Tomoya القسم العام 10 01-18-2011 10:28 PM
الصائمون عن الحياة + المسرفين في الحياة دلع الارجوان قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 4 07-27-2009 11:07 AM
دعاء أخر لحظة من السنة وأول لحظة من الجديدة العاشق 2005 القسم العام 0 12-28-2008 04:12 PM

الساعة الآن 01:04 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity