اكتشف قوة التفكير التساؤلي ج2: أدوات التفكير التساؤلي

السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى أن تكونوا بألف خير وعافية
ُعدت لكم من جديد مع الجزء الثاني من الحديث عن التفكير التساؤلي
سأبدأ بتلخيص الفرق بين شخصيتي صاحب العقلية المتعلمة
وصاحب العقلية المصدرة للأحكام بهذه الصورة
هذا هو الفرق بينهما

صاحب العقلية المتعلمة يقف قليلاً ليُحلل الموقف ويُشخصه قبل اصدار الحكم
أما مُصدر الأحكام فيقفز مباشرةً لإطلاق الحكم على الأشياء
افصل ردود أفعالك عما يفعله الآخرين.
عندما نواجه أمراً ونضطر للتعامل معه من الضروري أن نتذكر أن لدينا
خيارات فيما يتعلق بكيفية الاستجابة له فيُمكننا أن نتصرف وحسب ونقفز لموقف مصدر الأحكام
أو التوقف لبرهة والتحقق من حالتنا المزاجية وملاحظة الأسئلة التي نطرحها ثم نختار مسار المتعلم
نحن نستخدم العقليتين بالتناوب وهذه هي طبيعة البشر
راجعواالجزء الأول لمعرفة المزيد
في هذا الجزء سأتناول أهم أدوات التفكير التساؤلي التي ستحولنا لشخصيات بعقلية مُتعلمة
وسأختم بذكر تطبيقات ومعوقات التفكير التساؤلي... فهيا بنا نكمل الرحلة

أول اداة للتفكير هي ذاتك الملاحظة

فكما ذكرت في تعريف التفكير التساؤلي أنه يقوم على الملاحظة أولاً ثم الاختيار
لذلك أنتم بحاجة لتطوير "الملاحظة" لديكم، وذاتكم الملاحظة تطرح سؤالاً واحداً في كل لحظة
"ما الذي يوجد الآن؟"
عند إجابتك على هذا السؤال ستتعلم كيفية التجرد من ذاتيك والنظر بموضوعية لأفكارك.
وستكتسب القدرة على التحلي بالثبات والهدوء مع نفسك والآخرين
كلما تطورت قدرتنا على الملاحظة زادت قدرتنا على تحمل المسؤولية عن أفكارنا وقل
خضوعنا لتحكم الآخرين أو الأحداث بنا.
تمرين بسيط:
عندما يرن جوالك في المرة القادمة ابقَ هادئاً ودعه يرن ولاحظ ردة فعلك لهذا الرنين.
لاحظ مشاعرك وأفكارك وحللها
:::
لتطبيق عملية الاختيار نحتاج لعملية تسمى
ABCC = Aware , Breathe, Curiosity, Choose
أو (وتفا) = الوعي ، التنفس، الفضول، الـاختيار
و= الوعي > أن تدرك الحقائق التي أمامك
ت= التنفس> تأخذ وقت للتفكير
ف= الفضول> تطرح أسئلة لمعرفة ابعاد الموقف
ا= الاختيار> تختار نوعية الأسئلة المتعلمة بعيداً عن اسئلة مُصدر الأحكام
:::
تذكر دائماً أن تفصل ردود أفعالك عما يفعله الآخرين وتذكر أن لديك خيارات
فيما يتعلق بكيفية الاستجابة فيُمكنك أن تتصرف وحسب وتقفز لموقف مصدر الأحكام
أو تتوقف لبرهة وتتحقق من حالتنا المزاجية وملاحظة الأسئلة التي تطرحها
على نفسك ثم تختار مسار المتعلم

أجل، شكك فيما تفترضه ولا تقبل إجابات غير مؤكدة
حتى تتفادي ارتكاب الأخطاء ومعاناة العواقب بسبب معلومات خاطئة أو غير كاملة
الافتراض يعني الاعتقاد أن الشيء صحيح بدون وجود أساس له في الواقع
والافتراض الخاطئ يدمر جهودنا، بينما طرح الأسئلة الجيدة هو أفضل وسيلة للكشف عن الجوانب الغامضة.
:::
استخدم قائمة الأسئلة المبطلة للافتراضات
ما الافتراض الذي أضعه عن نفسي؟
ما الافتراض الذي أضعه عن الآخر؟
ماذا افترضت في الماضي ولم يكن صحيحاً الآن؟
ماذا أفترض عن مصادري الحالية؟
ما افتراضي عما هو مستحيل وعما هو ممكن؟
:::
دائماً يكون الافتراض مرتبط بالناحية العاطفية لذلك يغلب عليه التحيز

