تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

  #1  
قديم 01-01-2015, 04:30 PM
الصورة الرمزية D.Roger  
رقـم العضويــة: 158842
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الجنس:
العـــــــــــمــر: 28
المشـــاركـات: 1,583
نقـــاط الخبـرة: 313
Icons43 • القول الفصل في حكم الإحتفال برأس السنة •






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حآلك ؟! عسآكم بخير و في نعمة من الله~

إهداء لكم يا من شرفتنا في الموضوع

أشرق النور و بانً ~~ مرحبا بمن اتانً
ايها الزائر اهلاً ~~ لك في القلب مكانً

فاهلا و مرحبا بكل من شرفنا و حل هنا في هذا الموضوع
الذي بإذن الله تعالى سيكون مفيد له ~

و ندخل للمقدمة ~



المقدمة

الحمدلله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على اشرف الأنبياء و المرسلين
افضل من وطئ الأرض من المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلام
و على صحابته الكرام ، ابي بكر و عمر و عثمان و علي ، ومن تبعهم بإحسان
الى يوم الدين ، اما بعد فإن افضل و اصدق و اجمل الحديث كلام الله ، افضل كلام
بعد كلام الله تعالى ، كلام نبينا صلى الله عليه و سلم ، و افضل الهدي هدي محمد
صلى الله عليه و سلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثت بدعة ، وكل بدعة ضلالة
و كل ضلالة في النار.

في موضوعنا اليوم بإذن الله ، سنتحدث عن موضوع مهم ، و عن شيء مهم
الا هو ، الإحتفال برأس السنة وهو أمر خاص بالكفار و يعتبر عيداً من اعيدهم،
و بإذن الله سنتحدث عنه بالتفصيل وعن حكمه بالنسبة للمسلم ، و عن رأي الإسلام
فيه و أقوال أشهر العلماء ، و بإهذه المقدمة ، اترككم مع الموضوع .



أصله ، و متى نشئ ؟

عيد رأس السنة هو أول يوم في السنة الميلادية.
يحتفل الناس في بعض أنحاء المعمورة بهذا اليوم باعتباره عيدًا.

وكانت العديد من الشعوب القديمة تبدأ السنة في وقت الحصاد،
كما كانوا يقومون بأداء بعض الطقوس للتخلص من الماضي

وتطهير أنفسهم للسنة الجديدة. وعلى سبيل المثال،
كان بعض الناس يقومون بإطفاء النيران التي يستخدمونها ويشعلون نيرانًا جديدة.

وكان قدماء المصريين يحتفلون برأس السنة عندما تظهر
سوثيز ( الشعرى اليمانية ) أثناء النهار، في وقت يتزامن مع بدء فيضان النيل.
وكانت احتفالاتهم تتخذ طابع المهرجانات الدينية
لأن حياتهم الاقتصادية تعتمد على الفيضان السنوي للنيل.

وكان سكان ما بين النهرين يقيمون احتفالاتهم بالسنة الجديدة
في وقت هطول الأمطار الربيعية.


واعتبر البابليون رأس السنة وقتًا حاسمًا لاعتقادهم بأن الإله مردوك
يقرر في ذلك الوقت مصير البلد للسنة القادمة.

أما قدماء الرومان، فكان يقدم بعضهم لبعض في هذه المناسبة هدايا
من أغصان أشجار مقدسة ( بزعمهم ) وأصبحوا في السنوات المتأخرة
يقدمون ثمار الجوز المغلفة بالذهب أو العملات المعدنية المختومة عليها
صورة يانوس ( إله الأبواب والبدايات ) كما كانوا يعتقدون.

وقد سمي شهر يناير على اسم الإله يانوس، الذي كان له وجهان،
أحدهما ينظر للأمام والآخر للخلف.

كما اعتاد الرومان أيضًا تقديم هدايا للإمبراطور،
وفي نهاية الأمر بدأ الأباطرة يطالبون بهذه الهدايا،
ولكن الكنيسة النصرانية أبطلت هذه العادة وبعض الممارسات
الوثنية الأخرى المرتبطة برأس السنة، في عام 567م.

وبحلول القرن الثالث عشر الميلادي كان الحكام الإنجليز
قد أحيوا العادة الرومانية التي تقضي بمطالبة رعاياهم بتقديم هدايا رأس السنة.
وكانت الهدايا السائدة تشمل المجوهرات والذهب.

واختفت هذه العادة في القرن التاسع عشر الميلادي،
والعادات الحديثة في رأس السنة لدى الغربيين وبعض الشعوب الأخرى
تشمل زيارة الأصدقاء والأقارب، وتبادل الهدايا، وحضور الشعائر الدينية،
وإثارة الضجيج باستخدام المسدسات والأبواق والأجراس والأدوات الأخرى.



- تاريخ رأس السنة:

استخدمت معظم الدول الأوروبية خلال العصور الوسطى يوم 25 مارس،
وهو يوم عطلة نصرانية تسمى عيد البشارة كبداية للسنة الجديدة.


وبحلول القرن السابع عشر الميلادي تبَنَّتْ كثير من الدول الغربية تقويمًا
معدلًا يسمى التقويم الجريجوري.
وقد أعاد هذا التقويم ( وهو التقويم المستخدم اليوم )
العمل بيوم 1 يناير بوصفه عيدًا لرأس السنة.

ويحتفل كثير من الناس برأس السنة في التواريخ التي تحددها أديانهم.
فعلى سبيل المثال، فإن رأس السنة اليهودية يتم الاحتفال به
في سبتمبر أو وقت مبكر من أكتوبر.

ويحتفل الهندوس الموجودون في مناطق
مختلفة من الهند برأس السنة في تواريخ مختلفة.

وعيد رأس السنة عند المجوس الفرس يسمى ( النيروز )
ويبدأ عيد النّيروز في اليوم الأول من الربيع.

والعجيب أن الشيعة أوجبوا تعظيم يوم النيروز
مع أنه عيد جاهلي مجوسي من أعياد الفرس أبطله الإسلام،
وبوب النوري بابًا في كتابه مستدرك الوسائل (6/ 352)
بعنوان: «استحباب صلاة يوم النيروز والغسل فيه والصوم
ولبس أنظف الثياب والطيب وتعظيمه وصب الماء فيه».

وثوار الخميني كانوا يهاجمون الشاه محمد رضا بهلوي
لأنه عمل على إحياء العادات والتقاليد المجوسية الفارسية التي أبطلها الإسلام
فكيف تناسى الخميني وتلاميذه تعاليم الإسلام
وعادوا إلى جُحْر الضب الذي دخل فيه الشاه؟؟



- غرائب الغرب وأذنابهم في احتفالهم برأس السنة الميلادية (1):

عيد رأس السنة الميلادية أكبر مناسبة في الغرب النصراني،
والاحتفالات بهذا العيد تقام في يوم وليلة
الخامس والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) في المجتمعات النصرانية الغربية،
وبعد ذلك بحوالي أسبوعين عند النصارى الشرقيين،
حيث تغلق جميع الدوائر الرسمية وغير الرسمية أبوابها،
وكذلك المستشفيات والمحلات التجارية وتتوقف كثير من وسائل المواصلات
كالحافلات والقطارات عن العمل، وفي العموم فإن حركة الحياة تتوقف
في ذلك اليوم كما لو كان الناس قد نزلوا إلى ملاجئهم إثر غارة جوية معادية!

