القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم) |
#1
|
||||
|
||||
أدب الدنيا والدين l تآبع للحملةة l
السلام عليكم ورححمة الله كيف حآالكم أعضاء وعضوات العاشق إن شآء الله بخير وصححة . . . . . . إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد : اعلم أيها المسلم أن لكل فضيلة أساساً ولكل أدب ينبوعاً وأساس الفضائل وينبوع الآداب هو العقل الذي جعله الله للدين أصلاً وللدين عماداَ فأوجب التكليف بكماله وجعل الدنيا مُدبرة بأحكامه , وألف بين خلقه , مع اختلاف هممهم ومآربهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم , وجعل لكل امرئ عقلاً يهتدي به وميزه عن ب قية الكائنات فكان العقل له عماداً وروي عن النبي أنه قال " ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى " وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصل الرجل عقله وحسبه دينه ومروءته خلقه . والعاقل هو من التزم بآداب الاسلام التي تنفعه في دينه ودنياه ففي دينه فهي تقرب العبد من الله وتكسبه مرضاه وتحقق له النجاة في الآخرة , أما في دنياه فعن طريقها ينال العبد محبة الناس واحترامهم . وهذهجملة من الآداب والأخلاق الحميدة التي من واجبنا أن نتحلى بها ونعلم أبنائنا ليتأدبوا منها . حسن الخلق هو المعنى الذي بحثت عنه البشرية كثيرًا، وتطلعت إليه منذ ظهور الفلاسفة في القديم، حسن الخُلق في الإسلام من اجل واعظم الأشياء حُسْنُ الخُلُق في الاصطلاح الشرعي: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلممن كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى. وأوصى النبي أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه : وما حسن الخلق يا رسول الله ؟ قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفوعمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي]. فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء و الصديقين و الصالحين ، بها تُنال الدرجات ، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب . و من صفات المتقين الذين أعد الله لهم الجنة.
[ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ] وقد حث النبي على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى ، فقال عليه الصلاة والسلام: {أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق} [رواه الترمذي والحاكم]. الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال : {إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } [رواه أحمد].
[رواه أحمد وأبوداود]. صفات حُسن الخُلق أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان،قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل ، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه. والتواضع خلق تميز به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو أفضل الخلق وأطهرهم، وحياته - عليه الصلاة والسلام - مليئة بالأمثلة والوقائع التي تدل على عظم تواضعه - عليه الصلاة والسلام - ليكون بذلك قد جعل من نفسه مثلاً وقدوة يسير عليها كل من اتبعه وسار على نهجه؛ كي يظهر المسلمون بسلوك جديد لم يألفوه في الجاهلية. وإن مما يدل على عظم تواضعه - عليه الصلاة والسلام -؛ سيرته، وما جاءت به الكتب التي تحدثت عن شخصيته، وتعامله، ولنأخذ مثلاً من سيرته فقد جاء عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً، وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً، يَا عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَةُ أَحِبِّي الْمَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأفضل الخلق على الله يدعو الله أن يجعله من المساكين في حياته، ومماته، وحشره؛ تواضعاً لله - عز وجل -، وخضوعاً وخشوعاً منه - عليه الصلاة والسلام -، فأين الأمة وأين المسلمين اليوم من هذا الخلق النبوي العظيم؟ يعرَّف التواضع على أنه: معرفة المرء قدر نفسه، وتجنب الكبر، ويتطلب أن يتجنب الإنسان المباهاة بما فيه من الفضائل، والمفاخرة بالجاه والمال. والتواضع صفة سهلة يسيرة، تبعث في النفس الأنس والراحة، وفي أوساط المجتمع الإخاء، والمحبة، والتسامح، كي يعيش المسلمون في بيئة صافية مؤمنة، يسودها التعامل الطيب وكل هذه الصفات التي سبقت مما يحثنا عليها، ويأمرنا بها الإسلام، ولعل مما يُوْجِدُ تلك الصفات هي صفة التواضع لله، ولرسوله، وللناس جميعاً؛ وليست على مستوى واحد بين المسلمين بل لها درجات. مجالات التواضع: إن التواضع لا يكون بأن تبتسم لهذا، وتسلم على هذا؛ بل هو أشمل، وأعمُّ من هذا كله، برز هذا في حياة سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم -، حيث كان - عليه الصلاة والسلام - أشد الناس تواضعاً سواء كان مع ربه، أو مع الناس، أو مع أهله وبيته، وقد ظهر ذلك من خلال: 1. تواضعه مع الله - عز وجل -: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: ((جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ، قَالَ: أَفَمَلِكاً نَبِيّاً يَجْعَلُكَ، أو عَبْداً رَسُولاً، قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: بَلْ عَبْداً رَسُولاً))25. 2. تواضعه مع الناس: كان - عليه الصلاة والسلام - في حياته مع الناس من أشدهم تواضعاً في معايشته لهم - مع أنه رسول الله -، فقد كان كما قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: ((إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ)) ، وقد كان يمر على النساء فيسلم عليهن، وعلى الصبيان فيسلم عليهم. 3. تواضعه مع أهله: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أروع الأمثلة في التعامل مع أهله، ويظهر من خلاله التعامل الحقيقي الذي يجب أن يتعامل به كل رجل مع أهله، قال هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي))، و تبرز هذه الخيرية في عطفه على أهله ومساعدتهم. فوائد التواضع: 1. خلق من أخلاق المؤمنين، وصفة يتميزون بها. 2. طريق موصل إلى محبة الله. 3. يؤدي إلى حصول البركة في المال والعمر. 4. يجعل الإنسان محبوباً عند الله، وعند الناس، وهو سبيل إلى القرب من الله، ومن الناس. 5. عنوان سعادة العبد في الدارين. 6. دليل حسن الخاتمة، وحسن الخلق. اعلم أن الخير والشر معان كامنة تعرف بسمات دالة فسمة الخير: الحياء, وسمة الشر: والبذاءة , وكفى بالحياء خيرا أن على الخير دليلا, وكفى باالبذاءة شراً أن يكونا إلى الشر سبيلا والمسلم عفيف حييي والحياء خلق له, والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الأيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان " رواه البخاري ومسلم, وسر كون الحياء من الأيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مُبعد عنه, فالأيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي, والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو قواه