قسم تقارير الشخصيات الإسلامية هذا القسم سيكون مرجعاً للشخصيات الإسلامية بنبذات مطولة عنهم وعن ماضيهم و عن ما قاموا بإنجازه
( يمنع وضع النقاشات السياسية أو النقاشات المنقولة ) |
#1
|
||||
|
||||
عبد اللّـہ بن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ ||تـابع للمسابقـہ||
بسم اللّـہ الرحمن الرحيـم السلام عليكُم ورحمـۃُ اللّـہ وبركـآتـہ عبد اللّـہ بن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ سيرة جميلــہ ومعبره لصحـآبي جليل تخرج من المدرسـۃِ المحمديـہ وترك لنـآ من العلم بكتـآب اللّـہ وسنـۃِ نبيـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم ماترك , فـ اسمـہُ يذكر بعد حبر الأمـہ وترجمانِ القرآن عبد اللّـہ بن العباس رضي اللّـہ عنـہ في كبـآر الصحابـہ المفسرين , نتركُكُـم مع سيرة ذلك الصحابي الجليل رضي اللّـہ عنـہ وأرضـآه من معجزآت الإسلام الخـآلدهـ قدرتُـہُ الفائقـہ علے صنـآعـۃ الرجـآل العظـام , بل قدرتـہ علے تحويل الرجـآل البُسطآء إلے أئمـہ أعلام , وقـآدة عظـآم , وأشراف كرآم !! ولعـل ابن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ هو خيرُ مثـالٍ علے مـا أقول , فقد كـآن إنسـاناً بسيطـاً مغموراً , يعمَلُ راعيــاً للغنم علے أجرٍ زهيد لـ كبيرٍ من كُبَرآءِ مكـہ , وكـان قصيراً جداً ونحيلاً ,لا يُعجِبُ من يرمُقُـہ ولا ترتاحُ العينُ لمنظرِهـ .... فلمـآ أسلم وصحِبَ النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم صـار في عِدادِ أئمـۃِ الهُدى , وعلمـآء الأُمـہ , وعظمـآء الرجـال , وصـآرت لـہُ مكـآنـہ كبرى عند رسول اللّـہ وأصحـبِـہ وأُمتـہ من بعدِه ومن أعظمِ فضـآئِل هذآ الرجُل أنـہُ حمل القرآن الكريم عن رسول اللّـہ صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم , و أخذ معـہُ هديَّ هذآ النبي وسنتـہ القوليـہ والفعليـہ , فَفَقِـہَ بِهِمـا الإسلام فقهـاً تـاماً , ثم قـام مقـام الاستـاذ الاكبر في مدينـۃ الكوفـہ , فعلم النـاس أحكـامَ دينـہم , وأدبـہُم بـ آدآبـہ , وأخذ بسلوكِـہِ وهديـہ إلے المحجـۃ البيضـآء التي ترك رسول اللّـہ أمتـہُ عليـہـآ ... وظل علے هذآ الحـآل حتے تخرج بـہِ مئـآت التلاميذ , وحتے نفع اللّـہُ بعلمِـہِ مُعـآصريـہ والأمـۃ من بعدِهِ نفعـاً كبيراً ... إسمُـہ ونسبُـہ وكنيتُـہ ولقبُـہ : عبد اللّـہ بن مسعود , بن غافل , بن حبيب , بن شَمْخ , بن فأر , بن مخزوم , بن صـآهلـہ ,بن كاهل , بن الحارث , بن تميم , ابن سعد , بن هُذيل , بن مُدْركـہ ... كـان يُكنے بـ "أبي عبد الرحمن " كنـآهُ بذلك رسول اللّـہ صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم . امـا لقبُـہ : فكـآن يُعرف بـ أمِّـہ فيقـآل لـہ : ابن أمِّ عبد . أبوآهـ : أبوهـ "فهو مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ .... وأمُـہ "فهي أُّمُ عبد بنت عبد ودّ , بن سواء , بن قريم , ابن صاهلـہ , بن كاهل ... جدتـہُ لـ أُمـہ : هند بنت عبد , بن الحارث , بن زهرة , بن كلاب . حلف أبيـہ : "حالف مسعود بن غافل عبد بن الحارث بن زُهرة في الجـآهليـہ " والذي حالف أبـآه هو جدّ زوجـہ أم عبد لأمـہـآ . إسلام أمِّ عبد وصحبتهـآ رضي اللّـہُ عنـہـآ : قال ابن سعد " أسلمت وبايعت رسول اللّـہ صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم " وقد روت عن النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم أنـہـآ رأتـہ يقنت في الوتر قبل الركوع وقد ساق ابن عبد البَرِّ هذا الحديث مسنداً عن علقمـہ عن عبد اللّـہ قال " أرسلتُ أمِّي ليلـہ لتبيت عند رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہِ وسلم فتنظر كيف يوتر , فباتت عند النبي, فصلَّے مـاشاء اللّـہ أن يصلي , حتے إذا كـآن آخر الليل وأراد الوتر قرأ بسبِّح اسم ربك الاعلے في الركعـہ الاولے , وقرأ في الثانيـہ قل ياأيـہـآ الكافرون , ثم قعد , ثم قام ولم يفصل بينـہُمـآ بالسلام , ثم قرأ " قل هو اللّـہُ أحد " , حتے إذا فرغ كبرَّ ثم قنت , فدعا بمـا شـاء اللّـہ أن يدعو , ثم كبَّر وركع " إخوة عبد اللّـہ : عتبـہ بن مسعود , عُمَيس بن مسعود . زوجـہ زينب : هي زينت بنت عبد اللّـہ بن معاويـہ , بن عتاب , بن الاسعد ابن غاضرة , بن حُطَيط , بن جُشَم - وهو ثقيف – فهي ابنـۃ أبي معاويـہ الثقفي . أولاد عبد اللّـہ : لـہُ ثلاثـہ من البنون , وقد ذكرت المصادر اسم ولدين لـہ همـآ " عبد الرحمن , وأبو عبيدهـ " لعبد اللّـہ بن مسعود أكثر من بنت وقد ذكرت المصـآدر منهُن ابنـہ لـہُ تُسمے " سـارة " ... كـآن مولعـاً بـ االجهـآد , رآغبـاً في بذل نفسِـہِ في سبيل اللّـہ . كـان من كبـآر قرَّاء الصحـآبـہ , وحفَّاظ القرآن الكريم . كـآن من أبرز المفسّرين , مع رشـآقـہ في الاسلوب , ودقَّـہ في الفهم ,وعمق في الاستنبـآط , وزخم في العطـآء . كـآن من الصحـآبـہ المكثرين عن النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم روايـۃً وحفظـاً . كان فقيهـاً متيناً وقـاضياً متحفِّظـاً , لا يتهـآلك عن الفتوى , ويتردد في إصدآر الاحكـآم . كان معلِمـاً موفَّقـاً , ورث فيمـآ ورث من الاسلوب النبوي المتفرد في الإقرآء والتعليم . كان ذكياً ألمعياً , فطناً يقظـاً . كان شديد الالتزام بـإحترآم النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم , واسع الحُب لـہ , يخدِمُـہُ في ليلِـہِ ونـہـآرِه , وحلّـہ وترحـآلِـہ . كان