لكن لعل المقيم في تلك البلاد أو الزائر في ذلك اليوم والليلة يرى أن نوعين
من المحلات لا تغلق أبوابها، بل يزدهر سوقها ويكثر روادها، وهما:
حانات الخمور والبارات التي يُشرب فيها الخمر والمسكرات؛
حيث يفرط الناس بشربها إلى حد فقدان العقل
وفقدان السيطرة على السلوك مما حدا بالشرطة البريطانية إلى إصدار
قرار بتخفيض النسبة المسموح بها من الشراب
لمن يقود السيارة إلى خمسين بالمائة.

ومن عجائب المفارقات أن أحد رجال الشرطة المكلفين بحفظ الأمن
قاد سيارته وهو في حالة سُكْر،

بعد أن خرج من حفلة شراب للشرطة بمناسبة عيد الميلاد!؛
مما تسبب في اصطدامه بسيارة أخرى،
وذلك بعد ساعات من إصدار قرار التخفيض السابق!!؛
مما جعل مدير الشرطة يصدر أمرًا لجميع أفراد الشرطة
يحرم فيه عليهم الشرب قبل قيادة السيارة!


ومن الحوادث الطريفة أن شابًّا سقط من ارتفاع أربعين قدمًا
على شابة تبلغ العشرين من العمر؛مما أدى إلى إصابتها بالشلل المزمن،
الشاب المخمور قال لأصدقائه:
«لقد كنت في غيبوبة تامة ولا أستطيع أن أتذكر كيف سقطتُّ كل هذه المسافة»!!


وإذا كان المعنى اللغوي للعيد أنه الذي يعود
بالفرح والمرح والسرور فإن العقلية البناءة (!!)
للحضارة المعاصرة أبَتْ إلا أن تجعل منه شيئًا آخر،
ونحن وإن كان بين أيدينا عدد من حالات الخطف والقتل والاغتصاب
التى حدثت في ليلة العيد السعيد!
إلا أننا لسنا بحاجة إلى سردها ـ وليس هذا موضعها ـ
ويكفي القارئ العزيز أن يعلم أن الخمر أم الخبائث،
وأن يعرف أنه كما أغلقت الدوائر والمحال التجارية أبوابها في ذلك اليوم والليلة
فإن من تربَّوْا منذ نعومة أظفارهم على أفلام العنف والجريمة
وأفلام المجون والخلاعة قد استنفروا طاقاتهم القصوى
في سبيل تحقيق تلك الشهوات وإشباع تلك الغرائز.

ولك أن تتصور أي سعادة وسرور يعيشها طفلان
لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما،

وأي معانٍ من معاني ميلاد المسيح تبقى في ذهنيهما
بعد أن شاهدا وحشًا كاسرًا يهجم على أمهما
وجدتهما ويحيلهما إلى جثتين هامدتين تسبحان في بركة من الدماء ؟!
ويولي هاربًا، بقي أن تعرف، أخي القارئ،

أن هذا الوحش هو والدهما الحنون !!





-خرافة سانتاكلوز أو ما يسمى بابا نويل:

ويتمثل في رجل عجوز سمين مرح ذي لحية بيضاء
طويلة وملابس حمراء زاهية، يقولون إن أصله يرجع إلى القديس (نيكولاس)
الذي عاش في أوربا في القرن الرابع الميلادي و
كان يعطف على الأطفال ويوزع عليهم الهدايا.

وقد تحول الآن إلى أسطورة كبيرة يصدقها كثير من الأطفال،
بل في استفتاء أجرته إحدى شبكات التلفاز الأمريكية
قال 90% من الكبار أيضًا إنهم يؤمنون بوجوده.


وتقول الأسطورة الحالية:
«إن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي مع زوجته وأعوانه
يديرون مصنعًا كبيرًا للُعب الأطفال، وفي ليلة الميلاد
يسافران معًا على زحافة ثلجية يجرها ثمانية غزلان،
وتمر الزحافة على سطح كل منزل لينزل منها سانتا كلوز من
خلال المدخنة إلى غرفة الطعام ليضع الهدايا
في جوارب خاصة يتركها للأطفال معلقة بجوار المدفأة.
وعادة ما يضع الأهل تلك الهدايا بدلًا من سانتا كلوز وقت نوم الأطفال،
فإذا ما استيقظوا تيقنوا أن سانتا كلوز حقيقةٌ لا مراءَ فيها».

هكذا يتربى أطفال الحضارة المعاصرة على الخرافة والكذب!!
والأعجب من ذلك أن تظل هذه الخرافة في عقول مَن تجاوزوا سن الطفولة!!.





-الجذور الوثنية لعيد الميلاد، هل حقًا يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح - عليه السلام -؟!

يقول المؤرخون: «إن المسيح - عليه السلام - لم يُولَد في هذا الموعد
الذي يُحْتَفَل به اليوم في البلاد النصرانية؛
حيث يؤكد آباء الكنيسة في القرنين الثاني والثالث الميلاديين
أن ما يسمى بعيد ميلاد المسيح ما هو إلا صورة طبق الأصل
لما كان يحتفل به الوثنيون في أوربا قبل ميلاد المسيح بوقت طويل».

وتقويم الأعياد المسيحية مأخوذ من (تقويم يوليوس الشمسي)
وهو التقويم الذي أدخله يوليوس قيصر إلى روما عام 46 قبل الميلاد،
والذي جعل أيام السنة 365 يومًا حيث

كان الوثنيون يحتفلون (يوم 25 من ديسمبر)
بما يسمونه (عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر)
أو ما يسمى (بيوم الانقلاب الشتوي الصيفي الروماني)،
ولقد أقيم أول احتفال بعيد ميلاد المسيح <- كما يزعمون ->

سنة 336 ميلادية في روما وذلك في اليوم السابع من شهر يناير.

ثم ثبَّتت الكنائس الغربية في نهاية القرن الرابع الميلادي
الاحتفال بميلاد المسيح في يوم (25 من ديسمبر)،
إلا أن الكنيسة في أرمينيا لم تعترف بهذا التغيير

واستمر الاحتفال به في السادس من شهر يناير،
كما هو الحال الآن في معظم الدول الشرقية،
إلا أن المؤرخين يؤكدون أن المسيح - عليه السلام -
لم يولد في أي من هذين الموعدين!! (1).






-أصل شجرة الميلاد:

أول من استخدم الشجرة هم الفراعنة والصينيون
والعبرانيون كرمز للحياة السرمدية،
ثم إن عبادتها قد شاعت بين الوثنيين الأوربيين
وظلوا على تقديسها حتى بعد دخولهم في المسيحية
فأصبحوا يضعونها في البيوت ويزينونها كي تطرد الشيطان أثناء عيد الميلاد.

