الشهيد......هل هو مجرد رقم!

شهيدا تلو شهيد يسقطون هنا وهناك ترتوي الارض بدمائهم الطاهرة العطرة ضحوا باغلى ما يملكون في سبيل قضيتهم فقابلناهم بالخيانة والخذلان وصار الشهيد مجرد رقم على ورقة نطويها اليوم وننساها غدا.

لم يعد احد يتذكرهم او يستعرض مآثرهم وكأنهم لم يكونوا يوما بيننا اخوتنا وابناء جلدتنا.

ذلك الشهيد الذي غادر بيته حاملا كفنه على راحته لم يلتفت لدموع امه او صراخ اخوته الصغار مع انه يعرف في قرارة نفسه ان لا عودة.

ذلك الشهيد الذي كان طالبا متفوقا في مدرسته وكان حلمه ان يصبح طبيبا او كان عاملا يجني رزق يومه او كان معلما يبني جيل المستقبل او كان والدا يفرح لرؤية اولاده حوله والقائمة تطول.

ذلك الشهيد الذي ترك كل شيء وراء ظهره والتفت لسلاحه وعدوه من امامه ومشى دون خوف في طريقه الى المجد والعلا مدركا مصيره المشروط بالنصر او الشهادة.

انه الشهيد اخوتي اشرف الناس واسماهم ولكننا بعناهم ونسينا ذكراهم فدوناهم كأرقام لم نعد حتى نحصيها لا بل لم نعد ندونهم فرادا بل عشرات ومئات فغابت اسمائهم وغابت اهدافهم التي ضحوا من اجلها وفي النهاية غبنا معهم!

انها الخيانة بعينها

يقول الشهيد "ربما أكون في مكان أفضل في هذا الوقت، ولكن كل ما أعلمه أن البشر يستحقون حياة أفضل"

فلو عاد يوما بيننا ورأى الحال التي نحن فيها ماذا سنقول له؟

سؤال وحيد اخوتي

.