ربـانيـاً عـآبِداً , أوآهـاً أوّابــاً , خاشِعـاً بكّـاءً , رقيق الحـآشيـہ , واسع الخوف من اللّـہ تعالے عريض الامل والرجـآء , راضياً بالقضـآء . إسـلآمُـہ : كان عبد اللّـہ بن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ يعملُ رآعيـاً للغنم لدى عُقبـہ بن أبي معيط لقـآء أجرٍ معلوم وحدث أنَّ عبد اللّـہ بن مسعود خرج في ركب من قومـہ يقصدون مكـہ لشرآء حـاجات لـہُم , فكـان أن رجع بمـا هو أخطر وأعظم , وهذا مايرويـہ لنا الحافظ الذهبي فيقول : "عن زيد بن وهب قال : قال عبدُ اللّـہ : إنَّ أول شيءٍ علِمتُـہ من أمرِ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہِ وسلم قدمتُ مكـہ مع عمومـہ لي – أو أناس من قومي- نبتاع منـہـآ متاعاً , وكان في بغيتنا شراء عطر , فأرشدونا علے العبَّاس , فانتـہينـا إليـہ وهو جالس إلے زمزم , فجلسنا إليـہ , فبينمـا نحنُ عنده إذ أقبل رجل من باب الصَّفا , أبيض تعلوه حمرة , لـہ وفرة جعدة إلے أنصاف أذنيـہ , أشمُّ, أقنے , أدعج العينين,برَّاق الثنايا, دقيق المسربـہ , شِثْن الكفين والقدمين , كث اللحيـہ عليـہِ ثوبان أبيضان كأنـہُ القمر ليلـۃ البدر يمشي عن يمينـہِ غُلام حسن الوجـہ , مراهق أو محتلم ,تقفوهُم امرأة قد سترت محـاسنـہـآ , حتے قصد نحو الحجر , فأستلم ,ثم استلم الغلام , واستلمت المرأة . ثم طاف بالبيت سبعـاً وهمـا يطوفان معـہ , ثم استقبل الركن فرفع يديـہ وكبَّر , وقام ثم ركع , ثم سجد ثم قام . فرابنا شيءٌ أنكرناه لم نكن نعرِفُـہُ بمكـہ , فأقبلنا على العبّاس فقلنا : يـا أبا الفضل , إنَّ هذا الدين حدث فيكم , أو أمر لم نكن نعرفـہ ؟! قال: أجل , واللّـہ ما تعرفون هذا , هذا ابن أخي محمد بن عبد اللّـہ , والغلام علي بن أبي طالب , والمرأة خديجـہ بنتُ خويلد امرأتـہ . أما واللّـہ ماعلے وجـہِ الارض أحدٌ يعبُد اللّـہ بـہذآ الدين إلا هؤلاء الثلاثـہ "وانطبعت هذه الصوره الرآئعـہ في ذهنِ عبد اللّـہ حتى كأنـہُ أدرك أن هذا الرجل الرائع الحسن لابد أنـہُ يحمل مبدءًا رائعاً يسطع كـالشمس , فمـآذا حدث معـہُ بعد ذلك ؟ عن زرِّ بن حُبَيش , عن ابن مسعود أنـہُ قال : كُنتُ غلاماً يافعاً أرعے غنماً لعُقبـۃ بن أبي معيط , فجاء النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم وأبوبكر وقد فرّا من المشركين , فقالا : "ياغُلام , هل عندك من لبن تسقينا "؟ قلت : إني مؤتمن , ولستُ ساقيكما . فقال النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم : " هل عندك من جذعـہ لم ينزُ عليها الفحل؟ " قلت : نعم , فأتيتُـہُ بـہـآ , فاعتقلـہـآ النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم , ومسح الضرع ودعا , فحفل الضرع , ثم أتاهُ أبو بكر بصخره منقعره , فاحتلب فيـہـآ فشرب , وشرب أبو بكر , ثم شربت , ثم قال للضرع "اقلِصْ" فقلص. فأتيتُـہُ بعد ذلك فقلت : علّمني من هذآ القول ! قال : " إنك غُلامٌ مُعَلَّم " قال : فأخذتُ من فيـہِ سبعين سورة لا ينازعني فيـہا أحد " .وهكذا كان مفتاح إسلامـہ كلمتين عظيمتين : الأولى قالـہا عن نفسـہ : "إني مؤتمن " , والثـانيـہ كانت من الصادق المصدوق حيث قال لـہ :" إنك غُلامُ معَلَّم " ولقد كان لـہاتين الكلمتين دور عظيم في حياتـہ رضي اللّـہُ عنـہ , فلقد أصبح من أعيان علماء الصحـآبـہ رضوانُ اللّـہِ عليـہم , ودخل عبدُ اللّـہ في ركب الايمان فكان واحِداً من أولئِك السابقين الذين مدحـہُم اللّـہ في قرآنـہ العظيم . قال الحافظ ابن حجر : " أحد السابقين الأوَّلين , أسلم قديماً ,وهاجر الـہجرتين , وشـہد بدراً والمشاهد بعدها , ولازمَ النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم , وكـآن صاحب نعليـہ " . أول من جـہر بـ القرآن : الجسم دقيق السَّـآقين , فإن ذلك لم يَحُلْ دون ظـہور شجـاعتـہ وقوة نفسـہِ رضي اللّـہُ عنـہ , ولـہُ موآقِف رآئـعـہ في ذلك منـہـآ ذلك المشـہد المثير في مكـہ , وإبان بدء الدعوه وشدة وطأة قريش عليـہا , فلقد وقف علے مَلَئِـہم وجـہر بـ القرآن فقرع بـہ أسمـاعـہُم المقفلـہ وقلوبـہم المغلَّفـہ . حدّث ابن إسحاق "عن يحيے بن عروه بن الزبير عن أبيـہ قال : أول من جـہر بالقرآن بعد رسول اللّـہ صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم بمكـہ عبد اللّـہ بن مسعود ,قال : اجتمع يوماً أصحاب رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم فقالوا : واللّـہِ ماسمعت قريش هذا القرآن يُجـہر لـہا بـہ قط , فمن رجل يسمعـہموه ؟ فقال عبد اللّـہ بن مسعود أنا! قالوا : إنَّـا نخشاهُم عليك , إنما نريد رجلاً لـہ عشيره يمنعونـہ من القوم إن أرادوه ! قال: دعوني فإن اللّـہ سيمنعُني !! قال : فغدا ابن مسعود حتے أتے المقام في الضحے , وقريش في أنديتـہـا , حتے قام عند المقام ثم قرأ : "بسم اللّـہ الرحمن الرحيم "-رافعاً بـہا صوتـہ – "الرحمن . عًلَّمَ القرآن " , قال : ثم استقبلـہا يقرؤهـآ , قال : فتأمَّلوه فجعلوا يقولون : ماذا قال ابن أمِّ عبد ؟! قال : ثم قالوا : إنـہ ليتلو بعض ماجاء بـہ محمد ! فقاموا إليـہ فجعلوا يضربونـہ في وجـہـہ , وجعل يقرأ حتے بلغ منـہا ماشاء اللّـہ أن يبلغ , ثم انصرف إلے أصحـابـہ وقد أثروا في وجـہـہ , فقالوا لـہ : هذا الذي خشينا عليك ! فقال : ماكان أعداء اللّـہ أهون عليّ منـہم الآن , ولئن شئتم لأغادينّـہم بمثلـہا غداً ! قالوا : لا , حسبك , لقد أسمعتـہم ما يكرهون " . هجرتُـہ إلے الحبشـہ : هـآجر ابن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ الـہجره الثـآنيـہ إلے الحبشـہ , روى الامام أحمد في مسنده قال : " عن ابن مسعود قال : بعثنا رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم إلے النجاشي , ونحن نحوٌ من ثمانين رجلاً , فيـہم عبد اللّـہ بن مسعود , وجعفر , وعبد اللّـہ بن عرفطـہ , وعثمـان بن مظعون , وأبو موسے , فأتوا النجاشي , وبعثت قريش عمرو بن العاص وعُمارة بن الوليد بـہديـہ , فلما دخلا علے النجاشي سجدا لـہ , ثم ابتدراه عن يمينـہ وعن شمالـہ ثم قالا لـہ : إن نفراً من بني عمِّنا نزلوا بـ أرضك فابعث إليـہم , فبعث إليـہم : فقال جعفر: أنا خطيبُكُم اليوم , فاتبعوه , فسلّم ولم يسجد , فقالوا لـہ : مالك لا تسجد للملك ؟! قال : إنَّـا لا نسجد إلا للّـہ عز وجل ! قال : وما ذاك ؟ قال : إنَّ اللّـہ عز وجل بعث إلينا رسولـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم , وأمر ألاَّ نسجد لأحدٍ إلا للّـہ عز وجل , وأمرنا بـ الصلاة والزكاة . قال عمرو بن العاص : فإنـہم يخالفونك في عيسے ابن مريم ! قال : ماتقولون في عيسے بن مريم وأمـہ ؟ قالوا : البتول التي لم يمسـہا بشر , ولم يفرضـہا ولد , قال : فرفع عوداً من الارض ثم قال : يامعشر الحبشـہ والقسيسين والرهبان , واللّـہ ما يزيدون علے الذي نقول فيـہ ما يسوى هذآ ! مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده , أشـہد أنـہ رسول اللّـہ , فإنـہُ الذي نجد في الانجيل , وإنـہ الرسول الذي بشَّر بـہِ عيسے بن مريم , انزلوا حيث شئتم , واللّـہ لولا ما أنا فيـہ من الملك لأتيتـہ حتے أكون أنا أحمل نعليـہ وأوضّئـہ . وأمر بـہديـۃ الآخرين فردت لـہما , ثم تعجل عبد اللّـہ بن مسعود حتے أدرك بدراً . وزعم أن النبي صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم استغفر للنجـآشي حين بلغـہُ موتـہ " . من أين هـآجر ابن مسعود إلے المدينـہ ؟ "وفي السَّير لابن إسحاق : إن المسلمين بـالحبشـہ لمَّا بلغـہم أنَّ النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم هـآجر إلى المدينـہ , رجع منـہم إلے مكـہ ثلاثـہ وثلاثون رجلاً , فمات منـہم رجلان بمكـہ , وحبس منـہم سبعـہ , وتوجَّـہ إلے المدينـہ أربعـہ وعشرون رجلاً , فشـہدوا بدراً , فعلے هذآ كان ابن مسعود من هؤلاء , فظـہر ان اجتماعـہُ بالنبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم بعد رجوعـہ كان بالمدينـہ , وإلے هذا الجمع نحا الخطَّابي , ولم يقف من تعقب كلامـہ علے مستنده " . قلت : وهكذا فابن مسعود مكث في الحبشـہ إلے أن جاء خبر هجرة الرسول صلے اللّـہ عليـہ وسلم , , فرغب بأن يصحبـہ في مـہجره , فلما وصل مكـہ ولم يجده تابع السير إلے المدينـہ واجتمع بالنبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم بـہا , وبـہذا ينحلّ الاشكال في قول من قال أنـہ هاجر من مكـہ إلے المدينـہ , فـہو لم يمكث بمكـہ شيئاً , ولم يسمع لـہ صوت فيـہا بالفتره التي تلت هجرة الحبشـہ الثانيـہ , فكأنـہُ هاجر إلے المدينـہ من الحبشـہ ومكـہ معاً , واللّـہُ أعلم . مشـآهده وجـہـآده : ولعُـہُ بـ الجـہـآد : تربے ذلك الرهط الكريم علے الجـہاد , وآلوا علے أنفسـہم ألاّ يستكثروا شيئاً في سبيل اللّـہ , فقدموا بين يدي رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم الغالي والرخيص , وبذلوا النفس والنفيس , وحضروا المشاهد الكثيره , نصرةً للّـہ ورسولـہ , ولم يتخلف ابن مسعود عنـہم , فكان معـہم في كل هذه المشـآهد . في بدر : المسير إليـہـا " عن عبد اللّـہ ابن مسعود قال : كنا يوم بدر كل ثلاثـہ علے بعير , كان أبو لبابـہ وعلي ابن أبي طالب زميلي رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم , قال : وكانت عُقْبـۃ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم , قال : فقالا : نحن نمشي عنك , فقال : "ما أنتما بأقوى مني , ولا أنا بأغنے عن الاجر منكما " مصارع القوم : لما رأى النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم عزم أصحـآبـہ علے مجالدة القوم , قالم يبعث فيـہم الأمل بالنصر , ويحثـہم علے الثبات , فأراهم مصارع الطغاه , وفي هذا يقول ابن كثير : " ومشے صلے اللّـہ عليـہ وسلم في أرض المعركـہ , وجعل يريـہم مصارع رؤوس القوم واحداً واحداً ويقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّـہ , وهذا مصرع فلان , وهذا مصرع فلان , قال عبد اللّـہ بن مسعود : فو الذي بعثـہُ بالحق ما أخطأ واحداً مـنـہ موضعَـہُ الذي أشـآر إليـہ رسول اللّـہ صلى اللّـہ عليـہ وسلم . الجيشان , وأيّد اللّـہ جنده بالملائكـہ , وأعمل المسلمون السيف في عدوّهم , وأخذ النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم يُلِحُ في الدعاء ويرغب في المناشده كثيراً , ويصور ابن مسعود هذه المناشده فيقول : " ما سمعنا مناشداً ينشد ضالتـہ أشد مناشدة من محمد لربـہ يوم بدر : "اللـہم إني أنشدك ما وعدتني " . مصرع أبي جـہل : ومع قعقـۃ السيوف وحمحمات الخيول لم ينسَ ابن مسعود ذلك الموقف الرهيب في مكـۃ , وتلك الدعوه المستجابـہ التي نطق بـہـا رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم على ذلك النفر الطاغي الذين ألقوا عليـہ "سَلاَ الجزور" فلقد أودعـہا عبد اللّـہ قلبـہ وانتظر الساعـہ التي تتحقق بـہـا , ولعل هذا اللقاء الأول بين الإيمان والكفر يكون متوَّجاً