فجر يناير - الفعالية الأولى لمسابقة إيماءات صورة

فجر يناير

منظرُ مكتبي المهترئ، يبّس كتفيَّ ما تذكرت ساعات الجلوس الطويلة.
يالله! ... حسابُ الأيام أهلكني!
"كم بقيَ حتى أصل؟" يسأل جسدي وكأنه في سباق.
ويقصفه عقلي "حتمٌ على الأهداف.. كونها متعبة!"


**
أوه! ... أشرقت الشمسُ،
رمقتُها مستغربة، وكأنها تستأذن ما حلّت في سمائي.
ولم يسبق لها.
في الحقيقة،
ليس غريبًا ألّا أُدرك بزوغها، والإضاءة لا تقوى أن تتجاوز حالتها قوّة.
غيرَ أن لافتة الصباحِ كانت دومًا "الساعة!"


**
أسدل الستائر شاحبة اللون.
وأغوص في أعماق الوادي ... عندما كنت حرّة بلا هموم
أسير كسيل جارف، في وادي الذكريات ... كم مضى؟
نسيتُ شكل إطار نافذة غرفتي. الذي حفظت شكله ...
وأنا أجعلهُ إطاري للسماء !
فقدتُ ذكرى قوس المطر شاقِ الجبال بلمعته الفريدة.
فقدت الكثير ...
لكنـ ... يكفي الذكريات، أن تنام عندما ننام !


**
ما هذا الصوت؟!
طرقاته تتعمد أن توقظ حواسي بعنف!
لكن.. لحظة !!
أليس هذا صوت قطرات المطر؟
أحبو كطفلٍ لا تحمله الأقدام صوب النافذة،
أزيل جزءًا من الستائر،
تدمعُ عينايَ من الضوء الساطع... أو من الفرح؟


**
يا الله!
قطراتُ الماء قد بللت نافذتي بالكامل!
هذا ساحر!
التكثّفُ جعل زجاج النافذة لوحة تناديني.
تداعبني... وتطمس كل ما أرسم.
وكأنها، تطرّز نفسها فورًا بالذكريات.


**
الهواء الرطب، قطرات المطر الهاربة من دفع الرياح.
كلها تلامس وجهي المتعب... بحنيّة
تتغلغل داخلي، لتنعشني!
تذكرت حينها،
كم أحب الأيام الماطرة.


**
سابقتُ خطواتي،
لم أكن أعلم بأن دَرَج السكن بهذا القِصر!
همومي، أثقلت صعودي .. ونزولي!
ولطالما اعتقدت أن هذا الدرج طويل للغاية ...
ثلاث سنين أظلمكَ يا درج!
.. ولا يهُم!


**
أغمضت عينيّ لأستمع لتلك الموسيقى،
كانت عذبة ... كأعزوفة من الخيال.
لحنٌ من قطرات المطر
على أسطح صارت أدواتَ طربٍ مختلفة.


**
الجو قارس البرودة إلا أن قلبي يشعر بالدفء!
بحنان المطر،
وأخذت تلك الذكريات المُنعشة...
تتسابق في رأسي.


**
كان المطرُ رفيق الطريق ما أنهينا المدرسة.
كم أبغضه وجه أمي القلق،
أدركتُ هذا من المرات التي أراها واقفة أمام عتبة المنزل!
وهي حاملة تلك المظلة الزرقاء التي أهديتها إياها،
منتظرة عودتي سالمة من المدرسة،


**
عندما أخرج للعب مع أخوتي
في باحة منزلنا بداية كل سقوطٍ للمطر.
ومع الكثير من ذكريات فصليّ الشتاء والربيع.


**
تقدمت بخطوات حذرة
حتى أصبحت تمامًا تحت مرأى من الغيوم،
اشتدّ المطر وإذ بخصلاتٍ من شعري تغطي وجهي،
تبللت تمامًا،
لكني لستُ مستاءة،
قضيت كل لحظات المطر وأنا واقفة تحته.


**
عندما أدركت أنه توقف أسرعت بالدخول للمبنى
والصعود إلى غرفتي في الطابق الثالث،
"أظن بأنه قد تشكّل بالفعل"


**
لم يملأ عقلي في تلك اللحظات إلا هذه الجملة،
فتحت باب غرفتي، يا لها من فوضى!
نعم لقد نسيت النافذة مفتوحة،
لكن هذا لا يهم الآن،
اقتربت منها وأطلقت بصري للأفق،
إنني أراه!


**
قوس المطر
زينةُ سمائي الصافية،
قلبي يتراقص بهجةً بهذه الألوان،
تشكّلت لوحة من لوحات بديع الخالق!
سبحانه

**
ظللت واقفةً أتأمّله حتى تلاشى ببطء،
دقّت ساعة الحائط، كم الساعة الآن؟
.. يا إلهي إنها الثامنة صباحًا !
لقد أضعت ساعات نومي كيف لي أن...
لحظة واحدة،
أنا في الحقيقة لستُ نادمة،
أشعر أن روحي قد تجددت!
أني مُنحت طاقةً أكثر من التي يمنحني إياها النوم.
حسنًا سأتجاهل ضميري هذه المرة وأجفف نفسي وأكمل دراستي الآن.


**
لم يكد يحل المساء إلا ووقع رأسي بقوة فوق مكتبي العتيق،
لستُ ناعسةً فحسب،
بل أنا مصابة بالزكام أيضًا!
ضحكت بسخرية،
لا بأس لستُ نادمة أيضًا،
الآن سيتوجب عليّ الراحة ليومين عالأقل،
لأريح جسمي المرهق وأعيد ترتيب أفكاري تجاه عدة أمور.

---

التعديل الأخير تم بواسطة Maro.Chan ; 08-23-2016 الساعة 05:15 PM