ولم يطلق عليها شجرة الميلاد إلا في القرن السادس عشر الميلادي ـ
في ألمانيا الغربية ـ حيث تحولت مما يسمى (بشجرة الجنة) ـ
في الاحتفال الديني بذكرى آدم وحواء في 24 من ديسمبر ـ
إلى شجرة الميلاد، حيث أصبح الناس يعلقون عليها الشموع
التي ترمز إلى المسيح <- بزعمهم ->
ولم تدخل فكرة الشجرة إلى انجلترا إلا في القرن التاسع عشر (1).







هذه هي الجذور الوثنية لهذه الأعياد التي يحتفل
بها النصارى اليوم ويعتبرونها أكبر مظاهر دينهم،
وينفقون فيها ملايين الدولارات ..
وما مثلهم إلا كمثل من وصفهم القرآن بقوله تعالى:

{ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) }
(الصافات:69 - 70).

وإنه لَمِمَّا يؤسف له أن ينخدع بعض من أبناء المسلمين
بمظاهر هذه الأعياد الزائفة، فصاروا يحتفلون بها في بلدانهم الإسلامية.




كلامٌ قيِّم ، للإمام ابن القيم في تهنئة الكفار بعيدهم :

قال - رحمه الله -:
«أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق،
مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم،
فيقول: « عيد مبارك عليك »، أو: « تهنأ بهذا العيد »،
ونحوه، فهذا إن سَلِمَ قائلُه مِن الكُفر فهو من المحرمات،
وهو بمنزلة أن يُهَنِّئَه بسجوده للصليب،
بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة
بشُرْب الخمر وقَتْل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثيرٌ ممَن لا قَدْرَ للدِّين عندَه يقع في ذلك،
ولا يدري قُبحَ ما فعَل، فمَن هنَّأ عبدًا بمعصية
أو بدعة أو كُفْر فقد تعرض لمقْت الله وسخطه» .





حكم إهداء الكافر وقبول هديته في يوم عيده :

أولا: الإهداء للكافر:

يجوز للمسلم أن يُهدي للكافر والمشرك،
بقصد تأليفه، وترغيبه في الإسلام،
لاسيما إذا كان قريبًا أو جارًا، وقد أهدى عمر - رضي الله عنه -
لأخيه المشرك في مكة حُلَّة (ثوبًا). (رواه البخاري).

لكن لا يجوز أن يُهْدِي للكافر في يوم عيد من أعياده،
لأن ذلك يُعَدُّ إقرارًا ومشاركة في الاحتفال بالعيد الباطل.

وإذا كانت الهدية مما يُستعان به على الاحتفال
كالطعام والشموع ونحو ذلك، كان الأمر أعظم تحريمًا،
حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك كفر.

قال الإمام الزيلعي الحنفي:
« والإعطاء باسم النيروز والمهرجان لا يجوز »
أي الهدايا باسم هذين اليومين حرام، بل كفر .

وقال أبو حفص الكبير - رحمه الله -:
« لو أن رجلا عَبَدَ الله خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز ,
وأهدى لبعض المشركين بيضة،
يريد به تعظيم ذلك اليوم، فقد كفر , وحبط عمله » (1).

بل ولا يجوز للمسلم أن يهدي للمسلم هدية لأجل هذا العيد (2).





وقد سبق نَقْل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
في أنه لا يجوز للمسلم أن يتشبه بالكفار في أعيادهم،
ولا أن يُعين المسلم المتشبه بهم في ذلك،
ولا أن يُجيب في أعيادهم دعوة مخالفة للعادة صنعها مُسلم،

ولا أن يقبل من المسلمين في هذه الأعياد
هدية مخالفة للعادة في سائر الأوقات،
خصوصًا إن كانت الهدية مما يُستعان بها على التشبه بهم،
ولا أن يُهدِى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد،

لا سيما إذا كان مما يستعان به على التشبه بهم.

وكذلك لا يجوز أن يبيع المسلم ما يستعين به
المسلمون على مشابهتهم في العيد،
من الطعام واللباس ونحو ذلك، لأن في ذلك إعانة على المنكر.

وكذلك لا يجوز أن يبيع المسلم لهم في أعيادهم،
ما يستعينون به على عيدهم، من الطعام واللباس،

والريحان ونحو ذلك، أو إهداء ذلك لهم،
فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم.




ثانيًا: قبول الهدية من الكافر:

وقع الخلاف بين العلماء في هدية المشرك هل تقبل أم لا؟
وسبب اختلافهم في ذلك وجود أحاديث تدل على جواز أخذ الهدية منهم،
ووجود أخرى تمنع من ذلك،
فمنهم من أجازها تأليفًا لقلبه وترغيبًا له في الإسلام،
واستدل بقبول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
هدايا بعض الكفار، كهدية المقوقس وغيره ،
وبوَّب البخاري في صحيحه:
«باب قبول الهدية من المشركين»،
وذكر قصة اليهودية وإهداءها الشاة المسمومة
للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -،
وروى مسلم عن العَبَّاس بن عبد المطلب أن فَرْوَةَ بْنَ نُفَاثَةَ الْجُذَامِىُّ
أهدى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ.

ومِن العلماء مَن منعها واستدل بحديث
عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ - رضي الله عنه -
أَنَّهُ أَهْدَى لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
هَدِيَّةً لَهُ أَوْ نَاقَةً،

فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«أَسْلَمْتَ؟». قَالَ: «لَا».
قَالَ: «فَإِنِّى نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ».

(رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني والأرنؤوط).





قَالَ الإمام أَبُو عِيسَى الترمذي:
«هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ:
«إِنِّى نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ». يَعْنِى هَدَايَاهُمْ».

وفي الجمع بين هذه الأحاديث أقوال منها:

1 - اَلِامْتِنَاعَ فِيمَا أُهْدِيَ لَهُ خَاصَّة وَالْقَبُول فِيمَا أُهْدِيَ لِلْمُسْلِمِينَ،
وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ مِنْ جُمْلَةِ أَدِلَّةِ اَلْجَوَازِ مَا وَقَعَتْ اَلْهَدِيَّة فِيهِ لَهُ خَاصَّة.

2 - يُحْمَلُ اَلْقَبُولُ عَلَى مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ اَلْكِتَابِ،
وَالرَّدُّ عَلَى مَنْ كَانَ مَنْ أَهْلِ اَلْأَوْثَان.

لكِنْ قَدْ أَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ حَدِيثًا اسْتَنْبَطَ
مِنْهُ جَوَازَ قَبُولِ هَدِيَّةَ الْوَثَنِيِّ، وَفِيهِ فَسَادُ
قَوْلِ مَنْ حَمَلَ رَدَّ الْهَدِيَّةِ عَلَى الْوَثَنِيِّ دُونَ الْكِتَابِيِّ،
وَذَلِكَ لِأَنَّ الْوَاهِبَ الْمَذْكُورَ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ وَثَنِيٌّ.

