القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم) |
#1
|
||||
|
||||
النهاية | نزول عيسى (1)
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ، ومن سيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده ورسوله ، بلغ الرسالة ، وأدّّى الامانة ، ونصح الامة ، وكشف الله به الغمة ، وتركنا على المحجّة البيضاء ، لا يزيغ عنها الا هالك .. أما بعد --- عيسى عليه السلام --- عيسى عليه السلام نبي من أنبياء الله عز وجل من أولي العزم المقربين أختصه الله عز وجل بأن يولد من أم دون أب وكانت مريم أم عيسى عليه متميزة بصلاحها وتتعبد في المحراب والله عز وجل يرزقها . قال الله عز وجل: " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [ آل عمران:37 ]. وكان زكريا عليه السلام قد جعل لها مكانا شريفا من المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله فيها ليلها ونهارها وكان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عليها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف , فيسألها "أنى لك هذا" فتقول: " هوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " أي رزق رزقنيه الله "يرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ " بشارة الملائكة لمريم : قال عز وجل : " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (??) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (??) " [ آل عمران: 42-43 ]. يذكر عز وجل أن الملائكة بشرت مريم باصطفاء الله لها من بين سائر نساء زمانها بأن اختارها لإيجاد ولد منها من غير أب وبشرت بأن يكون نبيا شريفا " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا " [ آل عمران :46 ] ؛ أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله وحدة لا شريك له وكذلك في حال كهولته فدل على أنه يبلغ الكهولهة ويدعوا إلى الله فيها وأمرت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلا لهذه الكرامة وتشكر هذه النعمة فيقال إنها كانت تقوم في الصلاة حتى تفطرت أقدامها - رضي الله عنه- ورحمها ورحم أمها وألاها . عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حسبك من نساء العالمين بأربع ,مريم بيت عمران .وآسية امرأة فرعون,وخديجة بيت خويلد. وفاطمة بنت محمد " (1) رواة الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/439) * حمل مريم بعيسى : تلقّت مريم خبر المولود الجديد ، و الإبن النبي ، مع علمها بأنها لم تتزوج ، ولم تأتِ بالفاحشة ، فتعجّبت كيف يكون لها ولد بلا والد ، وكيف يصحّ هذا ، وما يكون حالها أمام قومها وعشيرتها و قد علموا أنها لم تتزوج قَط ، فأعلمتها الملائكة بأنه أمر الله ، ولا مفرّ منه ، و أنه إذا قال للشئ كن فيكون . فخضعت واستكانت لأمر ربها ، وأنابت وسلمت له الامر ، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها ، فإن الناس يتكلمون فيها بسببه لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر ، وأنما ينظرون إلى ظاهر الحال من غير تدبر ولا تعقل . و كانت تخرج من المسجد في زمن حيضها أو لحاجة ضرورة لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غداء ، فخرجت لبعض شئونها " انتَبَذَتْ " أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل عليه السلام " فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا " أي إن كنت رجلا تقيا تخاف الله فاقبل استعاذتي بالله منك وانصرف عني " قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا " فخاطبها الملك قائلا : لست ببشر ولكني بعثني الله غليك لأهب لك ولد زكيا .. " قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا " أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد !! أي لست ذات زوج وما أنا ممن يفعل الفاحشة !! " قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ " فأجابها الملك عن تعجبها من وجود ولد منها قائلا:فإنه وعد الله أنه سيخلق منك غلاما " هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ " أي هذا سهل عليه يسير فإنه على كل شيء قدير وقوله : " وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ " أي