بإجابـۃ تلك الدعوه النبويـہ . عن أنس قال : قال النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم يوم بدر : من ينظر ماذا فعل أبو جـہل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربـہ ابنا عفراء حتے بَرَد , فأخذ بلحيتـہ فقال : أنت أبو جـہل !! قال : وهل فوق رجل قتلـہ قومـہ ؟! " يتجلى لنا في موقف ابن مسعود رضي اللّـہ عنـہ مصداق قول اللّـہ تعالے :"وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ" فلم يكن يخطر ببال فرعون قريش أن يطأ عنقـہ عبد اللّـہ بن مسعود ! ولكنـہا إرادة اللّـہ ووعده المطّرد أبّداً ماقامت حياة ووجد لإيمان وكفر , حتے يرث اللّـہ الارض ومن عليـہـآ . وينقل لنا عبد اللّـہ بن مسعود سرور النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم بمقتل أبي جہل, فيقول : ثم خرجت حتى أتيت النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم كأنما أقلّ من الأرض , فأخبرتہ صلے اللّـہ عليـہِ وسلم فقال : "آاللّـہ الذي لا إلـہ إلاَّ هو" ؟ قال : فرددها ثلاثاً , قال : قلت : آاللّـہ الذي لا إلـہ إلاَّ هو , قال : فخرج يمشي معي حتى قام عليـہ فقال : " الحمد للّـہ الذي أخزآك يـا عدو اللّـہ , هذا كان فرعون هذه الأمـہ" . ولقد جـآهد رضي اللّـہُ عنـہ في خلافـۃ أبي بكرٍ وعمر رضي اللّـہ عنـہمـآ أخذه القرآن من النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم : أخذ عبدُ اللّـہ يُكثر من ملازمتـہ للنبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم في حِلِّـہِ وترحـآلِـہ , وركز جلَّ اهتمامـہ علے حفظ القرآن وأخذه عن رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم دونمـا واسطـہ , ويحدثنا عن واحدٍ من مواقِفـہ تلك فيقول : "بينما أنا مع النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم في حَرْث وهو متكئ علے عسيب , إذ مر اليـہود قال بعضـہم لبعض : سلوه عن الروح , فقال : مارابكُم - ما الذي دعاكُم إلے سؤالـہ- إليـہ ؟ وقال بعضـہم : لا يستقبلكُم بشيءٍ تكرهونـہ , فقالو ا : سلوه , فسألوه عن الروح , فأمسك النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم فلم يردّ عليـہم شيئاً , فعلمت أنـہُ يوحے إليـہ , فقمت مقامي , فلما نزل الوحي قال : "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" الإسراء ولم يكتفِ بالحفظ عنـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم , بل كان يقرأ عليـہ ليتأكَّد من صحـۃِ حفظـہ , وإذا أخطأ ردهُ النبي للصواب , وهذآ ما حدث بـہ عن نفسـہ فقال : " قرأت على النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم " فهل من مذَّكر " فقال النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم : " فهل من مُدَّكر " . أخذه للحديث : كان عبد اللّـہ مع اهتمامـہِ بـ القرآن الكريم وإعطـآئِـہِ الأولويـہ في الاهتمام , كان متيقظاًولقد حفظ ذلك عن رسول اللّـہ صلے اللّـہ , وأودعـہُ قلبـہُ الذكي , حتے إذا ما استدرك علے حفظـہ أحدهم بيَّن لـہُ وجـہ الحق في الأمر, يروي الأسود بن يزيد عن عبد اللّـہ قال : " أقرأني رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر" , فقال الرجل : يـا أبا عبد الرحمن , "مدّكر" أو "مذّكر" ؟ّ قال : أقرأني رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : "مدّكر" وهكذا , بقي ابن مسعود ملازِماً للنبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم حتى أخذ عنـہ معظم سور القرآن مشافـہـة , وقد تحدث بذلك فقال : "واللّـہ لقد أخذتُ من فيِّ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم بضعاً وسبعين سورة , واللّـہ لقد علمِ أصحابُ النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم أني أعلمـہُم بكتاب اللّـہ , وما أنا بخيرهم " . طلب النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم منـہ أن يقرأ عليـہ القرآن : عن عبد اللّـہ قال : قال لي رسول اللـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : "اقرأ علَّي" , قال : قلت : أقرأ عليك وعليكَ أُنزل ؟! قال : "إني أشتـہي أن أسمعـہُ من غيري " , قال: فقرأت النساء حتے إذا بلغت : "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً" , قال لي : "كُفَّ"- أو "أمسك"- فرأيتُ عينــاهُ تذرِفــان . وهذا منـہُ صلے اللّـہ عليـہ وسلم على سبيل التواضع , فـہو يستمع لتلامذتـہ الذين تخرجوا من مدرستـہ , ويُعَلِمُـہُم بذلك أن يحذوا حذوه , ومن جهةٍ أخرى يلفِتُ أنظار الصحـابـہ رضوانُ اللّـہِ عليـہم إلى ما عند عبد اللّـہ من قرآن وصوت نديّ مؤثر . إلى معين ثرٍّ آخر من فم النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم الذي لا ينطق إلا حقاً , ولا يقول إلا صدقاً – لذا كان يملأ الوقت إما بأخذ القرآن وإن لم يكُن ذلك فبـ الحديث الشريف – فكـان يسأل النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم عن الحلال والحرام , وعن الأوامر والنواهي ....... , ويودِعُ كُل ذلِك قلبٍ يقظٍ فطِن . قال عبد اللّـہ بن مسعود سألتُ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہِ وسلم , أيُّ العملِ أفضل ؟ قال : "الصلاة على ميقاتـہا " . قلت: ثم أيّ ؟ قال : "ثم بر الوالدين". قلت : ثم أيّ؟ قال: " الجـہاد في سبيل اللّـہ ". فسكتّ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہِ وسلم ولو استزدتُـہُ لزادني . تصحيح النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم لـ عبد اللّـہ صلاتـہ : قال عبد اللّـہ رضي اللّـہ عنـہ : " رآني رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہِ وسلم قدوضعتُ شمالي علے يميني في الصلاة , فأخذ بيميني فوضعـہا علے شمالي " . ماقيل فيـہ لكثرة دخولـہِ علے النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم : لكثرةِ دخولِـہِ علے النبي صلے اللّـہ عليـہِ وسلم ولزومـہِ لـہ , حسِبَـہُ بعض الصحـآبـہ الذين قدِموا المدينـہ منذُ عـہدٍ قريب بـ أنـہ واحِدٌ من أهل بيتـہِ عليـہ الصلاة والسلام , فـہذا أبو موسے الأشعري رضي اللّـہُ عنـہ يقول : "قدمتُ أنا وأخي من اليمن , فمكثنا حيناً ما نرى إلاَّ أن عبد اللّـہ بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم , لما نرى من دخولـہِ ودخولِ أُمِـہِ علے النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم " آخر أيامـہ مع النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم : ثقُلَ المرض بـ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم , وجمع الصحـآبـہ في بيتِ عائشـہ رضي اللّـہُ عنـہا , وكان عبدُ اللّـہ في مُقدمتِـہم , ملتاع القلب , كَمِدَ النفس أن ينقطِع عن صحبة النبي , وهذا مايرويـہ لنا في هذه الصوره الناطقـہ البليغـہ , فيقول "نُعيَّ إلينا حبيبُنــا ونبيُنـــا - بأبي هو ونفسي لـہُ الفدآء – قبل موتـہِ بستٍ- أي ست ليال- ,فلما دنا الفراق جمعنا في بيتِ أمِنــا عـآئشـہ فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال : " مرحباً بِكُم , وحيّاكُم اللّـہ ,وحفظكُم اللّـہ , وآواكم اللّـہ , ونصركُم اللّـہ , رفعكُم اللّـہ , هداكُم اللّـہ , رزقكُم اللّـہ , وفقكُم اللّـہ , سلَّمكُم اللّـہ , قَبِلكُم اللّـہ. أوصيكُم بتقوى اللّـہ , وأوصي اللّـہ بِكُم , وأستخلِفُـہُ عليكُم , إني لكم نذير مبين , ألاَّ تعلوا علے اللّـہ في عبادِهِ وبلاده , فإن اللّـہ قال لي ولكُم : "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" و قال : "أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ" ؟! ثم قال : " قد دنا الأجل ’ والمنقلب إلے اللّـہ , وإلے سِدْرة المنتـہے , وإلے جنة المأوى , والكأس الأوفے , والرفيق الأعلے , فقلنا : يارسول اللّـہ , فمن يُغسِلُكَ إذاً ؟ قال : " رجال أهل بيتي الأدنے فـ الأدنے ". قلنا : ففيمَ نكفِّنُك ؟ قال : " في ثيابي هذهِ إن شِئتُم , أو في حلَّةٍ يمنيـہ , أو في بياض مُضر" . قال : فقلنا :فمن يُصلي عليكَ منـا ؟ فبكے وبكينـا , وقال : " مهلاً , غفر اللّـہُ لكُم , وجازاكُم عن نبيكُم خيراً , إذا غسلتموني ووضعتموني علے سريري في بيتي هذآ علے شفير – أي بـ جانب – قبري , فاخرجوا عني ساعـہ , فإنَّ أول من يُصلي عليَّ خليلي وجليسي جبريل عليـہِ السلام ثم ميكائيل ثم اسرافيل , ثم ملك الموت مع جنوده , ثم الملائكـہ بأجمعِـہـا , ثم ادخلوا عليَّ فوجاً فوجاً فصلّوا عليَّ وسلِموا تسليماً , ولا تؤذوني بباكيـہ ولا صارِخـہ ولا رانَّـہ , وليبدأ الصلاة عليَّ رجال أهل بيتي , ثم أنتم بعد , وأقرئوا أنفُسَكُم مني السَّلام , ومن دخل معكُم في دينِكُم بعدي فإني أُشـہِدُكُم إنِّي أقرأ السلام عليـہ , وعلے كل من تابعني علے ديني من يومي هذا إلے يوم القيـامـہ " . قلنا يـا رسول اللّـہ , فمن يدخل قبركَ منا ؟ قال : " رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة , يرونكُم من حيثُ لا ترونـہُم " . ولحِقَ النبيُّ صلے اللّـہُ عليـہِ وسلم بربِّـہ وانقطع دخول ابن مسعود علے بيت النبوّة , وافتقد بذلك الآسي الرفيق , والمُعلِم والمُربي , والمُرشِد الناصح , ولكن بعد أن عبّق من بحر النبوة واغترف من نبعـہا الثّرِ الشيء الكثير من القرآن والسنـہ , وأسكنـہُ ذاتـہُ المتوقدة وعقلـہُ الذكي , وابتدأ حياتـہُ بـ فصلٍ جديد : انتقل من الأخذ إلے العطـاء , من التعلُم إلے التعلِيم , وإن شئت فقُل : انتقل من طالب في مدرسة النبوة إلے أستـاذ للمسلمين في أمـاكِن عديدة ثم في الكوفـہ , يتصدر مجالسـہا , ويُفتي السـائلين فيـہا , ويؤمُّـہم ويُعلِمُـہم ويقضي بينـہُم . مكـانـۃ عبد اللّـہ بن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ في التفسير : قال رضي اللّـہُ عنـہ : "والذي لا إلـہ غيرُه ما من كتاب اللّـہ سورة إلاّ أنا أعلم حيث نزلت , وما من آيـہ إلاّ أنا أعلَمُ فيما أُنزِلت , ولو أعلَمُ احداً هو أعلم بكتاب اللّـہ منّي تبلُغُـہُ الإبل لركِبتُ إليـہ " , عن أبي وائل – تلميذ عبد اللّـہ بن مسعود- عن ابن مسعود قال : " كان الرجل منا إذا تعلّم عشر آيـات لم يُجـاوزهُن حتے يعرف معانيـہن , والعمل بـہِن " . وقال ابن كثير : " ولـہذا غالب ما يروبـہ إسمـاعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي الكبير في تفسيره عن هذين الجبلين : عبد اللّـہ بن مسعود , وابن عبــاس " . وهكذا يتضح لنـا أن ابن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ واحِدٌ من كبارِ مفسِّري الصحـآبـہ وأعيـانِـہِم , واسمُـہُ معدود بعد ابن عباس " حَبر الأمـہ وترجمـان القرآن " وإن معاصرة ابن مسعود لنزول القرآن ومعرفة من نزلت بـہِ الآيات وأين نزلت كل ذلك يدل علے مكـانتـہِ رضي اللّـہُ عنـہ بين كبار الصحابـہ المُفسِرين . التفسير عند ابن مسعود : يلاحظ في تفسير ابن مسعود للآيات أنـہ مُتَشعِّب النواحي , مُتعدِّد الاتجاهات , واسع الأُفق , زخم العطاء , مع دقـہ في الاستنباط , وقوة في الحُجـہ , وإبداع في الاداء . تفسيرُه القرآن بـ القرآن : عن أبي الأحوص عن عبد اللّـہ بن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ :" قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ" , قال : هي التي في البقرة "وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم" . استدلالُـہ علے رأيـہ بـ الآيات : قال رضي اللّـہُ عنـہ : " يطرق الناس ريحٌ حمراء – يعني في آخر الزمـان – من قِبل الشام , فلا يبقے في مصحف رجل ولا قلبـہ آيـہ , ثم قرأ "وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا" . تأييد الحديث الشريف لتفسيرات ابن مسعود : عن زرِّ بن حُبَيش ( عن ابن مسعود في هذه الآيـہ : "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ" قال : قال رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : " رأيتُ جبريل ولـہُ ستمـائة جناح ينثر من ريشـہ التـہاويل : الدُرر والياقوت " ). أسلوبـہ الرآئِع فـ التفسيــر : كان ابن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ مبدِعـاً في شرحِـہ للآيات , يرسم لـہا الصور التي تنبض بالحياة والحركـہ , ويضرب لـہا أمثلـہ حتے لكأن شخوصـہا تمشي علے الارض , وهذِه هي طريقة القرآن وأسلوبـہ ولا يستطيعُـہا إلاَّ من عايش التنزيل بروحـہِ وعقلِـہ , أو حمل نفسـہُ أن تعيشَ في ظلالِـہ , فخالطت آيات القرآن كل ذره في جسمـہ , واستولت علے فكره وأخذت بـ قلبـہ . عن أبي الأحوص عن عبد اللّـہ قال : (مَثَلُ المؤمن والمنافق والكافر مِثلُ ثلاثة نفر انتـہوا إلے وادٍ , فدفع أحدُهُم فعبر , ثم دفع الآخر حتے إذا أتى علے نصف الوادي ناداهُ الذي علے شفير الوادي : ويلك أين تذهب ؟! إلے الهلكـہ! ارجع عودك علے بدئك! وناداهُ الذي عبر : هلمَّ إلے النجاه , فجعل ينظر إلے هذا مره و إلے هذا مره , فجاء سيل فأغرقـہ !! فالذي عبر المؤمن , والذي غرق المنـآفق : "مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ " , والذي مكث الكـافر ). صلاتُـہ : حِرصُـہ على أداء الصلاة في وقتـہا يظـہر ذلك من حديث الامام أحمد عن عبد اللّـہ بن مسعود قال: قال رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : "إنـہُ سَيلي أمركُم من بعدي رجال يطفئون السنـہ , ويحدثون بدعـہ , ويؤخرون الصلاة عن مواقيتـہا " . قال ابن مسعود : يارسول اللّـہ كيف بي إذا أدركتُـہُم ؟ قال : " ليس يا ابن أم عبد طاعة لمن عصے اللّـہ " قالـہا ثلاث مرات . صلاةالنـافلـہ : حرصـہُ علے نافلة الصباح , روى الطبراني عن عبد اللّـہ بن يزيد قال : " حدثني أوصل الناس بعبد اللّـہ ابن مسعود , أنـہ كان إذا زالت الشمس قام فركع أربع ركعات , يقرأ فيـہن بسورتين من المئين , فإذا تجاوب المؤذنون شدّ عليـہِ ثيـابَـہُ ثم خرج إلے الصلاة . صلاة الليل : عن عون بن عبد اللّـہ عن أخيـہ عبيد اللّـہ قال : " كان عبد اللّـہ إذا هدأت العيون قام فسمعتُ لـہُ دوياً كـ دوي النحل حتے يُصبح " . صومُـہ : كان رضي اللّـہُ عنـہ يُقِل من صوم النفل ويرغب في نـافلة الصلاة , فعن عبد الرحمن بن يزيد قال : " ما رأيت فقيـہاً أقل صوماً من عبد اللّـہ بن مسعود" , فقيل لـہ : لِمَ لا تصوم ؟ فقال : إني أختار الصلاة عن الصوم , فإذا صمت ضعفتُ عن الصلاة . مع هذآ كان رضي اللّـہ عنـہ لايترُكُ صوم النفل الذي سنّـہُ رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم , فكـان يصوم ثلاثة أيام من الشـہر و الإثنين والخميس . مع القرآن الكريم : قال أبو بكر البيـہقي : " روينا عن ابن مسعود أنـہ كان يختم القرآن في رمضان في ثلاث , وفي غير رمضان من الجمعـۃ إلے الجمعـہ ". كان يقول رضي اللّـہُ عنـہ : " اقرؤوا القرآن في سبع , ولا تقرؤوه في أقل من ثلاث , وليحـافظ الرجُل في يومـہ وليلتـہ علے جُزئِـہ " . ويقول : " أديموا النظر في المصحف" . ذكرُ اللّـہ عز وجل وزجرُهُ لسـانـہ : يصِفُ أبوعبيدة ابن عبد اللّـہ أباهُ فيقول : " كان عزيزاً علے عبد اللّـہ بن مسعود أن يتكلَّم إلاَّ بذكر اللّـہ ". وكان ينصح بذلك وبـ ملازمة من يُساعِد عليـہ , فقد أخرج البيـہقي عنـہ قال : " أكثروا من ذكرِ اللّـہ عز وجل , لا عليك أَلاَّ تصحب أحداً إلاَّ من أعانك علے ذكر اللّـہ " . دُعاؤه وبكاؤه : عن أبي الأحوص قال : سمعتُ عبد اللّـہ ابن مسعود يدعوا بـہذا الدعاء : " اللـہم إني أسألُكَ بنعمتك السابغة التي أنعمت بـہا , وبلائِكَ الذي ابتليتني , وبفضلِكَ الذي أفضلت علي أن تُدخِلَني الجنـہ . اللـہم أدخلني الجنـہ بفضلِكَ ومنّك ورحمتِكْ " . يكفي للدلالـہ علے ذلك ما رواهُ زيد بن وهب قال : " رأيت بعيني عبد اللّـہ أثرين أسودين من البكاء" . رضاه بـ القضاء والقدر : عن قيس بن حبتر عن عبد اللّـہ قال : " ألا حبذا المكروهـان : الموت والفقر , وايمُ اللّـہ , إن هو إلا الغنے أو الفقر , ومـا أُبالي بـ أيـہما ابتليت , إن كان الغنے إن فيـہِ للعطف , وإن كان الفقر إن فيـہِ للصبر " . وقال " ما أبالي إذا رجعتُ إلے أهل بيتي علے أي حالٍ أراهُم , بخيرٍ أم بشر أم بضرّ , وما أصبحت علے حالـہ فتمنيت أني علے سواها " . زُهدُه وتواضُعـہ رضي اللّـہُ عنـہ : أما عن زُهدِه , عن عون بن عبد اللّـہ قال : قال عبدُ اللّـہ : " لا يبلغ عبدٌ حقيقة الايمان حتے يحلَّ بذروتـہ , ولا يحل بذروتـہ حتے يكون الفقر أحب إليـہِ من الغنے , والتواضُع أحب إليـہِ من الشرف , وحتے يكون حامِدُهُ وذامُـہُ عندهُ سواء . قال ففسرهـا أصحابُ عبد اللّـہ فقالوا : حتے يكون الفقر في الحلال أحب إليـہِ من الغنے في الحرام , والتواضُع في طاعةِ اللّـہ أحب إليـہ من الشرف في معصية اللّـہ , وحتے يكون حامِدُهُ وذامُـہُ عنده في الحقِ سواء " .