3 - نَسْخَ اَلْمَنْع بِأَحَادِيثِ اَلْقَبُول.

4 - نَسْخَ اَلْقَبُول بِأَحَادِيثِ اَلْمَنْع.

لكن النَّسْخ لَا يَثْبُتُ بِالِاحْتِمَالِ.

5 - الِامْتِنَاعَ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ بِهَدِيَّتِهِ اَلتَّوَدُّدَ وَالْمُوَالَاةَ،
وَالْقَبُولَ فِي حَقّ مَنْ يُرْجَى بِذَلِكَ تَأْنِيسُهُ وَتَأْلِيفُهُ عَلَى اَلْإِسْلَامِ،
فَقَبِلَ ممن طمع في إسلامه ويرجو منه مصلحة للمسلمين،
ورَدَّ ممن على خلاف ذلك.

فيُمنَع قبول هداياهم إذا خشي المسلم على نفسه ـ إنْ هو قَبِلَها ـ
أن يحصل في قلبه ميل لهم.


فالأصل هو عدم جواز قبول هدايا المشركين،
لكن إذا كانت في قبول هداياهم مصلحة عامة أو خاصة
فيجوز قبولها كتأليفهم إلى الإسلام والرغبة في هدايتهم،
أما إذا لم تكن هناك مصلحة فلا تُقْبل.

6 - يَمْتَنِعُ ذَلِكَ لِغَير النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
مِنْ اَلْأُمَرَاءِ وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصِهِ، ولعل هذا أقوى الأقوال.


قَالَ الْجُمْهُور: سَبَب الْقَبُول أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
مَخْصُوص بِالْفَيْءِ الْحَاصِل بِلَا قِتَال، بِخِلَافِ غَيْره،
فَقَبِلَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
مِمَّنْ طَمِعَ فِي إِسْلَامه وَتَأْلِيفه لِمَصْلَحَةٍ يَرْجُوهَا لِلْمُسْلِمِينَ،
وَكَافَأَ بَعْضهمْ، وَرَدَّ هَدِيَّة مَنْ لَمْ يَطْمَع فِي إِسْلَامه
وَلَمْ يَكُنْ فِي قَبُولهَا مَصْلَحَة؛ لِأَنَّ الْهَدِيَّة تُوجِب الْمَحَبَّة وَالْمَوَدَّة.

فترَكَ النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
قبول هدية عياض بن حمار - رضي الله عنه -
ونهى عن هدايا المشركين لِما في التهادي من إيجاب تليين القلوب،
ومَن حَادَّ اللهَ وشانَه فقد حرمت على المسلمين موالاته
وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
في ذلك بخلاف غيره لأنه مأمون مِنه ما لا يؤمن مِن أكثر الأمراء بعدَه.

ولا شك أن الهدية سبب لاستجلاب المودة وسلّ
سخيمة الصدر ووجْده وحِقْده وغِلّه؛
لتعود العداوة محبة والبغضة مودة،
ولذلك حث عليها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
بين المسلمين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم -
قَالَ: «تَهَادُوا تَحَابُّوا»
(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ، وحسنه الحافظ ابن حجر والألباني).

وعن أنس - رضي الله عنه -
قال: «يا بَنِيَّ، تبادلوا بينكم؛ فإنه أوَدُّ لما بينكم».
(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ، وصحح إسناده الألباني).

تنبيه:

إذا كانت هدية المشرك يريد بها فتنة المسلم
أو تنازله عن شيء من دينه فلا يجوز قبولها بلا خلاف (1).






ثالثًا: قبول الهدية من الكافر في عيده:

مسألة قبول الهدية من الكافر في عيده قد اختلف فيها العلماء،
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:

«قال أهل العلم: إنه لا يجوز للمسلمين أن يشاركوا غير المسلمين
في أعيادهم لأن ذلك إقرار ورضًا بما هم عليه
من الدين الباطل ثم إنه معاونة على الإثم والعدوان.




واختلف العلماء فيما إذا أهدى إليك
أحد من غير المسلمين هدية بمناسبة
أعيادهم هل يجوز لك قبولها أو لا يجوز؟

- فمن العلماء من قال:
لا يجوز أن تقبل هديتهم في أعيادهم
لأن ذلك عنوان الرضاء بها (1).

- ومنهم من يقول: لا بأس به.

- وعلى كل حال إذا لم يكن في ذلك محظور شرعي
وهو أن يعتقد المهدِي إليك أنك راضٍ
بما هم عليه فإنه لا بأس بالقبول، وإلا فعدم القبول أولى» (2).





القول بالمنع:

أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية
بعدم جواز قبول هدايا الكفار في أيام أعيادهم،
وذكرت كثيرًا من المفاسد المترتبة على ذلك.

فقد سُئلت اللجنة: «هل يجوز للمسلم أن يأكل
من الأطعمة التي أعدها أهل الكتاب أو المشركون في
أيام عيدهم أو يَقْبَل عَطِيَّةً منهم لأجل عيدهم؟».


فأجابت: «لا يجوز للمسلم أن يأكل مما يصنعه
اليهود أو النصارى أو المشركون من الأطعمة لأعيادهم،
ولا يجوز أيضًا للمسلم أن يَقبلَ منهم هدية من أجل عيدهم؛
لما في ذلك مِن تكريمهم والتعاون معهم في إظهار
شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور أيام أعيادهم.

وقد يجُرُّ ذلك إلى اتخاذ أعيادهم أعيادًا لنا،
أو إلى تبادل الدعوات إلى تناول الأطعمة أو
الهدايا في أعيادنا وأعيادهم على الأقل،
وهذا من الفتن والابتداع في الدين،
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه
قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (1)،
كما لا يجوز أن يهدى إليهم شيء من أجل عيدهم» (2) اهـ.

وقد صدرت الفتوى عن اللجنة برئاسة الشيخ
عبد العزيز بن باز - رحمه الله -،
وعضوية ‍الشيخ عبد الرزاق عفيفي، نائبًا للرئيس،
وعضوية الشيخ عبد الله بن قعود .





القول بالجواز:

أما من قال بجواز قبول الهدية من الكافر في يوم عيده
فلا يعتبر ذلك مشاركة ولا إقرارًا للاحتفال،
بل تؤخذ الهدية على سبيل البر،
وقصد التأليف والدعوة إلى الإسلام.

واستدل بأن الله - عز وجل - قد أباح البر والقسط مع الكافر
الذي لم يقاتل المسلمين،

فقال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِح وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ
دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
(8)} (الممتحنة:8)» (1).

واستند إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
«وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد
قدَّمْنا عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
أنه أتي بهدية النيروز فقبِلَها (2).

وروى ابن أبي شيبة أن امرأة سألت عائشة - رضي الله عنه -
قالت: «إن لنا أظآرًا (3) من المجوس، وإنه يكون لهم العيد فيُهْدُون لنا»،
فقالت: «أمَّا ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم» (4).