تمرين بسيط:
راقب ردة فعلك العقلية وأول ما تفكر فيه كاستجابة للمواقف هل هو سؤال أم جملة؟
السؤال = معلومة جديدة الجملة = افتراض
الأسئلة هي الطريق الصحيح لكشف الغموض وليس الافتراض
:::
لو تأخر زميلك عن حضور الاجتماع المهم الذي حددته له سابقاً
فلا تفترض أنه نسي أو غير مهتم بل اطرح السؤال مباشرةً (لماذا تأخرت؟)
عليك أن تكون أكثر وعياً بأسئلتك الداخلية /أو التي تطرحها على الآخرين وتزيد من جودتها، وكميتها.
فأهمية الأسئلة تكمن في (جمع المعلومات / تحقيق الفهم والتعلم/ بناء العلاقات وتحسينها والمحافظة عليها/ التأكيد على أهمية الاستماع/
الحث على الإبداع والابتكار/ حل الخلافات/ تحقق التعاون/ وضع الأهداف وخطط العمل/استعراض أو انشاء الاحتمالات الجديدة)
:::
الأسئلة يجب أن تكون...
1/ بصيغة المتكلم "أنا/نحن"فأنت مسؤول عما تفعل فقط
2/تكون مفتوحة (كيف/من/لماذا...) ونبتعد عن الأسئلة المغلقة (هل)
:::

هنا لابد أن نتحدث عن العصف الذهني التساؤلي
وهو نوع من العصف الذهني لكن نبحث عن أسئلة جديدة بدل إجابات
العصف الذهني التساؤلي يُساعدك وفريقك لاكتشافك ما يجري من حولك واختبار الافتراضات المناسبة للحل.
يقوم العصف الذهني التساؤلي على 3 افتراضات أساسية:
1/النتائج العظيمة تبدأ بأسئلة عظيمة.
2/يمكن حل أكثر المشكلات بطرح العدد الكافي من الأسئلة
3/الأسئلة تفتح الأبواب المغلقة والسؤال الذي لم يُطرح باب مُغلق
:::
هذه أسئلة مساعدة في النجاح في أي موقف،
اطلع عليها وادمجها في تفكيرك المعتاد لتستعيدها وتكون عوناً لك في العثور على السؤال المناسب في موقفٍ معين
1/ ماذا أريد؟ 2/ما الخيارات التي أمامي؟ 3/ما الافتراضات التي أضعها؟
4/ما الذي أنا مسؤول عنه؟ 5/ماذا لو نظرت للأمر بطريقة أخرى؟
6/ بماذا يفكر الشخص المقابل؟ 7/ما الذي أحاول تفاديه أو تناسيه؟
8/ماذا يُمكنني أن أتعلم من هذا (الشخص/الموقف/ الخطأ/ التجربة/ النجاح...؟
9/ما الخطوات العملية المؤثرة التي يُمكنني فعلها؟ 10/ ما هو الممكن؟
11/ما هو السؤال المهم الآن لنفسي/ وللآخرين؟
12/كيف أجعل الجميع يربح؟

(راجع خريطة الاختيار في الجزء الأول)
لو أمسكت بنفسك وأنتَ في موقف مصدر الأحكام

فلا تخف لايزال الوقت مفتوحاً أمامك لطرح أسئلة متعلم لتفادي الوقوع في حفرة مصدر
الأحكام من خلال الأسئلة التحويلية "طريق الانقاذ"
نكرر "لا أحد يُمكنه تفادي الانزلاق إلى حفرة مُصدر الأحكام فهذه طبيعة البشر"،
لكن الجميل الآن أننا نُدرك أين نحن، وكيفية الخروج. باستخدام الأسئلة التحويلية
:::
وهذه بعض الأسئلة التحويلية المساعدة لنا
هل هذا ما أريد فعله؟
ما هي الحقائق التي أمتلكها؟
ما هي افتراضاتي التي وضعتها؟
ما الذي أنساه أو أتجنبه؟
كيف أكون أكثر موضوعية وصدقاً؟
بماذا يفكر الآخر أو ماذا يريد؟
هل يستحق هذا الأمر القتال عليه؟
ما الذي يستحق الانتباه في هذا الموقف؟
ما خياراتي الحالية؟
عند محاولة الإجابة على هذه الأسئلة راقب نفسك هل أنتَ تدافع عن
افتراضاتك بدل التحقق من صحتها؟
إن فعلت فأنتَ لا تزال مُصدر للأحكام وعليك التوقف فورا

