الملحمة روايتي الحربية الجديدة

الملحمة

في ليلة مرعدة و رياح عاصفة، تردد صدى أرجل مسرعة هاربة.



+فهد، هيا بنا نأخذ قسطًا من الراحة أظننا ضللناه.



-المعذرة بشير، لكن عليك أن تصمد لبعض الوقت، نحن لسنا بعيدين عن وجهتنا.



+أنا لست تعبًا، أنا قلق عليك، لقد نزفت الكثير من الدماء، لقد أُصبت بسهم اخترق جسدك أمر كهذا...



قد يتسبب بقتلك!



-خدش كهذا لا يعتبر شيء بالنسبة لشخص مثلي.



+فهد، حتى أعتى الرجال يسقطون أمام الموت، ما كان عليك أن تنقذني أخبرتك أن تترك الأمر للقدر!



+ خطتك في أن تضحي بنفسك، لتبرز مدي فضاعة الملك واستعطاف المزيد من الأنصار أغبى من أن تُحتمل،



الهاكوتا بطاطا بدونك كالبطاطا من دون قشرة.



-مزاحك اللعين...فهد كم رجلا قد مات اليوم بسببي وهو يتنهد؟



+ ليس الكثير، بعض الصعاليك الجدد و الأشقياء حوالي الـ10 إلى 30 رجلا إن استطاعوا الهرب.



- لا تقل لي أنك قمت باستعمال صغار الهاكونا! وهو يمسكه صائحا.



+فهد وهو يبعد عنه بشير بهدوء، لا تغضب من أجل الغاية العليا علينا أن نضحي.



- لم تتغير أبدا منذ قابلتك، مازلت الوغد اللعين الذي يستغل الناس، ألم تعدني بأن تتوقف علي ألاعيبك؟



+في الحقيقة هم من طلبوا مني ذلك، أنا فقط وجهتهم للطريق الصحيح



لقد توقفت عن استغلال الناس، أنا فقط أحقق رغباتهم و أحلامهم



كما تعلمت من الهاكوتا باطاطا.



- لكن بشير صاح بأعلى صوته: فــهــــــد!!



+يمكنك أن تغضب عليّ في الحياة الأخرى، لقد وصلنا لوجهتنا.



كان مفترق طرق متفرع لـ3 مسالك، ووراء بعض الأشجار كان يُسمع صوت صهيل خيل.



-أخيرا لقد نجونا! ظننت أننا لن نجد وسيلة هربنا.



+إسم فهد مازالت له مكانة في عالم السفلي.



-فهد عليك قطع كل اتصالاتك مع ذالك العالم، أنت لا تريد أن تتحرر منه.



+ربما ههههههه.



لكن بينما كان بشير يقترب من صوت الأحصنة، فوجئ بوجود حصان واحد فقط.



-فهد يبدو أنه تم خداعك أيها المغفل، لا يوجد هنا سوي جواد واحد.



+فهد وهو يبتسم: وهو المطلوب!



-لا تقل لي أنك تنوي عدم الفرار! أعلم انك مجنون لكن مستحيل أن أتركك هنا لوحدك، فرسان الملك سيقتلونك!



+للأسف يجب عليك أن تتركني هذه المرة، بشير يجب أن أُؤخرهم من أجل الهاكوتا بطاطا.



- أغلق فمك أيها الغبي! كأنني ساترك صديقي خلفي و كأنك تطلب مني أن أخون عهدي مع...



+فهد مبتسما قلت ستتركني خلفك لا تكن غبيا ساذجا، أنا لن أضحي بنفسي لأجلك مازال في من النذالة ما يمنعني عن ذلك، عليك أن تسرع قريبا سيلحق بنا الملك و فرسانه.



-فهد.........



لم يستطع بشير أن يحرك ساكنا من مكانه فتركه لفهد خيانة لكل معتقداته



و نبالته.



لكن نظرة فهد أكدت له أنها لا تعني أبدًا أنه سيموت لهذا من دون تردد، قفز على الحصان وهو يصيح:



- أيها اللعين! عدني بشيء واحد، أنك لن تموت حتى نلتقي



و نحقق ما نصبو إليه.



+هههههههههه لن أموت بسهولة، اتجه شرقًا ستجد حسن و الجماعة بانتظارك علي مسيرة 10 أيام من هنا.



-عندها لكز بشير فرسه وانطلق مسرعا باتجاه الشرق.



بعد أن شيع فهد صديقه واختفي في الظلام، بدأ وجهه يصفر وملامح الألم ظاهرة عليه



+تبا! هذه المرة تجاوزت كل حدود جسدي لكن يجب علي أن أستمر و أُخفي



آثاري.



و تناول حجرتي صوان و قام بإشعال عدة حرائق في الطرق



لكن لم يستمر ذلك طويلا حتى سمع وقع خيل و نباح الكلاب.



وأحاطت به مجموعة كبيرة من الفرسان المدرعين.



كانت تبدو عليهم الصلابة لكن من بينهم برز فارس عملاق



لم يسر عدة خطوات حتى...



ابتسم فهد وهو يقول:



+هه ياري ياري، إنه هو بنفسه"الملك البغريري".



*كما توقعت منذ علمت أن بشير هرب من السجن رغم كل الحراسة



التي قمت بها، شممت رائحة يدك النتنة يا فهد.



+أن يُثني علي ملك البغريري هكذا لشرف كبير حقا.



*ليس لدي وقت للعب مع صعاليك الشعب، أين ذهب بشير؟



+ من يدري، سمعت أنه مسجون.



*إن استمررت بالتغابي، سيجيبك سيفي المرة القادمة.



+إن كنت رجلا، فتكلم به من الأول.



لكن فارس من الفرسان تقدم وهو يلوح برمح ويصيح " الفظاظة أمام الملك عقابها الموت".