تواضُعـہ : عن حبيب بن أبي ثابت قال : " خرج عبد اللّـہ بن مسعود ذات يوم , فاتَّبعُ ناس , فقال لـہم : ألكُم حاجـہ ؟ قالوا : لا , ولكن أردنا أن نمشي معك , قال : ارجعوا فإنـہُ ذلـۃٌ للتابع وفتنـۃٌ للمتبوع " . بين الخوف والرجـاء : أخرج يعقوب بن سفيان وابن عساكر عن ابن مسعود رضي اللّـہ عنـہ قال : " لأن أكون أعلم أن اللّـہ يقبل مني عملاً أحب إليَّ من أن يكون لي مِلءُ الارضِ ذهبـاً " . عن عامر بن مسروق قال : قال رجل عند عبد اللّـہ : ما أُحِبُ أن أكون من أصحاب اليمين , أكون من المقرَّبين أحبُ إليَّ ! قال : فقال عبد اللّـہ : " لكن هـہُنـا رجل ودّ لو أنـہُ إذا مات لم يُبعث - يعني نفسـہ - "!! . وعن إبراهيم التَّيمْي قال : قال عبد اللّـہ : "لو تعلمون ذنوبي ماوطِئ عقبي اثنان – أي ما تبِعني اثنان - , ولحثيتُم التراب علے رأسي , ولوددت أن اللّـہ غفر لي ذنباً من ذنوبي وأني دُعيتُ عبداللّـہ بن روثـہ " . في القرآن الكريم : عن علقمـہ عن عبد اللّـہ قال : لما نزلت هذه الآيـہ : "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" قال لي رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم " قيل لي أنت منـہم " . فأي شـہادةٍ أعظم مما نطقت بـہ هذه الآيـہ من أن اللّـہ يحب ابن مسعود " وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ؟! . قال سعد بن أبي وقاص رضي اللّـہُ عنـہ : نزلت هذه الآيـہ في ستـہ من أصحاب النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم , منـہُم ابن مسعود , قال : كنا نسبق إلے النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم وندنو منـہ , ونسمع منـہ , فقالت قريش : يدني هؤلاء دوننـا ؟! فنزلت : "وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ" . عن علقمـہ عن عبد اللّـہ قال : لما نزلت : "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ" , قال رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : " قيل لي أنت منـہم " . عند النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم : قال صلے اللّـہ عليـہ وسلم : " خذوا القرآن من أربعـہ : من ابن أمِّ عبد , ومعاذ بن جبل , وأبيّ بن كعب , وسالم مولے أبي حذيفـہ " . عن حذيفـہ بن اليمان رضي اللّـہ عنـہ قال : كنا جلوساً عند النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم فقال : " إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم , فاقتدوا باللَّذين من بعدي – وأشـار إلے أبي بكر وعمر – واهتدوا بـہدي عمار , وما حدثكُم ابن مسعود فصدّقوه " . عن زِرِّ بن حُبيش عن ابن مسعود : ( انـہُ كان يجتني سواكاً من الأراك – وكان دقيق الساقين – فجعلت الريح تكفؤه , فضحك القوم منـہ , فقال رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم "مم تضحكون" ؟ قالوا : يا نبي اللّـہ من دقـۃِ ساقيـہ ! فقال : " والذي نفسي بيده لـہُما أثقل في الميزآن من جبل أُحُد " ). عن علي قال : " قال رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم : " لو كنت مؤمِّراً أحداً دون شورى المسلمين , لاأمّرت ابن أمِّ عبد " . عن زر عن عبد اللّـہ : أن النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم أتاهُ مع أبي بكر وعمر , وعبد اللّـہ يُصلِّي , فافتتح النساء فسحلـہا – أي قرأهـا كلا قراءة متتابعـہ - , فقال النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم : " من أحب أن يقرأ القرآن غضَّاً كما أُنزل فليقرأهُ على قراءة ابن أمِّ عبد " , فجعل النبي صلے اللّـہ عليـہ وسلم يقول : " سَلْ تُعْطـہ , سَلْ تُعْطـہ " فقال فيما سأل : اللـہم إني أسألكَ إيماناً لا يرتد , ونعيماً لا ينفذ , ومرافقة نبيكَ محمد صلے اللّـہ عليـہ وسلم في أعلے جنة الخلد . قال : فأتے عمر رضي اللّـہ عنـہ عبد اللّـہ يبشره , فوجد أبا بكر رضوان اللّـہ عليـہ قد سبقـہ , فقال : إن فعلت , لقد كنت سبّاقاً بالخير " . عند الصحـآبـہ رضوانُ اللّـہ عليـہم : عند عمر بن الخطاب رضوان اللّـہ عليـہ : عن الضحـاك قال : " قال عمر : لقد آثرت أهل الكوفـہ بابن أمِّ عبد علے نفسي , إنَّـہُ من أطولنـا فُوقـاً ’ كُنَيفٌ– وعــاء - مُلئ علمـاً " . عن مالك بن الحارث عن أبي خالد – رجل من أصحاب عمر- قال : "وفدنا إلى عمر فأجازنا , ففضَّل أهل الشام علينا بـالجائزه , فقلنا يـا أمير المؤمنين , أتفضِلُ أهل الشام علينا ؟ فقال : يـا أهل الكوفـہ أجزعتُم أن فضلتُ أهل الشام عليكُم لبعد شقتـہم ؟! لقد آثرتُكُم بابن أمِّ عبد " . عند علي بن أبي طالب وضي اللّـہُ عنـہ : عن أبي البختري قال : "أتينا علياً فسألناه عن أصحـاب محمد صلے اللّـہ عليـہ وسلم فقال : "عن أيـہم ؟ قال : قلنا : حدثنا عن عبد اللّـہ ابن مسعود , قال : علم القرآن والسنـہ ثم انتـہے , وكفے بذلكِ علماً " . وعن حبَّة بن جُوَين قال : ( كنا عند علي فذكرنا بعض قول عبد اللّـہ , وأثنے عليـہ القوم , فقالوا يـا أمير الؤمنين : مـا رأينا رجلاً كان أحسن خلقاً , ولا أرفق تعليماً , ولا أحسن مجالسـۃ , ولا أشدَّ ورعـاً , من عبد اللّـہ ابن مسعود , فقال علي : نشدتُكُم اللّـہ , إنـہ لصدق من قلوبكُم ؟! . قالوا : نعم , قال : اللـہم إني أُشـہِدك , اللـہم إني أقول فيـہ مثلما قالوا أو أفضل " . عند حذيفـہ بن اليمان رضي اللّـہُ عنـہ : عن عبد الرحمن بن يزيد قال : ( أتينا حذيفـہ فقلنا : حدثنا بأقرب الناس من رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم هدياً ودلا , فنأخذ عنـہ ونسمعُ منـہ , قال : كـان أقرب الناس هدياً ودلاً – سيره وهيئـہ وحالـہ - وسَمْتـاً – حسن الـہيئـۃ والمنظر في الدين - برسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم ابن مسعود ,حتے يتوارى منَّـا في بيتـہ , ولقد علم المحفوظون من أصحـاب محمد أنَّ ابن أمِّ عبد من أقربِـہِم إلى اللّـہ زلفے ). عند عمرو بن العاص رضي اللّـہُ عنـہ : عن الحسن قال : (قيل لعمرو بن العاص : قد كان رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم يُحِبُكَ ويستعملك , قال : قد كان واللّـہ يفعل , فلا أدري أحب أم تألّف يتألَّفني , ولكني أشـہد علے رجلين توفي رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم وهو يحبـہما : عبد اللّـہ بن مسعود , وعمـار بن يـاسر ). لِنصغِ اليـہ يحدثنا بكلماتـہ عنـہا : قمت من جوف الليل وأنا مع رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم في غزوة تبوك فرأيت شعلـۃ من نار في ناحية العسكر فأتبعتـہا أنظر اليـہا، فإذا رسول اللّـہ، وأبوبكر وعمر، وإذا عبداللّـہ ذو البجادين المزني قد مات وإذا هم قد حفروا لـہ، ورسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم في حفرتـہ، وأبو بكر وعمر يدليانـہ إليـہ، والرسول يقول: ادنيا إليّ أخاكما.. فدلياه إليـہ، فلما هيأه للحده قال: اللـہم إني أمسيت عنـہ راضيا فارض عنـہ.. فياليتني كنت صاحب هذه الحفرة . وصيتـہ رضي اللّـہُ عنـہ :ابن سعد بن عامر بن عبد اللّـہ بن الزبير قال : "أوصے عبد اللّـہ بن مسعود إلے الزبير فقال - وكان رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم قد آخے بينـہمـآ – فأوصے إليـہ وإلے ابنـہ عبد اللّـہ بن الزبير : هذا ما أوصے عبد اللّـہ ابن مسعود , إن حدث بـہ حدث في مرضـہ , إنّ مرجع وصيتـہ إلے الزبير بن العوام وابنـہ عبد اللّـہ بن الزبير , وإنـہمـآ في حلّ وبلّ فيما وليا من ذلك ورضيا فيـہ , لا حرج عليـہما في شيء منـہ , وإنـہ لا تزوّج امرأة من بناتـہ إلا بعلمـہما , ولا يحجز ذلك على امرأتـہ زينت بنت عبد اللّـہ الثقفيـہ . وكان فيما أوصے بـہ من رقيقـہ : إذا أدى فلان خمسمائـۃ فہـو حر " . وعن اسماعيل بن أبي خالد قال : " أوصے ابن مسعود أبا عبيده ابنـہ بثلاث كلمات , أي بني : أوصيك بتقوى اللّـہ , وليسعك بيتك , وابكِ على خطيئتك " وفـآتـہ وحضور عثمـآن رضي اللّــہ عنــہ : قال أبو ظبيـہ : " مرض عبد اللّـہ فعادهُ عثمـان بن عفان فقال : ماتشتكي ؟ قال : ذنوبي ! قال : فما تشتـہي ؟ قال : رحمـۃ ربي ! قال : ألا آمر لك بطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني ! قال : ألا آمر لك بعطاء ؟ قال : لا حاجـۃ لي فيـہ ! قال : يكون لبناتك ! قال : أتخشے علے بناتي الفقر ؟! إني أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلـہ سورة الواقعـہ , إني سمعت رسول اللّـہ صلے اللّـہ عليـہ وسلم يقول : " من قرأ الواقعـہ في ليلـہ لم تصبـہ فاقـہ أبداً " . وقت الوفاه ومكانـہا , وعمره آنذاك , والصلاة عليـہ : توفي سنـۃ اثنين وثلاثين هجريـہ في المدينـہ المنوره, أما عمره آنذاك فقد كان بضعاً وستين سنـہ, والذي صلے عليـہ هو أمير المؤمنين عثمان رضي اللّـہ عنـہ . هكذا كـآن أصحابُ محمدٍ صلے اللّـہ عليـہ وسلم من عالمٍ ومجـاهد لا يكفيـہم علمـہم فقط ! وإنمـآ يبـادرون بـ عمل كل ماتعلموه من هدي و سنـۃ النبي الكريم صلے اللّـہ عليـہ وسلم , أجل هكذا كانوا! كانوا أعلم الناس بـ القرآن والسنـہ وفي الجـہاد كان الرجل منـہم يُعدُ بـ أمـۃٍ لا بـ ألف قادوا جيوش الإسلام و خـآضوا معارك أغرب من الخيال وضربوا أروع الأمثلـۃ في التضحيـۃ والفداء كانوا أسوداً تـہابـہا الأُسدُ في براثنہا , فاللـہم ارزقنا أُسداً مثلـہم يبعدون عن الأمـہ ضعـفـہا وهوانـہا ويعيدون لنـآا ذالك التاريخ المشرق الذي صعنـہ محمد صلے اللّـہ عليـہ وسلم و أصحابـہ رضوان اللّـہ عليہم ويعيدوا للأمــۃ مجدها وعزها و مكانتـہا بين الامم فقد كانت أعظم أمـہ , اللـہم ارزقنا أمثـالـہم ... كل الشكر للمصمم المبدع A L E X A N D E R علے تصميمـہ الرائع ... البنــر التعديل الأخير تم بواسطة ѕнσмσкн ; 11-28-2014 الساعة 02:51 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع عبد اللّـہ بن مسعود رضي اللّـہُ عنـہ ||تـابع للمسابقـہ||: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإمام الشافعي - رضي اللـہ عنـہ || ɱř.ɗ7ŏŏɱ || ٺابع للمسابقـۃ ~ | ɱř.ɗ7ŏŏɱ | قسم الأدب العربي و العالمي | 14 | 10-29-2013 05:46 PM |
احكي _ من ايش مزعوج | القلب المجهول | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 27 | 09-26-2011 11:44 PM |
Microsoft تحول جميع اجهزة الـ xbox360 الى اللون الاسود المطفأ | Leonardo Caelum | قسم تقارير وأخبار وصور وفيديوهات الألعاب | 0 | 09-25-2011 02:44 AM |
| .. مشترك في المسابقة .. | | .. مسعود و مرزوق .. | | TAICHI | قسم النُكَتْ والألغاز | 19 | 03-29-2011 05:03 AM |