لنجعل خلقه دليلا على كمال قدرتنا على أنواع الخلق , فإنه عز وجل: - خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى - خلق حواء من ذكر بلا أنثى - خلق عيسى من أنثى بلا ذكر - خلق بقية الخلق من ذكر وأنثى قال عز وجل : " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا " [ التحريم:12 ] أي أن جبريل نفخ في دوعها فنزلت النفخة غلى فرجها فحملت من فورها كما تحمل المرأة عند جماع بعلها ؛ ولما نفخ فيها الروح لم يواجه الملك الفرج بل النفخ في جيبها فنزلت النفخة إلى فرجها فانسلكت فيه كما قال عز وجل: " فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا " قال عز وجل : " فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا " [ مريم:22 ] وذلك لأن مريم بنت عمران لما حملت ضاقت ذرعا وعلمت أن الناس سيكون منهم كلام في حقها فلما ظهرت عليها مظاهر الحمل توارت عن الناس واعتزلتهم وانتبذت مكانا قصيا . *** * ولادة عيسى عليه السلام قال عز وجل: " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا " [ مريم:23 ]. أي اضطرها شدة الطلق إلى جذع النخلة ببيت لحم فتمنت الموت لأنها علمت أن الناس يكذبونها ولا يصدقونها بل يتهمونها حين تأتيهم بغلام في يدها وهي عندهم من العابدات في المسجد ومن بيت النبوة والديانة فحملت بسبب ذلك من الهم ما تمنت أن لو كانت قبل هذا الحال أو لم تخلق أبدا. " فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا " أي ناداها عيسى عليه السلام: " أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا " أي : جعل تحتك نهرا يجري ؛ " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) " أي كلي واشربي ثم احملي طفلك واذهبي إلى قومك فإن رأيت أحدا من الناس فقولى له بلسان الحال والإشارة : إنى نذرت للرحمن صوما,أي صمتا ؛ " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) " والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة . فلمّا ضاق بها الحال ، واشتدت محنتها ، حدثت المعجزة ، وتكلّم الطفل : " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " قال عز وجل " وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( 54 ) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 55 ) " فأخبر رب العزة برفعه عيسى للسماء ، بعد أن توفاه بنومه ، و خلصه من اليهود اللذين ارادوا أن يكيدوا له . و وشوا به لأحد الملوك الظَلَمَةِ ، فأمر بقتله و صلبه على الملأ ، فعندما حاصروه و دخلوا عليه ، القى الله شبهه على أحد الحاضرين ، ورفع عيسى بفتحة من الجدار و أهل البيت ينظرون . فأخذوا ذلك الشاب و صلبوه و أستهانوا به ظناً منهم أنه عيسى عليه السلام وُزنت كلمة "المسيح" على وزن " فعيل " ، و أُريد به الفاعل أحياناً أي : الماسح ، و المفعول أحيانا أخرى أي الممسوح . وسمي به لأسباب قيل منها : - - كان لا يمسح على معلول إلّا برئ ، وهو الراجح . - وقيل ممسوح لأنه كان ممسوحة بالدهن عند خروجه من بطن أمه . - وقيل لأن زكريا مسحه - و قيل المسيح هو الصدّيق نحمد الله سبحانه بأن منّ علينا ، ونحمده تعالى على نعمه إلينا ، نحمده حمد الشاكرين كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم صفاته . سنتوقف هنا بإذنه تعالى إختصاراً للموضوع ، و للإبتعاد عن الاطلة و لنترك الفرصة للإطلاع و الاستفادة بإذن الله ، وسنكمل في موضوع الاسبوع القادم دلائل نزوله عليه السلام ، و عقيدة النصارى فيه ، باذن الله نلقاكم على خير إن شاء الله البنر والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته التعديل الأخير تم بواسطة sυzαηღ ; 02-17-2014 الساعة 01:42 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع النهاية | نزول عيسى (1): | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة أبليس و سيدنا عيسى | الجسر الغامض | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 1 | 10-06-2011 11:22 AM |
عيسى وآدم اعجاز؟ ام مصادفة | ♥ Hëŋąţą♥ | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 1 | 08-19-2011 08:32 PM |
مائدة عيسى عليه السلام | S.W.A.T | القسم الإسلامي العام | 4 | 08-12-2010 06:49 PM |