وعن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس
فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان،


فكان يقول لأهله:
«ما كان من فاكهة فكلوه، وما كان من غير ذلك فرُدُّوه» (1).

فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم،
بل حكمها في العيد وغيره سواء؛
لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم ... » (2).اهـ.

وإن كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
قد بنى قوله بجواز قبول هدايا الكفار في أعيادهم على
هذه الآثار التي ضعفها الشيخ العدوي، فلعل القول بالمنع هو الأصح.

وقد نَبَّه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - على أن
ذبيحة الكتابي وإن كانت حلالًا إلا أن ما ذبحه لأجل عيده: لا يجوز أكله (3).













ضوابط وشروط من قال بالجواز:

مَن قال بجواز قبول الهدية من الكفار في يوم عيدهم وضع لذلك شروطًا منها:

1 - أن البر والقسط لا يعني المودة والمحبة؛
إذ لا تجوز محبة الكافر ولا مودته، ولا اتخاذه صديقًا أو صاحبًا،


لقوله تعالى:

{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(22)}
(المجادلة:22).

وقال سبحانه:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ
بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ
} (الممتحنة:1).

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ
خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ
(118)}
(آل عمران:118).

وقال - عز وجل -:

{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ
(113)} (هود:113).

وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(51)} (المائدة:51)،

إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على تحريم مصادقة الكافر أو مودته.

2 - ألا تكون هذه الهدية من ذبيحةٍ ذُبِحَتْ لأجل العيد.

3 - ألا تكون مما يستعان به على التشبه بهم في يوم عيدهم،
كالشمع، والبيض، والجريد، ونحو ذلك.

4 - أن يصحب ذلك شرح وتوضيح لعقيدة الولاء والبراء للأبناء،
حتى لا ينغرس في قلوبهم حب هذا العيد، أو التعلق بالمُهدِي.


- أن يكون قبول الهدية بقصد تأليف الكفار
ودعوتهم للإسلام، لا مجاملة أو محبة ومودة.

وفي حال كون الهدية مما لا يجوز قبولها،
فإنه ينبغي أن يصحب رفضها توضيح وبيان لسبب الرفض،
كأن يقال: إنما رفضنا هديتك لأنها ذبيحة ذُبحت لأجل العيد،
وهذا لا يحل لنا أكله، أو أن هذه الأمور إنما يقبلها من يشارك في الاحتفال،
ونحن لا نحتفل بهذا العيد؛
لأنه غير مشروع في ديننا، ويتضمن اعتقادًا لا يصح عندنا،
ونحو ذلك، مما هو مدخل لدعوتهم إلى الإسلام،
وبيان خطر الكفر الذي هم عليه.

والمسلم يجب أن يكون معتزا بدينه،
مطبقا لأحكامه، لا يتنازل عنها حياء أو مجاملة لأحد،
فإن الله أحق أن يُستحيى منه (1).







فتاوى أهل العلم



هل يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ:

سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية عَمَّنْ يَفْعَلُ
مِنْ الْمُسْلِمِينَ: مِثْلَ طَعَامِ النَّصَارَى فِي النَّيْرُوزِ.
وَيَفْعَلُ سَائِرَ الْمَوَاسِمِ مِثْلَ
الْغِطَاسِ وَالْمِيلَادِ وَخَمِيسِ الْعَدَسِ وَسَبْتِ النُّورِ،
وَمَنْ يَبِيعُهُمْ شَيْئًا يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى أَعْيَادِهِمْ،
أَيَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؟ أَمْ لَا؟



فَأَجَابَ:

«لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي شَيْءٍ
مِمَّا يَخْتَصُّ بِأَعْيَادِهِمْ لَا مِنْ طَعَامٍ وَلَا لِبَاسٍ وَلَا اغْتِسَالٍ
وَلَا إيقَادِ نِيرَانٍ وَلَا تَبْطِيلِ عَادَةٍ مِنْ مَعِيشَةٍ أَوْ عِبَادَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.
وَلَا يَحِلُّ فِعْلُ وَلِيمَةٍ وَلَا الْإِهْدَاءُ وَلَا الْبَيْعُ بِمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ.
وَلَا تَمْكِينُ الصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ اللَّعِبِ الَّذِي فِي الْأَعْيَادِ وَلَا إظْهَارُ زِينَةٍ.
وَبِالْجُمْلَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَخُصُّوا أَعْيَادَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهِمْ بَلْ يَكُونُ
يَوْمُ عِيدِهِمْ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ كَسَائِرِ الْأَيَّامِ لَا يَخُصُّهُ الْمُسْلِمُونَ
بِشَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِمْ.

ثُمَّ إنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعِينَهُمْ عَلَى شُرْبِ الْخُمُورِ
بِعَصْرِهَا أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. فَكَيْفَ عَلَى مَا هُوَ مِنْ شَعَائِرِ الْكُفْرِ.
وَإِذَا كَانَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُعِينَهُمْ هُوَ فَكَيْفَ إذَا كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ لِذَلِكَ، وَاَللهُ أَعْلَمُ» (1).








-لا يجوز الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ولا بدخول الألفية الميلادية الثالثة:


أفيد فضيلتكم أنه يوجد في واجهة مبنى إحدى
المؤسسات بالرياض لوحة إلكترونية كبيرة
ومضيئة بأرقام إنجليزية باللون الأحمر،

بعرض أربعة أمتار وارتفاع مترين تقريبا،
تشير إلى العدد التنازلي للمتبقي من أيام العام الميلادي
تمام عام 2000 م، وإلى نهاية العام،ىوالاحتفال بعيد الميلاد ـ رأس السنة ـ
ودخول الألفية الميلادية الثالثة.
وفي هذا اليوم الذي أفيدكم فيه بخطابي هذا 2/ 7 / 1420هـ
وصل الرقم التنازلي إلى 81 يوما، واللوحة مهيأة بعد انقضاء

الواحد وثمانون يومًا إلى الإشارة إلى رقم عام ألفين بأربع خانات،
وهذا إعلان لشعار النصارى وتاريخهم، ومشاركة لهم في شعائرهم وأعيادهم،
وهذا فيه هَجْرٌ لتاريخ المسلمين وجَرْحٌ لشعورهم، واستغفالٌ للعلماء والمثقفين،
ونشْرٌ لهذا المبدأ النصراني.
نرجو أن يوفقكم الله ويوفق من بيده الأمر إلى إلغاء هذه اللوحة،
وفي إلغائها بهجة للمسلمين حفظكم الله.




لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُظهِر الحرص والاهتمام
بتاريخ الألفية المذكورة أو غيرها من المناسبات المتعلقة

بدين النصارى أو غيرهم من الكفار، ومن ذلك التاريخ بالألفية المذكورة،
أو تعليق بعض الأمور بها؛ كعقد الزواج أو بدء أعمال التجارة أو اعتبارها عيدًا؛
لأن في ذلك نوعُ رضًا بما هم عليه، ومداهنةٌ لهم، وإعانة ودعاية للاحتفال بأعيادهم،
التي تُرفع فيها الصلبان، ويعظَّم فيها الباطل،

ويُنتهَك فيها ما حرمه الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -،

والله - عز وجل - يقول:

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
(2)} (المائدة: 2).

وثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
أنه قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»،
والمسلم الذي رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا
وبمحمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم - نبيًّا ورسولًا ـ
يجب عليه اتباع صراط الله المستقيم الذي كان عليه
النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته الكرام - رضي الله عنهم -،
ومقتضى الاستقامة على هذا الصراط:
أن يجتنب المسلم طريق المغضوب عليهم والضالين،
من اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار،
فلا يتبعهم في ضلالهم ولا يتشبه بهم في أفعالهم وألبستهم،
ولا يخالطهم في أعيادهم وكنائسهم ومعابدهم،
ولا يُظهِر الفرح والسرور بمناسباتهم ولا يهنئُهم بها،
بل يتبرأ من ذلك كله ويُسْلِم وجهه لله ويسأله الهداية والثبات عليها حتى يلقاه (1).








الاحتفال بأعياد الكفار ومناسباتهم الخاصة بهم لا يجوز:



هل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية، بتبادل الهدايا بيننا كمسلمين،
وليس في نِيَّتِنَا التشبه بالنصارى، وإنما الاحتفال بدخول عام جديد؟




لا يجوز للمسلم الاحتفال بأي شكل من الأشكال
بأعياد الكفار أو غيرها من مناسباتهم الخاصة بهم،


ففي دين الإسلام وأعياده كفاية للمسلم عن
الاحتفال بأعياد النصارى ومجاراتهم والتأثر بهم (2).

وقد ابتُلِيَ بذلك كثير من ضعاف النفوس من أبناء المسلمين،
نسأل الله تعالى أن يعيدهم إلى رشدهم ويفقههم في دينهم.









هل تحضر العيد لتسَلّم على أقاربها؟



عائلتي تجتمع في عيد الكرِيسْمَس، وأريد أن أحضر وأسَلّم عليهم،
ليس بنِيّة الاحتفال ولا المشاركة، لكن فقط لانتهاز فرصة اجتماع أقاربي،
هل هذا مسموح؟.



وجَّهْتُ هذا السؤال لشيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - فأجاب:
«لا، لا يجوز، إذا مَنَّ الله عليها بالإسلام أول ما تفعله
التبرؤ من دينها الأول وأعياده. والله أعلم» (1).








إرسال المبتعث بطاقات التهنئة بعيد رأس السنة للمشرف الدراسي النصراني:


سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
«العلاقة الطيبة بين المبتعث وأستاذه ـ مشرفه الدراسي ـ
ضرورة تقتضيها عدة أمور من بينها مصلحة الطالب نفسه،
غير أن هناك بعضًا من المبتعثين يجدون حرجًا في تقوية هذه العلاقة،
وخاصة فيما يتعلق بالمناسبات الدينية
كبَعْثِ بطاقات التهنئة بما يسمى الكرِيسْمَس أو عيد رأس السنة،
فهل ترون غضاضة في أن يكتب الطالب تهنئة لأستاذه
خاصة إذا كانت من باب المجاملة المطلوبة في مثل هذا المجتمع؟



فأجاب فضيلته بقوله:

«لا يحل للإنسان أن يجامل كافرًا على حساب دينه
ولو كان هذا الكافر قد أحسن إليه كثيرًا؛

لأن الدين مقدم على كل شيء، وبناءً على هذه القاعدة
لا يحل للطالب أن يبعث إلى أستاذه تهنئة بالشعائر الدينية
كأعيادهم التي تكون على رأس السنة الميلادية،
أو عيد الميلاد، فمن فعل ذلك فقد أتى إثمًا كبيرًا.

حتى قال بعض العلماء: إنه يخشى أن يكفر بذلك؛
لأنه رضِيَ بالشعائر الدينية، والرِّضَى بالكفر كفر،
أما المجاملات الأخرى كالتهنئة بالولد مثلًا، أو بالقدوم من سفر،
وما أشبه ذلك فهذه أهون» (1).









هل يجوز له العمل في بيع تحف تتعلق بأعياد الكفار؟


يوجد مصنع لصنع التحف الزجاجية كحوامل العطور والشمعدانات وتصديرها للخارج،
وعرض عليَّ بأن أكون مسؤولًا عن التصدير،
ولكن المصنع يطلب مني في أعياد النصارى (الكريسماس)
عمل بعض التحف الزجاجية الخاصة بعيدهم كالصلبان والتماثيل.
فهل هذا العمل يجوز حيث إنني أخشى من الله
بعد أن مَنَّ عليَّ ببعض العلم وبحفظ كتابه؟



لا يجوز لأحدٍ من المسلمين أن يشارك في أعياد الكفَّار،
سواء بحضور أو تمكين لهم بإقامته أو ببيع مواد وسلع تتعلق بتلك الأعياد.

كتب الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - إلى وزير التجارة قائلًا:
«من محمد بن إبراهيم إلى معالي وزير التجارة ـ سلمه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ذُكِرَ لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا

خاصة لمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية،
من ضمن هذه الهدايا (شجرة الميلاد المسيحي)،
وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين
في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد.

وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله،
ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك، وما ذكره أهل العلم من
الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين
وأهل كتاب في أعيادهم، فنأمل منكم ملاحظة مَنْع ما يَرِدُ للبلاد من هذه الهدايا

وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.
كما أننا نلفت نظركم إلى أن كثيرًا من الغيورين على دينهم
قد ذكروا لنا أن لحومًا معلبة مستوردة من الخارج تباع في البقالات وغيرها،
وتعرفون بارك الله فيكم أن الذبح الشرعي شرط في حل ذلك وأن مُصَدِّري هذه اللحوم المعلبة لا
يعتبرون للذكاة الشرعية دخلًا في الحل والتحريم،
لاسيما البلدان الشيوعية وما في حكمها ممن تربَّوْا على الإلحاد والكفر بالله.
فاعتمدوا ـ بارك الله فيكم ـ الاحتياط لبراءة ذمم المسلمين
بمنع ورود هذه اللحوم المعلبة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد،

والسلام عليكم. (1)









وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:



بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم، فما توجيهكم؟.


فأجاب:

«لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود
أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم، بل يجب ترك ذلك؛
لأن «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (1)،
والرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم،
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك،
ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء لأنها أعياد مخالفة للشرع،
فلا يجوز الاشتراك فيها، ولا التعاون مع أهلها،
ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة
ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها؛

ولأن الله سبحانه يقول:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى
الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
(2)} (المائدة: 2).

فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان (2).