اتقاء للزم والملامة, ومن هنا كان الحياء خيراًَ, ولا يأتي إلا بخير كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " الحياء لا يأتي إلا بخير " رواه البخاري ومسلم عن عمران بن حصين. . . ( معنى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) روى شعبة عن منصور بن ربعي عن أبي منصور البدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: يا ابن آدم إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " وليس هذا القول إغراء بفعل المعاصي عن قلة الحياء كما توهمه بعض من جهل معاني الكلام ومواضعات الخطاب من لم يستحي دعاه ترك الحياء إلى أن يعمل ما يشاء لا يردعه عنه رادع, فليستحي المرء فإن الحياء يردعه. ( أنواع الحياء ) لحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه: أحدها: حياؤه من الله تعالى. والثاني : حياؤه من الناس . والثالث: حياؤه من نفسه. فأما حياؤه من الله تعالى فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره... روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " استحيوا من الله عز وجل حق الحياء, فقيل يا رسول الله فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء ؟ قال: من حفظ الرأس وما وعى, والبطن وما حوى, وترك زينة الحياة الدنيا, وذكر الموت والبلى: فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء " وهذا الحديث من أبلغ الوصايا أفضل ما يتحلى به المرء في الزمن الرآهن هو ضبط النفس والحلم هو ضبط النفس عند الغضب، وكفها عن مقابلة الإساءة بمثلها وإلزام هذه النفس حال غضبها بحكم الشرع وتغليب المصلحة، ابتغاءاً للأجر والمثوبة من الله في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . ا لَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:133-134]. والحليم اسم من أسماء الله وصفة الحلم من صفاته، فكم من الأخطاء والمعاصي والزلات ونكران النعم يرتكبها ابن آدم ومع ذلك تجد رباً غفوراً حليماً منعماً. وقيل لقيس بن عاصم: ما الحلم؟ قال: "أن تصل من قطعك، وتعطي من حرَمك، وتعفو عمن ظلمك". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشج، أشج عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة» وورد في مسند أبي يعلى أن الأشج والحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة يُخيِّره من الحور العين ما شاء» (رواه أبو داود والترمذي). والحلم دليل على رباطة الجأش وشجاعة النفس ودماثة الخلق ولا يعني الضعف والهوان كما يتصوره كثير من الناس،. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك". : و لضعف الحلم وسرعة الغضب آثاراً خطيرة على المرءِ نفسه وعلى الآخرين من ذلك الإصابة الجسدية والنفسية بأمراض كثيرة كالسكري والضغط والقولون العصبي وقرحة المعدة وغيرها مما يعرفها أهل الاختصاص. ومن الآثار أيضاً انتشار المشاكل وكثرة الجرائم؛ فكم من جريمة أزهقت فيها الأرواح وسالت الدماء بسبب العجلة والغضب وعدم الحلم. وكم ضاع من خير وأجر وفضل بسبب قلة الحلم وسرعة الغضب، وكم حلّت من مصيبة ودمار وهلاك بسبب ذلك، وبسبب لحظات غضب قطعت الأرحام، ووقع الطلاق وشرد الأطفال، وتهاجر الجيران، وتعادى الإخوان، وقامت بين الدول الحروب وحل الظلم وسادت الفوضى، وإذا كانت الحاجة تدعو إلى الحلم والأناة في كل حال في هذه الحياة الدنيا، فهي في زمن الشدائد والفتن أحرى وأولى، ففيها تطيش العقول، وتضطرب القلوب ، وتختل المواقف، ولا