سَلاَمَةُ القُلُوبِ وَالأَلْسُنِ

بسم اللـﮧ الرحـمن الرح‘ـيم


السلام عليگم ۋرح‘ـمـۃ اللـﮧ ۋبرگاٺـﮧ


گيف حـال أعضاء ۋزۋار منٺدى العاشق


أسأل اللـﮧ أن يرزقنا العلم ۋالعمل معاً.


إن الحـمد للـﮧ نحـمده ونسٺعينـﮧ ۋنسٺغفره، ۋنعۋذ باللـﮧ


من شرۋر أنفسنا ۋمن سيئاٺ أعمالنا، من يهده


اللـﮧ فلا مضل له، ۋمن يضلل فلا هادي لـﮧ


ۋالح‘ـمد للـﮧ الذي أخ‘ـرجنا بالإسلام من ظلماٺ الج‘ـهل


ۋالۋهم إلےٰ أنۋار المعرفـۃ ۋالعلم ، ۋمن ۋح‘ـول الشهۋاٺ


إلےٰ جناٺ القرباٺ ، ۋالح‘ـمد للـﮧ الذي أنزل علےٰ عبده


الگٺاب ۋلم يجعل لـﮧ عۋج‘ـا ، ۋشرع الإسلام وج‘ـعل لـﮧ منهج‘ـاً


ۋأعز أرگانـﮧ علےٰ من غالبـﮧ ، فج‘ـعلـﮧ أمناً لمن ٺمسگ بـﮧ


، وسلماً لمن دخ‘ـلـﮧ ، ۋبرهاناً لمن ٺگلم بـﮧ ، وشاهداً


لمن خاصم عنـﮧ ، ۋنۋراً لمن اسٺضاء بـﮧ ، ۋفهماً لمن عقل


، ولباً لمن ٺدبر ، ۋآيـۃً لمن ٺوسم ، ۋٺبصرةً لمن عزم

، وعبرة لمن اٺعظ، ۋنج‘ـاة لمن صدق ، ۋثقـۃ لمن ٺۋگل


، ۋراح‘ــۃ لمن فۋض ، وج‘ـنـۃ لمن صبر


ۋأشهد أن لا إلـﮧ إلا الله، ۋح‘ـده لا شريگ له، ۋأشهد


أن مح‘ـمدًا عبده ورسۋله، أرسلـﮧ بدين الهدى


ليخرج الناس من الظلماٺ إلےٰ النۋر، فأنار بـﮧ


سبل الخ‘ـير، ودرۋب الرشاد، فأماٺ الگفر ۋالضلالاٺ،


ۋمح‘ـا الزيغ ۋالهۋى، ۋأحـيا السنن، وأماٺ البدع،


عليـﮧ الصلاة والسلام، ۋعلےٰ آلـﮧ وصحـابٺـﮧ


ومن ٺبعهم بإحـسان إلےٰ يوم الدين، ۋبعد.



رۋى الح‘ـاگم وغيره عن أبي هريرة رضي اللـﮧ عنـﮧ أن النبي


صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ وسلم قال: ((لَيْسَ الصِّيَامَ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ


، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ، وَجَهِلَ


عَلَيْكَ فَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ))( المسٺدرگ للح‘ـاگم) ، ۋأخرج‘


الإمام أح‘ـمد عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنِ الْأَعْرَابِيِّ


قَالَ سَمِعْٺُ رَسُۋلَ اللَّهِ صَلَّےٰ اللَّهُ عَلَيْهِ ۋَسَلَّمَ يَقُۋلُ ۋذگر


الح‘ـديث أن النبي صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم قال: ((صَوْمُ


شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ))


(مسند الإمام أح‘ـمد).




إن من السماٺ العظيمـۃ ۋالصفاٺ الگريمـۃ الدالـۃ علےٰ


گمال إيمان الصائمين المخ‘ـبٺين ۋنُبل أخلاقهم سلامـۃ


صدۋرهم ۋألسنٺهم ٺجاه إخ‘ـوانهم المؤمنين ، فليس


في قلۋبهم غلٌّ أۋ ح‘ـسدٌ أۋ ضغينـۃ ، وليس في ألسنٺهم


غيبـۃٌ أۋ نميمـۃٌ أۋ گذبٌ أۋ ۋقيعـۃ ، بل لا يح‘ـملۋن


في قلۋبهم إلا المح‘ـبـۃ ۋالخير ۋالرح‘ـمـۃ ۋالعطف


ۋالإگرام ، ۋلا ٺجري علےٰ ألسنٺهم إلا الگلماٺ النافعـۃ


والأقۋال المفيدة والدعۋاٺ الصادقـۃ ، فهم في زمرة من


أثنےٰ اللـﮧ عليهم ۋزگَّاهم بقۋلـﮧ ٺعالےٰ : {وَالَّذِينَ جَاءُوا


مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا


بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ


رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الح‘ـشر:10] ، فنعَٺَهم ربهم بخصلٺين


عظيمٺين وخلٺين گريمٺين : إحـداهما ٺٺعلق باللسان


؛ فليس في ألسنٺهم ٺجاه إخ‘ـۋانهم المؤمنين إلا


النصح‘ والدعاء {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}


، والخصلـۃ الثانيـۃ ٺٺعلق بالقلب ؛ فقلۋبهم سليمـۃ


ٺج‘ـاه إخ‘ـوانهم المؤمنين ليس فيها غلّ أۋ حـسد


أۋ حـقد أو ضغينـۃ أۋ نح‘ـۋ ذلگ.




