صباح بطعم الدم ورائحة الموت

صباح بطعم الدم ورائحة الموت

عندما تختلط المفاهيم ........ وتنعكس الرؤى ....... لتبدو الصورة مقبولة ......... فلا تنكاد نميز بين الجاني والضحية....... وبين القاتل والمقتول ..... فنصدر الأحكام جزافا وعشوائيا ،عندها يغدو الجميع بمن فيهم نحن في دائرة الإتهام والمسئولية وأطرافا فاعلة في حلقة الموت

رائحة نتنة بدأت تنتشر وتفوح لتطال مختلف شرائح مجتمعاتنا العربية ، غريبة هي علينا وبعيدة كل البعد عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة وبالتأكيد جميعنا مسئولون بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن إنتشارها سواء بالتهاون في علاجها منذ بدايتها أو بالتغاظي والسكوت درءا للقيل والقال وكثرة السؤال

لن أطيل الحديث عليكم بمقدمات مهما كتبت وأسهبت بها لن تعبر عن نيران تتأجج مستعرة بقلبي وقلب كل أم وأب خوفا وفزعا على أزاهير الغد من مستقبل مظلم يغلفه العنف
نعم فمحور نقاشنا اليوم عن عنف الأطفال والمراهقين

ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع واليوم بالذات هو خبر تلقيته كالصاعقة واستفتحت به يومي مع جريدتي وقهوتي الصباحية التي باتت بركان أشتعل حمما وأحرق الفؤاد كمدا ولوعة

الخبر باختصار عن طفل في الثالثة عشر من عمره مات طعنا بالسكاكين بيد أقرانه الذين تتقارب اعمارهم منه ؟؟؟؟
حاكوا له كمينا وأمسكوا به محاصرا ليدججوا جسده البرئ الطاهر بطعنات اخترقت القلب ومزقت سائر الجسد دون رحمة أو شفقة ؟؟

اتدركون معي ما حصل ؟ هل يعقل هذا من أبناءنا ؟ عذرا افيدوني هل اخطأت في القراءة والحادثة لم تحصل ببلد عربي بل هي إحدى الحوادث الكثيرة التي نقرأ ونسمع عنها وتنتشر في شيكاغو أو نيويورك أو أي مدينة أجبية أخرى أبطالها شباب أوتهم الشوارع وغدت المخدرات قوتهم وسلواهم ؟

للأسف ليتني كنت أحلم وليت ماكان لم يكن وليت وليت وليت
فالحادثة وقعت هنا ومثلها الكثير يقع في بلادنا العربية بين الحين والآخر ليصبح القاتل والمقتول ضحايا تربية ، مجتمع ، إعلام ، و ثقافة نائية غربية لا تتناسب مع هويتنا العربية والإسلامية

مات الطفل بلا ذنب يذكر ولا جريمة ارتكبها ، مات ليخلف وراءه أسرة ملكومة مفجوعة مصدومة غير مصدقة لما حدث وكم تحتاج من الوقت لاستيعاب الصدمة ومواصلة مشوار الحياة
مات وخلف وراءه أم فارقت روحها الحياة مع كل طعنة غرست بقلبه الطاهر وتحجرت المدامع في مقلتيها لتغدو جسد بلا روح لحين أن يشاء الله
مات وخلف وراءه مئات التساؤلات بلا جواب
هنا اطرح عليكم بعضها علنا نخرج سويا بجواب شافي وعمل جدي وخطوات على أرض الواقع بالتأكيد لن تعيده وتعيد الكثير ممن سبقوه لكنها على الأقل ستحد من جرائم عنف مستقبلية قد تقع أو تضع نقاط توعية وإرشاد للتعامل معها

ظاهرة عنف الأطفال والمراهقين ما هي أسبابها ؟

ما هو دور المجتمع متمثلا بالحكومة ....المدرسة ...الأسرة ........الإعلام ........ جمعيات و منظمات حقوق الاطفال ...... وغيرها من الأطراف المعنية في الحد من هذه الظاهرة وانتشارها ؟

دورك أنت كمواطن عربي غيور على أخوانه وتعتبر كل طفل أو مراهق إبن او أخ لك ، ما هو دورك أنت وهل تشجع حمل المراهقين للسلاح الأبيض بحجة الدفاع عن النفس ؟ وهل تسعى لتقويم تصرفات الغير ممن يستهينون بهذه الامور ويبررون تصرفاتهم بأن السيادة للأقوياء ولمن يأخذ حقه بيده ؟

ما هي طرق العلاج لهذه الآفة التي بالفعل بدأت تسري في كيان هذه الامة وتعصف براحتها ؟

هناك الكثير من برامج تأهيل وإصلاح المراهقين ولكن للأسف الكثير منهم يخرج منها بشهادة إجرام معترفة وبدل من ان يصطلح حاله يسوء ليستفحل خطره على نفسه ومجتمعه ، هنا اتساءل أين الخلل ؟ هل بقصور بهذه البرامج التأهيلية ؟ أم بنقص في كفاءة كوادرها ؟ أم بفقدان التواصل مع بقية اركان المجتمع ؟

وما يزال هناك الكثير والكثير من التساؤلات وما سبق ليس سوى غيض من فيض جثم على جسد المجتمع وكتم على أنفاسه آنفا ، ولكن بشاعة الحادثة اخرست اللسان وافقدته القدرة عن الكلام وما هاهنا سوى تمتمات ممزوجة بدمع القلب قبل العين

بانتظار مشاركتكم الفاعلة والمثرية




بدمع فقيرة الحب