يسعف المرء إلا التثبت والأناة والحلم والرفق وإتباع الحق. فالعجلة والتسرُّع والغضب المذموم قد يزيد من انتشار الشرّ وزيادة المنكر وذهاب الأمن وحلول المصائب وظهور العداوات وبالتالي يخسر المسلم دينه ودنياه وآخرته بسبب لحظة عابرة أو موقف تافه أو سلوك لا يدرك خطورته ولا يستوعب عواقبه ولا يقدر نتائجه.. وإذا ما كان هناك من غضب يجب أن يغضبه المسلم فليكن غضبه لحرمات الله ا لتي تنتهك ولدماء المسلمين التي تسفك وللمقدسات التي تدنس ولحال المسلمين وضعفهم وتفرُّقهم والظلم الواقع بينهم وهذا الغضب يقود إلى مقارعة الباطل والصبر على ذلك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى التآلف والتراحم والتنازل عن حظوظ النفس والعمل والبذل والعطاء والتفاؤل بحياة جديدة يسودها الحب والتعاون والأمن والتطور والإنتاج. عباد الله؛ إن الحلم يحتاج إليه ربّ الأسرة في منزله، والتاجر في محل تجارته، والعالم في مجلس علمه، والمعلم داخل فصله مع طلابه، والقاضي في محكمته، والرئيس في سياسة رعيته، بل يحتاج إليه كل إنسان ما دام الإنسان مدنيَّاً بالطبع، يمكنه أن يعتزل الناس جملة، ويعيش في وحدة مطلقة. وإن تقارب الأرواح وتآلف القلوب وتوطيد الأخوة والعفو والتسامح بين الناس ثمرة عظيمة من ثمار الحلم في المجتمع، قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:34-35]. فتخلقوا بالحلم ومارسوه سلوكاً في الحياة واستشعروا ثمرته وفضله في الدنيا والآخرة وقدروا الأمور ولا تتسرعوا في الخوض فيما ليس لكم به علم واحفظوا دمائكم وأعراضكم وأموالكم تسعدوا في دنياكم وآخرتكم فرُبَّ كلمةٍ بدون وجه حقٍ تُورث صاحبها ذلاً، وُربَّ كلمة تورثه عِزَّاً وكذلك المواقف والسلوكيات والتصرفات فأحسنوا إن الله يحب المحسنين. ورُبَّ حلم في لحظة وصبر يُورثك عزاً في الدنيا والآخرة كثيرٌ من الناس يَتَّكِلون على الحسد، ويُبررون كلَّ أخطائهم وخسائرهم وما ينتابهم من مصائبَ، ويُعلِّقون كلَّ هذا على شماعة الحسد! بل قد يتكاسلون ويتقاعسون عن مهامهم، وعندما يستحثُّهم أحدٌ يتحججون بالحسد، فهل هؤلاء معهم حقٌّ فيما يقولون أو أنهم يُبالغون؟ الأصل أنَّ المسلم لا يجعل الحسد والْحُسَّاد عقبة في طريقه، بل يتجاهل كلَّ هذا، ويعتمد على الله، ويستعيذ بالله من شرِّ الحسد والحاسدين، ويأخذ بأسباب الانفراج، ويجتهد في إزاحة ما نزلَ به من ضُرٍّ. ما الحسد؟ الحسد هو: تَمَنِّي زوال نعمة الغَيْر؛ سواء تَمَنَّى الحاسد تَحَوُّل هذه النعمة إليه دون المحسود، أو لَم يَتَمَنَّ ذلك، وليس الحسد قاصرًا على ذلك، بل من الحسد فرحُ المرءِ لزوال النعمة عن غيره، أ و إصابته بمصيبة، أو حُزنه لحصول غيره على نعمةٍ وخير، وذلك حسد مذموم؛ [آل عمران: 120]. أو حرْصه على ألا يَصِل الخير إلى الغير، أو تَمَنِّيه ألاَّ يصِل إليه، وهذا حسدٌ مذموم كذلك؛ لأنَّ تمنِّي عدم حصول النعمة مساوٍ لتمنِّي زوالها بعد حصولها. والحسد بهذا المفهوم يختلف عن الغبطة، رغم اشتراكهما في أنَّ الحاسد والغابط ينظر كلٌّ منهما إلى ما عند الغير من نعمة، فإنَّ الغبطة: هي تَمَنِّي المرء أن يكونَ له مثلُ ما لغيره من غير أنْ يتمنَّى زوالَه عن الغير، والحرص على هذا يُسمَّى: منافسة، فإن كانتْ في الخير، فهي محمودة، وإن كانت في الشرِّ، فهي مذمومة، وقد يُطلَق الحسد على الغِبْطة مجازًا؛. نعم الله موزعة: ومما ينبغي اعتقاده أنَّ الله - سبحانه - لَم يجمع النِّعَم الدنيوية عند أحدٍ من