إلى جَوهَرَتي الزَرقـاء ...تابع لِلمُسابقة ..~

• • •


بَعدَ أن خَطَوتُ خُطواتيَ الأخيرَة نَحوَ الموت ..
مَشَيتُ بِحَذافير أكاذيبٍ واهيَة , اختلقتُها ..كَي أرضي ذاتِي التي تخلَفت عَن أرضِ الواقعِ
وَأصابَها سُقمٌ فِي التَفكير ..مِن أجلِ أن أُشبِع ذاتاً فضَلت الموت بِمذلة مُنتَحِر ..,
علَى العيش بِعزٍ ذليلٍ فاجِر .
لَمأعُد أُريدُ ذلِك العرزالَ الصغير الذي إعتلى بيت شجرة ضَرَبَتها اشعة الشمس ,
فباتت حلما لاي طفلة اخذت من العمر نصيب سبع سنين ..,كُنتُها ..و بقيت ..,
حتى امسٍ زائل .., فَبَعد ان فقدتهم واحداً تلو الاخر في ساعةٍ زمنية مرت ,فكأنها الدهر كله .
لم يكن بوسعي , الا ان اثغر فاه صارخ .., و عيناي تناشد طلبا لان يكون هذا كابوساً !
لَميَكُن بوسعي , إلا أن اشاهدهم .., يُرشَقون بالرصاص كدمى تداول السحر .
فيغرقون شهداء بدمائهم التي خالطت دمع اعينها فرحا , لتنزل الى الى وجناتهم حيث ارتسمت ابتسامة
لمتفنى من ذاكرتي . شفاههم تنطق بأن " اشهد أن لا اله الا الله و اشهد ان محمداعبده و رسوله"
فكانت دموعي اكثر من دمائهم التي عجت بها الارض ..و توسدتها جثثهم .
انا..اختٌ منسية و عمة مغتربة في بيتها , انني خالة ماتت ضحية , و ام اخذت تنوح
على مصرع اولادها .., أنا بلدٌ – كُنتُ- و بتُّ اليوم منضدة تستلقي عليها أوصال و جثمان من أحبني يوما ..
أفهكذانهايتي؟
لكن, بقلبي ستظلين ..يا جوهرتي الزرقاء .
في خافقي ستبقين و سأظل متذكرةً اياكِ .., فلا يقلقك الليل ان طالَ ..,
فكلاب ام عامر لن تمسك , و إن خدشتكِ ..
مادُمتِ بايدي من ائتمنتك لديهم ..ستعيشين , بل ستصبحين اقوى!
ستكبرين, سترين فواجع في هذه الحياة , فلا تقلقي او تحزني من الفراق ..,
سأولد من جديد , ما دمتي لديهم ..فهم ما تبقى من ابنائي ,
لن يبرحوا عن اماكنهم حاملين اياك على اكتافهم , في قلوبهم .., دوما ستعيشين .
لاتنسيني و إن اختفيت طويلا .., ياجوهرتي الزرقاء التي كانت أملاً.





• • •

المُرسِل : وَطَنٌ يحتضر , و بلادٌ تتشهد ...
سوريا ..