خيبة

.
.
.
.
.

السلام عليكم اخوتي

.
.

أرجو ان تنال خاطرتي اعجابكم

.
.
.
.

خيبة

.
.

ها انا ذا انظر الى لوحة مفاتيح حاسوبي الموضوع على مكتبي الفوضوي ،لأجد من حروفه المرتبة الهماً لأكتب عنك ،فبينما انظر للحروف بلهفة مرعبة بلا اي سبب أفهمه، رغبت بجماح ان اكتب شيءً يصفك ، انتِ التي قد أرقت عيني وعقلي وقلبي ونومي لهذه المدة، كنت جالس على نافذة غرفتي ،أخذ نفساً لسيجارة أشعلتها من دون ان ادرك لماذا ،ربما لأنني كنت أقرأ روايةً اخرجت من قلبي أحاسيس لم أصدق بوجودها يوماً، أخذت نفساً أخر وأنا استمع لسنفونية الوحدة التي بنيتها بحماقتي، أظن ان حماقتي جعلتني أحبك، احبك كلمة كتبتها في وحي سذاجة، كيف لي ان اكتب الآن كلمة لم أصدق حتى وجدها الا في الروايات والخرفات المزغرفة بمشاعر الرومنسية، رواية كنتُ أقرأها منذ لحظات عن عشق اعتبرته عن نفسي منحرفاً، لكن مع ذلك شدني اليها شيء لا اعلمه، ربما كان الملل او انني ببساطة ابرر ذلك بالملل، او لربما شدني نقصي لذلك الاحساس بأن أملئ الفراغ الذي خلقه؛ بقبلة رواية لعشقين، فهل من الممكن لي ان اتي الآن وانكر مفكرتي التي ملئتها يوماً بسادية العالم وساديتي النفسية، أرغب حقاً في عناق تلك الوردة التي سميتها حيرتي، سنبل لورودة جميلة تألقت بين الورود في حديقة ملئها الارج واللون الاخضر، أظن اني ان عانقتك الان لن أتركك أبداً تهربين من حضني الذي شعر بالقشعريرة لتفكرك تجلسين عليه بينما أضمك بذرعي التي ترتعش وبينما يدق قلبي جرس "الفسحة" التي حقاً ارغب ان تتجمد في بعد زمني لا يتقدم، وبينما أسخر بإبتسامة مهمومة من نفسي المتعبة بحبك، كيف احبك وانتِ لرجل آخر وكيف احبك وانا لم ألتقيك حتى، لقد بدأت قصتنا في احد المواقع الاجتماعية المستغفلة لعقولنا المراهقة،لقد كنتِ طيبة لحد استحلته، لقد تجاوزتي بطيبتك مقايسي التي صنعت مني متعجرفاً مغرور، وصنعت بذلك اليوم تحدياً بيني وبين قلبك الابيض، كانت لعبتي ان اطليه بالسواد لأثبت عندما تسقطين ان مقايسي لا تخطأ، وان كبري الوهمي حقيقة، وعبثاً كنت احاول، لم استطع ان احرك حجاري التي كانت فخري لتقف ساكنة، لقد نلتي مني بشبكةٍ طويلة ،مرت بضع شهور وتحولت حواراتنا من كتابات اصلها رقمان الى صوتان التقيا بفعل الجرأة، لنسمع من بعضنا اصواتاً حميمة غاضبة وحزينة، فيجلس كلٌ منا في مكانه ونرتاح بينما نستمع لصوتنا، أفرح كلما سمعتك تقولين "مرحباً" وأفراح عندما اسمع صوت هاتفي يعزف موسيقى تناديني لقد أتت، حماقتي زادت يوماً بعد يوم وأحببتك كل يوم ،واجد نفسي احبك اليوم اكثر من البارحة، وأعود أتسأل وأقول لا اعلم ما الحب، هل هو رغبة في لقاء وقد رغبت أحياناً في لقاء الكثيرين من معارفي وأصدقائي ، فلماذا اشعر انك لقائك سيكون مختلف عنهم جميعاً، هل هي اهمية في داخلي ، انا الذي كان غروري لا يسمح بأي شخص في دخول سلسلتي التي بنيتها على تقيمات مدروسة، سوى اقليات كنت احفظهم لنفسي فقط، فما كان تقيمي لك برأيك ، لقد تجاوزتني منذ شهور فترة كانت لي كعقدٍ بطيء، لقد شعرت اني مستعد لرمي نفسي للموت من اجلك، لكن الحقيقة انني كنت ببساطة لا اريد الاعتراف، بأنني أكره نفسي، ذلك الاعتراف الذي رفضته، جعلني انسى ان شخصاً لا يحب نفسه، لن يحبه أحد، وذهبت بسذاجة لأقول كلمة لا اؤمن بوجدها، وقلت لك يومها احبك، لأجد منك كل شيء الا حبك لي، انا الذي ظننت اني قد احب نفسي اذ احببتني، فكرهت نفسي أكثر بسببك، وأتعرفين قد قرأت في رواية، اننا نكتب عن الاشخاص لنقتلهم برصاص صامت، فهأنا اليوم أكتب عنك لكي تموتي بحروفي التي لن تقرأيها ابداً، ولتكون كتابتي ثاني أكبر خيبة لي في حياتي، وقد فشلت في لعبتي منذ البداية.


.
.
.
.
.
.