خَلْقه، فقد يُعْطى المرءُ مالاً وولدًا، ويُحْرَم الصحة، أو يُعطى مالاً وصحة، ويُحرَم الولد، أو يُعطى الصحة والولد، ويُحْرَم المال، أو يُعطى ذلك ويُحْرم الاستقرار والسعادة، وهكذا فإنَّ مَن أُعْطِي نعمة أو أكثر قد يحرم نعمًا أخرى، وأوْلَى بمَن حُرِمَ بعض النِّعَم ألا ينظرَ إلى ما أنعَم الله به على غيره مما حُرِمَ منه؛ حتى لا يصل به الحال إلى عدم شُكر الله - تعالى - على ما أنعَم به عليه، أو تَمَنِّي زوال هذه النعمة عن الغير، أو تمنِّي تحوُّلها إليه دون غيره،؛ . الحاسد إنسان سلبي: إنَّ مَن يلجأ إلى الحسد والنظر لِما عند الغير إنسانٌ غيرُ سوي نفسيًّا، وهو إنسان سلبي في تعامُله، فالأَوْلَى له بدلاً من أن يتمنَّى زوالَ النعمة من عند أخيه أنْ يَجتهد ويأخذ بأسباب النجاح والتفوق؛ كي يحقِّق مثلها ورُبَّما أفضل منها، بدلاً من أن يحصد ثمارَ الخيبة والتقاعُس، فليجتهد وليزرعْ شجرة، وليُضئ شمعة، فذلك خيْرٌ له من أنْ يلعنَ الظلام، الحسد معاداة لله: والحسد في الحقيقة نوعٌ من مُعاداة الله، فإنَّ الحاسد يكره نعمة الله على عبده وقد أحبَّها الله، ويحبُّ زوالَها والله يكره ذلك، فهو مُضاد لله في قضائه وقدره ومحبَّته؛ ولذلك كان إبليس عدوَّه حقيقة؛ لأن ذنبَه كان عن كِبر وحسدٍ، وللحسد حدٌّ وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدَّم عليه نظيرُه، فمتى تعدَّى صار بغْيًا وظُلمًا يتمنَّى معه زوال النعمة عن المحسود، ويَحرص على إيذائه التمسُّك بالصدق في القول والعمل دِعامة ركينة في خُلُق المسلم، ومن ثَمَّ كان بناء المجتمع الإسلامي قائمًا على محاربة الكذب، والنهي عن الظنون، ونبذ الإشاعات. إن رذيلة الكذب تُنْبِئ عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها، وعن اندفاعه إلى الشرِّ عن هوى في النفس وضعف في الرجولة، فإنه لا عذر لمن يتَّخذون الكذب خُلُقًا أو يعيشون على خديعة الناس. والكذب ينافي الإيمان؛ فقد سُئِل الرسول أيكون المؤمن كذّابًا، قال: "لاَ". وكُلَّما اتَّسع نطاق الضرر إثر كذبة يُشيعها أفَّاق جريء كان الوزر عند الله أعظم،. ومن ضروب الكذب -الفاحشة في حقيقتها، الوخيمة في عاقبتها- الكذب على دين الله، والنسبة إليه أو إلى الرسول ما لم يَقُلْهُ؛ فإنَّ هذا من أقبح المنكرات، قال رسول الله "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" لذلك نجد الإسلام يوصي بأن تُغْرَس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال؛ حتى يَشِبُّوا عليها وقد أَلِفُوها في أقوالهم وأحوالهم كلها،. لقد كان يؤكِّد على الأُمَّهات والآباء أن يُنشئوا أولادَهم تنشئة يقدِّسون فيها الصدق، ويتنزَّهون عن الكذب، ولو أنه تجاوز عن هذه الأمور وحسبها من التوافه الهيِّنة؛ لخشي أن يكبر الأطفال وهم يعبرون الكذب ذنبًا صغيرًا وهو عند الله عظيم. . من نماذج الصدق الصدق في التجارة وهو أمر بالغ الأهميَّة، وطريق إلى البركة، فإن من المشترين من يُقْبِل على الباعة وهم قليلو الخبرة، سريعو التصديق لِمَا يقال لهم، فمن الإيمان ألاَّ تستغل سذاجتهم في كسب مضاعف، أو تغطية عيب . كما أن الحيف في الشهادة من أشنع الكذب، فعلى المسلم أن يقول الحقَّ -مهما كان- دون ميلِ قرابةٍ أو عصبيَّة، ولا تَزْيِيغَه رغبة أو رهبة؛ وتزكية المرشَّحين للمناصب العامَّة نوع من الشهادة ينبغي ألاَّ يخالطه كذب أو زور؛ فإن التزوير كذب كثيف الظلمات، لا يكتم الحقَّ فحسب، بل يمحقه ليثبت مكانه الباطل، وكما