التدخين :خطره و حكمه في الاسلام

التدخين
تقديم
يعتبر التدخين من اكبر الآفات التي تعاني منها مجتمعات العالم ويعد واحدا من الأخطار الرئيسية التي تهدد صحة الإنسان.
I- مكونات التبغ:
يحتوي التبغ على أكثر من 4000 مادة سامة أشهرها:
- النيكوتين: مادة كيماوية سامة يرجع اليها معضم الآثار التي تصيب المدخن و هي المسؤولية عن الإدمان على التدخين.
- أول أكسيد الكربون co: وهو غاز سام يقلل كمية الأكسجين التي تصل إلى الخلايا مما يفسر عجز كبار المدخنين عن القيام بأبسط التمارين الرياضية ويفسر كذلك حدوث الأزمة القلبية.
- القطران: خليط من عدة مواد تسبب السرطان.
Ii- أضرار التدخين:
يعد التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة وأحد الأسباب المهمة لسرطانات المسالك التنفسية والهضمية العليا (الشفتين، اللسان، الحلق، المريء). كما أن له علاقة بسرطان الكلية والمثانة.
+++ و السرطان عبارة عن تكاثر فوضوي للخلايا، يسبب ورما موضعيا لا يلبث أن ينتشر في باقي أعضاء الجسم. يؤدي إلى الوفاة في نهاية المطاف، ويمكن علاجه إذا تم تشخيصه مبكرا.

(1التدخين والجهاز التنفسي:
إضافة إلى سرطان الرئة يسبب التدخين التهاب القصبات المزمن الذي يسبب سعالا مزمنا مصحوبا بإفرازات غزيرة ويسبب في النهاية قصور التنفس والوفاة.
+ انتفاخ الرئة بسبب تحطم جدران الحويصلات الرئوية.
(2 أمراض القلب والشرايين:
+ تصلب الشرايين وانسدادها وهو ما يستوجب قطع هذا العضو الميت.
+ تجلط الدم بالأوعية الدموية.
+ نقص كمية الدم اللازمة للأعضاء الحيوية كالقلب والدماغ وحدوث جلطة بهما.
(3 تأثيره على الجهاز الهضمي:
+ صفرة الأسنان وتسوسها وتساقطها وأمراض اللثة.
+ تهييج الغدد اللعابية وبالتالي زيادة إفرازها.
+ عسر الهضم والتهاب المعي الغليظ.
+ زيادة إفراز المعدة لحمض الكلوريدريك يؤدي إلى حدوث قرحة المعدة ويؤخر اندمالها.
(4 أضرار صحية أخرى:
+ ضعف البصر،
+ إنخفاض معدل الأعمار، ضعف الشهية للطعام...
+ سرعة الإعياء في الرياضة،
iii- التدخين السلبي:
لا تقتصر مع الأسف أضرار التدخين على المدخنين وحدهم بل تمتد لتصيب أبناءهم وزوجاتهم ومرافقيهم في العمل والمقهى ووسائل النقل وغير ذلك خاصة إذا كان المكان ضيقا وقليل التهوية و هذا ما يسمى بـ"التدخين السلبي" و هو يسبب:
+ التهابات اللوزتين والأذنين والرئة.
+ بعض حالات الربو (الضيقة)
+ ظهور حالات السرطان و أمراض القلب عند غير المدخنين.
Iv-التدخين في الإسلام:
روى أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار " .
+ روى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ، ومن شرب سمًا فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا "
+ قال تعالى: " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا " [ النساء 29 ]
+ قال تعالى: " ولا تبذر تبذيرًا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورًا " [ الإسراء 27 ]
+ قال تعالى : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا " [ الأحزاب 58 ]
نفهم من هذه الأدلة الشرعية أن التدخين حرام شرعا فالتدخين يضر المدخن وقد يؤدي إلى الموت و الإسلام حرم قتل النفس و اعتبرها أمانة يجب الحفاظ عليها كما أن المدخن يؤذي غيره سواء بالرائحة الكريهة أو بدخان السجائر الذي ينتشر عبر الهواء و يضر المحيطين به، أما من الناحية الاقتصادية والمالية فشراء السجائر يعتبر تبذيرا للمال و قد اعتبر الله سبحانه و تعالى المبذرين إخوانا للشياطين.