من هم (الشبيحة) .. وماذا تعني هذه الكلمة ؟

الثورات العربية أفرزت زعامات سياسية وشخصيات جديدة لم يسمع الناس قبلاً في تلك الدول بها ، وفي نفس الوقت هناك مسميات لمجموعات تدعم الأنظمة البائدة والتي جاءت إبادتها علي يد الشعوب العربية.

هذه المجموعات التي تدعم الأنظمة لديها مسميات مختلفة ، ففي مصر كانت تسمى البلطجية وفي اليمن البلاطجة.. أما في ليبيا فكانت تسمى هذه المجموعات بكتائب القذافي.

سوريا شذّت عن كل هذه التسميات فكان اسم «الشبيحه» هو السائد. وكثير من الناس - وأنا منهم - لا يعرفون معنى كلمة شبيحة. ولكنني اجتهدت وسألت الإخوان السوريين عن معنى هذه الكلمة فكانت إجابتهم أنه من المعروف أن كل نظام ذي سلطة نافذه في الحكم يواجه معارضة فكرية أو سياسية أو أي مسعى للإطاحة به.

فقد تطورت وسائل الأمن والدفاع عن النظام أو الحكم كالبوليس
السري أو ما يعرف بالجستايو في تونس, إبان عهد المخلوع بن علي.. و بلطجية الأمن في نظام المخلوع حسني مبارك. لقد كان لهؤلاء ملف أسود حافل بالنهب والتعذيب والاعتقال وملاحقة المعارضين داخلياً وخارجياً وتصفيتهم وغيرها من المهام المعروفة لمثل هذه المجموعات المجرمة التي لا تفرق بين من هو مدني أو عسكري. فالجميع أعداء رجالاً وأطفالاً ونساءً ومبانٍ وعربات.

أما الشبيحة في سوريا فهم أفراد مختارون بدقة وعناية فائقة لتنفيذ كل ما يطلبه النظام لحمايته من الثورات والمظاهرات والمسيرات والانقسامات التي تحدث الآن في سوريا.

من أين أتت هذه التسمية ؟ ..
هناك عدة روايات عن سبب إطلاق هذه التسمية أبرزها أنهم كانوا يركبون سيارات المرسيدس الشبح.. ولكن هناك رواية أخرى ويقال أنها الأقوى وهو أن في زمن حافظ الأسد كان نشاطهم يقتصر على التهريب والإتجار بالمخدرات وغيرها من الأعمال التي تقع تحت ما يعرف بالنشاط الغير قانوني ، وفيما بعد إستعان بهم حافظ الأسد لمواجهة كل من يخرج عن حكمه وعلى سلطته سواء من كان معارض أو ممانع او حتى من سقط سهوا. ومن أهم الأحداث التي كان لهم دور بارز فيها مجزرة حماة عام 1982,حيث أمرهم كل من حافظ ورفعت الأسد بقتل وذبح المدنيين في هذه المدينة التي راح ضحيتها ما يقارب ال 40 ألف ضحية من رجال وشباب ونساء وأطفال وشيوخ ، ظل الكثير من أهلها شهوداً على أفعالهم النكراء.. ولكن في صمت يشوبه الخوف والحذر.. والأن جاء دور الأسد الإبن للإستعانة بهم في قمع الثورة التي أطل ربيعها منتصف شهر مارس لتبدأ معهم مرحلة أخرى من انواع الترهيب والإبادة لمن ولائهم فقط البعث والرئيس الأسد ولا غير.

ما نوع الصلاحيات التي يتمتعون بها ؟
كل الصلاحيات تتبع – إرشاد – تبليغ – إعتقال – تعذيب – تصفية جسدية - بيع أعضاء بعد القتل (لزوم البزنس )، حيث أن كل موازين الأمور مقلوبة لديهم من أعدائهم ؟ كل من يتطاول على الذات الإلهية (بشار الأسد)، ونأسف لهذا المصطلح ولكن هذا هو فعلا ما يعتقدونه .. أنواع شبيحة النظام الأسدي : مع إزدياد قوة هذا النظام تطور شبيحته وأصبحوا يمثلونه في كل مكان وزمان ومنهم شبيحة الإعلام السوري ( أبواق النظام )، يتحدثون بأسلوب تحريضي كاذب ممجدين لبشار ومنتفضين على كل من يتهمهم بأي شي أو ينال منهم .. منهم من دعا نفسه كمحلل سياسي مثل طالب إبراهيم الذي هو في الأصل يعمل كمحقق مع المعتقلين، ومشرف أيضا على تعذيبهم وهذا ما جاء على لسان أحد المعتقلين بعد خروجه بأن من يدعى طالب إبراهيم هوشبيح قام بالتحقيق معه وتعذيبه.. وصفة محلل سياسي وغيرها من الألقاب التي يطلقونها على أنفسهم ليست إلا ستار لنشاطهم الإجرامي المكشوف .

شبيحة رأسمالية : أبرزهم رامي مخلوف والذي يستحوذ على الإقتصاد السوري بقبضة من حديد، وهو إبن خالة بشار الأسد.. وقد إستعمله الأخير كغطاء على إستثماراته الخاصة التي تظهر بأنها خاصة بمخلوف ولكن في حقيقة الأمر هي للأسد.

شبيحة مثقفين : وهم شريحة تشمل مفكرين وأدباء وشعراء وفنانين يسخرون كل فكرهم وأدبهم للنظام، مثال أحمد الحاج علي وهومن شبيحة وابواق النظام المثقفين.. وقد ألف كتابا فقط لكي يمجد ويذكر محاسن وبطولات حافظ الأسد .

شبيحة الدين : وهم من يأخذون من الدين ما يتماشى مع نظامهم ويتسترون على جرائمهم التي لا ترضي مسلما.. ومنهم على سبيل الذكر الشيخ العلامة البوطي الذي كنا نجله فيما مضى ومفتي الديار السورية الشيخ أحمد حسون.. والكثير منهم لا نستطيع أن تناولهم في مقالة واحدة كما ذكرت مسبقا .

الكل يعلم بالثورة المباركة التي إنتفضت في سوريا خلال الربيع العربي الذي حل عليها وجعلها تخرج عن صمتها وتنفض الغبار عن خوفها وتواجه أعتى وأقسى منظومة، وهي الشبيحة التي طغت أخبارهم وترافقت مع كل خبر مظاهرة .. خرجت وما زالت تخرج جموع مباركة لا تريد غير الحرية والكرامة، لولاهم لخرجت سوريا عن بكرة أبيها وأسقطت هذا النظام الزائل بإذن الله .