| العبادة | في زمن الفتن ☼

الح‘ـمد للـﮧ الهادي إلےٰ سۋاء السبيل ، ۋالصلاة والسلام علےٰ البشير النذير ،
ۋعلےٰ آلـﮧ وصحـبـﮧ اجمعين ، ۋبعد:
فإن أگثر الناس في أزمنـۃ الفٺن ينشغلون بها ، ويخ‘ـۋضۋن گثيرا فيها إما بالفعل والمشارگـۃ ۋإما بالقۋل ۋالٺحـليل ۋغير ذلگ ،
لگن قليلا من الناس من ينشغل في أۋقاٺ الفٺن بإصلاح‘ قلبـﮧ وٺزگيـۃ نفسـﮧ بمزيد إقبال علےٰ اللـﮧ ٺعالےٰ
ۋجمع القلب عليـﮧ ۋالٺۋجـﮧ إليـﮧ سبح‘ـانـﮧ بأنۋاع القرباٺ ۋالطاعاٺ.
فعند مجيء الفٺن ۋسيطرٺ الظلمـۃ ۋالمفسدين في البلاد ويطفۋا الباطل علےٰ السطحـ ... يخج‘ـل الحـق من الظهۋر ،
ويخۋّف الناس بعضهم بعضا من الج‘ـرأـۃ والصدع بالح‘ـق ، ويگثر الجبن بين الناس ,
ح‘ـٺےٰ أنگ إذا مشيٺ في الطريق لا ٺجد ۋاح‘ـدا جريئا يصدع بالح‘ـق بين الناس .

* يا رب، علّمنا كيف نعبرُ الدّنيا ولا نتلوّث ! كيف
نصلُ إليك كما أمرتنا! كيف نجعل الحياة طوبًا يُبنى لنا به قصورًا في الجنّة . !


يقول الإمام القرطبي رح‘ـمـﮧ اللـﮧ ٺعالےٰ:
(إن الفٺن والمشقـۃ البالغـۃ سٺقع حـٺےٰ يخف الدين ۋيقل الاعٺناء بـﮧ ، ۋلا يبقےٰ لأحـد
اعٺناء إلا بأمر دنياه ۋمعاشـﮧ ۋما يٺعلق بـﮧ ، ۋمن ثم عظم قدر العبادة أيام الفٺنـۃ).
ۋقد قال رسۋل اللـﮧ صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم: " العبادة في الهرج كهجرة إلي". (رواه مسلم).
والهرج هۋ وقٺ الفٺن ۋالفۋضےٰ ۋاخٺلاط الأمۋر ۋشيۋع القٺل ،
فٺگۋن العبادة في هذه الأج‘ـۋاء الصعبـۃ گهجرة إلےٰ النبي صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم.
ولا شگ أن الفضل الۋارد في هذا الحـديث لمن عبد اللـﮧ في أۋقاٺ الفٺن فضل
عظيم ج‘ـدا ؛ فإن الهج‘ـرة إلےٰ اللـﮧ ۋرسۋلـﮧ من أعظم الأعمال الٺي
يرج‘ـۋ بها أصح‘ـابها الخ‘ـير ، ۋيگفيگ في بيان هذا الفضل أن اللـﮧ ٺعالےٰ يقۋل:

{ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ
أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)}
(سورة الحديد).

ويقول سبحانه :
{ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}
(سورة آل عمران).

ويقۋل النبي صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم: "لولا الهجرة لكنٺ امرءا من الأنصار".
ۋقال صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم لعمرو بن العاص رضي اللـﮧ عنه: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما كن قبلـه ، وأن الهجـرة
تهدم ما كان قبلها ، وأن الحـج يهدم ما كان قبله". " رواه مسلم "
إلےٰ غير ذلگ من النصۋص الگثيرة الۋاردة في الگٺاب ۋالسنـۃ
ٺبين فضل الهجرة وأجرها، هذا الأجر يدرگـﮧ من انشغل بعبادة ربـﮧ في أۋقاٺ الفٺن.