أنه خطير على الأفراد في القضايا الخاصَّة؛ فإن خطره يشتدُّ على الأُمَم في القضايا العامَّة، ومهما هجس في النفس من مخاوف -إذا قيل الحقُّ- فالأجدر بالمسلم أن يتشجَّع، وأن يتحرج من لوثاتِ الكذب. من الفضائل التي يتحلى بها المسلم:الصبر واحتمال الاذى في ذات الله تعالى. والصبر هو: حبس النفس على ما تكرهه او احتمال المكروه بالرضا و التسليم . وفي الصبر احتمال الأذى وكظم الغيظ والعفو عن الناس ومخالفة الهوى وترك الأشرار والبطر. والمسلم يحبس نفسه على ما تكرهه من عبادة الله وطاعته و لا يغفل عن الله و لا يتكاسل عن تحقيق الاداب والسنن ،فيلازم الصبر و يحبس نفسه عن معاصي الله عز وجل وعن البلاء اذا نزل بها فلا يتركها تغضب او تسخط، ويعلم ان اقدار الله جارية وقضاءه عدل و حكمه نافذ لان مع الصبر الاجر ومع الجزع الاثم . قال الحجاج :"اقدعوا هذه النفوس فانها طلعة الى كل سوء فرحم الله امرءا جعل لنفسه خطاما و زماما فقادها بخطامها الى طاعة الله وصرفها بزمامها عن معاصي الله ،فان الصبر عن محارم الله ايسر من الصبر على عذابه ". فضل الصبر. فاذا كان البلاء خير فاعلم ان الصبر عليه باب من ابواب السعادة وانه من اعلى المقامات وان سنده اليقين .قال ابو الدرداء رضي الله عنه :ذروة الايمان الصبر للحكم والرضا بالقدر . وبما ان الصبر رمز الايمان والصابر مؤمن قوي لان الصبر لا يقوى عليه الا اقوياء الايمان فالمسلم يتوسل الى الله تعالى ان يرزقه الصبر، بذكره ما ورد في القران الكريم بما جمع الله عز وجل للصابرين من : هدى ورحمة و صلوات فقال سبحانه : { وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله ، وانا اليه راجعون } " فجزاء الصبر عند الله مطلق بلا حساب والاحاديث في فضائل الصبر كثيرة : قال صلى الله عليه وسلم ان اعظم الجزاء مع عظم البلاء و ان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط )رواه الترمذي وابن ماجة . وقال عليه افضل الصلوات من يرد الله به خيرا يصب منه ) رواه البخاري . وقال إن الصبر ضياء ) رواه البخاري . احتمال الاذى فهو اشق من الصبر وهو خلق الصديقين ونهج الانبياء . وان يؤذى المسلم في ذات الله فيصبر ويتحمل ولا ينتقم او يتاثرلشخصيته ما دام ذلك في سبيل الله ، و مؤديا الى مرضاة الله، وقدوته في ذلك المرسلون والصالحون، الذين نالوا به عز الدنيا والاخرة . . . . . [ منقول من عدةة كتب وموآقع ] ختآما أسال الله أن تكونوا استفدتم من الموضوع الذي قدمته وأن يجعلنا الله من الذين قال لهم قوموا مغفور لككم وأن يرزقنآ الفردوس الأعلى وجميع المسلمين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع أدب الدنيا والدين l تآبع للحملةة l: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أمرآض القلوب l تآبع للحملةة l | о n e e - ѕ α η | القسم الإسلامي العام | 11 | 09-23-2014 02:17 PM |
كتب لآ تستغني عنها المكتبة الإسلامية | تآبع للحملةة | | о n e e - ѕ α η | القسم الإسلامي العام | 10 | 09-14-2014 02:42 PM |
الفرق بين بنات زمان والحين | اساسي احساسي | قسم النُكَتْ والألغاز | 12 | 12-31-2011 12:03 PM |
ماهو وجه الشبه بين بنات ايام اول والحين ..!! | عاشق زماني | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 11 | 02-18-2011 05:53 PM |
شباب أنا كل مرة ما تجاوبوا علي والحين لازم اتجاوبوني | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 12-03-2008 05:11 PM |