راجع الجزء الأول
:::
استخدام خريطة الاختيار كدليل. فهي تقدم ملخص مرئي لفهم عقليتي المتعلم
ومصدر الأحكام ومن ثم ستُصبح واعياً بالأسئلة التي نطرحها ومعرفة كيفية
تغييرها لتحقيق أفضل النتائج.
هناك حكمة قديمة تقول: "شاهد واحداً وأدِ واحداً وعلِّم واحداً وستستفيد"
طبق على نفسك الآن وكُن معلماً

:::

نعم، فكما سبق وقلت "كلنا مُصدروا أحكام مُتعافون"
من الطبيعي أن تكون أول ردة فعلك هي اصدار الحكم،
لكن لا تُهدر الوقت بالتذمر من جانب مُصدر الأحكام في عقلك
سواء كنت تعمل مع فريق أو منفرداً من المهم تقبل جانب مُصدر الأحكام لديك،
والأهم هو مُمارسة جانب المتعلم عندها ستصبح أكثر وعياً وتقبلاً لعقلية مصدر
الأحكام التي تمتلكها أو التي لدى الآخرين.
فكلما زاد تقبلنا لهذا الجانب زادت حريتنا في قدرتنا على التمييز بين عقليتي المتعلم ومُصدر الأحكام
وأسئلة كلاً منهما. ومعرفة كيفية تأثيرهما في تفكيرك وأفعالك وعلاقاتك.
:::
يميل معظم البالغين لعدم التعاون والتنافس الشديد لأنهم يظنون أنهم
وصلوا لمرحلة عدم التعلم وإصدارالأحكام
لكن إصدار الأحكام ليس جائزة تحصل عليها بعد مشوار التعلم، والتعلم لا ينتهي في وقت

معين لأن الفرد الإيجابي سيبقى يتعلم كل يوم بل كل لحظة من عمره.

قد يتبادر للذهن سؤال في ماذا سأستخدم التفكير التساؤلي
برغم إنه قد سبقت الإجابة عليه
(في كل مجالات الحياة)
لكن هذه تطبيقات ذكرتها الدكتورة/مارلي آدمز في كتابها
وترجمتها لكم هنا


اضغط هنا لمشاهدتها بشكل أكبر ::: النسخة الإنجليزية ::: المصدر هنا

رغم روعة التفكير التساؤلي وفوائده الجمة
لكن له جوانب سلبية -رغم أني أراها إيجابية-
وأكبر عيوبه أنه يستغرق بعض الوقت عند تطبيقه -خاصة لمن لا يمتلك الخبرة-
يقل الوقت مع التمرس. لكن لايزال يستغرق وقتاً
أصحاب هذه العقلية يتميزون بتأخر ردة الفعل لأنهم يفكرون قبل العمل
فربما يصفهم البعض-ظلماً- أنهم بطيؤا الاستجابة، لكنهم يفوزون
عندما يتعلق الأمر بالمقالب فلا يقعون فيها بسهولة لأنهم متسائلين دائماً.
:::
كذلك تحتاج لمستوى عالٍ من الذكاء فلابد أن يُدرك الفرد ماهو السؤال الأهم
الذي يجب أن يُطرح؟
فربما لذلك نجدها أكثر تطبيقاً على مستوى القيادات في العمل

توجد كتب مترجمة جيدة منها كتاب "غير أسئلتك تتغير حياتك"
للدكتورة مارلي آدمز




المــــوقع

ختاماً أشكر الأخت B L U E B I R D للمساعدة في التصميم

ولجمعية العاشق الحرة -Қaito ҚiḒ- لتصميم البنر
وأشكركم جميعاً لقراءة هذا الموضوع الذي أحببت المساهمة فيه بهذا المنتدى الجميل
لنشر الفائدة عبر الانترنت، وأتمنى أن تكونوا قد استفدتم أنتم أيضاً.
:::
تذكروا أن
الأسئلة هي من تجلب الاجابات ولا توجد إجابات جاهزة "صحيحة"
لا يُمكنك أن تُساعد الأخرين وأنتَ تُلقي باللوم عليهم
إما أن تتحكم في جانب مصدر الأحكام فيك أو يتحكم هو فيك.

العمل من مجهودي بالكامل أرجو ذكر المصدر عند النقل

في أمان الله

---

التعديل الأخير تم بواسطة animo kun ; 09-17-2016 الساعة 04:59 AM سبب آخر: مميز =)