وفي بيان لعلماء اللجنة الدائمة حول المشاركة باحتفالات الألفية، قالوا:
«سادسًا: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه
من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك: إشهار أعيادهم وإعلانها،
ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء
كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام،
أو نصب الساعات واللوحات الرقمية، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية،
أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية،
أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها،
أو الأنشطة الرياضية، أو نشر شعار خاص بها». اهـ.

وعليه: فلا يجوز لك ـ أخي ـ المشاركة في صنع شيء يتعلق بأعياد الكفار،
واترك هذه الوظيفة لله تعالى،
وسيبدلك الله خيرًا منها إن شاء. والله أعلم (3).








لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم بأي صيغة كانت:



ما هو حكم تناول الطعام (رُزّ أو لحم أو دجاج أو كيك) ا
لذي يهدى إلينا من صديق نصراني والذي صنعه من أجل
عيد ميلاده الشخصي أو عيد الميلاد (كريسماس) أو عيد رأس السنة الميلادية؟


وما رأي فضيلتكم في تهنئته بكلام مثل:
إن شاء الله تستمر في النجاح في هذه السنة
لتفادي قول: كل عام وأنت بخير أو عام سعيد.



لا يجوز للمسلم أن يأكل ما يصنعه اليهود والنصارى في أعيادهم،
أو ما يهدونه إليه من أجل عيدهم؛
لأن ذلك من التعاون والمشاركة معهم في هذا المنكر.

كما لا يجوز له أن يهنئهم بعيدهم، بأي صيغة من صِيَغ التهنئة؛
لما في ذلك من الإقرار بعيدهم وعدم الإنكار عليهم،
ومعاونتهم في إظهار شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور في أعيادهم،
وهي أعياد مبتدعة، تتصل بعقائد فاسدة لا يقرها الإسلام (1).










جمع التبرعات لشراء هدايا للأسر الفقيرة في الكريسمس:



مدرستي فيها تقاليد في أعياد الميلاد
فكل عام يقوم أحد الفصول بتولي أمر أسرة فقيرة يجمع لها

التبرعات لشراء هدايا أعياد الميلاد،
ولكني رفضتُ ذلك لأن الأسرة حينما تتلقى

هذه الهدايا تدعو: «بارك الله في النصارى»؛
فهل فِعلي صحيح؟.




«يظهر أنك تعني ميلاد المسيح - عليه السلام -
الذي تعظمه النّصارى وتتخذه عيدًا.
وأعياد النصارى من دينهم،

وتعظيم المسلمين لأعياد الكفّار بإظهار الفرح والسرور
وتقديم الهدايا هو من التشبُّه بهم،

وقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»؛

فيجب على المسلمين أن يحذروا من التشبه بالنصارى
في أعيادهم، وفي العادات المختصة بهم،
وقد أحسنْتَ وأصبت حيث لم توافق على جمع التبرعات

للأسر الفقيرة بمناسبة أعياد الميلاد، فاستقم على طريقك،
وناصح إخوانك وبيِّنْ لهم أن هذا العمل لا يجوز فنحن المسلمين
ليس لنا سوى عيد الفطر،


وعيد الأضحى وقد أغنانا الله عن
أعياد الكافرين بهذين العيدين». انتهى.
كتبه: الشيخ عبد الرحمن البراك.

ونحن المسلمين إذا أردنا الصّدقة فإننا نبذلها للمستحقّين الحقيقيين
ولا نتَعمّد جعْل ذلك في أيام أعياد الكفار بل نقوم به
كلما دَعَت الحاجة وننتهز مواسم الخير العظيمة كرمضان
والعشر الأوائل من ذي الحجّة وغيرها من المواسم الفاضلة التي تُضاعف فيها الأجور،

وكذلك في أوقات العُسْرة كما قال الله تعالى:

{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13)
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
(17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)} (سورة البلد:11 - 18) (1).









استخدام الألعاب النارية ليلة رأس السنة:



هل يجوز استخدام الألعاب النارية في رأس السنة الميلادية؟
علمًا أنه لا يسمح بتلك الألعاب إلا في ذلك اليوم.


عيد رأس السنة الميلادية من أعياد النصارى، بل هو عيدهم الأكبر.
واستخدام الألعاب النارية في هذا العيد هو من باب إظهار الفرح والمشاركة والابتهاج به،
ولا يجوز للمسلم أن يشارك هؤلاء في أعيادهم.
فابتعد عن هذا العمل في عيد رأس السنة الميلادية، وفقك الله (1).









إنشاء عبادة لمخالفة المشركين في أعيادهم بدعة:


في ليلة رأس السنة الميلادية قامت بعض الجماعات بجمع الناس
إلى المساجد وقاموا بإنشاء صلاة
وذلك بحجة مخالفة المشركين ومحاولة حجب الناس عن الفتن.
أليس ذلك من البدع وهل يعني ذلك أنه كلما كان عيد للكفار أنشأنا عبادة؟



لا يجوز تخصيص أيام أعياد الكفار بنوع من أنواع العبادة،
لأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه فعل ذلك،

وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (رواه مسلم).

ويكفي مخالفةً لهم أننا لا نشاركهم في أعيادهم بأي نوع من المشاركة،
وأننا نبغض أفعالهم المخالفة للشرع وعقائدهم الضالة.


ثم إنه يُخشى أن يعتاد الناس على هذه العبادة في أعياد الكفار الباطلة،
فيعتقد العوام بعد ذلك أنها سُنَّة،
فتكون بذلك قد أحدثتْ بدعة من حيث لا تشعر،
بل قد يكون تخصيص أعيادهم بالعبادة

نوعًا من المشاركة لهم في تعظيم أيامهم دون قصد منك.

ولذلك كره العلماء صيام أيام أعيادهم.

قال ابن قدامة في المغني:

«ويُكره إفراد يوم النيروز، ويوم المهرجان بالصوم،
لأنهما يومان يعظمهما الكفار، فكره كيوم السبت،
وعلى قياس هذا كل عيد للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم».


وقال الكاساني في بدائع الصنائع:
«وكذا ـ يعني يكره ـ صوم يوم النيروز والمهرجان،
لأنه تشَبُّهٌ بالمجوس».ا. هـ (1).










هل يجوز الاجتماع ليلة رأس السنة الميلادية للذِّكر والدعاء وقراءة القرآن؟




هذه الرسالة رأيتُها كثيرًا على الإنترنت،
ولكن في الحقيقة لم أرسلها لشكِّي في كونها من البدعة،
فهل يجوز نشرها، ونثاب عليها، أم إنه لا يجوز هذا لأنه بدعة؟:


«إن شاء الله كلنا سنقوم الساعة 12 ليلة رأس السنة،
ونصلي ركعتين، أو نقرأ قرآنًا، أو نذكر ربنا، أو ندعو،
لأنه لو نظر ربنا للأرض في الوقت الذي معظم العالم

يعصيه يجد المسلمين لا زالوا على طاعتهم،
بالله عليك ابعث الرسالة هذه لكل الذين عندك،
لأنه كلما كثر عددنا: كلما ربنا سيرضى أكثر».