لكن فهد ببساطة ابتسم وبحركة من سيفه كان رئس الفارس المسكين



يطير عاليا وهو يهمس:



"و مقاطعة الحديث أمر أكثر فظاظة" إن كلاب الملك حقا اضعف من الخرفان هذه الأيام.



عندما سمع الفرسان ذالك الكلام تأهبوا جميعا للفتك به



+"معذرة بشير لكن سأحاول تأخيرهم بقدر ما أمكن هههههههههه لتحيي الهاكوتا بطاطا الخاصة بك. كان لقاؤك ممتعا حقا"



لكن الملك أشار عليهم بالتوقف.



*توقفوا حالا! لا تدعوه يثير غضبكم، إنه فقط يريد الموت ههه، فهد أن أراك في هذه الحالة التي يُرثى لها، تنزف بهذه الغزارة و تتمنى الموت ههههههه ثم يصيح فيهم أحيطوا به!



لا تتركوا له مجال بسبب النيران لن نستطيع اقتفاء أي أثر بعد الآن.



+فهد تبا لك بغرير تبا لك!



* صح كما تريد لكن أنت لست سوي حثالة وهو يرمي له كيسا كبيرا من المال.



+فهد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مستغربًا.



*500 قطعة ذهبية أريد فقط أن تُشير بإصبعك لمكان هروب بشير لا غير



و سأكفل لك حياته.



+أفضل الموت على فعل ذلك لن أقبل، وهو يرمق البغريري شزرا



*ربما لم أحسن قول الأمر، أنا فقط أريد أن استرجع إبني.



+فتح فهد عينه وهو لا يصدق ما يسمعه



* ههههههههه و يصيح الملك ضاحكا ألم يخبرك بذلك وهل ظننت أن من يسعى لإسقاطي قد يكون من عامة الشعب، أنت حقا أبله من الدرجة الأولى، وهو يتفحص وجه فهد المذهول.



+ مستحيل أن أصدق كذبة مثل تلك.



*فهد أنظر إلى عيني، أنت تعلم الحقيقة، أليس كذلك؟ طيلة الوقت تحاول نكرانها إقبل تلك الـ 500 قطعة.



وأشر بأصبعك لطريق لهروبه وسأتركك تعيش و أقسم بشرفي أنني لن أتابعك، ربما قليلا فقط هههه...



+أريد 1000 قطعة، أيها العنقاء!



*؟؟؟ تششيه، كان الملك يحاول إخفاء ازدرائه من ذالك اللقب،



عندها صاح أحد الفرسان "من الأفضل أن تصون لسانك فهد".



* حسنا فهد أنت وغد حتى آخر لحظاتك أتمنى أن تموت موتة الخنازير وهو يرمي درعه المرصع بالجواهر نحو فهد وهو يقول أظن هذا يكفي و زيادة.



+ نعم يكفي، وهو يبتسم بسخرية لقد اتجه غربا على فرس



من الأفضل لك أن تسرع لتلحق له.



عندها انتفض الفرسان وانطلق البعض منهم في الطريق الغربي لكن الملك ابتسم وهو يقول:



* أقسم شرفك بأنه الطريق الصحيح!



+عندها بانت الدهشة علي وجه فهد وانعقد لسانه...



* كما توقعت أنت أكثر مكرا من الثعلب، وهو يشهر سيفه و وانطلق نحو فهد.



+ لكن فهد صاح: نعم أقسم بشرفي أن الجواب صحيح!



عندها توقف نصل البغرير بالقرب من عنق فهد وابتسم:



*إن كنت تلعب بذيلك، أنت تعلم أنه سيكون العقاب أسرع من البرق.



++++++++++++



وانطلق خلف الفرسان.



مرة مدة حتى لحق الملك بالفرسان ثم خاطبه احدهم، هل آنت متأكد من انه يقول الحقيقة سيادتك؟



* لا عليك المهم لنسرع، لكن عندما دخولهم وادي مسرعين بانت سهام من خلف الصخور، ثم إنطلقت دفعة واحد وانغرس العديد منها، و سقط نصف الفرسان و كان البقية يصيحون:



"كمين" كمين" أحموا الملك"



*لكن البغرير كان يتساءل: مستحيل هل تمت خيانتي ..؟



++++++++++++



في تلك الأثناء كان فهد يحمل المال و الدرع لكن كان يمشي ببطء شديد وهو يحاول أن يسرع بقدر ما يمكنه:



لكن ظهر من الظلام في منتصف الطريق، شخص مختفي وراء ثيابه السوداء:



نجح الأمر و شكرا لتعاونك.



+لا مشكلة لا مشكلة فهد وهو يتعرق خوفا.



لكن الغريب أخرج سيفا من تخت ثيابه و تكلم بهدوء:



غ- لديك الإختيار تختار اليسرى أم اليمنى؟



عليك ان تتحمل العقاب لقد نكثت بوعدك.



+أنا....



غ+ إما تختار أو آخذ عينيك واتجه نحوه بسرعة:



+اليسرى... قال فهد.



غ- ابتسم الغريب: آسف لكنني سآخذ اليمنى و تطاير الدم من عين فهد



وسقط على الارض.



غ- العهد لا يمكن نقضه أبدا، في المرة القادمة سيتم قطع لسانك، وهي تزيح العمامة عن رئسها كان الغريب فتاة.



غ ستجد حصانا علي مسيرة نصف يوم استعمله أو مت هنا لو أردت واختفت.



+نهض فهد وهو يتحامل: ههههههههه لقد كان الأمر صعب وهو يرمق القمر.



+يوما ما يوما سنحقق وعدنا بشير سنسقط هذه الدولة حتي نكون كلنا سواسي في هذا البلد.