ۋمما يزيد الأمر إيضاح‘ـا أن أدلـۃ الشرع قد دلٺ علےٰ أن الفضل يٺضاعف لمن عبد اللـﮧ ٺعالےٰ في أۋقاٺ الغفلاٺ ، انظر إلےٰ
ح‘ـال الناس في الأسۋاق سٺرى أن أگثرهم ينشغلۋن ببيع وشراء
ۋربما انشغل البعض بح‘ـلف گاذب أو غش أۋ ٺدليس ۋغير ذلگ من
المخالفاٺ ، في مثل هذا الجۋ من يذگر ربـﮧ ۋيعبده بأنۋاع القرباٺ
يٺضاعف أجره ، قال اللـﮧ ٺعالےٰ ممٺدحـا أمثال هؤلاء:

{ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)}
(سورة النور)

وفي الحديث الذي رواه النسائي: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت يسمع الخلائق: سيعلم الجمع من أولى
بالكرم ، ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، فيقومون وهم قليل ، ثم يحاسب الله سائر الخلائق".

ولعل علي بن المديني كان ينظر إلى هذا المعنى حين قال: (ما قام أحد بالإسلام بعد رسول الله ما قام أحمد بن حنبل ،
فقيل له: يا أبا الحسن ولا أبو بكر الصديق؟ قال: إن أبا بكر كان له أصحاب
وأعوان ، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب).
ولا تظنن أن ابن المديني يُفضل أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي بكر رضي الله عنه ، فإن الصحابي أفضل من كل من جاء بعده
كما قال ابن المبارك حين سئل عن المقارنة بين أمير المؤمنين
عمر بن العزيز وأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه فقال: غبار في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز.







فيديو رائع للشيخ محمد حسان



ۋليگن معلۋما ومسٺقرا في نفوس المؤمنين أن ٺسلط الظالمين ۋأهل الباطل علےٰ المؤمنين لا يدۋم ولا يسٺقر
بل لابد من زۋالـﮧ ۋالٺمگين للمؤمنين ، بهذا نطقٺ أدلـۃ الشرع المبين:

من السنن الربانية أن الطغاة والمتكبرون وأهل الظلم لابقاء لهم , بل إن نهايتهم أقبح نهاية , وفي كتاب ربنا عدة شواهد , فتأمل تدرك :

قال عزوجل :

( فُقطع دابر القوم الذين ظلموا ) الأنعام 45
( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) الأعراف 165
( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ) يونس 13
( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) المؤمنون 27
( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) النمل 52
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء 227
( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء ) البقرة 59

ولئن نجا الظالم من عقوبات الله في الدنيا لحكمة يعلمها الله تعالى , فكيف سينجو يوم القيامة ؟

قال تعالى : ( وقد خاب من حمل ظلما ) طه 111 .
( ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار ) سبأ 42.
( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) الزخرف 65 .
( وأعتدنا للظالمين عذابا أليما ) الفرقان 37 .
( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) غافر52 .

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)} (سورة المجادلة).

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ
بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)} (سورة النور).

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)} (سورة الرعد).

هذه بعض النصائحـ لعامـۃ المسلمين لٺج‘ـاۋز مفاٺن هذا الزمن و الفۋز بالدنيا و الاخرة .

1 ـ لا ٺشغل بالگ بالقيل ۋالقال في أيام الفٺن وامض إلےٰ طريقگ الأۋل ، ۋخ‘ـذ الأقۋال الصافيـۃ الغير مهزۋمـۃ نفسيـۃ .

2- الٺۋبـۃ ۋالرج‘ـۋع إلےٰ اللـﮧ ٺعالےٰ ۋ العزۋف عن گل أنۋاع المعاصي .

3- الٺۋاصي علےٰ الأمر بالمعرۋف والنهي عن المنگر .

4- الإگثار من الصدقـۃ ، لقۋلـﮧ صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم : " أگثرۋا من الصدقـۃ في السر ۋالعلانيـۃ ٺرزقۋا وٺنصرۋا ۋٺج‘ـبرۋا " رۋاه ابن ماجـﮧ .

5ـ أن نثق بنصر اللـﮧ ۋأن المسٺقبل للإسلام ، ۋأن هذا الٺحـدي الذي ٺۋاج‘ـهـﮧ أمـۃ الإسلام سيزۋل لا محـالـۃ .

فعليك أخي الحبيب بالتعبد لله تعالى في أوقات الفتن ، والأخذ بالأسباب والعمل لنصرة هذا الدين ،
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)} (سورة يوسف).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الجزء الأكبر من المعلومات مأخوذة من موقع إسلام ويب

---

التعديل الأخير تم بواسطة justice-gfx ; 05-08-2014 الساعة 06:50 PM