~خواطر بقدوم رمضان~

الحمد لله والشكر لله : الأول قبل الإنشاء ، والآخِر بعد فناء الأشياء ، الذي
خلق الخلق ابتداء وابتداع ، فكون الكون وكائناته بأحسن اصطناع ، ومن
غير مثال ولا أصول أوليه فهدى كل كائن لما فيه شأنه وعلاه ، ورتبه بمراتب
حسب شرفه في الوجود وجمّله بهداه ، فتنزلت برحمته وإحسانه الكائنات
لمرتبة عالم الشهادة وبقاهريته لأدناه ، وبربوبيته وقيمويته تتم الغاية لكل
شيء فيصل لمنتهاه ، فأرجع الشريف منها والمطيع لما فيه كرامته ورضاه ،
وبكل سعادة ونعيم وتكون الجنة مأواه ، ونزل العاصي لعالم أسفل في نار
يصلى فيها فتكون مثواه ، أبعدنا الله منه ومن كل شيء ربنا حرّمه وقلاه .
وأسأل الله رب العالمين ومرسل خير عباده بالدين الحق المبين : أن يصلي
على جميع الأنبياء والمرسلين من الأولين والآخرين ، وبالخصوص رحمته
ونوره الذي كرمه وحبه وآواه ، فجعله يشرق بنور هداه على كل مؤمن يحب
الرب ورضاه ، حتى كان فخر الكائنات وسيد الأنبياء والمرسلين ، وختم بنبوته
ورسالته تنزيل معارف الهدى والدين ، فكان بكل ما علّمه وظهر
به أسوة
وقدوة لكل العالمين ، ومن تبعه وأطاع وتولاه صار في رحمة الله
ربنا أرحم
الراحمين ، فكان في رضا الله ونعيمه وفي جنة الخلد مع الحور العين ،
والولدان المخلدين وهواء لطيف وأكل طيب وماء من معين ، ومن هجره ولم يتصل به وآذاه في
نفسه وآله في عذاب الله في أسفل السافلين ، ويصلى في الجحيم وله طعام من غسلين ولا
ينفعه مال ولا بنون ولا شفاعة الشافعين .




ارجو ان تعجبكم الخواطر

بقلم مروان يوسف حسين

حللت أهلاً ونزلت سهلاً يا شهر الخير...
حللت أهلاً في قلوبنا، ونزلت برداً وسلاماً وإيماناً على نفوسنا...
ها قد جئت يا شهر الخير والكرم ، كريمٌ على شغاف القلوب ، كريمٌ على
ثنايا النفوس ، كريمٌ على المساكين والفقراء والمعدومين ، كريمٌ على
الأيتام والأرامل ، كريمٌ على جميع الناس ...
رحمةٌ وبركةٌ ومغفرةٌ كلُّه ، فرصة ذهبية لتتخلص النفوس من أدرانها
وشهواتها، وتنغسل القلوب من ذنوبها ، وترتاح الأرواح من ثقل الخطايا
وريحها ونَتَنِها، ولتتوب إلى الله تعالى في سكينة وهدوء .
قد عدت يا شهرنا الفضيل حتى تعطي فرصة للنفوس لتسمو بالطاعات ،
وتسبح في مناجاة إلهية ربانية متضرعة قائمة تارةً ، شاكرة أخرى ،
متوسلة مرة ، حامدة حيناً .
قد عدت يا شهر المغفرة والرحمة لتنساب إلى نفوسنا وحياتنا انسياب الماء
الفرات بين الأرواح والخمائل لتحييها فتسارع إلى التوبة النصوح ، وتذرف
العبرات سخيةً على مهلٍ فتطفئ لهيب قلوبنا التي اشتعلت من الآثام والخطايا،
وتلوثت من الانغماس في الدنيا وأوضارها .
قد جئت لنتعلم في مدرستك الصبر وقوة الإرادة ، الصبر على الطاعة ، الصبر
على الالتزام ، و ( الصبر ضياء ) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ضياء للمؤمن ، نور للمسلم يستضيء به في دياجير هذا الفساد والضياع ا
لذي عم حياتنا وختم على قلوبنا .
فلنجدد العزم ، ولنجدد الإيمان ، ونبقى على العهد ، عهد الطهر والنقاء
والإيمان والالتزام
هل انتهينا ؟ لا لم ننته بعد ولن ننتهي فالعواطف لا تهدأ ، والمشاعر الجياشة
لا ترسو على مرفأ ، ولكني سأختمها بمسك وحكمة من الشعر ، و
( إن من الشعر لحكمة ) كما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه،
حكمة بالغة مؤثرة من شاعر فاضل عاش كل كلمة سطرها قلمه الرفيع
وشعره الفياض ، إنها مقتطفات من قصيدة للشاعر الأستاذ وليد الأعظمي
رحمه الله في تحية رمضان :
ياغافلاً، شعبان شد رحاله والبدر عاد كما تراه هلالا
يا غافلاً عما يُحاكُ لأجله أو ما كفاك سفاهة وضلالا
فز بالرضا والعفو منه تعالى وزد الفؤاد نزاهة وكمالا
وانشط لدينك لا تكن متكاسلاً فالدين يأبى أن نكون كسالى
سارع بتوبتك النصوح ولا تكن متهاوناً في أمرها مكسالا
رمضان ياخير الشهور تحية تضفي عليك من الجلال جلالا
خذها يفوح عبيرها من مؤمن يبغي لك التعظيم والإجلالا
رمضان عدت وهذه أوطاننا عم الفساد بها وزاد و طالا
ضاعت مقاييس الفضيلة بيننا وتبدلت أحوالنا أوحالا
رمضان ها قد جئت تطرق بابنا وتريد منا أن نكون رجالا
وتريد منا أن نكون أعزة نأبى الهوان ونأنف الإذلالا
( الصوم لي وأنا أجزي به ) صدق الحديث وصح عنه تعالى
بالصوم تنطبع النفوس على الوفا فيزيدها قدسية وجلالا
( صوموا تصحوا ) قالها خير الورى وبذاك أوصى صحبه والآلا



فى الخاتمة ارجو ان يعجبكم الموضوع

رمضان كريم