08-28-2016, 08:29 PM
|
|
الـإشراف العآم ..
|
|
رقـم العضويــة: 242839
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 25,232
نقـــاط الخبـرة: 8489
Twitter :
Deviantart :
|
|
زخةُ مطر |●|مسابقة ايماءات صورة |●|
:
جلستُ على السفحِ ..
أسمعُ معزوفَةً ربّانية من حنجرةِ الطبيعة
خرير ,هديل ,زقزقةُ العصافير لحنٌ يفوق موسيقى بتهوفن وشتراوس
أراقبُ الريحَ تتنقلُ بحرڪةٍ خفيفة وملفتة ڪراقصةٍ شرقية بينَ الوادي وقمّة الجبل
وڪلُّ مافي دربها يتمايلُ سڪراً لها وبِها.. منظرٌ ڪهذا يا عزيزي يخطفكَ إلى هُناك
حيثُ تُصمُّ مسامعك!! أرخي ڪتفيكَ وإستشعر أناملَ حوريةٍ من عنصرِ الهواء بعطرٍ
ملكي تداعبُ خديكَ مروراً برموشكَ وتنتفضُ عندَ الوصولِ الـى شعركَ لتبعثرهُ بشقاوة
تضحكُ هيَّ وتسڪنُ الطبيعة..أعد صياغة المشهد في مخيلتك ! هل رحلت ؟؟
عبثاً تحاولُ الفرارَ من واقعك, فكلمّا ارخيتَ وترَ الأحزان باغتتكَ الذاڪرة بموجةِ هائجة
ترتطمُ بشواطئ قلبك ولكَ الحقُ في أن تضحكَ أو تبڪي ..
لهو سيآنٌ ما دمنا لا نفقهُ لشدّةِ جهلنا منهجاً للنسيان !
وعَن نفسي, بڪيتكِ شغفاً في جوفي ومزقتُ خواطراً سڪنها طيفكِ ثمَّ بعثرتُ الورق!
ثمَّ إنفجرتُ باڪياً منذ متى استعمرتني هذهِ العدوانية ؟ اعاديكِ في خاطري وحاضري
وأمسي وفي ڪلِّ مڪان وأحترقُ شوقاً في ذاتِ الوقتِ والآن ..لماذا ابڪي؟
بڪيتكِ إلى ان جفَّ حلقي وبَهتت أنفاسي ..بڪاءٌ ڪهذا يرهقُ حواسّي.. تنبهت!!
إن السماءَ اظلمت قليلاً وحزمةٌ من الغيومِ المثقلة بالأماني تجمعت فوقي ..احسستُ
برذاذٍ خفيفٍ وبارد!رفعتُ رأسي أحدق هناك ..فوق حيثُ يجدرُ بي أن أرى غيوماً لا غير
لڪن, ترتسمُ معالم وجهكِ وسطَ هذا الفضاءِ الواسع المَرمي أمامَ عيني! هل هذا نوعٌ
من السحرِ الأسود أضحكُ على نفسي! سألتكِ بصوتٍ يحتضر "ماذا ؟" وما إن نطقت
حتى راحت الزرقاءُ تجهشُ بڪاءً مثلي ..ڪفى فقد توقفتُ لتوّي ..
أغمضتُ عيني وصرختُ ڪفى
فردتها لي برقاً ورعداً.. هي تبكي وانا ابكي والرعدُ يصرخ وصوتي يعلو ويعلو ويعلو ألماً
ما اشدَّ تناقض الطبيعة.. ما أجملها تشبهكِ ڪثيراً, تذڪرني بكِ ڪثيراً ..
فأنتِ التي تسڪنُ الزجاجَ إذا ما زخَّ المطر والتي ترقصُ فرحاً إذا ما اثلجت السماء..
لڪنكِ تنڪمشينَ في السريرِ ڪالقطةِ اذا ما ابرقتْ خوفَ أن يسلبكِ الرعدُ سَمعكِ..
ڪنتُ أضحك وأقولِ عنكِ "بلهاء" لأجدني اليومَ أبلهَ منكِ ..أبلهٌ صرخ بوجهِ السماء !!
أصرخ علَّ الصدى يمزقُ ما تبقى منّي ربما حينها أفهمَ قولهم "ڪفاكَ عذاباً فالوقتُ
يجري وما رحلَ قد رحل"!
جميلتي, أخبريهم انكِ لا ترحلينَ
إن عطركَ الطبيعة ..وانكِ الفصول الاربعة في ساعةٍ ودقيقة
انكِ اذا ما ذهبتي لا ترحلين, انكِ الباقية الحاضرة في ڪلِّ رڪنٍ من اركانِ الذاڪرة
انكِ مرضُ عضال لا يُشفى إلا بجرعاتٍ "قدرية" من النسيان.
اخبريهم ..انكِ زخةُ مطر
مثلها ,فاتنة تُنسينهم اهوالَ عواصفكِ وفياضاناتكِ وجرائمكِ الرقيقة, يكفيك ان تتسلي
إلى مسامعهم منتعلةً خفّي المفاجأة وسطَ لحظة سڪون! لتكونِي سلطانةَ القلوب
علميهم ڪلَّ ما سبق
وإسمحي لي أن أدرس مناهجَ فنِّ التجاهل برويةٍ لأتعلم بدوري, ڪيفَ لي ان اداعبكِ
في ساعةِ حلمٍ ثمَّ انصرفُ لأعيشَ مرارةَ واقعي بوجهِ مشمسٍ لا تتڪلهُ غيومٌ مثقلة
المزاج..علّميهم أن لا يربطوكِ بالطبيعة وأن لا يبڪوا حرقةَ فقدانكِ معَ ڪلِّ زخةِ مطر.
:
:
:
:
:
التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-18-2016 الساعة 01:00 PM
|