غريقٌ نسيَ أن يموت
و كأنني في أجلس على كرسيِّ حلّاق, تصفعُ المرايا وجهي من واحدةٍ إلى أخرى, كبيرة, صغيرة و أصغر و أتلاشى مقمرٍ يستعدُّ للشهرِ الجديد. خذلتني جميع حساباتي, مبادئي و حتى تخيلاتي, نعم أنا وقعت في ذلك الفخِّ الذي كنتُ أخشاه, أصبحتُ واحدً من أولئك الذين يتّهمونَ بالجنون الذي لا يماثله عقل.
أشعلتني كتلك الشمعةِ, إلى أننّي شمعةٌ تحترق من أجلها بسعادةٍ لا لمجردِ التضحية. ما زلتُ كما كنتُ أتساءل, عن المصير, الهدف, الغاية و كيف ستكون الوسيلة. ظِلّي شجعني كثيراً؛ لأنّ له تجارب سابقة في علمِ القلوب, و لما لا يكون قد أحبّ ظلّها هي أيضا. أنا ما زلتُ مقنعاً أنّ للشخصِ و ظلّهِ قلبا واحداً كما أنّ لهم قالباً واحد.
هذا هو اليوم الأوّل الذي أعترف فيه بضعفي و أنا أشعرُ بالفخر, نعم ضَعُفْتُ لكنَّني متأكدٌ أنّها أصبَحَت أضعف. فوجئتُ جدا بأنني لستُ الوحيد الذي غرق في نهر السكًّر, و لستُ الوحيدَ الذي أكتشف أنّه أكثر جمالا ممّا وصفوه. على ضفةِ النهرِ أناسٌ كانوا قد عبروه, يسدون النصائح و يعلّمون كلَّ من أرادَ الغرق كيف يصبح غريقاً ناجحاً. لكنني فضلتُ أن أغرق وحيداً لأنّها نوعٌ آخرٌ من البشر بل نوعٌ آخرٌ من السكّر و ربما تكون نوعا جديدا من الأنهار التي لا يتقنُ فيها الغرق أحدٌ سواي.
|