ۋسلامـۃ الصدر واللسان هما من أۋضحـ الدلائل ۋأصدق البراهين


علےٰ ٺمام الصيام ۋگماله، ۋقد گان السلف رحـمهم اللـﮧ


يعدّون الأفضل فيهم أسلمهم صدراً ۋلساناً ، قال


إياس بن معاۋيـۃ بن قرة : ((گان أفضلهم عندهم


- أي السلف - أسلمَهم صدۋراً ۋأقلهم غيبـۃ))


(رۋاه الطبراني في مگارم الأخ‘ـلاق) ، ۋقال سفيان


بن دينار : ((قلٺ لأبي بشير - ۋگان من أصح‘ـاب علي


- : أخبرني عن أعمال من گان قبلنا ، قال : گانۋا يعملۋن


يسيراً ويؤجرۋن گثيراً ، قال قلٺ : ۋلم ذلگ ؟ قال


: لسلامـۃ صدۋرهم))( رۋاه ابن السري في گٺابـﮧ الزهد)




ۋرمضان فرصـۃ ذهبيـۃ ۋهِبـۃ إِلهِيَـۃ لٺسلَم الصدور


ۋالألسن من گل الگدۋراٺ ۋالأدۋاء ؛ فليسٺ العبرة


من صيامگ أن ٺمٺنع عن الطعام ۋالشراب ۋيفطر


قلبگ علےٰ الحـقد ۋالحـسد ۋالبغض لعباد اللـﮧ ،


أۋ يفطر لسانگ علےٰ الغيبـۃ والنميمـۃ ۋالغش


ۋالگذب ۋالسباب ۋالشٺم ؛ لأن من گان هذا


حـالـﮧ فما اسٺفاد من صيامـﮧ إلا الجوع ۋالعطش،


ۋفي الحـديث: ((رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ


وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ))


(مسند الإمام أح‘ـمد) رۋاه أح‘ـمد من حـديث أبي


هريرة رضي اللـﮧ عنـﮧ مرفۋعاً إلےٰ النبي صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم .




ولقد گان السبب الأعظم لسلامـۃ صدۋر أۋلئگ


الأخ‘ـيار ۋألسنٺهم هۋ قۋة صلٺهم باللـﮧ وشدة


رضاهم عنـﮧ ، قال ابن القيم رح‘ـمـﮧ اللـﮧ :


((الرضا يفٺح‘ لـﮧ باب السلامـۃ ؛ فيج‘ـعل قلبـﮧ


سليماً نقياً من الغش ۋالدغل والغل ، ولا ينجۋ


من عذاب اللـﮧ إلا من أٺےٰ اللـﮧ بقلبٍ سليم ، گذلگ


ۋٺسٺحـيل سلامـۃ القلب مع السخ‘ـط ۋعدم الرضا ،


ۋگلما گان العبد أشد رضا گان قلبـﮧ أسلَم ، فالخبث


والدغل ۋالغش قرين السخ‘ـط ، ۋسلامـۃ القلب ۋبره


ۋنصحــﮧ قرين الرضا ، ۋگذلگ الحـسد هۋ من


ثمراٺ السخط ، ۋسلامـۃ القلب منـﮧ من ثمراٺ الرضا))( مدارج السالگين)




وثمراٺ سلامـۃ القلب الٺي هي ثمرة من ثمراٺ


الرضا لا ٺُعَد ۋلا ٺُح‘ـْصےٰ ؛ فسلامـۃ الصدر راح‘ــۃٌ


في الدنيا ۋأنسٌ ۋطمأنينـۃ ، وثۋابـﮧ في الآخ‘ـرة من


أحـسن الثواب ، ۋغنيمٺـﮧ إذ ذاگ أگبر غنيمـۃ . وفي


الخبر قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : ((دُخِلَ عَلَى أَبِي دُجَاَنَةَ


رضي الله عنه وَهُوَ مَرِيضٌ - وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ - فَقِيلَ


لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟ فَقَالَ: مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَوْثَقُ


عِنْدِي مِنَ اثْنَتَيْنِ : كُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي


، وَالْأُخْرَى فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمَا))(الطبقاٺ الگبرى لابن سعد).




ۋمما يعين المسلم علےٰ سلامـۃ صدره ۋلسانـﮧ


ٺجاه إخۋانـﮧ : اللجۋءُ إلےٰ اللـﮧ عز ۋجل ۋسؤالُهُ ذلگ


بصدق وإخ‘ـلاص ، ۋالنظرُ في العۋاقب الح‘ـميدة والنٺائج‘


المبارگـۃ في الدنيا ۋالآخرة المٺرٺبـۃ علےٰ ذلگ ، ۋگذلگ


النظرُ في العۋاقب السيئـۃ ۋالنٺائج الۋخيمـۃ الٺي يج‘ـنيها


ويحـصِّلها من گان في قلبـﮧ غل أۋ حـقد أۋ ح‘ـسد أۋ نحـو ذلگ .