أفيدوني، أفادكم الله.



قد أحسنت غاية الإحسان في عدم نشر تلك الرسالة،
والتي انتشرتْ في كثير من المواقع الإلكترونية
التي يغلب عليها طابع العامية والجهل.


والذين نشروا تلك الرسالة وأرادوا من المسلمين القيام بالصلاة والذِّكر:
لا نشك أن نياتهم طيبة، وعظيمة، وخاصة أنهم
أرادوا أن تقوم طاعات وقت قيام المعاصي،

لكن هذه النية الطيبة الصالحة لا تجعل العمل شرعيًّا صحيحًا مقبولًا،
بل لا بدَّ من كون العمل موافقًا للشرع
في سببه، وجنسه، وكمِّه، وكيفه، وزمانه، ومكانه،
وبمثل هذا يميِّز المسلم العمل الشرعي من البدعي.


ويمكن حصر أسباب المنع من نشر تلك الرسالة بنقاط، منها:

1 - أنه وُجدَتْ مناسبات جاهلية، ومناسبات لأهل الكفر والضلال،
منذ عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى زماننا هذا،
ولم نَرَ نصًّا نبويًّا يحُثُّنا على إنشاء طاعة وقت فعل غيرنا لمعصية،
ولا بعمل مشروع وقت فعل عمل بدعي،
كما لم يُنقل قول لأحدٍ من الأئمة المشهورين باستحباب فعل هذا.

وهذا من علاج المعصية ببدعة،
كما حصل من علاج بدعة الحزن واللطم في (عاشوراء)
من الرافضة ببدعة التوسع في النفقة وإظهار الفرح والسرور.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
«وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مأتمًا:
فليس هذا من دين المسلمين، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب،
ثم هم قد فوَّتُوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل،
وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها،
مثل فضل الاغتسال فيه، أو التكحل أو المصافحة
وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة،
وإنما المستحب صومه، وقد رُوِي في التوسع فيه على العيال
آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه،

قال:
«بلغنا أنه من وَسّع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»
حديث ضعيف ، (رواه ابن عيينة)،

وهذا بلاغٌ منقطعٌ لا يُعرَفُ قائله،
والأشبه أن هذا وُضِعَ لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة؛
فإن هؤلاء أعدوا يوم عاشوراء مأتمًا، فوضع أولئك فيه آثارًا تقتضي التوسع فيه،
واتخاذه عيدًا، وكلاهما باطل.

لكن لا يجوز لأحد أن يغيِّر شيئا من الشريعة لأجل أحد،
وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء،
وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة، المقابلة للرافضة» (1).





2 - الدعاء والصلاة لها أوقات في الشرع فاضلة،
قد رغَّبَنَا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بفعلها فيه،
كالثلث الأخير من الليل،
وهو وقت نزول الرب - سبحانه وتعالى - للسماء الدنيا،
والحث على فعل ذلك في وقت لم يرد فيه النص الصحيح
إنما هو تشريع في (السبب) و (الزمن)
والمخالفة في أحدهما كافية للحكم على الفعل بأنه بدعة منكرة،
فكيف بأمرين اثنين؟!.


والأصل في المسلم الاتباع لا الابتداع،

قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(31)} (آل عمران:31).

قال ابن كثير - رحمه الله -:
«هذه الآية الكريمة حاكمة على كل مَن ادعى محبة الله،
وليس هو على الطريقة المحمدية:

فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي،
والدين النبوي، في جميع أقواله،
وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عليه أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (2).



قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:

«أحبُّوا الرسول أكثر مما تحبون أنفسكم،
ولا يكمل إيمانكم إلا بذلك، ولكن لا تُحدِثوا في دينه ما ليس منه،

فالواجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس،
وأن يقولوا لهم: اشتغلوا بالعبادات الشرعية الصحيحة،
واذكروا الله، وصلوا على
النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في كل وقت،

وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة،
وأحسنوا إلى المسلمين في كل وقت» (3).





3 - أنكم تتركون ما هو واجب عليكم تجاه تلك المعاصي والمنكرات،
وهو الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصح للمخالفين،
وانشغالكم بعبادات فردية مع وجود معاصي
ومنكرات جماعية لا يحسُن بكم فعله.


فالذي نراه هو تحريم نشر مثل تلك النشرات،
وبدعية الالتزام بتلك الطاعات لمثل تلك المناسبات،
ويكفيكم التحذير من الاحتفالات المحرمة في
المناسبات الشركية أو المبتدعة، وأنتم بذلك مأجورون،
وتقومون بواجبكم تجاه فعل تلك المعاصي (4).











المختصر الموصل :

حكم الإحتفال برأس السنة سواء
كان بالإحتفال به او تعظيمه
او المجاملة فيه او المشارك في ما يقوماته عليه
من صناعة الشجرة او الزينة او ما شابه ذلك
او إرسال برقيات التهنة كمجاملة
او قبول الهدايا الخاصة به او التهنة بقول
كل عام وانت بخير او عام سعيد
وما شابه ذلك ، او الإحتفال به
بالمشارك مثلا في إطلاق المفرقعات بهذا
اليوم و ما شبه ذلك
قد ثبت بالأدلة تحريمه ، لان فيه مخالفة
للدين ، و إبتداع لعيد خاص ، و فيه تشبه
بالكفار و بمعتقداته الشركية ، و ايضا
ما يصاحب هذا الإحتفال من مخالفات
صريحة لمحرمات ، من تشغيل الاغاني
و الإختلاط بين الجنسيين و انتشار
شراب الخمر .






وفي الختام ،،

نسأل الله العليم رب العرش العظيم
ان يوفقني في ما كتبت لكم .

فإن اصبت فمن الله ،
و ان اخطأت فمني و من الشيطان ،

والله ولي التوفيق ،،
وجزاكم الله خيراً و أطعمكم من الجنة طيراً
و شكر الله سعيكم لقراءة هذا الموضوع.

أستودعكم الله ،
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المصدر : المكتبة الشاملة
اسم الكتابة : رأس السنة هل نحتفل
الكاتب : شحاتة محمد صقر

للنشر ،








التعديل الأخير تم بواسطة D.Roger ; 01-14-2015 الساعة 09:25 PM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع • القول الفصل في حكم الإحتفال برأس السنة •:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كائنات تجيد الإختفاء والتمويه ؟ ارجو تثبيت الموضوع (يوتشيها مادارا) قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 14 08-29-2011 03:39 PM
شاب برأس ضخم .. سبحان الخالق slirac قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 10 02-18-2011 06:57 PM
قفل البرامج برمز(سري) ايمن الكوري قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 7 10-07-2010 11:03 AM
هوس الإحتفال (الكرنفال) النسخة 1.0 العاشق 2005 أرشيف قسم الألعاب الإلكترونية 0 10-07-2008 06:13 PM

الساعة الآن 04:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity