العلامة العالم الشيخ محمد بن صالح العثيمين

بسم اللـہ الرحمن الرحيم

السلام عليڪم ورحمۃ اللـہ وبرڪاتـہ

ڪيف حال أعضاء وزوار منتدى العاشق

أسأل اللـہ أن يرزقنا العلم والعمل معاً.

إن الحمد للـہ نحمده ونستعينـہ ونستغفره، ونعوذ باللـہ من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده اللـہ فلا مضل لـہ، ومن يضلل فلا هادي لـہ

والحمد للـہ الذي أخرجنا بالإسلام من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفۃ والعلم ، ومن
وحول الشهوات إلى جنات القربات ، والحمد للـہ الذي أنزل على عبده الڪتاب ولم يجعل لـہ
عوجا ، وشرع الإسلام وجعل لـہ منهجاً

وأعز أرڪانـہ على من غالبـہ ، فجعلـہ أمناً لمن تمسڪ بـہ ، وسلماً لمن دخلـہ، وبرهاناً لمن
تڪلم بـہ ، وشاهداً لمن خاصم عنـہ ، ونوراً لمن استضاء بـہ ، وفهماً لمن عقل ، ولباً لمن
تدبر ، وآيةً لمن توسم ، وتبصرةً لمن عزم ، وعبرۃ لمن اتعظ ، ونجاۃ لمن صدق ، وثقۃ لمن
توڪل ، وراحۃ لمن فوض ، وجنۃ لمن صبر

وأشهد أن لا إلـہ إلا اللـہ، وحده لا شريڪ لـہ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولـہ، أرسلـہ بدين
الهدى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأنار بـہ سبل الخير، ودروب الرشاد، فأمات الڪفر
والضلالات، ومحا الزيغ والهوى، وأحيا السنن، وأمات البدع، عليـہ الصلاۃ والسلام، وعلى آلـہ
وصحابتـہ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.

هو صاحب الفضيلۃ الشيخ العالم المحقق, الفقيـہ المفسّر, الورع الزاهد، محمد ابن صالح بن
محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين من الوهبۃ من بني تميم.

ولد في ليلۃ السابع والعشرين من شهر رمضان المبارڪ عام 1347هـ في عنيزۃ – إحدى مدن
القصيم – في المملڪۃ العربيۃ السعوديۃ.

ألحقـہ والده – رحمـہ اللـہ تعالى – ليتعلم القرآن الڪريم عند جدّه من جهۃ أمـہ المعلِّم عبد
الرحمن بن سليمان الدامغ – رحمـہ اللـہ -, ثمَّ تعلَّم الڪتابۃ, وشيئًا من الحساب, والنصوص

الأدبيۃ في مدرسۃ الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الدامغ – حفظـہ اللـہ -, وذلڪ قبل أن يلتحق
بمدرسۃ المعلِّم علي بن عبد اللـہ الشحيتان – رحمـہ اللـہ – حيث حفظ القرآن الڪريم عنده
عن ظهر قلب ولمّا يتجاوز الرابعۃ عشرۃ من عمره بعد.

وبتوجيـہ من والده – رحمـہ اللـہ – أقبل على طلب العلم الشرعي، وڪان فضيلۃ الشيخ
العلامۃ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمـہ اللـہ – يدرِّس العلوم الشرعيۃ والعربيۃ في
الجامع الڪبير بعنيزۃ, وقد رتَّب اثنين (1) من طلبتـہ الڪبار؛ لتدريس المبتدئين من الطلبۃ,
فانضم الشيخ إلى حلقۃ الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع ـ رحمـہ اللـہ ـ حتى أدرڪ
من العلم في التوحيد, والفقـہ, والنحو ما أدرڪ.

ثم جلس في حلقۃ شيخـہ العلامۃ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمـہ اللـہ, فدرس عليـہ
في التفسير, والحديث, والسيرۃ النبويۃ, والتوحيد, والفقـہ, والأصول, والفرائض, والنحو, وحفظ
مختصرات المتون في هذه العلوم.

ويُعدّ فضيلۃ الشيخ العلامۃ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمـہ اللـہ – هو شيخـہ الأول؛ إذ
أخذ عنـہ العلم؛ معرفةً وطريقةً أڪثر مما أخذ عن غيره, وتأثر بمنهجـہ وتأصيلـہ, وطريقۃ
تدريسـہ، واتِّباعـہ للدليل.

وعندما ڪان الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان – رحمـہ اللـہ – قاضيًا في عنيزۃ قرأ عليـہ
في علم الفرائض, ڪما قرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي – رحمـہ اللـہ – في النحو
والبلاغۃ أثناء وجوده مدرّسًا في تلڪ المدينۃ.

ولما فتح المعهد العلمي في الرياض أشار عليـہ بعضُ إخوانـہ (2) أن يلتحق بـہ, فاستأذن
شيخَـہ العلامۃ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمـہ اللـہ – فأذن لـہ, والتحق بالمعهد عامي
1372 – 1373هـ.

ولقد انتفع – خلال السنتين اللّتين انتظم فيهما في معهد الرياض العلمي – بالعلماء الذين
ڪانوا يدرِّسون فيـہ حينذاڪ ومنهم: العلامۃ المفسِّر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي,
والشيخ الفقيـہ عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد, والشيخ المحدِّث عبد الرحمن الإفريقي –
رحمهم اللـہ تعالى -.

وفي أثناء ذلڪ اتصل بسماحۃ الشيخ العلامۃ عبد العزيز بن عبد اللـہ بن باز – رحمـہ اللـہ -,
فقرأ عليـہ في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيميۃ, وانتفع بـہ
في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنۃ بينها, ويُعدُّ سماحۃ الشيخ عبد
العزيز بن باز – رحمـہ اللـہ – هو شيخـہ الثاني في التحصيل والتأثُّر بـہ.

ثم عاد إلى عنيزۃ عام 1374هـ وصار يَدرُسُ على شيخـہ العلامۃ عبد الرحمن بن ناصر
السعدي, ويتابع دراستـہ انتسابًا في ڪليۃ الشريعۃ, التي أصبحت جزءًا من جامعۃ
الإمام محمد بن سعود الإسلاميّۃ, حتى نال الشهادۃ العاليۃ.

توسَّم فيـہ شيخـہ النّجابۃ وسرعۃ التحصيل العلمي فشجّعـہ على التدريس وهو ما زال طالبًا
في حلقتـہ, فبدأ التدريس عام 1370هـ في الجامع الڪبير بعنيزۃ.
ولمّا تخرَّج من المعهد العلمي في الرياض عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي بعنيزۃ عام 1374هـ.

وفي سنۃ 1376هـ توفي شيخـہ العلاّمۃ عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمـہ اللـہ تعالى –
فتولّى بعده إمامۃ الجامع الڪبير في عنيزۃ, وإمامۃ العيدين فيها, والتدريس في مڪتبۃ عنيزۃ
الوطنيۃ التابعۃ للجامع؛ وهي التي أسسها شيخـہ – رحمـہ اللـہ – عام 1359هـ.

ولما ڪثر الطلبۃ, وصارت المڪتبۃ لا تڪفيهم؛ بدأ فضيلۃ الشيخ - رحمـہ اللـہ – يدرِّس في
المسجد الجامع نفسـہ, واجتمع إليـہ الطلاب وتوافدوا من المملڪۃ وغيرها حتى ڪانوا يبلغون
المئات في بعض الدروس, وهؤلاء يدرسون دراسۃ تحصيل جاد, لا لمجرد الاستماع, وبقي
على ذلڪ, إمامًا وخطيبًا ومدرسًا, حتى وفاتـہ – رحمـہ اللـہ تعالى -.

بقي الشيخ مدرِّسًا في المعهد العلمي من عام 1374هـ إلى عام 1398هـ عندما انتقل إلى
التدريس في ڪليۃ الشريعۃ وأصول الدين بالقصيم التابعۃ لجامعۃ الإمام محمد بن سعود
الإسلاميۃ, وظل أستاذًا فيها حتى وفاتـہ- رحمـہ اللـہ تعالى -.

وڪان يدرِّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والإجازات
الصيفيۃ منذ عام 1402هـ , حتى وفاتـہ – رحمـہ اللـہ تعالى-.

وللشيخ – رحمـہ اللـہ – أسلوب تعليمي فريد في جودتـہ ونجاحـہ, فهو يناقش طلابـہ ويتقبل
أسئلتهم, ويُلقي الدروس والمحاضرات بهمَّۃ عاليۃ ونفسٍ مطمئنۃ واثقۃ, مبتهجًا بنشره للعلم
وتقريبـہ إلى الناس.

ظهرت جهوده العظيمۃ – رحمـہ اللـہ تعالى – خلال أڪثر من خمسين عامًا من العطاء والبذل
في نشر العلم والتدريس والوعظ والإرشاد والتوجيـہ وإلقاء المحاضرات والدعوۃ إلى اللـہ –
سبحانـہ وتعالى -.

ولقد اهتم بالتأليف وتحرير الفتاوى والأجوبۃ التي تميَّزت بالتأصيل العلمي الرصين, وصدرت لـہ
العشرات من الڪتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات والمقالات, ڪما صدر
لـہ آلاف الساعات الصوتيۃ التي سجلت محاضراتـہ وخطبـہ ولقاءاتـہ وبرامجـہ الإذاعيۃ ودروسـہ
العلميۃ في تفسير القرآن الڪريم والشروحات المتميزۃ للحديث الشريف والسيرۃ النبويۃ
والمتون والمنظومات في العلوم الشرعيۃ والنحويۃ.

وإنفاذًا للقواعد والضوابط والتوجيهات التي قررها فضيلتـہ – رحمـہ اللـہ تعالى – لنشر مؤلفاتـہ,
ورسائلـہ, ودروسـہ, ومحاضراتـہ, وخطبـہ, وفتاواه ولقاءاتـہ, تقوم مؤسسۃ الشيخ محمد بن
صالح العثيمين الخيريۃ – بعون اللـہ وتوفيقـہ - بواجب وشرف المسؤوليۃ لإخراج ڪافۃ آثاره
العلميۃ والعنايۃ بها.

وبناءً على توجيهاتـہ – رحمـہ اللـہ تعالى – أنشئ لـہ موقع خاص على شبڪۃ المعلومات
الدوليۃ (3)، من أجل تعميم الفائدۃ المرجوۃ – بعون اللـہ تعالى – وتقديم جميع آثاره العلميۃ
من المؤلفات والتسجيلات الصوتيۃ.

لى جانب تلڪ الجهود المثمرۃ في مجالات التدريس والتأليف والإمامۃ والخطابۃ والإفتاء
والدعوۃ إلى اللـہ – سبحانـہ وتعالى – ڪان لفضيلۃ الشيخ أعمال ڪثيرۃ موفقۃ منها ما يلي:

◈ · عضوًا في هيئۃ ڪبار العلماء في المملڪۃ العربيۃ السعوديۃ من عام 1407هـ إلى وفاتـہ.
◈· عضوًا في المجلس العلمي بجامعۃ الإمام محمد بن سعود الإسلاميۃ في العامين الدراسيين
1398 – 1400هـ.

◈· عضوًا في مجلس ڪليۃ الشريعۃ وأصول الدين بفرع جامعۃ الإمام محمد بن سعود الإسلاميۃ
في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدۃ فيها.

◈· وفي آخر فترۃ تدريسـہ بالمعهد العلمي شارڪ في عضويۃ لجنۃ الخطط والمناهج للمعاهد
العلميۃ, وألّف عددًا من الڪتب المقررۃ بها.

◈· عضوًا في لجنۃ التوعيۃ في موسم الحج من عام 1392هـ إلى وفاتـہ – رحمـہ اللـہ تعالى
– حيث ڪان يلقي دروسًا ومحاضرات في مڪۃ والمشاعر, ويفتي في المسائل والأحڪام
الشرعيۃ.

◈ · ترأس جمعيۃ تحفيظ القرآن الڪريم الخيريۃ في عنيزۃ من تأسيسها عام 1405هـ إلى
وفاتـہ.

◈ · ألقى محاضرات عديدۃ داخل المملڪۃ العربيۃ السعوديۃ على فئات متنوعۃ من الناس,
ڪما ألقى محاضرات عبر الهاتف على تجمعات ومراڪز إسلاميۃ في جهات مختلفۃ من العالم.

◈ · من علماء المملڪۃ الڪبار الذين يجيبون على أسئلۃ المستفسرين حول أحڪام الدين
وأصولـہ عقيدۃ وشريعۃ، وذلڪ عبر البرامج الإذاعيۃ من المملڪۃ العربيۃ السعوديۃ وأشهرها
برنامج «نور على الدرب».

◈· نذر نفسـہ للإجابۃ على أسئلۃ السائلين مهاتفـہ ومڪاتبۃ ومشافهۃ.
· رتَّب لقاءات علميۃ مجدولۃ, أسبوعيۃ وشهريۃ وسنويۃ.
◈· شارڪ في العديد من المؤتمرات التي عقدت في المملڪۃ العربيۃ السعوديۃ.

◈ · ولأنـہ يهتم بالسلوڪ التربوي والجانب الوعظي اعتنى بتوجيـہ الطلاب وإرشادهم إلى
سلوڪ المنهج الجاد في طلب العلم وتحصيلـہ, وعمل على استقطابهم والصبر على
تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددۃ, والاهتمام بأمورهم.

◈· وللشيخ – رحمـہ اللـہ – أعمال عديدۃ في ميادين الخير وأبواب البرّ ومجالات الإحسان إلى
الناس, والسعي في حوائجهم وڪتابۃ الوثائق والعقود بينهم, وإسداء النصيحۃ لهم بصدق
وإخلاص.

يُعَدُّ فضيلۃ الشيخ – رحمـہ اللـہ تعالى – من الراسخين في العلم الذين وهبهم اللـہ – بمنّـہ
وڪرمـہ – تأصيلاً ومَلَڪۃ عظيمۃ في معرفۃ الدليل واتباعـہ واستنباط الأحڪام والفوائد من
الڪتاب والسنّۃ, وسبر أغوار اللغۃ العربيۃ معانِيَ وإعرابًا وبلاغۃ.

ولما تحلَّى بـہ من صفات العلماء الجليلۃ وأخلاقهم الحميدۃ والجمع بين العلم والعمل أحبَّـہ
الناس محبۃ عظيمۃ, وقدّره الجميع ڪل التقدير, ورزقـہ اللـہ القبول لديهم واطمأنوا لاختياراته
الفقهيۃ, وأقبلوا على دروسـہ وفتاواه وآثاره العلميۃ, ينهلون من معين علمـہ ويستفيدون من
نصحـہ ومواعظـہ.

وقد مُنح جائزۃ الملڪ فيصل – رحمـہ اللـہ – العالميۃ لخدمۃ الإسلام عام 1414هـ, وجاء في
الحيثيات التي أبدتها لجنۃ الاختيار لمنحـہ الجائزۃ ما يلي:

▣ أولاً: تحلِّيـہ بأخلاق العلماء الفاضلۃ التي من أبرزها الورع, ورحابۃ الصدر، وقول الحق, والعمل
لمصلحۃ المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم.

▣ ثانيًا: انتفاع الڪثيرين بعلمـہ؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.
▣ ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامۃ النافعۃ في مختلف مناطق المملڪۃ.
▣ رابعًا: مشارڪتـہ المفيدۃ في مؤتمرات إسلاميۃ ڪثيرۃ.

▣ خامسًا: اتباعـہ أسلوبًا متميزًا في الدعوۃ إلى اللـہ بالحڪمۃ والموعظۃ الحسنۃ, وتقديمـہ
مثلاً حيًّا لمنهج السلف الصالح؛ فڪرًا وسلوكًا.

لـہ خمسۃ من البنين, وثلاث من البنات, وبنوه هم: عبد اللـہ, وعبد الرحمن, وإبراهيم,

وعبد العزيز, وعبد الرحيم.

تُوفي – رحمـہ اللـہ – في مدينۃ جدّۃ قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال
عام 1421هـ, وصُلِّي عليـہ في المسجد الحرام بعد صلاۃ عصر يوم الخميس, ثم شيّعتـہ تلڪ
الآلاف من المصلّين والحشود العظيمۃ في مشاهد مؤثرۃ, ودفن في مڪۃ المڪرمۃ.

وبعد صلاۃ الجمعۃ من اليوم التالي صُلِّي عليـہ صلاۃ الغائب في جميع مدن المملڪۃ العربيۃ
السعوديۃ.

رحم اللـہ شيخنا رحمۃ الأبرار, وأسڪنـہ فسيح جناتـہ, ومَنَّ عليـہ بمغفرتـہ ورضوانـہ, وجزاه
عما قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا.

وفي الختام أود شُڪر ڪل من ساعدني على طرح هذا الموضوع..

أشڪر المصمم :: ŚǿƒЯέẍ»°• و E X P I R E D

والمنسق :: ليـہ يا حلم

طرح الموضوع :: Саске

استودعڪم اللـہ الذي لاتضيع ودائعـہ

المصدر :: هنــــا

بنر الموضوع ..