ۋقد ثبٺ عن النبي صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ ۋسلم في أدعيـۃٍ


گثيرة أُثِرَٺ عنـﮧ سؤالُ اللـﮧ هدايـۃ القلب ۋسلامٺـﮧ ۋثباٺـﮧ ؛


گقولـﮧ صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ وسلم : (((اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا


وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا))(رۋاه مسلم)، ۋقۋلـﮧ :


(((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ))(رۋاه الٺرمذي)


، ۋقۋله: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))


(رۋاه الٺرمذي)، وقۋله: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا))(رۋاه البخاري).




ألا فلنغٺنم هذا الشهر المبارگ لعلاج أمراض القلۋب


ۋالألسن ۋلنحـرص گل الحـرص علےٰ طهارٺها وسلامٺها


؛ لأن بسلامٺها ٺسلم للمرء نفسـﮧ ۋدينـﮧ ۋدنياه ، ۋبفسادها


يفسد الدين ۋالدنيا ، ۋلقد علَّمنا رسۋلنا صلےٰ اللـﮧ عليـﮧ


ۋسلم دعاءً عظيماً يقولـﮧ المسلم في صباحــﮧ ۋمسائـﮧ


ۋإذا أوى إلےٰ فراشـﮧ ، يسٺعيذ فيـﮧ المرء باللـﮧ من


مصدري الشر اللذين يصدر عنهما ۋمن الغايٺين اللٺين


يؤدي إليهما أحـد هذين المصدرين أۋ گلاهما ؛


رۋى الٺرمذي ۋأبۋ داۋد من ح‘ـديث أبي هريرة


رضي اللـﮧ عنـﮧ ((أَنَّ أَبَا بَگْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ


عَنْهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِگَلِمَاٺٍ أَقُۋلُهُنَّ إِذَا


أَصْبَحـْٺُ ۋَإِذَا أَمْسَيْٺُ ؟ قَالَ : قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ


السَّمَوَاٺِ ۋَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ ۋَالشَّهَادَـۃِ رَبَّ گُلِّ شَيْءٍ


وَمَلِيگَهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْٺَ أَعُۋذُ بِگَ مِنْ


شَرِّ نَفْسِي ۋَشَرِّ الشَّيْطَانِ ۋَشِرْگِهِ قَالَ قُلْهَا إِذَا


أَصْبَحـْٺَ ۋَإِذَا أَمْسَيْٺَ ۋَإِذَا أَخَذْٺَ مَضْجَعَگَ))(أبۋ داۋد) ،


ۋفي رۋايـۃ أخرى: ((ۋَأَنْ أَقْٺَرِفَ عَلَےٰ نَفْسِي سُۋءًا


أَۋْ أَجُرَّهُ إِلَےٰ مُسْلِمٍ)) (رۋاها الٺرمذي).


فٺضمن هذا الح‘ـديث العظيم الاسٺعاذة باللـﮧ من الشر


ۋأسبابـﮧ وغايٺـﮧ ؛ فإن الشر گلـﮧ إما أن يصدر من النفس


أو من الشيطان ، فاسٺعاذ باللـﮧ منهما في قۋلـﮧ : (((أَعُوذُ بِكَ


مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ)) ، وغايـۃ الشر


إما أن ٺعۋد علےٰ العامل نفسـﮧ أۋ علےٰ أخ‘ـيـﮧ المسلم


فاسٺعاذ باللـﮧ من ذلگ بقۋله: ((وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي


سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ)) ، فللـﮧ ما أگملـﮧ من دعاء


ۋما أعظم مقاصده ۋأرۋع دلالاٺـﮧ ، ۋما أج‘ـمل


أن يۋظفـﮧ الصائم في أذگار صباح‘ــﮧ ۋمسائـﮧ ۋعند نۋمـﮧ


في هذا الشهر المبارگ وفي سائر أيام عمره .



اللهم إنا نسألگ قلۋباً خاشعـۃ ، ۋألسناً ذاگرة ، ۋنفۋساً


طائعـۃً مطمئنـۃ ، ۋنعوذ بگ اللهم من شرۋر أنفسنا


ۋسيئاٺ أعمالنا ، ۋنعۋذ بگ من شر الشيطان ۋشرگـﮧ


ۋأن نقٺرف علےٰ أنفسنا سۋءً أۋ نج‘ـرُّـﮧ إلےٰ أحـد من المسلمين.


وفي الخٺام أۋد شُگر گل من ساعدني علےٰ طرحـ هذا المۋضۋع


أشگر المصمم :: мσσηу-σтαкυ


ۋالمنسق :: ѕнιяσ


طرح‘ المۋضوع :: Саске


اسٺۋدعگم اللـﮧ الذي لاٺضيع ودائعـﮧ




المصدر :: هنــــا